إسرائيل تهاجم تقريرا أمميا حذّر من مجاعة وشيكة في غزة
تاريخ النشر: 30th, March 2024 GMT
ردت إسرائيل الجمعة على تقرير أممي حذّر من مجاعة وشيكة في غزة، وزعمت أن التقييم احتوى على معلومات غير دقيقة. في ظل تصاعد التحذيرات الأممية والدولية من تفاقم المجاعة في القطاع الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مستمرة لليوم الـ175.
وقالت وحدة تنسيق الشؤون المدنية الفلسطينية التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية (كوغات) إن "إسرائيل تعي التداعيات المؤسفة للحرب على السكان المدنيين في غزة"، لكنها تنصلت من أن إسرائيل لا تدير عمليات توزيع الأغذية في القطاع، واتّهمت وكالات أممية بما سمته العجز عن التعامل مع "كميات المساعدات التي تصل يوميا".
وشكّكت الوحدة الإسرائيلية في دقة معلومة وردت في التقرير الأممي تفيد بأن ما معدّله 500 شاحنة، 150 منها محمّلة مواد غذائية، كانت تدخل القطاع يوميا قبل الحرب، بينما تدخله حاليا 60 شاحنة محمّلة أغذية في اليوم.
وجاء في رد كوغات "في كل حين، هناك مئات الشاحنات المتوقفة على الجانب الغزّي من معبر كرم أبو سالم بعد انتهاء السلطات في إسرائيل" من تفتيشها، قائلة "قبل الحرب كان يدخل يوميا ما معدّله 70 شاحنة محمّلة أغذية"، من دون توفير أي مصدر.
وكان التقرير الذي صدر الأسبوع الماضي فاقم المخاوف الدولية بإشارته إلى أن سكان غزة يعانون من جوع "كارثي" وتوقّع أن تضرب المجاعة شمال القطاع "في أي وقت" في الفترة الممتدة حتى مايو/أيار في غياب أي تدخل عاجل للحؤول دون ذلك.
ويأتي ذلك في ظل العلاقات المتوترة بين إسرائيل وبعض الوكالات الأممية، خصوصا وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التي أفادت الأسبوع الماضي بأن إسرائيل تمنعها من توزيع المساعدات في شمال غزة.
كما سبق للوكالة أن واجهت اتهامات إسرائيلية بضلوع 12 من موظفيها، البالغ عددهم 13 ألفا في قطاع غزة، في هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي (طوفان الأقصى)، مما دفع العديد من الدول إلى تعليق تمويلها على خلفية تلك المزاعم.
إلى ذلك، وجهت إسرائيل انتقادات لـ"التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" لإيراده أرقام وزارة الصحة في غزة فيما يتصل بحصيلة الشهداء والمصابين، واعتبرت أن لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) "مصلحة إستراتيجية" في ذلك، فيما تعتمد وسائل إعلام ومنظمات إنسانية والأمم المتحدة تلك الأرقام، ويقول خبراء إنها قد تكون أقل من الأرقام الفعلية للضحايا.
ووفق تقرير "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" يقدَّر عدد الذين يواجهون ظروفا قاسية بنحو 1,1 مليون فلسطيني، أي نصف السكان، في ظل ما يعيشه قطاع غزة من صعوبة وصول المساعدات وشحها.
كما حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في وقت سابق من انفجار وشيك في عدد وفيات الأطفال المرتبطة بسوء التغذية في قطاع غزة الذي تواصل فيه إسرائيل عدوانها مخلفة عشرات آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين وسط وضع إنساني يوصف بالكارثي ومجاعة تخيم على هذا القطاع المحاصر.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات فی غزة
إقرأ أيضاً:
خلافات داخلية في إسرائيل حول خطة “ويتكوف” لوقف إطلاق النار
البلاد – القدس
في ظل التصعيد المتواصل في قطاع غزة وسقوط عشرات القتلى في غارات إسرائيلية عنيفة، تصاعدت حدة الخلافات داخل المشهد السياسي الإسرائيلي بشأن المبادرة الأميركية الجديدة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
ودعا زعيم المعارضة يائير لابيد، اليوم الخميس، الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو إلى قبول خطة الوسيط الأميركي ستيف ويتكوف “علناً وفوراً”، معتبراً أن هذا المقترح يمثل فرصة نادرة لتحقيق انفراجة إنسانية وسياسية بعد شهور من الحرب المستمرة في القطاع.
