البوابة:
2025-07-31@06:42:27 GMT

تفسير حلم نزع القمل من الشعر للمتزوجة والحامل

تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT

تفسير حلم نزع القمل من الشعر للمتزوجة والحامل

إن عالم الأحلام واسعًا لا سقف لحدوده ولا يرتكز على أسس يمكن للفرد الحكم بناءً عليها، كما يحمل بين طياته عكس ما قد يعتقد فيه الحالم، لا سيّما في الرؤى الغير مستحسن أساسها في الواقع مثل القمل، فهو لمن أكثر الأشياء التي تقشعر لها الأبدان ويتسبب للأفراد بحال نفسية سيئة إذا اعترى شعر الرأس، لكن على الرغم منذ هذا تجدر الإشارة أن تفسير حلم نزع القمل من الشعر للمتزوجة يحمل العديد من التأويلات التي تدل أغلبها على الخير أكثر من النذر والتحذير وإن كان يشير إلى خير أيضًا بإعطاء فرصة لإعادة النظر في بعض الأمور.

تفسير حلم نزع القمل من الشعر للمتزوجة

قد يظن الكثير من السيدات أن رؤية القمل في المنام إشارة إلى أمور سيئة فقط قد تحدث في سير حياتها، إلا أن رؤية نزع القمل من الشعر للمتزوجة تأتي عكس ما هو متوقع، وفيما يلي أبرز التفسيرات لأشهر العلماء:

رؤية نزع القمل وعدم قتله إشارة تحذيرية أن تلك السيدة تفعل شيئًا مخالفًا للأخلاق والشرع.إذا رأت أن القمل الذي تنزعه يمشي على ثوبها، فهي دلالة محمودة فسيتقلد زوجها لمكانة مرموقة ورفيعة، كما أنها ستحظى بحياة زوجية سعيدة وستتحسن ظروفها حياتها.إذا كان القمل يعضها، فإنها رؤية تنذر من صعوبة الحال والفقر.إذا كان القمل موجودًا بكثرة في الشعر فهي إشارة إلى المرض والبؤس ولا بد من حسن الاستعانة والتوكل على الله تعالى لتخطي تلك المحنة.رؤية خروج القمل من شعرها قد يدل على سوء تصرفات زوجها ودفعها الثمن أمام الناس.كما يشير تفسير رؤية نزع القمل من الشعر للمتزوجة ووقوعه على ملابسها إلى فضح سر لها كانت تحاول إخفائه، أو يشير إلى توبتها إلى الله تعالى من أفعال سيئة ومحرمة كانت تقوم بها.قد تشير رؤية القمل إلى كثرة التفكير في الانفصال عن زوجها، أو وجود أشخاص سيئين حولها يحقدون عليها ويتمنون زوال الخير عنها، وعليها التصدي لهذا بمواظبة قراءة أذكار الصباح والمساء.ومن الدلالات الإيجابية لتفسير حلم نزع القمل من الشعر للمتزوجة تخلصها من الهموم والأحزان وشفائها من الأوجاع والأمراض.إذا كانت المتزوجة تعاني من العقم فتلك الرؤية تشير أن الله سينعم عليها بالذرية الصالحة.يشير تفسير حلم نزع القمل من الشعر للمتزوجة التي تشكي إلى الله دومًا ابنها وأفعاله الخاطئة، فإن حلم نزع القمل إشارة جيدة إلى هداية الله له.كما تشير رؤية القمل الكثير إلى خوفها على علاقتها مع زوجها أن حبه قد يقل مع الوقت.تفسير حلم نزع القمل من الشعر للمتزوجة وقتله

لقد أشار الكثير من العلماء إلى تفسير حلم نزع القمل من الشعر وقتله للمتزوجة وعلى رأسهم ابن سيرين وغيره من العلماء، حيث نوهوا على عدة تأويلات من أبرزها ما يلي:

