هذا ما نعرفه عن إنزال المساعدات جوا.. شهادات ترصد حجم استفادة غزة
تاريخ النشر: 2nd, August 2025 GMT
عادت عمليات الإنزال الجوي للمساعدات على قطاع غزة منذ إعلان حكومة الاحتلال الإسرائيلي في 25 تموز/ يوليو الماضي، سماحها بإسقاط كميات محدودة من المساعدات، وبدء ما سمته "تعليقاً تكتيكياً محلياً للأنشطة العسكرية" في مناطق محددة بالقطاع للسماح بمرور المساعدات.
ورغم هذا الإعلان والبدء الفعلي بعمليات الإنزال الجوي للمساعدات، لم يلمس أهالي قطاع غزة أثراً حقيقياً لهذه المواد الغذائية، في ظل تزايد مظاهر المجاعة وحصدها أرواحاً جديدة بين الفلسطينيين، لا سيما الأطفال والنساء والشيوخ.
ووفق ما أوردته اللجنة الدولية للصليب الأحمر عبر موقعها الإلكتروني، فإنّ عمليات الإنزال الجوي للمساعدات يتم اللجوء إليها كملاذ أخير، عندما لا يكون هناك خيار آخر، وعندما يتعذر الوصول إلى السكان المتضررين عن طريق البر.
ما جدوى إنزال المساعدات جواً؟
⬛ عمليات الإنزال الجوي صعبة من الناحية الفنية وتتطلب وجود طيارين متخصصين لديهم مهارات في هذا النوع من العمليات، وحتى مع توفر هذه الكوادر الماهرة، من الوارد أن يقع خطأ ما.
⬛ العاملون في المجال الإنساني يسعون إلى تقييم احتياجات الناس قبل توزيع المساعدات وبعد التوزيع، ويصعب إجراء هذا التقييم للاحتياجات عندما يتعذر الوصول عن طريق البر.
⬛ يُمكن لأطراف تحركها غايات غير نبيلة تحويل المساعدات بعيداً عن الوجهة المراد إيصالها إليها، لتحقيق أغراض دعائية دون استفادة حقيقية من سلع المساعدات الغذائية التي يتم إسقاطها جواً.
⬛ من القواعد الرئيسية التي يرتكز عليها أي نشاط إنساني مبدأ "عدم إلحاق الضرر"، وفي عمليات الإنزال الجوي تزداد مخاطر الضرر غير المقصود بشكل خاص.
⬛ يجب ألا يكون الإنزال الجوي بديلًا للحاجة إلى وصول المساعدات الإنسانية بشكل مباشر.
⬛ تؤكد اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن عمليات الإنزال الجوي للمساعدات الإنسانية قد تقدم المساعدة على المدى القصير، إلا أنها ليست حلاً على المدى البعيد.
الواقع في غزة
"عربي21" تحدثت مع عدد من الفلسطينيين في قطاع غزة لرصد عمليات إنزال المساعدات خلال أسبوع كامل، وأكدوا أن معظمها يقع في مناطق تصنف "حمراء" ويتواجد فيها جيش الاحتلال، ما يحرمهم من الاستفادة منها.
عماد إبراهيم نازح فلسطيني في منطقة المواصي وتحديدا شمال مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، يروي ما حدث خلال عملية الإنزال الجوي للمساعدات يوم السبت الموافق 01 آب/ أغسطس 2025، مبينا أنّ عملية الإنزال تزامنت مع قصف شديد لجيش الاحتلال في منطقة "حمد" شمال خانيونس.
ويشير إبراهيم إلى أنّ عدداً من صناديق المساعدات وقعت في مناطق توغل جيش الاحتلال بمدينة خانيونس، مؤكدا في الوقت ذاته أن كمية المساعدات قليلة جدا ولا تلبي الاحتياجات العاجلة، في ظل تزايد مظاهر المجاعة ووصولها إلى مستويات كارثية.
