جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-05@10:09:20 GMT

الجولات الميدانية لمحافظ ظفار

تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT

الجولات الميدانية لمحافظ ظفار

 

عماد الشنفري

ليس بالأمر السهل أن تقضي أيامًا في الصحراء والبادية تتجول من ولاية لأخرى لتتفقد أحوال الناس وتستمع إلى الجميع، قد يرى المشاهد على شاشة التلفاز أن العملية لا تتعدى كونها جولة أشبه بالسياحية بين أرجاء الوطن، ولكن الحقيقة أنها عملية مرهقة وشاقة؛ حيث تظل تنتقل من ولاية لأخرى، ومن قرية إلى قرية، ومن مشروع إلى آخر، وتلتقي بالشيوخ والشباب والنساء، وتناقش الجميع، وتحاور، وهكذا يكون يومك من السابعة صباحًا إلى العاشرة ليلًا.


 

لا تتوقف إلّا للصلاة وتناول وجبة الغداء تقف تحت الشمس بالساعات وأنت تعاين المشاريع وتسأل عن تفاصيلها الدقيقة في أجواء أحيانًا ماطرة وأحيانًا مغبّرة من ثمريت، وبعدها بأيام إلى ولاية شليم وجزر الحلانيات، ومن ثم الشويمية، ثم ولاية مقشن، تظل تجوب المناطق عدة ليالٍ دون توقف. هذا بلا شك عمل مرهق وشاق وليس ترفيهًا أو متعة. وهكذا كانت الزيارات الميدانية لصاحب السمو السيد مروان بن تركي آل سعيد محافظ ظفار. وكوني عضوًا بالمجلس البلدي لمحافظة ظفار ورئيس اللجنة الصحية والبيئية، فقد رافقت سموه ضمن الوفد المرافق له من مسؤولين وعسكريين ورؤساء الوحدات الخدمية بالمحافظة، وسعادة الدكتور أحمد الغساني رئيس بلدية ظفار، ومدراء العموم. وكان الوفد يضم كل مسؤول بالمحافظة، ولم يكن وجودهم للاستعراض؛ بل كان صاحب السمو يستمع للمواطنين، وعندما تتعلق المطالبات بالخدمات يوجه السؤال مباشرةً للمسؤول عن المؤسسة الخدمية بالمحافظة؛ ليرد، وعندما كانت هناك شكوى، فإنه يطلب الإجابة من المسؤول مباشرة.

لقد كانت لقاءات صاحب السمو محافظ ظفار، بمثابة برلمان مفتوح دون محاذير، ومما أثار إعجابي أنه قدّم لقاءات الشباب أولًا ليستمع إليهم والى أفكارهم وتطلعاتهم، ومن ثم يجتمع بآبائهم من الشيوخ حتى ينقل إليهم أفكار أبنائهم. وفي ظل النهضة المتجددة وصلت الخدمات من طرق ومراكز صحية ومدارس الي مختلف أرجاء الوطن، وإن كانت ذات كثافة سكانية محدودة. ولعل أبرز ما تم طرحه بهذه اللقاءات كانت تتعلق بالباحثين عن عمل، ورغم أن الإعداد ليست بتلك الأعداد الصعب حلها، إلّا أن عدم وجود كثير من القطاعات التصنيعية والخدمية بتلك الولايات يجعل العدد كبير مقارنة بسكان كل ولاية أو نيابة. ومن المهم إيجاد حلول لهولاء الباحثين عن  عمل في مناطق سكانهم لأسباب كثيرة؛ منها: أن توفير سبل العيش بها يشجع أبناءها على البقاء بالولاية حتى لا يرتحلون إلى المدن، كما إن الحياة تعمر بشبابها، ونزوح الشباب إلى المدن الكبيرة يجعل من تلك الولايات الصحراوية قرى خاوية على عروشها لا تدب فيها الحياة، ولعلنا نحتاج إلى بعض المُغريات التي ربما نُفكِّر بها بصوت عالٍ لنُشجِّع أبناءها على البقاء بتلك القرى، مثل الإعفاء من رسوم الخدمات كالكهرباء أو المياه، أو دعم تلك الخدمات بالمناطق الصحراوية، كما إن الشركات الكبرى العاملة بهذه الصحراء؛ سواء كانت نفطية أو معدنية أو زراعية، عليها أن تتحمل هذه المسؤولية وان تبادر إلى توظيف هؤلاء الشباب.

