الجزيرة:
2025-05-21@05:42:41 GMT

فرنسوا تومبالباي.. أول رئيس لتشاد بعد استقلالها

تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT

فرنسوا تومبالباي.. أول رئيس لتشاد بعد استقلالها

فرنسوا تومبالباي سياسي تشادي يعرف بـ"نغارتا تومبالباي" أي "القائد الحقيقي"، ولد عام 1918 واغتيل عام 1975، شغل منصب أول رئيس لجمهورية تشاد منذ استقلالها عام 1960 وحتى الإطاحة به عام 1975. عرف باستبداده وأدت سياساته إلى النزاع الطائفي وعدم الاستقرار السياسي.

المولد والنشأة

ولد يوم 15 يونيو/حزيران 1918 بقرية بيسادا في قلب أراضي السارا، جنوب تشاد، وكانت آنذاك مستعمرة فرنسية.

وهو مسيحي ينتمي إلى قبيلة سارا، التي كانت تحتكر المناصب الإدارية وتحكم البلاد.

الدراسة والتكوين العلمي

تلقى فرنسوا تومبالباي تعليمه في مدارس تبشيرية بروتستانتية في مدينتي سارا وبرازافيل خلال فترة الاستعمار الفرنسي لتشاد، وأصبح بعدها معلما.

فرنسوا تومبالباي (يمين) ورئيس جمهورية الكونغو يحضران مؤتمر رؤساء دول أفريقيا الاستوائية عام 1964 (الفرنسية) التجربة السياسية

بدأ نشاطه في النقابات العمالية المحلية، وبدأ انخراطه فعليا في السياسة خلال الحرب العالمية الثانية عندما قاتل إلى جانب فرنسا ضد حكومة فيشي، مما أبرز التزامه المبكر بالتغيير السياسي.

عام 1946، أسس فرعا محليا لحزب التقدم التشادي في سارا، مجمعا أفراد عشيرته ومتحدثي لغة السارا الآخرين لقضية الحزب.

أدى نشاطه السياسي إلى إلغاء منصبه التعليمي عام 1949، إذ شددت الحكومة الفرنسية القيود على الانخراط السياسي للمعلمين.

واصل تعزيز مسيرته السياسية من خلال إدارة صحيفة الحزب، ولكن مسيرتها كانت قصيرة بسبب القمع الفرنسي.

استمر الصعود السياسي لتومبالباي، إذ فاز بمقعد في الجمعية الإقليمية الاستعمارية عام 1952 وتم انتخابه لاحقا لمجلس أفريقيا الاستوائية الفرنسية العام سنة 1957، وشغل منصب نائب الرئيس.

تصاعدت منافسته مع غابرييل ليسيت، زعيم حزب التقدم التشادي، أواخر الخمسينيات بعد إصلاحات قانون الإطار لعام 1956، التي سمحت للمستعمرات الفردية بالتفاوض بشأن دساتيرها الخاصة.

في مارس/آذار 1959، نجح تومبالباي في تولي قيادة حزب التقدم التشادي خلفا لليسيت، ليصبح بذلك الزعيم الفعلي لحكومة تشاد الاستعمارية.

عند استقلال تشاد يوم 11 أغسطس/آب 1960، تولى منصب أول رئيس لها. وكانت الهيمنة في حكومته للجنوبيين، مما خلق احتكاكا مع الشمال.

الرئيس الفرنسي جورج بومبيدو (يمين) يجتمع مع الرئيس التشادي فرنسوا تومبالباي في باريس عام 1971 (الفرنسية)

عام 1962، حظر جميع الأحزاب السياسية، باستثناء حزبه. وتخلّص من المعارضين المسلمين وعزز مكانة الجنوبيين، وخاصة السارا، داخل الحكومة.

عام 1963، حلّ الجمعية الوطنية وأنشأ محكمة جنائية خاصة للتحقيق مع المعارضين وتوجيه الاتهامات الجنائية ضدهم. واندلعت أعمال شغب ضد الحكومة في شمال تشاد وقمعها الجيش بشدة.

بحلول عام 1964، كان معظم المعارضين السياسيين البارزين لتومبالباي إما في السجن أو المنفى. وفي عام 1965، ظهرت مجموعات مسلحة متمردة في شمال البلاد لتحدي الحكومة المركزية، وغذت هذه الحرب الأهلية الانقسام في البلاد بشكل أكبر.

سعى تومبالباي للحصول على دعم من فرنسا، في حين تلقت "فرولينات"، وهي جماعة متمردة في الشمال، الدعم من الزعيم الليبي معمر القذافي.

استمر تومبالباي في الحفاظ على السلطة باتباع إجراءات قمعية وبدعم من فرنسا. ومع ذلك، أصبحت العلاقات مع باريس متوترة عندما فُصل الموظفون الفرنسيون الذين بقوا بعد الاستقلال وتعويضهم بتشاديين (معظمهم من الجنوبيين والسارا). ووُجِّهت له ولوزرائه اتهامات بالمحاباة والفساد وسوء استخدام السلطة.

الرئيس الأميركي ليندون جونسون (وسط) وزوجته مع الرئيس التشادي تومبالباي (ثاني يسار) بالبيت الأبيض عام 1968 (أسوشيتد برس)

عام 1969، وافق تومبالباي على شروط فرنسا للدعم، بدءا بعملية التحرير في تشاد، حيث تم إطلاق سراح عدة سجناء سياسيين.

وأوائل السبعينيات، أرسى تومبالباي سياسة تروم التشبث بهوية البلد، إذ شجع التشاديين على التخلي عن الأسماء الأوروبية وتبني أسماء تشادية. وغير اسمه "فرنسوا" إلى "نغارتا". وتم تغيير أسماء الأماكن الجغرافية الاستعمارية إلى أسماء تشادية.

