الصائمون يَعبرون قناة السويس!
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
ذكرى حرب العاشر من رمضان، هى فرصة كما قال الرئيس السادات، لكى نتدارس، كيف قامت القوات المسلحة، بمعجزة لا تتكرر بمقاييس العسكرية وفنون الحرب.
ومن أهم تفاصيل القدرة، كانت خُدعة الحرب خلال شهر رمضان المبارك، فلم يكن العدو يتصور أن يتمكن الصائمين من خوض معارك، فكان الاطمئنان ساكنًا فى قلوب قياداته، فكانت الضربة المصرية قوية وعنيفة.
> كشفت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية، عن مراسلات بين وزير الدفاع الإسرائيلى خلال الحرب «موشية ديان» ورئيس شعبة الاستخبارات بالجيش الإسرائيلى «ايلى زعيرا» تؤكد أن المخابرات العسكرية فشلت فى التنبؤ بالحرب.
«ديان» طلب من«زعيرا» إعطاءه قرارًا.. هل ينوى الجيش المصرى شن حرب على إسرائيل أم لا؟ فكان الرد من قبل زعيرا هو «كل المؤشرات تؤكد أن الجيش المصرى لا ينوى فعل ذلك».
> ما نشرته هاآرتس يدعوك فورًا لإعادة قراءة تفاصيل خطة الخداع الاستراتيجى التى نفذتها مصر، للتعتيم على موعد الحرب والعبور.
> من أفضل الحكايات التى يمكن أن تستطيع الحصول عليها من الكاتب الشهير فى مجال روايات المخابرات والجاسوسية، نبيل فاروق الذى كشف عن قصة «الخداع الاستراتيجى» وتنفيذها بحرفية ودقة غاية فى الروعة.
يقول نبيل فاروق أن فكرة الخداع الاستراتيجى للعدو، بدأت مع قرار الرئيس المصرى الراحل أنور السادات والقيادة السياسية، بضرورة خوض الحرب واستعادة أرض سيناء المحتلة، ولكن كانت المشكلة فى كيفية التحضير لعملية العبور، من دون أن يدرى بها العدو.
> كان الهم الأكبر لإسرائيل، هو أن تعلم إذا ما كانت مصر ستحارب أم لا؟
ولذلك، فقد قررت مصر توظيف جميع أجهزة الدولة فى خطة خداع إسرائيل، بالإضافة إلى الصحف ووسائل الإعلام، وكان أهم ما فى الخطة هو السرية الكاملة التى أحيطت بها من البداية إلى النهاية، ويمكن تلخيصها فيما يلى:
> اشترك السادات فى خطة الخداع، عبر إعلانه استمرار حالة «اللاحرب واللاسلم» مع العدو، وعدم إعلان وقت معين فى خطاباته للشعب المصرى للعبور، واسترداد سيناء كل ذلك خلق حالة من عدم المصداقية من الشعب المصرى فى قرارات وخطب الرئيس، بالإضافة إلى خروج طلبة الجامعات فى مظاهرات ساخنة محتجين على الرئيس لاعتقادهم أن الجيش المصرى لن يحارب أبدًا.
> تم وضع خطة بسيطة، ومعقدة فى نفس الوقت، لإدخال الطلمبات التى سيستعملها الجنود المصريون فى عمل ثغرات فى الساتر الترابى، الذى أقامه العدو لعدم عبور القوات أو الدبابات والمدرعات المصرية، فأعلنت وزارة الزراعة أنها ستستورد هذه الطلمبات من الخارج، بحجة استغلالها فى نظام الرى للأراضى الزراعية.
> خلال دراسة خطة الخداع، وجد رجال المخابرات المصرية، أن استيراد شحنات ضخمة من القمح، لتكون مخزونًا احتياطيًا أثناء الحرب مع إسرائيل سيجعل العدو يشك فى الأمر، ويستنتج أننا نستعد للقيام بعملية حربية، ووضعت خطة عبقرية، فأعلنت وزارة التموين فساد مخزون القمح الموجود فى مخازنها، نتيجة حدوث رطوبة للقمح وسوء التخزين.. وتصدر الخبر عناوين الصحف المصرية، وقامت الدنيا ولم تقعد، وطالب الكُتاب والصحفيون بمحاسبة المسئول عن ذلك، واتخاذ التدابير اللازمة لتلافى خطر حدوث أزمة فى الرغيف المصرى، واتخذ المسئولون المختصون قرارًا باستيراد صفقات بديلة من القمح، وبكميات ضخمة من الخارج، لتعويض مخزون القمح الفاسد.
> كانت عملية توفير أماكن العلاج للمصابين من الجنود، الذين قدر الخبراء أنهم سيبلغون «50%» فى موجة العبور الأولى، تتطلب أن يتم إخلاء عدد من المستشفيات المدنية حتى يمكن استقبال هذا العدد من الجرحى الذين لن تستوعبهم مستشفيات القوات المسلحة وحدها.
