بوابة الوفد:
2025-10-16@12:28:38 GMT

هدى النبوة فى الصيام

تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT

 

 

يقول الرافعى لو أننى سئلت أن أجمل فلسفة الدين الإسلامى كلها فى لفظين لقلت: أنها: 

(ثبات الأخلاق) ومن هنا نفهم كيف أن الإسلام حرص فى مدرسة الصوم وهو العبادة البدنية أن تكون وسيلة من وسائل الرقى الخلقى فقال- (صلى الله عليه وسلم)- فى الحديث القدسى: 

(قال الله– عز وجل– كل عمل بان آدم له إلا الصوم فإنه لى وأنا أجزى به والصيام (جنة) فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إنى صائم والذى نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقى ربه فرح بصومه يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلى الصيام لى وأنا أجزى به والحسنة بعشر أمثالها) (رواه البخارى) 

وقال- (صلى الله عليه وسلم): (إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إنى صائم)، (البخارى ومسلم) 

وقال- (صلى الله عليه وسلم)-: (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابه)، (البخارى)

فعلى المؤمن أن لا يكون كالتى نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً فمتى قام فى رمضان بأداء عبادة الصوم فليستجمع همته بكف جوارحه عن كل معصية وليتنزه عن سائر الشرور والآثام فالكرامة التى اختص الله بها عباده فى هذا الشهر المبارك لست تراها أيها المؤمن فى غيره من الشهور.

 

وقد ذكرتا بعض الأحاديث النبوية الشريفة التى تنير السبيل للمؤمن لأن يتزود من الخيرات فى هذا الشهر المبارك وأن يتخلص فى رمضان من سائر ما علق به من أوضار الذنوب والمعاصى فقد ورد فى الحديث الشريف قال رسول الله- (صلى الله عليه وسلم): (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)، (رواه أحمد وأصحاب السنن). 

قال النبى- (صلى الله عليه وسلم): (من صام رمضان وعرف حدوده وتحفظ مما كان ينبغى أن يتحفظ منه كفر ما قبله) (رواه أحمد والبيهقى بسند جيد). 

قال النبى- (صلى الله عليه وسلم): (الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر)، (رواه مسلم).

قال النبى- (صلى الله عليه وسلم): (لما حضر– رمضان– قد جاءكم شهر مبارك افترض الله عليكم صيامه تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه الشياطين فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم)، (رواه أحمد والنسائى والبيهقى).

كل ذلك بيان شافٍ لما فى هذا الشهر المبارك من المزايا التى اختص الله بها عباده المؤمنين لم تكن فى غيره من الشهور والنبى- (صلى الله عليه وسلم)- بعمله الشريف كان أوضح معلم لنا فى هذا المضمار فقد كان- (صلى الله عليه وسلم)- أجود الناس وكان أجود ما يكون فى رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن فهو حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة. (رواه البخارى). 

 

الدكتور أحمد محمود كريمة

أستاذ الشريعة الإسلامية والعربية للبنين

جامعة الأزهر- القاهرة

 

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

هل عذاب القبر حقيقة؟.. الإفتاء توضح

أوضحت دار الإفتاء المصرية أن عذاب القبر ثابتٌ بالنصوص المتكاثرة من الكتاب والسنة؛ منها قولُه تعالى في حَالِ آلِ فرعون: ﴿النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا﴾ [غافر: 46] أي: في القبر، وقولُه صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّمَا الْقَبْرُ رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ أَوْ حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النَّارِ» رواه الترمذي، وغيرُ ذلك كثير، فلا يجوز إنكاره، وعلى ذلك إجماعُ المسلمين.

حقيقة عذاب القبر :

ومن المقرر عقيدةً أن عذاب القبر ونعيمه حقٌّ؛ فقد أخرج البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «عَذَابُ الْقَبْرِ حَقٌّ»، وهذا ثابت في الإسلام بأدلة متكاثرة، منها قول الله عز وجل عن آل فرعون: ﴿وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ • النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ﴾ [غافر: 45، 46]؛ أي إن العذاب السيئ يحيق بآل فرعون، وهو أنهم يعرضون على النار في قبورهم صباحًا ومساءً قبل قيام الساعة، وهي القيامة، فإذا قامت القيامة قيل لملائكة العذاب: ﴿أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ﴾ [غافر: 46]، وهو عذاب النار الأليم.

وقال الله عز وجل عن الفاسقين الكافرين: ﴿وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ [السجدة: 21]، فقد ذكر المفسرون أن العذاب الأدنى -أي الأقرب أو الأقل- هو عذاب القبر، وأن العذاب الأكبر هو عذاب يوم القيامة، قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا﴾ [طه: 124]، قال أبو سعيد الخدري وعبد الله بن مسعود: "ضنكًا: عذاب القبر".

