الجزيرة:
2025-12-14@09:16:41 GMT

فرنسوا تومبالباي.. أول رئيس لتشاد بعد استقلالها

تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT

فرنسوا تومبالباي.. أول رئيس لتشاد بعد استقلالها

فرنسوا تومبالباي سياسي تشادي يعرف بـ"نغارتا تومبالباي" أي "القائد الحقيقي"، ولد عام 1918 واغتيل عام 1975، شغل منصب أول رئيس لجمهورية تشاد منذ استقلالها عام 1960 وحتى الإطاحة به عام 1975. عرف باستبداده وأدت سياساته إلى النزاع الطائفي وعدم الاستقرار السياسي.

المولد والنشأة

ولد يوم 15 يونيو/حزيران 1918 بقرية بيسادا في قلب أراضي السارا، جنوب تشاد، وكانت آنذاك مستعمرة فرنسية.

وهو مسيحي ينتمي إلى قبيلة سارا، التي كانت تحتكر المناصب الإدارية وتحكم البلاد.

الدراسة والتكوين العلمي

تلقى فرنسوا تومبالباي تعليمه في مدارس تبشيرية بروتستانتية في مدينتي سارا وبرازافيل خلال فترة الاستعمار الفرنسي لتشاد، وأصبح بعدها معلما.

فرنسوا تومبالباي (يمين) ورئيس جمهورية الكونغو يحضران مؤتمر رؤساء دول أفريقيا الاستوائية عام 1964 (الفرنسية) التجربة السياسية

بدأ نشاطه في النقابات العمالية المحلية، وبدأ انخراطه فعليا في السياسة خلال الحرب العالمية الثانية عندما قاتل إلى جانب فرنسا ضد حكومة فيشي، مما أبرز التزامه المبكر بالتغيير السياسي.

عام 1946، أسس فرعا محليا لحزب التقدم التشادي في سارا، مجمعا أفراد عشيرته ومتحدثي لغة السارا الآخرين لقضية الحزب.

أدى نشاطه السياسي إلى إلغاء منصبه التعليمي عام 1949، إذ شددت الحكومة الفرنسية القيود على الانخراط السياسي للمعلمين.

واصل تعزيز مسيرته السياسية من خلال إدارة صحيفة الحزب، ولكن مسيرتها كانت قصيرة بسبب القمع الفرنسي.

استمر الصعود السياسي لتومبالباي، إذ فاز بمقعد في الجمعية الإقليمية الاستعمارية عام 1952 وتم انتخابه لاحقا لمجلس أفريقيا الاستوائية الفرنسية العام سنة 1957، وشغل منصب نائب الرئيس.

تصاعدت منافسته مع غابرييل ليسيت، زعيم حزب التقدم التشادي، أواخر الخمسينيات بعد إصلاحات قانون الإطار لعام 1956، التي سمحت للمستعمرات الفردية بالتفاوض بشأن دساتيرها الخاصة.

في مارس/آذار 1959، نجح تومبالباي في تولي قيادة حزب التقدم التشادي خلفا لليسيت، ليصبح بذلك الزعيم الفعلي لحكومة تشاد الاستعمارية.

عند استقلال تشاد يوم 11 أغسطس/آب 1960، تولى منصب أول رئيس لها. وكانت الهيمنة في حكومته للجنوبيين، مما خلق احتكاكا مع الشمال.

الرئيس الفرنسي جورج بومبيدو (يمين) يجتمع مع الرئيس التشادي فرنسوا تومبالباي في باريس عام 1971 (الفرنسية)

عام 1962، حظر جميع الأحزاب السياسية، باستثناء حزبه. وتخلّص من المعارضين المسلمين وعزز مكانة الجنوبيين، وخاصة السارا، داخل الحكومة.

عام 1963، حلّ الجمعية الوطنية وأنشأ محكمة جنائية خاصة للتحقيق مع المعارضين وتوجيه الاتهامات الجنائية ضدهم. واندلعت أعمال شغب ضد الحكومة في شمال تشاد وقمعها الجيش بشدة.

بحلول عام 1964، كان معظم المعارضين السياسيين البارزين لتومبالباي إما في السجن أو المنفى. وفي عام 1965، ظهرت مجموعات مسلحة متمردة في شمال البلاد لتحدي الحكومة المركزية، وغذت هذه الحرب الأهلية الانقسام في البلاد بشكل أكبر.