وعندما نرى مساحة عمان الشاسعة وتنوع جغرافيتها، نُفكِّر لماذا لم تُستغل هذه المناطق وما الذي يمنع أن يتحول شاطئ الشويمية إلى مدينة سياحية كبرى على هذه الرمال؟ وما الذي يمنع أن يكون لدينا ميناء اقتصادي أيضا في شربثات أو الشويمية ونستغل الميزة التي وهبها الله لعمان من شواطئ تمتد لآلاف الكيلومترات؟ وما الذي يمنع أن تكون هناك مدينة اقتصادية زراعية كبرى في ثمريت لتكون سلة الخليج الغذائية؟ ما الذي يمنع أن نقيم مدينة ترفيهية سياحية أو منتجعًا سياحيًا في مقشن؛ كون خط "صلالة- آدم" يمر بها، ويمكن أن يقيم السائح عدة أيام في المدينة؟!

كثيرة هي الأفكار التي يمكن أن تُنمّي تلك المدن والقرى، لكن يبقى توفير الخدمات بمثابة شريان الحياة لها، وهذا ما كان يستمع له صاحب السمو السيد مروان بن تركي آل سعيد، من شيوخ وشباب تلك الولايات. وما زال مشهد ذلك الرجل المسن عندما قاطع حديث سموه، وهو على خشبة المسرح ليعطيه رسالة مطالب شخصية، فمنعه الحرس، لكن سموه وقف من على كرسيه بالمسرح وطلب من الحرس السماح له، وذهب إليه يأخذ الرسالة، ويسلِّم عليه. كما لا أنسى مشهد المرأة التي استوقفته أمام أحد أبواب مؤسسة حكومية لتشرح له مشكلة تواجها، فلم يتجاوزها؛ بل وقف ليستمع إليها واستدعي الجهة المسؤولة وطلب حل مشكلتها.

ما لم يطلع عليه المتابعون للزيارات، أن هناك قضايا طرحت من المواطنين كان صاحب السمو السيد المحافظ يستدعي المسؤولين المعنيين عنها أثناء استراحته بقاعة صغيرة؛ ليتناقش معهم حول سبل حلها في نفس اليوم. ولم ينتظر حتى يرجع أو يخاطب الجهة؛ بل كان يحاول حلها في وقتها، حتى في أثناء استراحته.

هذه الجولات والزيارات تمثل ترجمة للتوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- بحث المحافظين على الالتقاء بالمواطنين والحوار معهم وتسهيل كل الصعوبات من أجل إيجاد حياة كريمة للمواطن. ورغم أن محافظة ظفار مترامية الأطراف، إلّا أن سموه أخذ على عاتقه أن يطلع بنفسه على كل قرية ومدينة في المحافظة، ويستمع لأبنائها وشيوخها.

وختامًا.. نتوجه بالشكر إلى صاحب السمو السيد مروان بن تركي آل سعيد؛ ونقول إن ظفار محظوظة باختيار جلالة السلطان لسموه، ليكون محافظًا لظفار، يعمل ليل ونهار من أجل الوطن، ولا ينازعني شك أننا سنرى المحافظة خلال السنوات المقبلة قد حققت نقلة نوعية في مختلف المجالات.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

حاكم عجمان: العلم حجر أساس في نهضة الشعوب وتقدمها

عجمان-وام

استقبل صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم عجمان، بحضور سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي، ولي عهد عجمان، رئيس المجلس التنفيذي، بمجلسه في الديوان الأميري اليوم «الأربعاء»، الطلاب والطالبات أوائل الصف الثاني عشر على مستوى الإمارة للعام الدراسي 2024-2025، وأولياء أمورهم وعدداً من القيادات والكوادر التربوية والتعليمية في عجمان، وذلك ضمن مبادرة «أوائل عجمان» التي ينظمها مكتب شؤون المواطنين في الإمارة لتقدير أوائل الثانوية وأولياء أمورهم وتشجيعهم على مواصلة التميز.

القلم والعلم حجرا أساس في نهضة الشعوب


وثمّن صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي، الدعم الدائم من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لمسيرة التعليم في الدولة، وإيمانهما الراسخ بأن القلم والعلم حجرا أساس في نهضة الشعوب وتقدمها.

ركيزة أساسية في مسيرة التنمية


وقدّم صاحب السمو حاكم عجمان، التهنئة للطلاب والطالبات المتفوقين في الثانوية العامة وأسرهم، مشيداً بهذا الإنجاز الأكاديمي، الذي يعدّ محطة مهمة في مسيرتهم التعليمية. وقال سموه: «أبناؤنا الطلاب وبناتنا الطالبات يسعدنا أن نلتقي بكم اليوم.. نبارك لكم ولأهلكم ولمعلميكم إنجازكم ونفتخر به وبكم، ونأمل منكم أن تواصلوا هذا التفوق في مراحلكم الأكاديمية المختلفة، فأنتم ركيزة أساسية في مسيرة التنمية والبناء لهذا الوطن المعطاء».