تم تنفيذ الخطة بعد سبع ساعات فقط من وضعها، فتم تسريح ضابط طبيب من الخدمة العسكرية، وأعيد إلى الحياة المدنية، وتسلم وظيفته السابقة فى وزارة الصحة، وتم تعيينه فى مستشفى الدمرداش «بالقرب من وسط العاصمة»… وبعد أسبوع تقدم بمذكرة إلى المدير ذكر فيها أن العنابر ملوثة بميكروب التيتانوس، وتم إجراء فحص شامل على العنابر، وجاءت النتيجة إيجابية، وأن المستشفى ملوث بالرغم من أنه كان خاليًا تمامًا من أى ميكروب.
تم إخلاء المستشفى من مرضاه لتطهيره من التيتانوس، ولكن كان يجب أن يتم اتباع وسيلة أخرى، عن طريق إثارة الأمر فى الصحف، وتهييج الرأى العام، وتم الأمر بواسطة أحد الكُتاب- المعروف بمقالاته الملتهبة- فاستنكر ما حدث فى مستشفى الدمرداش بسبب الإهمال والاستهتار بأرواح المرضى، ثم تساءل: إذا ما كان الأمر يقتصر على «الدمرداش» أم أن الإهمال طال بقية المستشفيات؟
ومع ردة الفعل الجماهيرى الغاضبة، أصدرت وزارة الصحة قرارًا بإجراء تفتيش على بقية المستشفيات، وتم إسناد المهمة إلى نفس الطبيب فى مستشفى الدمرداش، وأجرى التفتيش على عدد من المستشفيات ومع بدايات شهر رمضان كانت جميع المستشفيات المطلوبة خالية من المرضى نهائيًا.
– الحرب ليست مواجهة عسكرية فقط.. ولكنها خدعة، وتضليل معلوماتى موجه للعدو، وتوثيق معلومات قادمة عن العدو.. وكانت أكبر عملية خداع هى عبور الصائمين لقناة السويس.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: قناة السويس مستشفيات القوات المسلحة وزارة الصحة نور حرب العاشر من رمضان الرئيس السادات القوات المسلحة قرار ا
إقرأ أيضاً:
المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.. مكاسب استراتيجية وتأمين حقيقي لمستقبل الاقتصاد المصري (فيديو)
كشف الدكتور عبد الله أبو خضرة، أستاذ الطرق والنقل بجامعة بني سويف، عن أهمية المنطقة الاستثمارية عند المدخل الشمالي لقناة السويس ودورها الكبير في تعزيز الاقتصاد المصري.
وأضاف عبد الله أبو خضرة خلال لقائه مع محمد جوهر وحياة مقطوف ببرنامج "صباح البلد"، والمذاع على قناة صدى البلد، أن الموقع الاستراتيجي لمصر على خط الملاحة العالمية يجعلها محط أنظار العالم، حيث يمر من الممر الملاحي حوالي 12 إلى 15% من حجم التجارة العالمية و22 إلى 30% من حجم تجارة الحاويات.
وأوضح أبو خضرة، أن تطوير البنية التحتية للموانئ والمجرى الملاحي أسهم في تقليل أوقات الانتظار من أكثر من 11 ساعة، فضلاً عن التعميق لتمكين استقبال السفن العملاقة، وتمديد الأرصفة البحرية لتصل إلى أكثر من 100 كيلومتر، وبناء حواجز صد الأمواج التي تجاوز طولها 35 كيلومتر، وتوسيع مساحة الخدمات اللوجستية من 40 مليون متر مربع إلى 100 مليون متر مربع.
وأشار أبو خضرة إلى، أن مصر تعمل على تطوير الموانئ الذكية وتطبيق معايير البيئة المستدامة، بما يرفع الطاقة الاستيعابية للأسطول البحري إلى 80 سفينة لنقل أكثر من 25 مليون طن سنويًا مقارنة بـ9 ملايين طن سابقًا، مع تقديم خدمات ملاحية متقدمة تميز الموانئ المصرية عن منافسيها عالميًا.
ربط البحر الأحمر بالبحر المتوسطوأكد أن ربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط وخليج العقبة وخليج السويس يعزز من الاستفادة الاستراتيجية لموقع مصر، ويخلق فرصًا جديدة للاستثمار والتنمية في شبه جزيرة سيناء، بما يسهم في الأمن القومي وإعادة توزيع الأنشطة الاقتصادية بشكل متوازن، مع توقعات بأن تصل نسبة التطور العمراني إلى 14.5% بحلول عام 2050 مقارنة بـ6% عام 2014.