صور الأنبياء بتقنية الذكاء الاصطناعي تثير غضبًا
تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT
استحوذ الذكاء الاصطناعي على اهتمام الكثيرين حول العالم خلال العامين الأخيرين، وامتلأت منصات التواصل الاجتماعي بالصور التي تم تطويرها عبر هذه التقنية "الذكية" والتي توفر قوة معالجة موازية سريعة ورخيصة ودقيقة للواقع.
لكن على ما يبدو أن أحدهم اختار استخدام هذه التقنية بطريقة قد تسبب "إثارة الجدل" في أوساط ما تزال تحفظ بخصوصيتها وتمس مباشرة بقيمه الدينية والعقائدية.
يعتذر موقع البوابة عن نشر الصور المتداولة
صور الأنبياء بتقنية الذكاء الاصطناعيإذ شهدت منصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات القليلة الماضية موجة من الجدل سببها تداول مقطع فيديو يتضمن صورًا لمجموعة من الأنبياء والرسل والتي جرى تطويرها عبر تقنية الذكاء الاصطناعي.
واستقبل النشطاء في الوطن العربي الصور بانقسام شديد، بين من رفضها بشكلٍ قاطع مستندًا إلى أحكام وفتاوى سابقة تحرم تقمّص دور الأنبياء وكبار الصحابة في المسلسلات والأفلام.
واعتبر النشطاء الغاضبون أن تصوير الأنبياء والرسل عبر تقنية الذكاء الاصطناعي "منكر"، لأنه يُعد تمثيلًا لشخصيات اصطفاها الله للنبوة والرسالة، ولهم مكانة أعز من أن يتم تمثيلهم في صور تقنية قد يجري تداولها بشكل سيء في منصات التواصل الاجتماعي.
كما أشار عدد من النشطاء إلى أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد قال بأن الشيطان لا يتمثل به، فكيف للبعض أن يستخدم هذه التقنيات لتمثيل وجهه الكريم.
كما أكد النشطاء وجوب احترام الأنبياء جميعًا، لأنهم في منزلة ومرتبة واحدة وهي منزلة النبوة والرسالة؛ وإن تفاوت فضلهم عليهم الصلاة والسلام، وإذا كان الشيطان لا يتمثل بهم صوناً من الله لهم، وعصمة لسيرتهم بعد أن عصم ذواتهم ونفوسهم، فمن يتقمص شخصيتهم بالتمثيل يفتري عليهم وينسب إليهم الكذب بحاله ومقاله.
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
كيف غير الذكاء الاصطناعي شكل التصعيد بين إيران والاحتلال؟
في مواجهة التصعيد المتواصل بين إسرائيل وإيران، برز نوع جديد من الحروب لا يقاس بالقذائف والصواريخ، بل بصور وفيديوهات مزيفة تروج عبر الإنترنت وتنتج بتقنيات الذكاء الاصطناعي.
وأصحبت الوسائل الرقمية الحديثة أداة فاعلة في التضليل الإعلامي، حيث تثير البلبلة وتشوش على الحقائق على نطاق واسع.
ونشرت شركة "بلانيت لابس" الجمعة صورة فضائية توثق قاعدة صواريخ في كرمانشاه بإيران بعد الغارات الإسرائيلية، ولكن، بالتزامن مع ذلك، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي موجة من الصور والفيديوهات التي تعود في حقيقتها لأحداث مختلفة أو مزيفة بالكامل، ما يثير القلق حول قدرة الجمهور على التمييز بين الواقع والزيف.
وأكد خبراء من "ستانفورد إنترنت أوبزرفاتوري" أن تطور الذكاء الاصطناعي جعل من السهل صناعة محتوى بصري واقعي يصعب تمييزه عن الحقيقي، مثل صور الانفجارات أو مشاهد الدمار التي تستخدم أحياناً بشكل مضلل لتضخيم أرقام الضحايا أو حجم الدمار مصدر.
ولا يقتصر هذا النوع من التضليل على جهات معينة، بل يشمل أطرافاً رسمية وأخرى غير حكومية تسعى للتأثير على الرأي العام، سواء بإظهار انتصارات وهمية أو إحداث بلبلة في المشهد السياسي والعسكري.
بحسب "رويترز"، تم تداول صور ومقاطع فيديو تعود لأحداث قديمة أو لكوارث طبيعية في مناطق أخرى، وأُعيد استخدامها كدليل على الأحداث الراهنة، مما يعمق حالة عدم الثقة بين الجمهور مصدر.
هذه الحالة من التضليل تُصعّب عمل الصحفيين والباحثين الحقوقيين، إذ تصبح توثيقات الانتهاكات أقل موثوقية، ويزداد التشكيك في كل ما يُنشر، التحذيرات من "المجلس الأطلسي" تشير إلى أن هذا الفوضى الرقمية يمكن أن تزيد من تفاقم الأزمات، وتعطل جهود التفاوض والحلول السلمية .
رغم وجود أدوات متقدمة للكشف عن الصور والفيديوهات المزيفة، إلا أن صانعي المحتوى المزيف يتطورون باستمرار، ما يجعل المواكبة صعبة. وفق تقرير حديث من "اليونسكو"، تبقى الوسيلة الأهم في مكافحة التضليل هي وعي الجمهور وقدرته على التحقق من المعلومات وعدم الانجرار خلف كل ما يُنشر مصدر.
في ظل هذه المعركة الجديدة، بات الذكاء الاصطناعي ليس فقط مصدراً للتطور، بل سلاحاً يستخدم في الحروب الرقمية، يؤثر على الوعي الجمعي ويغير من قواعد الصراع التقليدية.