التعليم يحظى بمكانة مهمة في رؤية الدولة


وأكد صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي، أنّ التعليم يحظى بمكانة مهمة في رؤية الدولة، باعتباره عنصراً رئيسياً في بناء الإنسان، ونماء الأوطان، مشيراً سموه إلى أنّ العلم طريق قويم نحو التقدم والريادة، وأداة لصياغة مستقبل زاهر يليق بطموحات الوطن وأبنائه وقيادته. وشدّد سموّه، على أنّ حكومة عجمان تُعلي من شأن التعليم، وتضعه في صدارة أولوياتها وبين ركائز نهضتها، حيث تبذل الجهود، وتسخر الموارد، لتوفيره أمام شرائح المجتمع كافة، إيماناً منها بأنّ الرهان على العقول رهان رابح يقود نحو مستقبل مزدهر وتنمية مستدامة.

الكوادر التعليمية تسهم في صناعة مستقبل وطنها


وأشاد سموه بجهود الكوادر التعليمية في الإمارة، لما يبذلونه من جهد وعطاء في تنشئة أجيال واعية، مسلحة بالعلم، تسهم في صناعة مستقبل وطنها، مثمّناً في الوقت ذاته دور أولياء الأمور، وحرصهم الدؤوب على رعاية أبنائهم، وتوفير سبل التميّز والنجاح لهم، وتذليل العقبات أمامهم في دروب العلم والتفوق. وكرم صاحب السمو حاكم عجمان، الطلبة المتفوقين وسلمهم شهادات تقدير، داعياً إياهم إلى مواصلة التميز في مسيرتهم الجامعية، بما يسهم في دفع خطط التنمية المستدامة بالدولة، ويحقق تطلعات القيادة الرشيدة.

ثروة حقيقية لبناء المستقبل


بدوره هنأ سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي، ولي عهد عجمان، رئيس المجلس التنفيذي، الطلبة المتفوقين وأسرهم، قائلاً: «سعيدون بلقائكم، ونبارك لكم صنيعكم.. لقد أدخلتم الفرح والسرور إلى قلوبنا وقلوب عائلاتكم بهذا الإنجاز والنتائج الطيبة التي حققتموها». وأضاف سموه: «أنتم الثروة الحقيقية التي نعول عليها في بناء مستقبل دولتنا، فالأوطان والحضارات تبنى بسواعد وعقول أبنائها المبدعين، وتعتمد في نهضتها على الكفاءات الاستثنائية، فأمثالكم ممن نراهن عليهم في مسيرة التنمية والازدهار».

تعزيز روح التميز


من جانبهم، أعرب الطلبة الأوائل عن سعادتهم بهذا اللقاء، مؤكدين أنّ رعاية واهتمام صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي، وسمو ولي عهده وكلماتهما الملهمة، ستظل نبراساً يستنيرون به في مسيرتهم العلمية، وحافزاً يعزّز فيهم روح التميز، ليسهموا في خدمة وطنهم ورفعته. حضر اللقاء الشيخ أحمد بن حميد النعيمي، ممثل صاحب السمو حاكم عجمان للشؤون الإدارية والمالية، والشيخ عبد العزيز بن حميد النعيمي، رئيس دائرة التنمية السياحية بعجمان، والشيخ الدكتور ماجد بن سعيد النعيمي، رئيس الديوان الأميري بعجمان، والشيخ عبدالله بن ماجد النعيمي، مدير عام مكتب شؤون المواطنين بعجمان، وعدد من الشيوخ وكبار المسؤولين.

مقالات مشابهة

  • قصر السلام في جدة.. ولي العهد يبحث سبل تعزيز العلاقات مع نائب حاكم إمارة أبوظبي
  • ولي العهد ونائب حاكم إمارة أبوظبي مستشار الأمن الوطني بالإمارات يستعرضان علاقات التعاون
  • ولي العهد يستقبل نائب حاكم إمارة أبوظبي مستشار الأمن الوطني بدولة الإمارات
  • سمو ولي العهد يستقبل نائب حاكم إمارة أبوظبي مستشار الأمن الوطني بدولة الإمارات
  • ولي العهد السعودي يستقبل طحنون بن زايد
  • إنسانية محمد بن راشد.. يد الخير ممدودة من الإمارات إلى العالم
  • سعود بن صقر يستقبل سفير كوريا
  • حاكم رأس الخيمة يستقبل سفير كوريا
  • في اجتماعه.. وكيل أوقاف الإسكندرية يتابع الجولات الميدانية لمفتشي الإدارة
  • حاكم عجمان: العلم حجر أساس في نهضة الشعوب وتقدمها