المرحلة الثانية:- مرحلة التنفيذ والعمل المنظم
استطاع المرابون اليهود التغلغل في كل مؤسسات الحكم، ووصولاً إلى قلب مراكز القرار، في كل دولة من دول العالم، بعد أن نظمَّوا أنفسهم، في شبكة مؤسسات مالية وجواسيس عالمية، تمكنوا من خلال دورهم الوظيفي الربوي، من الوصول إلى امتياز حق جباية الضرائب، كما حدث في أسبانيا في القرن الرابع عشر الميلادي، وغيرها من الأمثلة التي لا تحصى.


عملت الماسونية العالمية (النورانية)، على توظيف رأس المال اليهودي الربوي، بدرجة أساس، للوصول إلى أعلى مراكز القرار، في السلطات والأنظمة الحاكمة، واخترقت صناع القرار، بالنساء والرشاوي والكثير من المغريات، حتى أحكمت قبضتها على كل مفاصل السلطة، ثم أوعزت إلى الحكام، باتخاذ قرارات مجحفة بحق الشعب، الذي سيتحول إلى بيئة حاضنة، لأفكار ومخططات ومشاريع اليهود، القابلة لإشعال الفوضى والتمرد والثورات ضد الحكام، ولا يكاد يوجد بلد من بلدان العالم، إلا وأشعل فيه اليهود فتيل الثورات والتمرد والخراب والدمار.
حملت كتب التاريخ الكثير من الشواهد، الدالة على طبيعة الشخصية اليهودية الإجرامية، والنفسية المريضة التآمرية الحاقدة، المشبعة بنزعة الانتقام والقتل والإبادة، والكراهية المطلقة لجميع البشر، من غير اليهود، بالإضافة إلى سلوكهم الربوي الفاحش، والتجارة غير المشروعة، وإنشاء الشركات الاحتكارية، للمخدرات والدعارة والرقيق والمسكرات، كما احتكروا تجارة العطور والجواهر والمواد الثمينة، حتى وصلوا إلى مراحل متقدمة من الثراء الطائل، الذي وظفوا عوائده في إحكام قبضتهم على الأنظمة اقتصادياً وسياسياً، وإفساد المجتمعات أخلاقياً ودينياً وفكرياً، وقد بلغت سيطرتهم على التجارة والمبادلات التجارية، إلى درجة أصبحت معها اقتصاديات كل بلدان أوروبا في أيديهم وحدهم، دون منازع.
لكن العصر الذهبي لليهود المرابين، لم يدم طويلاً، حيث ثارت ضدهم الشعوب، التي ساموها سوء العذاب، وأرهقوها بالضرائب والجبايات، والأحكام التعسفية، ولم تجعلهم صلاتهم القوية بالحكام، بمأمن من غضبة الشعوب، التي هبت لإبادة الوجود اليهودي المرابي الحاقد، حيث شهدت أشبيلية عام ١٣٩١م، قيام أول مجزرة عامة لليهود – كما يقول مؤلف الكتاب – لأنهم كانوا محط كره الجميع، بسبب تعسفهم ضد الشعب، عند جمع الضرائب، وقيامهم – بموجب السلطات الممنوحة لهم – بالتنكيل والتعذيب، وزج المواطنين في السجون، ومصادرة أموالهم، إذا عجزوا عن سداد الضرائب لليهود، التي يفرضونها حسب أهوائهم، بالإضافة إلى جرائم الاحتكار والإفساد، وغير ذلك من الجرائم والسلوكيات المشينة.
وقد بلغ من إجرام اليهود إنهم استصدروا من الحكومات التي تمنحهم حق جباية الضرائب، قوانين تسمح لهم بالتنكيل بمن يتخلف عن سداد الضرائب من أبناء الشعب، وتعذيبه بكل قسوة ووحشية، وصلت حد أن يقتطع المرابي اليهودي قطعة لحم من جسد الإنسان العاجز عن سداد الضريبة أو الدين، يحتزها من جسمه وهو حي عقوبة له وتنكيلا وتعزيرا، لعجزه عن سداد ما عليه، وهذه هي ما عرفت بقصة “ أوقية اللحم «.
وقد نتج عن هذا السلوك الإجرامي الوحشي حالة من الغضب الشعبي العارم، الرافض للتسلط اليهودي عليهم، فتفجر غضب الشعوب ثورات ومجازر ضد اليهود في عموم أوروبا، ورغم المكانة التي حظي بها اليهود عند الحكام، إلا أن ذلك لم ينجهم من غضبة الشعوب، ولم تكن حتى جيوش الحكام قادرة على حمايتهم، الأمر الذي جعل طردهم وتهجيرهم من تلك البلدان هو الحل الوسط الذي توصل إليه الطرفان (الحكومة والشعب).
ويقول مؤلف الكتاب نقلا عن الموسوعة البريطانية، “وهكذا وجد اليهود أنفسهم من جديد، وجموعهم تنصب إلى الشرق، فتستقر في بولونيا أو في الإمبراطورية العثمانية، أما جالياتهم الضئيلة التي سمح لها بالبقاء في أوروبا الغربية، فقد فرضت عليها كافة القيود، التي تولدت في المرحلة السابقة».
وكرد فعل طبيعي لإجرام وإفساد وتسلط اليهود الماسونيين، رفضت الشعوب بقاء اليهود المرابين في أوساطهم، فصدرت الأوامر بطردهم من مختلف بلدان أوروبا، حيث طردوا من ليتوانيا عام ١٤٩٥م، ومن البرتغال عام ١٤٩٨م، ومن إيطاليا عام 1540م، ومن، باغلويا عام 1551م، غير أن أغنياءهم وذوي النفوذ منهم، استطاعوا تدبر أمرهم والبقاء في مدنهم، وأما من تبقى من جالياتهم القليلة، ممن سُمح لهم بالبقاء في أوروبا، فقد فُرضت عليهم الكثير من القيود والقوانين، التي تحرم عليهم التعامل بالربا، واستخدام المسيحيين وتجارة الرقيق، والاختلاط بأبناء المجتمع، وغير ذلك من المحاذير، التي اتخذت لاتقاء شر اليهود، ودفع خطرهم عن المجتمعات والشعوب عامة.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

