مصر.. الجنرال "عبد الله" والأحلام الفرنسية الأخيرة
تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT
قاد الجنرال عبد الله مينو، القوات الفرنسية في مصر ضد قوات بريطانية بقيادة رالف أبركرمبي، في معركة الإسكندرية التي جرت فجر يوم 21 مارس 1801.
إقرأ المزيدكان الجنرال جاك فرانسوا مينو الذي غير اسمه بعد اعتناقه الإسلام إلى عبد الله مينو يتولى في ذلك الوقت قيادة القوات المتبقية من حملة نابليون بونابرت في مصر بعد مقتل الجنرال كليبر.
كانت مصر توصف حينها بأنها "المفتاح الرئيس لجميع الدول التجارية على وجه الأرض"، وهي أيضا الطريق الأقصر إلى الشرق، وكان الوجود العسكري الفرنسي فيها يمثل تهديدا خطيرا للتجارة البريطانية مع الهند، وكانت مصر أيضا حينها بمثابة رأس جسر لانطلاق حملة غزو فرنسية محتملة للهند.
كانت قوات الجنرال الفرنسي عبد الله مينو في تلك المعركة الهامة تتكون من 18330 فردا من المشاة، و1380 فارسا، وكانت مزودة بأربعة وستين قطعة مدفعية، وكانت تواجهها قوات بريطانية بقيادة السير رالف أبركرمبي يقدر تعداده بحوالي 16000 من جنود المشاة، ومئتي مارس، و46 قطعة مدفعية.
معركة الإسكندرية في 21 مارس عام 1801 والتي يطلق عليها أيضا اسم معركة "كانوب"، جرت على شريط ضيق من الأرض محصور بين البحر وبحيرة أبو قير الواقعة شرق المدينة.
تقدمت القوات البريطانية بقيادة السير رالف أبركرمبي وتمركز جناحها الأيمن بين البحر وأطلال قلعة أبو قير، واستند جناحها الأيسر على بحيرة أبو قير.
في الساعات الأولى من فجر 21 مارس بدأت معركة الإسكندرية بهجوم شنته القوات الفرنسية على المواقع البريطانية، واستعمل الطرفان الأسلحة النارية والمدفعية. الفرنسيون تمكنوا من التقدم على الرغم من مقاومة البريطانيين القوية.
المعركة بلغت ذروتها بشن سلاح الفرسان الفرنسي هجوما مفاجئا تمكن من خلاله من اختراق خطوط القوات البريطانية ونشر الفوضى في تشكيلاته. بحلول المساء تخلى أبركرمبي عن الهجوم وعاد بقواته إلى قاعدة انطلاقها.
فقدت القوات البريطانية في تلك المعركة 1468 شخصا بين قتيل وجريح ومفقود، بما في ذلك قائدها السير رالف أبركرمبي، الذي أصيب برصاصة في فخذه نجم عنها تسمم في الدم ووفاته لاحقا في 28 مارس، إضافة إلى جرح أربعة جنرالات كبار، في حين بلغ مجمل خسائر القوات الفرنسية، 1700 شخص بين قتيل وجريح ومفقود.
القوات الفرنسية المتبقية من حملة نابليون على مصر والشام بين عامي "1798 – 1801"، كانت وقتها في أوضاع سيئة للغاية وقد انقطعت عنها الإمدادات، وتخلى عنها قائدها نابليون بونابرت وغادر متسللا في جنح الظلم إلى باريس في عام 1799.
على الرغم من تحقيق القوات الفرنسية بقيادة الجنرال عبد الله مينو حينها انتصارا مهما في معركة "كانوب"، إلا أنه تراجع إلى الإسكندرية ومكث بها بلا حراك، فيما تقدمت القوات البريطانية وفرضت حصارا على المدينة.