إذا رأت أنها تقتل القمل في منامها، فهي بشرى إلى استقرار علاقتها مع زوجها بعد فترة خلاف.إذا كانت تخرج القمل من رأسها ولا تقتله، فهي إشارة إلى قلة وجود المال، مما قد يؤدي إلى التورط ببعض المشاكل لكنها ستنتهي خلال وقت قريب.إذا شعرت بألم في الرأس بسبب هذا القمل، قبل أن تقتله فهي تشير إلى وجود الأعداء حولها ويغتابونها مع الحاضرين، لكنها ستتخلص من معرفتهم قريبًا.إذا رأت القمل وقتلته في حلمها فقد تشير إلى التخلص من مشاكل ومصائب عديدة في حياتها وزوال الهموم.كما تشير رؤية قتل القمل إلى التخلص من شخص ضار في حياة المتزوجة.هي رؤية محمودة تشير إلى أن المرأة ذات إرادة قوية وتستطيع تدبير أمورها.تفسير حلم نزع القمل الأسود من الشعر للمتزوجة

إن القمل الأسود في المنام لمن الرؤى الغير محمودة والتي تدل من ناحية أخرى أن تفسير حلم القمل له إشارات متفاوتة من الحميدة والذميمة، ومن أشهر التفسيرات التي جاءت متعلقة بالقمل الأسود:

 إذا كانت تحاول قتله، فهو إشارة إلى مواجهتها بعض التعسر في تحسين حياتها وأحوالها الشخصية، وعدم وجود تفاهم ومرونة بينها وبين زوجها مما يؤدي إلى المشكلات بينهما.إذا رأت في منامها قملة واحدة باللون الأسود، فهي إشارة إلى وجود امرأة حسودة عليها وذات سمعة سيئة تحاول التقرب من زوجها وتملؤها الرغبة في تدمير حياتها.كما يدل القمل الأسود على إحاطة المتزوجة بخطر من أحد المقربين منها، ويجب عليها التركيز وأخذ الحيطة والحذر قدر المستطاع.يشير القمل الأسود في المنام إلى وجود النفاق والفساد والنميمة في حياة المتزوجة.تدل رؤيته إلى الصحبة السيئة التي تضر بحياة المرأة.إذا نزعت وقتلت القمل الأسود في المنام فإنها دلالة إيجابية على معرفة نقاط الضعف في أعدائها وقدرتها على التغلب عليهم.كما يشير نزعه والتخلص منه إلى التخلص من المشكلات النفسية التي كانت تحول بينها وبين سعادتها الزوجية.إذا كان على الملابس فهي رؤية محمودة تدل على تنقية الحالمة لنفسها من الذنوب التي كانت واقعة فيها والتخلص منها.تفسير حلم نزع القمل الأبيض من الشعر للمتزوجة

تختلف تأويلات تفسير حلم القمل في الشعر للمتزوجة والحامل إذا كان القمل باللون الأبيض، كما يتفاوت من امرأة لأخرى ومن شكل الحلم وما به من تفاصيل، وما تشعر به السيدة عند الاستيقاظ إن كانت تشعر بالراحة فهو خير وإن كان يضيق صدرها فهو شر وعليها الاستعاذة بالله منه، ومن أشهر ما جاء عن القمل الأبيض:

إذا رأت قملة بيضاء في شعرها تنتزعها فهي إشارة جيدة أنها امرأة تتمتع بشخصية قوية وذات سيرة طيبة بين الناس ومحبوبة بين الأقربين لها حيث تحاول دومًا معاونتهم والوقوف جانبهم.إذا كانت الرائية حامل فإنها إشارة إلى سير حملها على خير وتيسير أمر الولادة وأن المولود سيكون بخير.إذا كانت متزوجة غير حامل ورأت قملة بيضاء كبيرة فهي إشارة إلى حملها خلال وقت قريب.هي رؤية حميدة تشير إلى التخلص من ضغوطات الحياة والمشكلات في حياة المرأة.إذا كان القمل الأبيض على الثياب فإنه إشارة لوجود من يخدع ويكذب عليها في حياتها.تفسير حلم نزع القمل من الشعر للمتزوجة الحامل

لا شك أن بعض التأويلات المتعلقة بحلم نزع القمل تختلف من المتزوجة فقط عن المتزوجة الحامل، حيث يحمل لها من بين الإشارات ما هو متعلق بولادتها وسلامتها وسلامة جنينها وما إلى ذلك من الإشارات، كما يظهر في النقاط التالية:

إذا كان القمل في شعرها كثيرًا، فهي إشارة محمودة على تيسير ولادتها بإذن الله دون مشاكل.إذا قتلت كل القمل في شعرها، فتلك دلالة بقضائها على من يغتابها ويعاملها بسوء.كما تشير رؤيتها لنزع القمل وقتله في المنام إلى حياة مليئة بالسعادة والخير والبركات، وولادة ولد صالح بإذن الله.