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّمَا الْقَبْرُ رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ أَوْ حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النَّارِ» رواه الترمذي؛ فقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «أَوْ حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النَّارِ» دليل على أن عذاب القبر ثابت.

عذاب القبر 
وروى زِرُّ بن حُبَيش عن علي رضي الله عنه قال:" كنا نشك في عذاب القبر حتى نزلت هذه السورة: ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ • حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ • كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ [التكاثر: 1- 3] يعني: في القبور".

أخرج الشيخان وابن أبي شيبة عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «نَعَمْ، إِنَّهُمْ لَيُعَذَّبُونَ في قُبُورِهِمْ عَذَابًا تَسْمَعُهُ الْبَهَائِمُ» "مسند أحمد".

وأخرج الشيخان وابن أبي شيبة عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مرَّ على قبرين، فقال: «إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ في كَبِيرٍ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لا يَسْتَتِرُ مِنَ الْبَوْلِ، وَأَمَّا الآخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ»، ثُمَّ أَخَذَ جَرِيدَةً رَطْبَةً فَشَقَّهَا بِنِصْفَيْنِ ثُمَّ غَرَزَ في كُلِّ قَبْرٍ وَاحِدَةً، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَ صَنَعْتَ هَذَا؟ فَقَالَ: «لَعَلَّهُ أَنْ يُخَفَّفَ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا».

حكم عذاب القبر 
وقال أبو هريرة رضي الله عنه: "يُضَيَّق على الكافر قبره حتى تختلف فيه أضلاعه، وهو المعيشة الضنك"، وروى أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أتدرون ما المعيشة الضنك»؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «عذاب الكافر في القبر، والذي نفسي بيده إنه ليسلط عليه تسعة وتسعون تنينًا، أتدرون ما التنين؟ تسعة وتسعون حية، لكل حية تسعة أرؤس ينفخن في جسمه ويلسعنه ويخدشنه إلى يوم القيامة، ويحشر في قبره إلى موقفه أعمى».

ولقد أخرج أحمد والحاكم والترمذي في "نوادر الأصول"، والبيهقي في كتاب "عذاب القبر"، عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم فِي جَنَازَةٍ، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ قَعَدَ عَلَى شَفَتِهِ، فَجَعَلَ يَرُدُّ بَصَرَهُ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: «يُضْغَطُ الْمُؤْمِنُ فِيهِ ضَغْطَةً تَزُولُ مِنْهَا حَمَائِلُهُ، وَيُمْلأُ عَلَى الْكَافِرِ نَارًا»، ثُمَّ قَالَ: «أَلا أُخْبِرُكُمْ بِشَرِّ عِبَادِ اللهِ: الفظ الْمُسْتَكْبِرُ، أَلا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ عِبَادِ اللهِ: الضَّعِيفُ الْمُسْتَضْعَفُ ذُو الطِّمْرَيْنِ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبَرَّ اللهُ قَسَمَهُ». والحمائل هنا: عروق الأنثيين.

وأخرج أحمد والحاكم والترمذي والطبراني والبيهقي عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِي رضي الله عنهما قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم يوْمًا إِلَى سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ رضي الله عنه حِينَ تُوُفِّيَ، قَالَ: فَلَمَّا صَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم َووُضِعَ في قَبرِهِ وَسُوِّيَ عَلَيْهِ سَبَّحَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم، فسَبَّحْنَا طَوِيلًا، ثُمَّ كَبَّرَ، فَكَبَّرْنَا، فَقِيلَ: يَا رَسُـولَ اللهِ، لِمَ سَبَّحْتَ ثُمَّ كَبَّرْتَ؟ قَالَ: «لَقَدْ تَضَايَقَ عَلَى هَذَا الْعَبْدِ الصَّالِحِ قَبْرُهُ حَتَّى فَرَّجَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ».

 

مقالات مشابهة

  • ننشر نص موضوع خطبة الجمعة 17 أكتوبر 2025
  • حكم الصلاة على النبي ﷺ لتذكر شئ منسي
  • «بالّتي هي أحسن».. الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة 17 أكتوبر 2025
  • المراد من حديث النبي: «إِذَا صَلَّيْتُمْ عَلَيَّ فَأَحْسِنُوا الصَّلَاةَ»
  • موعد غرة شهر رمضان 2026 وعدد أيام الصيام طبقًا للحسابات الفلكية
  • موضوع خطبة الجمعة المقبلة 17 أكتوبر 2025
  • حكم التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم
  • هل عذاب القبر حقيقة؟.. الإفتاء توضح
  • صحة صيغة "اللهم صل على محمد حتى لا يبقى من الصلاة شيء"
  • فضل صلاة الضحى