في أواخر أغسطس وبداية سبتمبر 1801، استسلمت الحامية الفرنسية، ونقلت السفن البريطانية الجنود الفرنسيين بأسلحتهم وامتعتهم إلى بلادهم، إلا أن الفرنسيين أجبروا على التخلي عن بعض المعدات العلمية بما في ذلك حجر رشيد الذي كان اكتشفه الملازم بيير فرانس بوشار في 19 يوليو 1799. بذلك انتهت بلا رجعة أحلام بونابرت في مصر.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أرشيف الإسكندرية نابليون القوات البریطانیة القوات الفرنسیة
إقرأ أيضاً:
دمشق: لا تقدم في تنفيذ اتفاق الاندماج مع “قسد”
البلاد (دمشق)
أكدت وزارة الخارجية السورية، أن الاتفاق الموقع مع قوات سوريا الديمقراطية”قسد” في مارس الماضي لم يشهد أي تقدم يُذكر على الأرض، رغم الجولات التفاوضية التي أعقبته، مشيرة إلى استمرار تعقيد المشهد السياسي في مناطق شمال شرقي سوريا.
وقال مدير إدارة الشؤون الأمريكية قتيبة إدلبي، وفقاً لقناة “الإخبارية السورية”: إن”قسد لا تزال تسيطر بشكل منفرد على موارد محافظة دير الزور” ما يُعد– حسب تعبيره – عرقلة واضحة لمسار تنفيذ بنود الاتفاق، خصوصاً ما يتعلق بدمج المؤسسات، وإعادة سلطة الدولة السورية على الموارد الإستراتيجية.
ويُرتقب خلال الأيام المقبلة عقد اجتماع جديد في العاصمة الفرنسية باريس بين وفد من الحكومة السورية وقيادات”قسد”، وذلك في سياق ما وصفه إدلبي بـ”المفاوضات الجارية؛ بهدف تحقيق الاندماج الكامل في البنية المدنية والعسكرية للدولة السورية”.
الاتفاق المبرم بين الطرفين في 10 مارس الماضي، برعاية ضمنية من الولايات المتحدة وفرنسا، نص على دمج المؤسسات العسكرية والمدنية في شمال شرقي سوريا ضمن إدارة الدولة، بما يشمل المعابر الحدودية، والمطارات، وحقول النفط والغاز، إضافة إلى التأكيد على وحدة الأراضي السورية ورفض مشاريع التقسيم.
وأكد المسؤول السوري أن الولايات المتحدة وفرنسا” تؤمنان بأهمية الحفاظ على وحدة سوريا”، مشيرًا إلى أن المسؤولين الفرنسيين “أظهروا استعدادًا للضغط على قيادة قوات سوريا الديمقراطية؛ من أجل التوصل إلى صيغة شاملة تنهي الانقسام وتعيد مؤسسات الدولة إلى كامل الأراضي السورية”.
ووقّع الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد “قسد” مظلوم عبدي الاتفاق التاريخي في العاشر من مارس الماضي، وسط أجواء من التفاؤل بإنهاء سنوات من الانقسام السياسي والإداري شمال شرقي البلاد، لكن المفاوضات التي أعقبت الاتفاق لم تنجح حتى الآن في تجاوز الخلافات حول تقاسم السلطة، وهيكلة القوات، والرقابة على الموارد.
ويعد ملف النفط والغاز، إضافة إلى إدارة الحدود والمعابر، من أبرز القضايا الخلافية، حيث ترى دمشق أنها حقوق سيادية لا تقبل التجزئة أو التفويض، فيما تُظهر”قسد” تحفظات على بعض البنود المتعلقة بإعادة هيكلة قيادتها العسكرية، ودمجها الكامل في الجيش السوري.
وتبقى فرص تطبيق الاتفاق مرهونة بقدرة العواصم المؤثرة، خصوصاً واشنطن وباريس، على ممارسة ضغط فعلي على”قسد”، إلى جانب وجود نية سورية داخلية حقيقية لتقديم ضمانات سياسية وإدارية؛ تراعي التوازنات المحلية في مناطق الأغلبية الكردية.