وقال لابيد في تصريحات نقلتها صحيفة يديعوت أحرونوت: “أُذَكّر نتنياهو بأنني أؤيد قبول المخطط، حتى لو حاول بن غفير وسموتريتش إفشاله”. في إشارة إلى وزيري الأمن القومي والمالية، اللذين يُعدان من أبرز المعارضين لأي اتفاق من شأنه أن يُفضي إلى تهدئة أو تبادل أسرى.
وكان ويتكوف قد عرض، صباح اليوم، خطة جديدة تقترح وقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة 60 يومًا، تشمل إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين على دفعتين خلال أسبوع، وتسليم جثث 18 أسيرًا آخرين تحتجزهم حركة حماس، مقابل إفراج إسرائيل عن عدد من الأسرى الفلسطينيين.
وتأتي هذه المبادرة وسط تقارير عن تقدم جزئي في المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس بوساطة دولية، إلا أن الانقسامات داخل الحكومة الإسرائيلية تهدد بإفشالها قبل أن ترى النور.
وفي موقف يعكس حجم الانقسام داخل الائتلاف الحاكم، أعلن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير معارضته الشديدة لأي اتفاق لتبادل الأسرى أو لوقف إطلاق النار، مهددًا مجددًا بالاستقالة من الحكومة في حال تم تجاوز “خطه الأحمر”، من دون أن يوضح ماهية هذا الخط.
وقال بن غفير في حديث إذاعي: “أنا الوحيد الذي استقال من حكومة سابقة، ولا أكتفي بالتهديد فقط. إذا تم تجاوز خطي الأحمر، فسأفعل ما أراه مناسبًا”، مضيفًا: “نتنياهو يعرف تمامًا ما هو خطي الأحمر”.
كما رفض بن غفير إدخال أي مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، معتبرًا أن “الصفقة الجزئية خطأ جسيم، وأن استمرار القتال هو السبيل الوحيد لإجبار حماس على الركوع”.
وفي الأثناء، تتواصل الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على مناطق متفرقة في قطاع غزة، حيث أعلن الدفاع المدني مقتل 44 شخصًا منذ فجر اليوم الخميس، بينهم 23 من عائلة واحدة، إثر قصف استهدف منزلًا لعائلة القريناوي شرق مخيم البريج وسط القطاع.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن “القطاع يشهد أوضاعاً كارثية”، مشيرة إلى مقتل 9 مدنيين وإصابة أكثر من 60 آخرين خلال الـ48 ساعة الماضية قرب مناطق توزيع المساعدات في مدينة رفح.
وبحسب المركز الفلسطيني للإعلام، فقد استهدفت الطائرات الإسرائيلية منازل وروضة أطفال تؤوي نازحين في جباليا، مما أسفر عن مقتل 7 أشخاص بينهم طفلتان.
وتُفاقم هذه الهجمات، إلى جانب إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات، من خطر المجاعة التي تهدد سكان القطاع، بحسب وكالات الإغاثة المحلية والدولية.
تأتي هذه التطورات فيما تواجه حكومة نتنياهو ضغوطًا متزايدة من الداخل والخارج لإنهاء الحرب أو تخفيف حدتها، مع تصاعد الانتقادات حول إدارة ملف الأسرى، وتدهور الوضع الإنساني في غزة، وتآكل التأييد الدولي لمواصلة العمليات العسكرية دون أفق سياسي.
في الوقت ذاته، يخشى محللون من أن تؤدي مواقف بن غفير وسموتريتش المتشددة إلى تقويض فرص التوصل إلى أي اتفاق، بما قد يعجل بانهيار الائتلاف الحاكم أو فرض انتخابات مبكرة.
وبين مساعي التهدئة وتهديدات التصعيد، يراوح المشهد الإسرائيلي مكانه وسط انقسامات داخلية حادة ومأساة إنسانية متفاقمة في غزة. ومع تزايد الضغوط الأميركية والدولية، يبقى السؤال الأبرز: هل ينجح نتنياهو في تمرير خطة ويتكوف رغم معارضة حلفائه المتشددين، أم تنفجر الحكومة قبل أن تهدأ الجبهة؟.