تعرفنا خلال المقال على تفاوت التأويلات في تفسير حلم نزع القمل من الشعر للمتزوجة ما بين الدلالات الطيبة والتحذيرات وتوخي الحذر خاصةً من المحيطين لمعرفة عدوك من صديقك، علمًا بأنه أولًا وآخرًا يجب الاستعانة بالله وحسن التوكل عليه وإحسان الظن في قضائه وقدره فهو علام الغيوب.

المصدر: البوابة

كلمات دلالية: إلى التخلص من فی المنام القمل فی إذا کانت تشیر إلى إذا رأت القمل ا

إقرأ أيضاً:

فلسفة الذم والشتائم في الأدب.. كيف تحوّل الذم إلى غرض شعري؟

ما الذي يدعو الإنسان إلى شتم الآخرين؟ هل جربت أن تسأل نفسك عن أسباب الراحة النفسية التي تجدها أحيانًا بعد شتم أحد أساء إليك؟ هل فكرت بالكلمات التي تتلفظ بها عند الشتم؟ ما مصدرها وكيف تسربت إلى عقلك واستقرت في خلدك وخرجت على لسانك في تلك اللحظة العصبية بالذات؟ هل تعلم أن لعائلتك ومحيطك الباع الأكبر في تشكيل معجمك الذي تهرع إليه عند الحاجة إلى الشتم؟ وهل تعلم أن للشتم وألفاظه وأساليبه أسبابًا خفية تتعلق بماضيك وطفولتك وبيئتك ومجتمعك وأصدقائك؟

إن الناظر في أدبنا العربي بشقيه شعرًا ونثرًا يجد أن الشتم والهجاء احتل مساحة واسعة فيه، لكن أساليبه اختلفت بحسب الشخص والمخاطب والواقعة والمناسبة. لنلقِ نظرة على فلسفة الشتم وتجلياته في الشعر العربي في العصور القديمة. وفي الفرق بين السب والشتم قال أبو هلال العسكري: "إن الشتم تقبيح أمر المشتوم بالقول، وأصله من الشتامة وهو قبح الوجه ورجل شتيم قبيح الوجه، والسبّ هو الإطناب في الشتم والإطالة فيه".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2من بغداد إلى القاهرة.. دروس الروح الأدبية في منافسات الشعراءlist 2 of 2الأكاديمي العراقي عبد الصاحب مهدي: ترجمة الشعر إبداع يهزم الآلةend of list ما سيكولوجية الشتم؟

يعرف الشتم بالسَّبِّ أيضًا، وهو استخدام كلمات نابية أو مهينة غير لائقة وغير مقبولة اجتماعيا، للتعبير عن الغضب والاستياء، أو الألم، أو للتندر والفكاهة أحيانًا.

وعلى الصعيد النفسي يُفسر الشتم باتجاهات مختلفة ويحمل وظائف عدة، كأن يُستعمل للتنفيس الانفعالي وتفريغ الغضب أو التوتر، أو يُستعمل لتعزيز العلاقات لا سيما بين الأصدقاء! إذ يزيد من الشعور بالألفة، وقد أظهرت إحدى الدراسات أن الشتم في مرحلة المراهقة وفترة الشباب لا يُعد سلوكًا عدوانيا، بل له دلالات اجتماعية وتعبيرية، لأنه أشبه بأداة لبناء علاقات اجتماعية، والتعبير عن النضج، وتأكيد الهوية، وفي أحيان أخرى يُستخدم بوصفه آلية للاندماج داخل الجماعة.

