تعرض الاتحاد الفرنسي لكرة القدم لانتقادات شديدة بعد أن تغاضى عن "ليلة مجنونة" قضاها عدد من لاعبي منتخب فرنسا بعد نهاية مباراتهم الودية أمام منتخب تشيلي الأربعاء الماضي.

ونشر الصحفي الفرنسي الشهير رومان مولينا مقطع فيديو، كشف من خلاله معلومات تؤكد أن عددا من لاعبي منتخب "الديوك" كانوا يحتفلون في فندق "سوفيتال" الواقع في مدينة مرسيليا التي استضافت مواجهة تشيلي الودي.

وأضاف مولينا أن الحفلة المجنونة كانت مليئة بالكحول والمخدرات والموسيقى الصاخبة، مؤكدا أن هذه الحفلة أزعجت نزلاء الفندق.

مولينا الذي كان قد كشف في وقت سابق أسماء الأندية التي تستهدف اللاعبين المسلمين في صفوفها، اتهم اتحاد كرة القدم الفرنسي بازدواجية المعايير.

وتساءل حول كيفية تفكير هذا الاتحاد الذي يسمح بمثل هذه السلوكيات للاعبي المنتخب الأول، بينما يضيق الخناق على اللاعبين المسلمين الذين يرغبون بالصيام خلال شهر رمضان ويطردهم من المنتخبات الوطنية لفرنسا.

في حين لم يصدر أي رد من اتحاد كرة القدم الفرنسي حتى الآن بخصوص المعلومات التي كشفها الصحفي الفرنسي رومان مولينا.

إقرأ المزيد فرنسا ترفض السماح للاعبين المسلمين بكسر صيامهم أثناء المباريات

وكشف رومان مولينا في وقت سابق أسماء الأندية الفرنسية التي تستفز اللاعبين المسلمين في صفوفها، والذين يصومون شهر رمضان المبارك، وتخييرهم بشكل غير مباشر بين الصوم أو اللعب.

وقال مولينا: "في فرنسا، هناك العديد من أندية كرة القدم التي تلاحق اللاعبين المسلمين في صفوفها وتستهدفهم، وهذه الأندية هي: (فالنسيان، موناكو، رين، باريس إف سي)".

وأضاف: "باريس إف سي الذي يلعب في دوري الدرجة الأولى الفرنسي، يقوم بتطبيق استفزاز اللاعبين المسلمين بشكل كبير، لا سيما على اللاعبين الذين يلعبون في فئة الشباب تحت 17 عاما".

وأكد الصحفي الفرنسي مولينا أن الأندية تقوم باستفزازهم من خلال التهديد، قائلا: "إذا كنت تريد أن تصوم شهر رمضان فإنك لن تلعب بكل بساطة".

فيما دعا مولينا اللاعبين المسلمين الذي يلعبون في الدوريات الفرنسية إلى أن ينتفضوا وأن يصروا على ممارسة شعائرهم الدينية، وإلا فإن الوضع سيتفاقم (على حد قوله).

وكان الاتحاد الفرنسي لكرة القدم قد أثار جدلا جديدا مؤخرا، بعد استبعاد اللاعب المسلم محمد دياوارا من قائمة منتخب فرنسا تحت 19 عاما، بسبب تمسكه بالصيام ورفضه الإفطار وتنفيذ أوامر الاتحاد الفرنسي لكرة القدم.

وكما طلب الاتحاد الفرنسي قبل استبعاد دياوارا قبل أيام قليلة من مدربي المنتخبات للفئات ما دون 21 عاما عدم استدعاء أي لاعب قرر الصيام خلال شهر رمضان ورفض الإفطار.

زسبق هذا القرار في العام الماضي 2023، قرار يمنع حكام المباريات من إيقاف المباريات للسماح للاعبين الصائمين بالإفطار خلال المباريات.

وكان القرار الفرنسي حينها مختلفا عن القرار الإنجليزي، الذي دعم توقف المباريات في البريميرليغ للسماح للاعبين الصائمين بالإفطار.