ويضيف قائلاً: "لا نستطيع أن نستفيد من مساعدات الإنزال الجوي، وأيضا لا نتمكن من الوصول إلى شاحنات المساعدات القليلة التي يسمح الاحتلال بدخولها لغزة، وتتعرض للسرقة والنهب قرب مناطق تواجد جيش الاحتلال، بسبب الاستهداف المباشر وإطلاق النار".
ولا يختلف الحال كثيراً عن الفتى ساجي محمود الذي يترقب منذ ساعات الصباح عمليات الإنزال في منطقة نزوحه غرب مدينة غزة، مؤكدا أن معظم عمليات إسقاط المساعدات تكون بعيدة وقرب مناطق تمركز جيش الاحتلال.
ويستدرك محمود بقوله: "بحال نجحنا في الوصول إلى مناطق سقوط صناديق المساعدات، فإنّ من يستفيد منها عدد قليل، في ظل الحاجة الكبيرة للناس وقلتها"، منوها إلى أنه شاهدت في عمليات إنزال سابقة سقوط للمساعدات في البحر.
حجم المساعدات
لا يوجد حساب دقيق لحجم المساعدات التي يتم إسقاطها جواً على قطاع غزة، إلا أن إذاعة جيش الاحتلال تحدثت قبل يومين أنّ 150 صندوقا يساوي حمولة 5 شاحنات تجارية.
ولفتت إذاعة جيش الاحتلال إلى أنه تشارك في هذه الحمولة كل من ألمانيا وفرنسا وإسبانيا والبحرين وبلجيكا، مضيفة أن "كل ما ألقي من الجو حتى اللحظة خلال الأيام الماضية لا يتجاوز 200 صندوق جوي، أي نحو 6 شاحنات ونصف".
والسبت أعلن الجيش الأردني أنه نفذ 5 إنزالات جوية جديدة لإيصال مساعدات إنسانية وغذائية إلى غزة، بالتزامن مع استمرار المجاعة في القطاع، موضحا أن المساعدات تزن 36 طنا.
ونفذ الجيش الأردني، الجمعة، 7 إنزالات جوية لإيصال مساعدات إنسانية وغذائية إلى قطاع غزة، بمشاركة قوات جوية من 4 دول، في إطار جهود الإغاثة المتواصلة لدعم الفلسطينيين خلال الحرب الإسرائيلية المستمرة، وبلغ وزنها 57 طنا.
ولفت بيان الجيش الأردني إلى أنّ إجمالي الحمولة التي تم إنزالها على غزة منذ استئناف عمليات الإنزال الجوي قبل أسبوع، وصل إلى نحو 148 طنا من المواد الأساسية.
وبحسب البيان، ارتفع عدد الإنزالات الجوية التي نفذها الأردن على غزة منذ بدء الحرب إلى 133، فيما بلغت العمليات المشتركة مع دول "شقيقة وصديقة" 276 إنزالا.
موقف المنظمات الدولية
واجهت فكرة الإنزال الجوي للمساعدات في غزة انتقادات حادة من جهات ومنظمات دولية، بما فيها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" التي أكدت أنها "لن تنهي" المجاعة المتفاقمة، واعتبرتها "مجرد تشتيت للانتباه ودخانا للتغطية على حقيقة الكارثة الإنسانية" بالقطاع.
ومنذ بدء الإبادة الجماعية بغزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، يرتكب الاحتلال بالتوازي جريمة تجويع بحق فلسطينيي غزة، وشدد حصاره في 2 آذار/ مارس الماضي، بإغلاق جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما تسبب بتفشي المجاعة ووصول مؤشراتها إلى مستويات "كارثية".