كما أمر جميع كبار المسؤولين الحكوميين والموظفين المدنيين والضباط العسكريين بالخضوع لطقوس "مبادرة يوندو"، وهي تجربة خضع لها تومبالباي نفسه في سن المراهقة، تضمنت الجلد والندبات على الوجه والتخدير والدفن التمثيلي، وزادت هذه الأفعال من استياء العديد من التشاديين، خاصة المقيمين في الشمال والشرق، الذين كانوا في الغالب مسلمين.

في أغسطس/آب 1971، كُشف عن محاولة انقلاب لها صلات بالقذافي، مما دفع تومبالباي إلى قطع العلاقات مع ليبيا. في الوقت نفسه، واجه إضرابات واعتراضات في الجنوب، مما أدى في النهاية إلى قراره بحل حزب التقدم التشادي وإنشاء الحركة الوطنية للثورة الثقافية والاجتماعية.

الاغتيال

اغتيل يوم 13 أبريل/نيسان 1975، عن عمر 56 عاما، حين أحاط ضباط الجيش والشرطة بقصره الخاص وطلبوا منه الاستسلام. وبعد رفضه، تم إطلاق النار عليه، وتوفي متأثرا بجروحه بعد ذلك.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات

إقرأ أيضاً:

55 ألف سوداني يدخلون تشاد جراء تصاعد العنف شمال دارفور

قالت الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء إن أكثر من 55 ألف لاجئ سوداني دخلوا تشاد منذ تصاعد العنف شمال دارفور (غربي السودان) في أبريل/نيسان الماضي.

وأعربت المنظمة عن قلقها إزاء ما سمته "تدهور الوضع الإنساني في شرق تشاد"، بسبب تدفق اللاجئين والعائدين من السودان والنقص الحاد في التمويل.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2العفو الدولية تدعو لخفض عدد المحتجزين في مخيمات بسورياlist 2 of 2العفو الدولية تدعو الهند للإفراج عن أكاديمي مسلم اعتقل بسبب تغريدةend of list

ونقلت عن العاملين في المجال الإنساني وصول أكثر من 55 ألف لاجئ سوداني و39 ألف عائد تشادي في ولايتي إنيدي الشرقية ووادي فيرا شرق البلاد.

وأوضحت أن هذا الرقم ينضاف إلى حوالي مليون شخص لجأوا إلى ولايات شرق تشاد منذ اندلاع الأزمة السودانية في أبريل/نيسان 2023.

وأرجع المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك دخول عدد كبير من السودانيين إلى تشاد أساسا إلى "سياسة الباب المفتوح السخية" التي انتهجتها الحكومة التشادية.

وقال دوجاريك -خلال إيجاز صحفي في نيويورك- إن القدرة الاستيعابية الحالية لمواقع الاستقبال غير كافية إلى حد كبير لتلبية حجم الاحتياجات، مضيفا أن معظم الوافدين الجدد هم من النساء والأطفال الذين يعانون من صدمات نفسية.

لاجئون سودانيون في منطقة أدري الحدودية بين تشاد والسودان (الأمم المتحدة) فجوة تمويلية

وأكد المتحدث الأممي أن موقع "تيني" للعبور الذي يتسع لـ 500 شخص يستضيف حوالي 20 ألفا منتشرين في جميع أنحاء الموقع وينامون في العراء في انتظار نقلهم بعيدا عن المنطقة الحدودية.

إعلان

وذكر أن سكان المنطقة بحاجة ماسة إلى الغذاء والمأوى والمياه وخدمات الصرف الصحي والنظافة والرعاية الصحية وخدمات الحماية للناجين من العنف، مشيرا إلى أنه مع توفير ألفي مأوى من أصل 13 ألف و500 مأوى مطلوب وطبيب واحد فقط لـ44 ألفا في بعض المناطق، "تبرز الفجوة التمويلية الكبيرة والحاجة الملحة لزيادة الدعم الدولي، لا سيما مع اقتراب موسم الأمطار".

وأوضحت الأمم المتحدة أن شركاءها قدموا منذ منتصف أبريل/نيسان مساعدات طارئة شملت بناء مئات الملاجئ العائلية، وتوزيع الطعام على أكثر من 6 آلاف شخص، وتوفير الأدوية لتغطية احتياجات 20 ألف شخص.

وشددت المنظمة على أنه حتى اليوم لم تمول خطة الاستجابة الإنسانية لتشاد البالغة قيمتها 1.4 مليار دولار إلا بنسبة 7%، أي ما يعادل 99 مليون دولار فقط.

مقالات مشابهة

  • متحدث الحكومة يكشف عن سبب زيارة رئيس مجلس الشورى السعودي لمصر
  • 55 ألف سوداني يدخلون تشاد جراء تصاعد العنف شمال دارفور
  • رئيس الحكومة: تقرير مجلس التربية والتكوين يؤكد نجاعة مؤسسات الريادة
  • رئيس مجلس النواب يستقبل عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني
  • رئيس النواب يستقبل عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني
  • رئيس الحكومة : 1.3 مليون طالب مسجلون في الجامعات العمومية
  • رئيس الحكومة يوجه بحصر شامل للآثار الغارقة ووضع خطة لاستخراجها وعرضها في المتاحف
  • رئيس الجمهورية يأمر أعضاء الحكومة بالتزام الصرامة في الميدان لحل انشغالات المواطن
  • البابا ليو الرابع عشر يستقبل رئيس الحكومة عزيز أخنوش
  • الادعاء العام في تشاد يحقق مع رئيس الوزراء السابق المعتقل