وفي دراسة بعنوان "لماذا نشتم؟"، وجد الكاتب بعد تحليل أسباب الشتم نفسيا وعصبيا واجتماعيا أن هناك رابطًا بين العواطف واللغة والسلوك العدواني، وشرح كيفية تخزين الشتائم في الدماغ بشكل منفصل عن الكلمات العادية، يريد بذلك أن الشتائم عفوية إلى حد ما، وتنشط في مناطق دماغية مختلفة عن اللغة المعتادة المستخدمة في الحياة اليومية.

إعلان

ويلجأ الناس إلى الشتم بحسب بعض الدراسات بوصفه رد فعل على الألم، لأنه يزيد من القدرة على تحمل الألم الجسدي، إذ يعمل الشتم كآلية دفاعية تزيد من التحمل الجسدي للألم عبر تحفيز الاستجابة الانفعالية وتحفيز إفراز هرمون الأدرينالين في الجسم، فالشتم وفقًا لذلك ليس سلبيا بالمطلق، بل قد يكون مفيدًا للصحة النفسية وتخفيف الألم، وتحسين الأداء والتفاعل في بعض المواقف.

كما يستخدم الشتم في أحيان أخرى للتعبير عن الهوية أو العصيان والتمرد في تحدي السلطة أو الأعراف الاجتماعية. وتؤكد ذلك إحدى الدراسات التي تناولت تاريخ الشتم من العصور القديمة حتى اليوم، إذ ترى أن النظرة المجتمعية للشتم قد تغيرت، وهي في تغير دائم بحسب الدين والثقافة والسياسة، وتذهب إلى أن الشتائم ليست محض كلمات نابية، بل مرايا تعكس تحولات المجتمعات الثقافية والاجتماعية والسياسية.

وفي سياق اللغة العربية وفي غمرة من المجاز الواسع والتداول اللغوي وسطوة المجتمع وهيمنته على الاستعمالات اللغوية والتراكيب والألفاظ المعتمدة بين الناس عامة، تجد أن للشتم والسّبّ وجوهًا أخرى، فقد تسمع عبارة بسيطة سطحية لا تتضمن أي لفظ خارج عن سياق الأدب ومنظومة الأخلاق، لكنها من الشتم والهجاء بمكان عالٍ، قد لا تصل إليه الألفاظ البذيئة نفسها!

وذلك فضلا عن أنه يُستخدم في مواقف الاستغراب والتضامن الاجتماعي! نعم… لا تعجب، فالمعنى في كثير من الأحيان وإن بدا اللفظ بذيئًا يعتمد على السياق الاجتماعي والنبرة والمخاطَب. والأمثلة في الأدب العربي واللغة العربية العامية المتداولة يوميا كثيرة.

كيف تناول الشعراء الشتم في أشعارهم في العصور المتقدمة؟

الهجاء هو اللبوس الأوسع للشتم والسباب، ويعد غرضًا رئيسًا من أغراض الشعر العربي، وذلك لأن الشاعر عامة يكتب حين يغضب أو يرغب، والمقصود بالهجاء ذمّ شخص أو قبيلة ما وتجريدهم من كل المحامد، وفضح عيوبهم وتسليط الضوء عليها، بغرض الإهانة والتحقير والسخرية. وقد يكون الهجاء دفاعًا عن النفس، أو دفاعًا عن مبدأ عقدي أو سياسي أو اجتماعي، وقد يكون بغرض الانتقام، ويكون أحيانًا للتسلية والتحريش بالآخر فحسب!

وأشدّ الهجاء ما قام على التفضيل، فقد حكى ابن سلام الجمحي عن يونس بن حبيب أنه قال: "أشد الهجاء الهجاء بالتفضيل، وهو الإقذاع عندهم". وقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: "من قال في الإسلام هجاء مقذعًا فلسانه هدر".

وحقيقة الهجاء القائمة على السب والشتم قديمة قدم الشعر العربي، فقد قال بعض العلماء كما جاء في كتاب العمدة لابن رشيق: "بُني الشعر على أربعة أركان، وهي: المدح، والهجاء، والنسيب، والرثاء". وقالوا أيضًا إن "قواعد الشعر أربع: الرغبة، والرهبة، والطرب، والغضب؛ فمع الرغبة يكون المدح والشكر، ومع الرهبة يكون الاعتذار والاستعطاف، ومع الطرب يكون الشوق ورقة النسيب، ومع الغضب يكون الهجاء والتوعد والعتاب الموجع".