يأتي ذلك في وقت ارتفع فيه عدد الوفيات الناجمة عن التجويع الإسرائيلي ليصل اليوم السبت، إلى 169 فلسطينيا بينهم 93 طفلا، جراء الإصابة بسوء التغذية، وفق آخر معطيات وزارة الصحة بالقطاع.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، نحو 209 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية غزة المساعدات المجاعة غزة المساعدات المجاعة حرب الابادة الانزال الجوي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة عملیات الإنزال الجوی للمساعدات جیش الاحتلال قطاع غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
صحف عالمية: إنزال المساعدات جوا مسرحية هزلية وماذا تبقّى من فلسطين ليُعترف به؟
شغل التجويع الذي يتعرض له الفلسطينيون في قطاع غزة صحفا ومواقع عالمية، وانتقدت في تقارير ومقالات طريقة إنزال المساعدات من الجو، ورأت الإيكونوميست أن هذه الطريقة تؤكد فشل إستراتيجية إسرائيل.
ونشرت صحيفة الواشنطن بوست الأميركية قائمة بأسماء 60 ألفا من ضحايا الحرب الإسرائيلية على غزة باللغتين الإنجليزية والعربية، تصدرتها أسماء القاصرين ونسبتهم تناهز 31%. وقالت الصحيفة إن نحو ألف فلسطيني قتلتهم إسرائيل قبل أن يُكملوا عامهم الأول، وآخرون قتلتهم وهم نيام وبعضهم كانوا يلعبون.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تحقيق مثير.. اللوبي المؤيد لإسرائيل وسر تأخر فرنسا في الاعتراف بفلسطينlist 2 of 2كاتبة بريطانية: شركات أميركية تستغل غزة لزيادة أرباحهاend of listواعتمدت الصحيفة على سجلات الضحايا لدى وزارة الصحة في غزة التي رأى خبير بريطاني متخصص أنها تقوم بعمل رائع رغم الصعوبات.
أما الغارديان البريطانية، فأكدت أن إسرائيل دمرت الزراعة في غزة وتمنع الصيد وتقيّد دخول المساعدات ما تسبّب في مجاعة، لكنَّ الواقع -وفق الصحيفة- أن إسرائيل تراقب كل شيء يدخل القطاع منذ نحو 20 عاما، وتعرف احتياجاته بدقة.
وذكّرت الصحيفة بتصريح أحد مساعدي رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت، عن أن "الفكرة هي إخضاع الفلسطينيين لحمية دون تركهم يموتون جوعا".
وفي السياق نفسه، أجمع متحدثون من منظمات إنسانية دولية تعمل بغزة في مقابلات مع صحيفة ليبراسيون الفرنسية على رفض طريقة إنزال المساعدات من الجو، ووصفوا العملية بأنها غيرُ فعالة ومكلفة وخطيرة.
وتقول بيكي رايان، التي تعمل في منظمة "كير" الدولية في وسط غزة "نتفهم جاذبيتها وهي في الجو، لكنها ليست الحل للمجاعة المستمرة"، بينما تصف هيلينا رانتشال من منظمة "أطباء العالم"، إسقاط المساعدات جوا بالمسرحية الإسرائيلية الهزلية.
فشل إستراتيجية الحصاروحول الموضوع ذاته، قالت الإيكونوميست إن سماح إسرائيل بإنزال مساعدات إنسانية من الجو في غزة يدل على فشل إستراتيجية الحصار والتحكم في توزيع المساعدات التي تفرضها منذ مارس/آذار الماضي.
إعلانووصفت المجلة طريقة عمل ما تسمى "مؤسسة غزة الإنسانية" بالكارثية، مضيفة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية) قاد إسرائيل إلى مأزق بخيارات محدودة، ومن دون إستراتيجية متماسكة.
وفي موضوع الدولة الفلسطينية، رأت الفايننشال تايمز البريطانية أن اعتزام دول غربية الاعتراف بدولة فلسطينية يترك سؤالا جوهريا دون إجابة: "مع شن إسرائيل حربا مدمِّرة على غزة وتهديدها بضمّ الضفة الغربية المحتلة، ماذا تبقى من فلسطين ليُعترف به؟" وترى الصحيفة أن موضوع الدولة بدأ قبل عقود كمطلب لمكافأة الفلسطينيين، لكنه تحوّل اليوم إلى ورقة لمعاقبة إسرائيل.