سعى تومبالباي للحصول على دعم من فرنسا، في حين تلقت "فرولينات"، وهي جماعة متمردة في الشمال، الدعم من الزعيم الليبي معمر القذافي.

استمر تومبالباي في الحفاظ على السلطة باتباع إجراءات قمعية وبدعم من فرنسا. ومع ذلك، أصبحت العلاقات مع باريس متوترة عندما فُصل الموظفون الفرنسيون الذين بقوا بعد الاستقلال وتعويضهم بتشاديين (معظمهم من الجنوبيين والسارا). ووُجِّهت له ولوزرائه اتهامات بالمحاباة والفساد وسوء استخدام السلطة.

الرئيس الأميركي ليندون جونسون (وسط) وزوجته مع الرئيس التشادي تومبالباي (ثاني يسار) بالبيت الأبيض عام 1968 (أسوشيتد برس)

عام 1969، وافق تومبالباي على شروط فرنسا للدعم، بدءا بعملية التحرير في تشاد، حيث تم إطلاق سراح عدة سجناء سياسيين.

وأوائل السبعينيات، أرسى تومبالباي سياسة تروم التشبث بهوية البلد، إذ شجع التشاديين على التخلي عن الأسماء الأوروبية وتبني أسماء تشادية. وغير اسمه "فرنسوا" إلى "نغارتا". وتم تغيير أسماء الأماكن الجغرافية الاستعمارية إلى أسماء تشادية.

كما أمر جميع كبار المسؤولين الحكوميين والموظفين المدنيين والضباط العسكريين بالخضوع لطقوس "مبادرة يوندو"، وهي تجربة خضع لها تومبالباي نفسه في سن المراهقة، تضمنت الجلد والندبات على الوجه والتخدير والدفن التمثيلي، وزادت هذه الأفعال من استياء العديد من التشاديين، خاصة المقيمين في الشمال والشرق، الذين كانوا في الغالب مسلمين.

في أغسطس/آب 1971، كُشف عن محاولة انقلاب لها صلات بالقذافي، مما دفع تومبالباي إلى قطع العلاقات مع ليبيا. في الوقت نفسه، واجه إضرابات واعتراضات في الجنوب، مما أدى في النهاية إلى قراره بحل حزب التقدم التشادي وإنشاء الحركة الوطنية للثورة الثقافية والاجتماعية.

الاغتيال

اغتيل يوم 13 أبريل/نيسان 1975، عن عمر 56 عاما، حين أحاط ضباط الجيش والشرطة بقصره الخاص وطلبوا منه الاستسلام. وبعد رفضه، تم إطلاق النار عليه، وتوفي متأثرا بجروحه بعد ذلك.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات

إقرأ أيضاً:

تحذير أممي: حرب السودان وانعدام الأمن في حوض بحيرة تشاد يهدد وسط أفريقيا

اقترح مسؤول أممي على (إيكاس) إعادة تقييم تداعيات الأزمة في السودان على الأمن الإقليمي، بالتنسيق مع تشاد وأفريقيا الوسطى.

التغيير: وكالات

أقر مسؤول أممي بأن العمليات الانتخابية في منطقة وسط أفريقيا لا تزال محفوفة بالمخاطر، فضلا عن الحرب في السودان وانعدام الأمن في حوض بحيرة تشاد، مما يتسبب في نزوح أعداد كبيرة من السكان ويهدد استقرار دول المنطقة.

وقدم رئيس مكتب الأمم المتحدة الإقليمي لوسط أفريقيا عبدو أباري، يوم الخميس، إحاطة أمام اجتماع لمجلس الأمن، والذي قدم تقريرا عن انعدام الأمن الإقليمي واستراتيجية الأمم المتحدة لمكافحة الجماعات الإرهابية.

وعن الوضع في السودان، ذكَّر أباري بأن الصراع هناك أدى إلى تدفق أكثر من 1.2 مليون لاجئ وطالب لجوء وعائد إلى تشاد منذ عام 2023، بالإضافة إلى 12,930 آخرين وصلوا عقب سقوط الفاشر، مشيرا أيضا إلى أن “انعدام الأمن الغذائي يشكل مصدر قلق بالغ”.