وقال آخرون: "الشعر كله نوعان: مدح، وهجاء؛ فإلى المدح يرجع الرثاء، والافتخار، والتشبيب، وما تعلق بذلك من محمود الوصف: كصفات الطلول والآثار، والتشبيهات الحسان، وكذلك تحسين الأخلاق: كالأمثال، والحكم، والمواعظ، والزهد في الدنيا، والقناعة، والهجاء ضد ذلك كله، غير أن العتاب حال بين حالين؛ فهو طرف لكل واحد منهما".

إعلان

كانت ألفاظ الشتم والهجاء في العصور القديمة قاسية قوية الوقع على النفس، وكانت وسيلة للتعبير عن الغضب أو الانتقام أو التحقير الاجتماعي، وكثيرًا ما كانت تعتمد على استهداف الأنساب والأحساب وشتم العائلة والآباء والأجداد، وتعرّج على ذكر النساء واستفزاز المشتوم بذكر أمه وأخته وزوجه وبناته بسوء، وتذهب إلى تصوير المهجوّ في صور نفسية وبدنية دونية وبشعة، وتصفه بأشنع الصفات وتلصق به أقبح الخصال، وتذكر من عيوبه الجسدية ما يحمل على السخرية منه ورسم صورة كوميدية مضحكة له.

يقول ستيڤن پنكر المختص اللغوي والباحث الاجتماعي: "يجب أن تصيب المسبّة ما هو غال وثمين ومحبوب لدى من استخدمها لكي يعتقد أن لها فعالية الجرح والإهانة المقصود"، لذا ترتكز معاني الهجاء على تجريد المهجو من كل الخصال الحسنة والصفات الحميدة، ومن كل ما يعتز به العربي كالنسب الأصيل وخصال الشهامة كالشجاعة والكرم وحماية الجار وإغاثة الملهوف وغير ذلك من محاسن الأخلاق، ولتجريده منها لا بد من رميه بنقيضها من الصفات كالجبن والبخل والغدر والنسب الوضيع.

نجد في العصر الجاهلي كثيرًا من الهجاء الذي يعتمد على الشتم في قصائد يمتزج فيها المدح والفخر بالنفس والقبيلة بهجاء الخصم وشتمه والحط من شأن ذويه وقبيلته. ومن ذلك ما قاله الشاعر الجاهلي بشر بن أبي خازم في ذم رجل يدعى أوس وهجائه:

إِنَّكَ يا أَوسُ اللَئيمُ مَحتَدُه
عَبدٌ لِعَبدٍ في كِلابٍ تُسنِدُه
مُعَلهَجٌ فيهِم خَبيثٌ مَقعَدُه
إِذا أَتاهُ سائِلٌ لا يَحمَدُه
مِثلَ الحِمارِ في حَميرٍ تَرفِدُه
وَاللُؤمُ مَقصورٌ مُضافٌ عَمَدُه

وكذلك امرؤ القيس الذي قال في هجاء قبائل برمتها فجردها من كل مناقبها، وألصق بها من المثالب ما يندى له جبين العربي الأصيل مُعممًا على أفرادها كلهم، صارفًا عنهم أي استثناء، جاعلًا منهم أشنع الناس وأسوأ القبائل والعشائر:

أَلا قَبَّحَ اللَهُ البَراجِمَ كُلَّها

وَجَدَّعَ يَربوعًا وَعَفَّرَ دارِمَا

وَآثَرَ بِالمِلحاةِ آلَ مُجاشِعٍ

رِقابَ إِماءٍ يَقتَنينَ المَفارِما

فما قاتَلوا عَن رَبِّهِم وَرَبيبِهِم

وَلا آذَنوا جارًا فَيَظفَرَ سالِما

وَما فَعَلوا فِعلَ العُوَيرِ بِجارِهِ

لَدى بابِ هِندٍ إِذ تَجَرَّدَ قائِما

 

ويطالعنا الشاعر المخضرم الحطيئة الهجّاء الأشرس الأعنف الذي لم يسلم أحد من لسانه، حتى طال به أمه وأباه، وهجا نفسه حين ضاقت به السبل وافترّ لسانه!