المصدر: arabicpost

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الدوري الفرنسي المنتخب الفرنسي شهر رمضان اللاعبین المسلمین الاتحاد الفرنسی شهر رمضان

إقرأ أيضاً:

إلى اتحاد الكرة.. مع التحية

أحمد السلماني

بعد انتخاب مجلس إدارة جديد للاتحاد العُماني لكرة القدم قبل أيام، ومعها ربما تبدأ مرحلة مهمة لتطوير اللعبة في سلطنة عمان، الوسط الرياضي وخاصة الكروي يترقب خطوات عملية تعالج مواطن الضعف المتراكمة، وتعيد لكرة القدم العمانية هيبتها وتوهجها، بعد سنوات من الأداء المتذبذب على مستوى الأندية والمنتخبات والمسابقات.

أولى القضايا الملحة تتمثل في إعادة هيكلة المسابقات المحلية، إذ لا تزال بطولات الدوري تعاني من ضعف التنظيم وضبابية الأهداف، ما تسبب في عزوف جماهيري واضح وتراجع المستوى الفني. وهذا يستدعي أن يعمل الاتحاد على مراجعة شاملة لنظام المسابقات، تشمل توقيت البطولات، وعدد الفرق، وصيغة المنافسة، والتكامل بين الدرجات المختلفة، مع ضرورة إيجاد آلية واضحة لبعث دوري رديف "أولمبي" وربطه بالفريق الأول، بما يضمن الاستمرارية في الأداء وتطوير المواهب.

وفي قلب أي مشروع مستقبلي ناجح، لا يمكن تجاهل الفئات السنية، فهي أساس الاستدامة الفنية. الواقع يشير إلى ضعف واضح في تنظيم عمل هذه الفئات، إذ إن كثيرا من الأندية أسقطتها من أجندتها، وانتشر ما يسمى بالأكاديميات الخاصة، وهي من هذا الاسم براء، ولكنها وجدت نفسها بديلا مع كثرة أصحاب الشهادات التدريبية وعدم وجود فرق وأندية لتدريبها، وقِصر مدة الدوريات.

 

 وهنا، يجب أن يتبنى الاتحاد رؤية وطنية شاملة تبدأ بتأسيس مراكز تكوين للناشئين في المحافظات، مستفيدا من انتشار الأندية والفرق الأهلية، وتنظيم دوريات للفئات المختلفة من تحت 13 وحتى تحت 19 عامًا، مع التركيز على إعداد مدربين متخصصين لهذه المراحل، وربط الأداء الفني بمسارات تؤهل اللاعبين للانضمام إلى المنتخبات الوطنية تدريجيًا.

من جانب آخر، لا يمكن إنكار أن الملاعب باتت شبه خاوية، والجماهير لم تعد تجد ما يدفعها للحضور أو التفاعل. وهنا، تقع على عاتق الاتحاد مسؤولية إطلاق مبادرات نوعية تعيد الثقة إلى العلاقة بين الجماهير وكرة القدم. يمكن تحقيق ذلك من خلال تحسين تجربة يوم المباراة، وتنظيم فعاليات مصاحبة، وتقديم جوائز تحفيزية، إلى جانب إعادة النظر في توقيت المباريات، وفتح قنوات تواصل فعّالة بين الأندية وجماهيرها، إضافة إلى تعزيز العمل الإعلامي والتسويقي.

تجميد أكثر من نصف الأندية العمانية لنشاط فرقها الكروية الأولى هو إنذار يجب ألا يُتجاهل. فهذه الأندية، التي تُعد العمود الفقري للمسابقات، تخلّت عن كرة القدم لأسباب قد تكون مالية أو تنظيمية أو حتى نفسية نتيجة الإحباط المتكرر. الاتحاد الجديد مطالب بالجلوس مع هذه الأندية، والاستماع بجدية إلى مشاكلها، والعمل على تقديم حلول واقعية تتراوح بين الدعم المالي المشروط، ورفع قيمة الجوائز وتقديم حوافز للمشاركة، أو حتى تعديل بعض شروط ولوائح المسابقات بما يتناسب مع إمكانيات الأندية وواقعها المحلي.

 

الفرق الأهلية كذلك، ورغم أنها خارج مظلة الاتحاد الرسمي، إلا أنها تواصل لعب دور محوري في استكشاف المواهب وصقلها. ومن الضروري اليوم فتح حوار صريح مع هذه الفرق، وتنظيم بطولاتها بصورة أكثر احترافية، ومنحها الاعتراف والتشجيع اللازمين، بما يسهم في توسيع القاعدة الكروية وتعزيز الهوية المجتمعية للعبة. وماذا لو تم تحويل الفرق الأهلية إلى أندية هواة بعدة درجات للاستفادة من القاعدة والزخم الجماهيري الذي تملكه لكي نعيد هذه الجماهير لمدرجات الأندية.

