مسئول أمريكي يحذر من خطر المجاعة في شمال غزة
تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT
أثار مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية مخاوف بشأن خطر المجاعة الذي يلوح في الأفق في مناطق معينة من شمال غزة، مسلطًا الضوء على الوضع الإنساني المتردي الذي يتكشف في المنطقة وسط الصراع المستمر.
وشدد المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لرويترز، على الحاجة الملحة لزيادة توصيل المساعدات الإنسانية، خاصة في شمال غزة، حيث تعتبر المجاعة خطرا كبيرا وربما تكون موجودة بالفعل في بعض المناطق.
وفي حين شهدت الجهود المبذولة لتوزيع المساعدات في جنوب ووسط غزة زيادة ملحوظة، حيث يتم نشر ما يقرب من 200 شاحنة يوميا، أكد المسؤول على الحاجة الملحة لتوزيع المساعدات على نطاق أوسع لتلبية مجموعة كاملة من الاحتياجات الغذائية بين سكان غزة.
وفي تسليط الضوء على خطورة الوضع، أكد المسؤول على أهمية ليس فقط توفير سبل العيش الأساسية ولكن أيضًا معالجة القضايا الحرجة مثل سوء التغذية وارتفاع معدلات وفيات الرضع. ويعتبر اتخاذ إجراءات عاجلة، إلى جانب تقديم المساعدة المناسبة، أمرا ضروريا للتخفيف من الأزمة الإنسانية المتفاقمة.
وتأتي تصريحات مسؤول وزارة الخارجية على خلفية التوترات المتصاعدة في المنطقة، حيث تواصل غزة مواجهة آثار الصراع والتحديات المستمرة للوصول إلى الموارد الأساسية.
ومع وصول الحالة الإنسانية في غزة إلى منعطف حرج، فإن الاهتمام الدولي والجهود المتضافرة أمر لا بد منه لتجنب المزيد من تصعيد الأزمة وتخفيف معاناة السكان المتضررين.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
أنت المسؤول عن قراراتك!
البعض لا يربط الظروف بالقرارات، لكنني أرى أن الظروف عامل مساعد في اتخاذ بعض الـ»قرارات» الحاسمة، خاصة إذا كانت هذه القرارات تأتي ضمن الأمور المستعجلة التي توجب البت فيها سريعا دون أن تحتمل الانتظار الطويل؛ فعلى سبيل المثال: في أروقة المستشفى يخبرك الطبيب أن عليك التوقيع على إجراء عملية عاجلة، ويخبرك بأن الوقت ليس في صالحك. فالتأجيل قد يزيد من معاناتك في المستقبل؛ ولذا فإن الخيالات أمامك تنحصر ما بين الموافقة أو الرفض، وفي كلا الأمرين عليك تحمل نتيجة قرارك لوحدك.
مثال آخر: بعض الموظفين بعد أن يجد نفسه محبطا أو يمر بظروف نفسية صعبة يقفز إلى ذهنه الخروج نهائيا من العمل، وترك الجمل بما حمل، ومع كثرة الضغوطات والحيرة التي تسيطر على عقله يبقى القرار بيديه كالماسك على الجمر خاصة إذا كان محاطا بالالتزامات.
في سياق الحياة اليومية يواجه الإنسان على مدار الزمن الكثير من الصعوبات في اتخاذ «القرارات» التي يراها البعض بأنها سهلة جدا فيما يراها الآخرون بـ»المصيرية «. وفي كل الأمور التي يتعرض لها الشخص يواجه خطورة نتائج القرارات التي اتخذها سواء كان هذا القرار ناجحا أو فاشلا؛ فكيفما جاءت الصورة النهاية فهي نتيجة للقرارات التي أقدم على اتخاذها، وفي بعض المرات تكون دائرة الاختيارات تضيق فإلى أبعد الحدود، وأمام الحاجة الملحة لاتخاذ القرار السريع والواجب التنفيذ دون تأخير أو تفكير طويل، ولهذا الأمر وغيره يرى الناس أن القرارات تعبر عن اختياراتنا وطريقة رؤيتنا لقناعاتنا؛ ولهذا تلعب القرارات دورا حاسما في رسم شخصياتنا أمام الآخرين، ونمط سيرنا في حياتنا ومستقبلنا.
يسدي الناشط السياسي الإنساني مارتن لوثر كينغ نصحا للبشرية بقوله: «عندما تتخذ القرار الصحيح لا تبالِ بقلبك. تألم يوما، شهرا بقرار عقلي صحيح أفضل من أن تتألم طيلة حياتك بقرار خاطئ من قلبك».
إذن بعض القرارات تكون ثقيلة كثقل الجبال على القلوب، وبعضنا يقع في فخ التردد والتوجس والخوف من النتائج اللاحقة؛ ولذا تجد أن البعض يتخذ بعض القرارات السريعة ثم سرعان ما يتراجع عنها ه حتى وإن حالفها الصواب، والبعض يقدم على القرار الفوري ثم سرعان ما يكتشف أنه قد ظل طريقه فيلقي بالأئمة على الغير أو يبدأ في جلد الذات!
وآخرون يدركون بأنهم قد أخطأوا في قرارهم، لكنهم يصرون على تكملة المشوار حتى النهاية حتى وإن بدأت نتائجها واضحة سلفا، كل ذلك بسبب العناد والحماس الزائد عن الحد المعقول أو التغاضي عن الخسائر التي يمكن أن تتحقق في نهاية المطاف.
الشجاعة شيء والفصاحة شيء آخر بمعنى أن البعض يقبل التحدي لكن الأمر لا علاقة له بالقوة على قبول التحدي، بل النظر إلى نقطة الفائدة سواء كانت على المستوى الشخصي أو الجماعي.
أحيانا بعض القرارات يكون أمرها محسوما سلفا ولا يمكن التنازل عن اتخاذها، حتى وإن وقعت في دائرة الخطر، إلا أنها طريق لا بد من السير فيه حتى النهاية، وبعض القرارات تكون حتمية لا تحتمل التأجيل تماما كحتمية «الحياة والموت».
في بعض المرات نسأل أنفسنا: كم يلزمنا من الجرأة لنحطّم حواجز الخوف لنمضي في الطريق لنكون كما نحب أن نكون، أو سعينا من أجل التجرد من مخاوفنا البشرية. أحيانا أخرى نرى مثلما يرى الآخرون بأن هناك ترددا كبيرا يعيقنا في اتخاذ القرار. سببه هو أننا نخاف من أن نصطدم مجددا بتجارب فاشلة عاشها من حولنا لم تجد نورا لمسارها الصحيح. نخاف من سطوة ذلك الوجع القديم والألم العميق الذي حاصر من سبقنا.
أن تحمل تبعات مسؤوليات أي قرار فاشل قد يكون شيئا صعبا. ولكن أحيانا لا خيار هناك سبيل آخر متاح أمامك؛ ففي هذه الحالة يصارع الإنسان أمواج الخوف الذي يعتريه والحيرة التي تسيطر على رأسه، يحاول أن يستجمع كل قواه في التفكير العميق ليصل إلى القرار الذي يراه مناسبا وصائبا.