قال في هجاء رجل يدعى قُدامة:

قُدامَةُ أمسى يَعرُكُ الجَهلُ أَنفَهُ

بِجَدّاءَ لَم يُعرَك بِها أَنفُ فاخر

فَخَرتُم ولم نَعلَم بِحادِثِ مَجدكم

فَهاتِ هَلُمَّ بعدها لِلتَنافُرِ

ومن أَنتُمُ إِنّا نَسينا مَن أنتم

وَريحُكُمُ مِن أَيِّ ريحِ الأَعاصر

وبالمجيء إلى صدر الإسلام نجد أن الشتم على الرغم من مخالفته لتعاليم الإسلام لم يختفِ من سجلات الشعر والنثر العربي، لكنه اتجه اتجاهات مختلفة نوعًا ما عند أولئك الشعراء والأدباء الذين التزموا تعاليم الدين وشريعته.

غير أن الشتم والتعريض بالدين والمعتقد صار وسيلة أيضًا ما دام يؤلم المهجو ويستفزه، لذا صار الهجاء المتبادل بين المسلمين والمشركين آنذاك ينطلق من الأفكار الدينية والمساس بها بشكل مباشر.

وانبرى عدد من الشعراء حينذاك للدفاع عن الإسلام والنبي صلى الله عليه وسلم، كحسان بن ثابت وعبد الله بن رواحة وكعب بن مالك.

ومن أشعار عبد الله بن رواحة الشاعر المخضرم الذي عاش في الجاهلية وصدر الإسلام، وكان من الشعراء الذين نافحوا عن الإسلام والرسول الكريم، قوله في ذم رجل يعرف باسم قيس:

يا قَيسُ أنتم شِرارُ قَومِكم

قِدمًا وَأَنتُم أَغَثُّهم نَسَبا

حالَفتُمُ الفُحشَ وَالخيانة وال

بُخلَ جميعًا واللُؤمَ والكَذِبا

ومن أشعار كعب بن مالك في ذمّ من يحاول النيل من رسول الله من المشركين صلى الله عليه وسلم قوله:

أعامرَ عامرَ السَّوءاتِ قِدْمًا

فلا بالعقل فُزْتَ ولا السّناء

أَأَخْفَرْتَ النّبيَّ وكنت قدِمًا

إلى السّوْءاتِ تجري بالعراءِ

إعلان

وفي العهد الأموي سطع نجم ثلاثة من شعراء الطبقة الأولى، وعرفوا بالمثلث الأموي لوفرة الشعر المتبادل بينهم، وكانوا المواقد التي أنضجت فن النقائض آنذاك حتى وصل إلى الذروة؛ هم جرير والفرزدق والأخطل، فرسان الشعر في العهد الأموي عامة وفي غرض الهجاء خاصة، إذ تبادلوا الشتم والذم حتى اشتهروا به، ولم يترك واحدهم للآخر منفذًا يتسلل منه سوى الرد عليه بما هو أقبح وأشنع. وقد رسم كل منهم لصاحبه صورًا كوميدية أشبه اليوم بالرسوم الكاريكاتيرية؛ ومن ذلك قول جرير في ذم الفرزدق ناعتًا إياه بسوء الخلقة والخلق في آن واحد:

لقد ولدت أم الفرزدق فاجرًا

فجاءت بوزواز قصير القوائمِ

يوصل حبليه إذا جنّ ليله

ليرقى إلى جاراته بالسلالمِ

وقد أمعن كل من الفرزدق وجرير في هجاء بعضهما وذمّ كل ما يخصهما حتى بلغ بهما الأمر أن ارتبطا ببعضهما ارتباطًا نفسيا في الوجود والشهرة والانتشار، وكان جرير يصرّ على وصف الفرزدق بالقرد كثيرًا في أشعاره، فمن ذلك قوله:

إن البليّــة لا بليّة مــثلها
قرد يعلِّل نفسه بالباطل

وقوله أيضًا:

وما كان الفرزدق غيــر قردٍ
أصابتهُ الريــاحُ فاستدارا

وكذلك الفرزدق كان شاعرًا هجّاء محترفًا وألصق بصاحبه لقب "ابن المراغة" لكثرة تكرارها في أشعاره التي ذمّه وهجاه فيها، والمقصود بالمراغة الحمارة! وكثيرًا ما حاول النيل من نسبه إلى أبيه، ومن ذلك قوله:

