عصام البشير: كيف تحولت الأمة من وحدة المرجعيات والقيادة والدور إلى تعددها؟
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
يرجع رئيس مركز الفكر الإسلامي والدراسات المعاصرة، الدكتور عصام البشير -الذي حل ضيفا على برنامج " الشريعة والحياة في رمضان"- أسباب تمزق وانهيار الأمة الإسلامية في الزمن الحالي إلى عدة عوامل، ويشدد على أمرين في مسألة النهوض بواقع المسلمين.
ويذكّر الدكتور البشير في البداية بحال الأمة الإسلامية قديما، ويقول إنها ورثت ميراث الأنبياء والرسل، وقال سبحانه وتعالى في سورة آل عمران: "إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين".
وقبل مبعث الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) كان الناس متناحرين ومتفرقين ويعبدون الأصنام ويشربون الخمر ويقيمون الحروب لأتفه الأسباب، فهدى الله عز وجل الناس ببركة نبوة محمد -عليه أفضل الصلاة والسلام- والذي سارت دعوته سير الشمس في الأقطار وبلغ دينه ما بلغ الليل والنهار.
وكما يوضح الدكتور عصام، فقد ركز الرسول الكريم في تعزيز الأمة على بناء العقيدة التي مكثت 13 عاما، لافتا إلى أن العقيدة الإيمانية ترسخت في النفوس واستطاعت أن تجمع بين بلال الحبشي وأبي بكر القرشي وصهيب وسليمان الفارس، وكان بينهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الذي يمثل القدوة المنتصبة، لقد كان لهم في رسول الله أسوة حسنة.
وكانت الأمة الإسلامية تجمع -كما يشرح الدكتور عصام- بين 3 خصائص، أنها أمة التوحيد والوحدة، وأنها انتقلت لتصبح أمة الدعوة والهداية، وثالثا أنها أمة الشهادة على الناس، إذ قال سبحانه وتعالى في سورة البقرة "وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا".
كما تجسدت الأمة الإسلامية في 3 صور، وحدة المرجعية في الكتاب والسنة، ووحدة القيادة في شخص رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ووحدة الدار.
أسباب انهيار الأمةوعن تراجع مفهوم الأمة في الزمن الحالي، يشير رئيس مركز الفكر الإسلامي والدراسات المعاصرة إلى أن الأمة تحولت من وحدة المرجعية في الكتاب والسنة إلى تعدد المرجعيات، ومن وحدة القيادة إلى تعددها، ومن وحدة الدار إلى تعدد الدور، فهناك 57 دولة إسلامية الآن. كما أن قيادة الأمة لم تكن مبينة على حمية عنصرية أو قبلية بل قدمت معيار الكفاءة.
ويرجع انهيار وتمزق الأمة في الزمن الراهن إلى "الوهن العقدي والأخلاقي والسلوكي، وضعف الفاعلية والتخلف الذي أصابها، بالإضافة إلى الاستبداد السياسي والظلم الاجتماعي".
وعن عجز الأمة عن نجدة الفلسطينيين في قطاع غزة الذين يتعرضون لحرب إسرائيلية وحشية وهمجية، يتأسف الدكتور عصام -في حديثه لحلقة 2024/3/27 من برنامج "الشريعة والحياة في رمضان"- على كون كثير من الحكومات إما متخاذلة أو متواطئة أو متباطئة، في الوقت الذي يجري فيه تحول كبير في الضمير العالمي.
ويخلص إلى أن الأمة الإسلامية هي أمة تكافل، وكما قال الرسول الكريم: "من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة"، وهي الأمة التي جمع الله -عز وجل- مصيرها على كلمة سواء، والأصل فيها أن تنتصر لعرضها ولمقدساتها ولأمتها.
وعن السبيل لإعلاء مفهوم الأمة، يشدد البشير على أمرين، وهما إرادة التغيير وإدارة التغيير.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات الأمة الإسلامیة الدکتور عصام من وحدة
إقرأ أيضاً:
المؤتمر: بيان اللجنة العربية الإسلامية يعكس وحدة الموقف العربي الإسلامي تجاه القضية الفلسطينية
ثمن الدكتور مصطفى أباظة، أمين اللجان النوعية المتخصصة بحزب المؤتمر، بيان اللجنة الوزارية العربية الإسلامية بشأن تطورات الأوضاع في قطاع غزة، مؤكدًا دعمه الكامل لمطالب اللجنة بوقف فوري لإطلاق النار، وضمان دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية دون عوائق إلى الشعب الفلسطيني الشقيق.
وأكد الدكتور مصطفى أباظة ، أن البيان الصادر عن اللجنة، التي تضم وزراء خارجية مصر وقطر والسعودية والأردن والبحرين وتركيا وإندونيسيا ونيجيريا وفلسطين ، يعكس وحدة الموقف العربي والإسلامي تجاه العدوان المستمر على قطاع غزة، ويعبر عن صوت الشعوب الرافض للقتل والتدمير والحصار، والداعي إلى رفع المعاناة عن الأبرياء، لا سيما الأطفال والنساء وكبار السن.
وشدد أمين اللجان النوعية بالمؤتمر، على أن استمرار استهداف المدنيين والبنية التحتية وحرمان الفلسطينيين من أبسط حقوقهم الإنسانية يُعد خرقًا فاضحًا للقانون الدولي الإنساني، ويستوجب تحركًا دوليًا عاجلًا للضغط من أجل وقف إطلاق النار وفتح الممرات الإنسانية بشكل دائم.
وطالب أباظة، المجتمع الدولي بالتفاعل الإيجابي مع ما ورد في بيان اللجنة الوزارية، والعمل على إنهاء الاحتلال ووقف آلة الحرب التي تهدد أمن واستقرار المنطقة بأكملها.
وأشار أمين اللجان النوعية المتخصصة بالمؤتمر، إلى أن تحقيق السلام العادل والشامل لا يكون إلا عبر تمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.