“إلى أين؟”.. عرض ليبي يُجسّد القلق الوجودي ضمن مهرجان المونودراما العربي في جرش 39 اللجنة الإعلامية لمهرجان جرش بحضور ممثل عن السفارة الليبية في عمان، وجمع غفير من عشاق المسرح، وضمن فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان المونودراما المسرحي، قدّمت ا

صراحة نيوز – بحضور ممثل عن السفارة الليبية في عمان، وجمع غفير من عشاق المسرح، وضمن فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان المونودراما المسرحي، قدّمت الفرقة الليبية مساء الثلاثاء 30 تموز 2025 على خشبة مسرح مركز الحسين الثقافي – رأس العين، عرضها المسرحي المونودرامي “إلى أين؟”، في تجربة مسرحية مزجت بين القلق الوجودي والتساؤلات العميقة التي يعيشها الإنسان العربي المعاصر.
المسرحية، التي كتبها الكاتب العراقي علي العبادي، مقتبسة عن نصه “حقائب سوداء”، وأخرجها الليبي عوض الفيتوري الذي تولى أيضًا تصميم السينوغرافيا، بينما قام بتجسيدها على الخشبة الفنان حسين العبيدي، يرافقه موسيقيًا الفنان أنس العريبي، الذي أضفى بعدًا شعوريًا ساهم في تعزيز التوتر الدرامي والانفعالي للنص.
وفي إطار مونودرامي متماسك، يقف “الممثل – المسافر” ليحمل حقائبه المادي والرمزية، باحثًا عن إجابة لسؤال وجودي يتردد طيلة العرض: “إلى أين؟”. فالمسرحية لا تكتفي بعرض مشهد فردي عن الرحيل، بل تحوّله إلى سؤال جماعي يمسّ كل من اضطر أن يغادر، أن يهاجر، أن يُهجّر، أو أن يرحل مجبرًا من وطن بات غير قابل للسكن، بفعل الحروب والدمار والنكبات المتتالية، وحتى الإحتلال في العالم العربي.
الحقائب في العرض ليست مجرد أدوات، بل رموزٌ لما نحمله في دواخلنا: ذكريات، أحلام، خصوصيات، جراح، وآمال. المسرحية تفتح مساحة للتأمل في دوافع السفر؛ أهو بحث عن الأمان؟ أم عن الذات؟ أم محاولة مستميتة للهرب من واقع خانق؟
العرض الليبي جاء متقنًا في استخدامه للضوء والظل، للصوت والصمت، للحركة وللسكون، حيث مزج المخرج بين عناصر النص والفرجة والموسيقى والإضاءة، ليصوغ منها كولاجًا بصريًا وصوتيًا نابضًا يعكس نبض الشارع العربي، ويطرح الأسئلة التي قد لا تجد أجوبة، لكنها تُحكى، تُصرخ، وتُهمس على خشبة المسرح.
ويُشار إلى أنّ الدورة الثالثة من مهرجان المونودراما العربي، التي تُقام ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون لعام 2025، تستضيف عروضًا من مختلف الدول العربية، تشكّل فسحة للتعبير الفردي الحرّ، وتحاكي هواجس المجتمعات بعيون فنانيها.

مقالات مشابهة

  • مشاركةٌ فاعلةٌ للمركز الوطنيِّ للوثائق والمحفوظات في “كتاب المدينة”
  • "هيومن رايتس ووتش": بث مليشيا الحوثي لاعترافات طاقم "إتيرنيتي سي" جريمة حرب وانتهاك صارخ للكرامة الإنسانية
  • من النص إلى الواقع.. جدلية التربية وحقوق الإنسان في العالم العربي قراءة في كتاب
  • اكتشاف مذهل.. علماء فيزياء يكشفون سر “كوني” وراء تشكل البرق!
  • غليون لـعربي21: أوروبا تعترف بفلسطين خوفاً من وصمة الإبادة التي شاركت فيها
  • حبس 3 متهمين في جريمة قتل المواطن “ناصر العمامي” في أجدابيا
  • أربعة من أيداهو.. جريمة هزّت أمريكا في كتاب يتصدّر قائمة نيويورك تايمز
  • إيران تستنكر العقوبات الأميركية الجديدة على أسطول شمخاني وتعتبرها جريمة ضد الإنسانية
  • “إلى أين؟”.. عرض ليبي يُجسّد القلق الوجودي ضمن مهرجان المونودراما العربي في جرش 39 اللجنة الإعلامية لمهرجان جرش بحضور ممثل عن السفارة الليبية في عمان، وجمع غفير من عشاق المسرح، وضمن فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان المونودراما المسرحي، قدّمت ا
  • كتاب يعيد قراءة سقوط الدولة الأموية وصعود العباسيين