وابنُ المَرَاغة يَدَّعِي من دَارِمٍ
والعَبدُ غيرَ أبيه قدْ يَتَنَحَّلُ
ليس الكِرَامُ بِنَاحِلِيكَ أباهم
حتَّى تُرَدَّ إلى عَطِيَّةَ تُعْتَلُ

وكان أقذع الذم والهجاء آنذاك ما يحطّ من شأن القبيلة كلها، كحكاية الراعي النميري مع جرير، والبيت الشهير الذي قال فيه جرير:

فغضّ الطرف إنك من نمير
فلا كعبًا بلغت ولا كلابا

وكان الراعي النميري قد حاول الدخول بين جرير والفرزدق طمعًا بالشهرة واكتساب الاعتراف بشاعريته وعلوّ قدمه في نظم الشعر، فقال مرجحًا كفة الفرزدق على جرير تحريشًا لجرير حتى يرد عليه:

يا صاحبي دنا الرواح فسيرا
غلب الفرزدق في الهجاء جريرا

فامتنع جرير عن الرد عليه شعرًا واكتفى بتحذيره، وطلب منه أن يكفّ عن ذلك مرارًا فلم يستمع إليه! فما كان من جرير إلا أن هجاه بقصيدة سماها "الدامغة"، جعل قبيلته كلها تطأطئ الرأس دهرًا من الزمن، حتى لامه قومه ونبذوه بما جرّه عليهم. ويقال إن هذه القصيدة أخرست الراعي النميري وكانت سببًا بموته كمدًا.

يقول حسام عتال في إحدى مقالاته التي يتحدث فيها عن فن المسبات والشتائم: "ما يتلو ذكر الجنس وشتم العائلة والنسب كمادة للتجريح هو التعريض بالمعتقدات والدين، لكني لم أجد عند أي من الشعوب المختلفة من يسبّ الدين نفسه أو الإله مباشرة وشخصيا سوى في بلاد الشام. فمسبات (ربك وإلهك ودينك) تبدو لسبب ما محصورة في هذه البقعة من الأرض". ثم يفسر ذلك اعتمادًا على تفسير ستيڤن پنكر السابق فيقول إن السبب الرئيس هو قوة الإيمان أو عمق تأثيره في المجتمع في بلاد الشام عامة. فما رأيكم؟

السباب ليس من أخلاق العقلاء ولا من سير الكرام، وهو دليل على ضعف في النفس وإشارة إلى ضيق في الصدر والأفق. فهل استمر الشتم في عصور الشعر العربي اللاحقة؟ هل تغيرت ألفاظه وأساليبه؟ وكيف يشعر المتلقي في وقتنا الحاضر حين يسمع الشتائم في قوالب أدبية؟ هل يتقبلها؟ هل تبدو كوميدية؟ أو أن الأمر يختلف باختلاف الذائقة الفنية للأدب لدى المتلقين؟ وما مدى حضور معاني قوله تعالى في سورة الحجرات: ﴿ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون﴾ في عقولنا وقلوبنا وتصرفاتنا؟

مقالات مشابهة

  • مواعيد قص الشعر في شهر أغسطس/ آب 2025
  • عشان تعالجه صح.. اعرف أنواع تساقط الشعر
  • المقصورات... إلياذات الشعر العماني
  • فرنسا تعلن إنزال مساعدات جوا فوق غزة الجمعة المقبل
  • 7 علامات تدل على نقص معدن مهم في الجسم.. تعرف عليها
  • تفسير رؤيا «الدم» في المنام لابن سيرين
  • الكتابة من تحت الأنقاض.. يوسف القدرة: في الشعر لغة فرط صوتية ضد عار العالم
  • تفسير رؤية سقوط البيض من اليد في المنام للعزباء والمتزوجة
  • تفسير رؤيا الأفراح والزغاريد في المنام لابن سيرين
  • فلسفة الذم والشتائم في الأدب.. كيف تحوّل الذم إلى غرض شعري؟