وقال- بحسب مركز أخبار الأمم المتحدة- إن أكثر من 7 ملايين شخص يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، في حين لم يتم تمويل خطة الاستجابة الإنسانية للسودان لعام 2025 إلا بنسبة 26.4% فقط، مقارنة بنسبة 41% في نفس الفترة من العام الماضي.

وأفاد أباري بأنه اقترح على الدول الأعضاء في المجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا (إيكاس) إعادة تقييم تداعيات الأزمة في السودان على الأمن الإقليمي، بالتنسيق مع حكومتي تشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى.

الوضع في حوض بحيرة تشاد

فيما يتعلق بحوض بحيرة تشاد، حيث يستمر القتال بين الجماعات التابعة لجماعة بوكو حرام وقوات الدفاع والأمن في الدول الأربع المتضررة، دعا الممثل الخاص إلى دعم قوة المهام المشتركة متعددة الجنسيات في تذليل العقبات التي تعرقل جهودها في تبادل المعلومات الاستخباراتية، وتعزيز قدرات الشرطة المتكاملة، وتعبئة التمويل.

ورحب بحقيقة أنه بحلول نهاية هذا العام، “لن تكون هناك أي انتقالات سياسية جارية في وسط أفريقيا”، حيث تستعد الغابون، على غرار تشاد، للخروج من هذه العملية في نهاية ديسمبر.

وفيما يخص الانتخابات الرئاسية التي جرت في 12 أكتوبر في الكاميرون، أعرب عن أمله في أن تهدأ التوترات التي أعقبت الانتخابات، وأكد أن مكتبه سيساهم في تعزيز التماسك الوطني.

صعوبات مالية

المسؤول الأممي أشاد بإجراء انتخابات رباعية في جمهورية أفريقيا الوسطى مقررة في 28 ديسمبر، تجمع بين الانتخابات التشريعية والإقليمية والبلدية والرئاسية.

وقال إن “هذا يعد فرصة للإشادة بالتعافي الملحوظ الذي تشهده البلاد، والذي يرسي دعائم بناء السلام مع الأطراف المعنية داخليا، وأفضى إلى اتخاذ إجراءات لتأمين حدودها”.

وأشار إلى أن جمهورية الكونغو وسان تومي وبرينسيبي ستستضيفان بدورهما انتخاباتهما الرئاسية في عام 2026. وفي هذا السياق، أشار إلى أن الصعوبات المالية التي تواجه الأمم المتحدة حاليا تؤثر على عمل مكتبه وقدرته على تنفيذ ولايته بشكل كاف.

الوسومأفريقيا الوسطى إيكاس الأمم المتحدة الحرب السودان الفاشر بحيرة تشاد بوكو حرام عبدو أباري مكتب الأمم المتحدة الإقليمي لوسط أفريقيا وسط أفريقيا

مقالات مشابهة

  • مركز الملك سلمان للإغاثة يوزع 900 سلة غذائية في تشاد
  • رئيس الحكومة الليبية يرحّب بانطلاق انتخابات البلديات ويعدّها خطوة نحو الانتخابات العامة
  • رئيس الوزراء: التعليم والصحة وتحسين الخدمات على رأس أولويات الحكومة
  • عاجل- رئيس الوزراء يتفقد مشروع مستشفى شبين القناطر المركزي ويؤكد: التعليم والصحة وتحسين الخدمات على رأس أولويات الحكومة
  • ائتلاف المالكي:الحاج أبو إسراء قد يكون هو رئيس الحكومة المقبلة او مرشحا عنه
  • عشية انعقاد اللجنة المشتركة بين البلدين.. قيس سعيّد يستقبل رئيس الحكومة الجزائرية
  • تحذير أممي: حرب السودان وانعدام الأمن في حوض بحيرة تشاد يهدد وسط أفريقيا
  • وزير إسباني سابق مقرّب من رئيس الحكومة يُحاكم بتهمة الفساد
  • رئيس الوزراء: الحكومة تضع دعم البحث العلمي والابتكار على رأس أولوياتها
  • في ذكرى استشهاد جبران تويني واللواء فرنسوا الحاج.. الرئيس عون: شهيدان يجسدان نشيد لبنان سيفنا والقلم