 

على مستوى المنتخبات الوطنية، فإن الاستقرار الفني والإداري هو المطلب الأول. المرحلة القادمة تتطلب خطة إعداد آنية وسريعة استعدادا لمباراتي الملحق القاري للتأهل لكأس العالم وأخرى بعيدة المدى للمنتخب الأول، ووضوحا في أسلوب اللعب، واختيار أجهزة فنية على أساس الكفاءة وليس المجاملة. وتفعيل المركز الوطني المتكامل لتدريب المنتخبات، يضم المعسكرات والتحاليل الطبية والفنية، ما يساعد على تحقيق الاستقرار ورفع جاهزية اللاعبين.

أما في جانب التسويق والرعاية، فلا تزال كرة القدم العمانية متأخرة عن الركب الإقليمي. فالمنتجات الكروية بحاجة إلى تطوير في الشكل والمحتوى، والبطولات بحاجة إلى هوية بصرية وتسويقية قوية. من المهم الآن إنشاء وحدة متخصصة للتسويق الرياضي، تضم كفاءات محترفة تعمل على جذب الرعاة، وتعزيز القيمة التجارية للمنتخبات والمسابقات، وتنظيم فعاليات جماهيرية وتسويقية ترفع من مستوى التفاعل وتحقق مصادر دخل جديدة، وهنا لا بد من الشراكة الحقيقية مع الإعلام الرياضي بما في ذلك تحفيزه ليتفاعل مع منتجات كرة القدم العمانية.

 

ولن يكتمل مشروع التطوير دون حضور فاعل على الساحة الإقليمية والقارية والدولية. الاتحاد العماني مطالب بأن يكون له صوت وموقع في اللجان التابعة للاتحادين الآسيوي والدولي، وأن يسعى لاستضافة بطولات إقليمية للفئات السنية أو الأندية، وأن يوقّع اتفاقيات تعاون وشراكة مع اتحادات كروية رائدة، إلى جانب تشجيع اللاعبين العمانيين على خوض تجارب احترافية خارجية من خلال التنسيق المباشر مع وكلاء اللاعبين والأندية.

في الختام، يمكن القول إن أمام مجلس إدارة الاتحاد العماني لكرة القدم فرصة تاريخية لإحداث تحول حقيقي في مسار اللعبة بالسلطنة، لكن هذا التحول لن يتحقق بالشعارات أو الأمنيات، بل بخطط قابلة للتطبيق، وإدارة شفافة، وشراكة واسعة مع كل مكونات المنظومة الكروية. التحديات كبيرة، لكن الأمل أكبر حين تكون هناك إرادة وطنية صادقة وعمل ميداني منظم، وما نأمله أن ينتزع منتخبنا بطاقة التأهل للمونديال، الأمر الذي سيمنح الاتحاد الكروي والرياضة العمانية زخما ونفسا جديدا يحفز الحكومة للوقوف بقوة نحو تطوير حتى المنظومة الرياضية بالبلاد نحو آفاق رحبة، وقد نصل إلى مرحلة تحويلها إلى صناعة ومنتج يرفد الاقتصاد ويعزز من دخل الأفراد والمؤسسات الرياضية.

مقالات مشابهة

  • كاف يفاجئ الأندية الأفريقية بقرار عاجل.. تفاصيل
  • إلى اتحاد الكرة.. مع التحية
  • أيمن يونس يوجه رسالة للاعبي الزمالك
  • تيباس: مهزلة حقيقية في «مونديال الأندية»!
  • سيدات الخضر يواجهن بوتسوانا بنية الفوز وتحقيق انطلاقة موفقة في “الكان”
  • منتخب السيدات لكرة القدم يلتقي نظيره اللبناني بالتصفيات الآسيوية غدا
  • ميلوش للاعبي الشارقة: لا تهاون في التدريبات.. والأفضل يتواجد في المباريات
  • مباراة مجنونة.. ريال مدريد يعبر دورتموند بثلاثية مثيرة ويتأهل لنصف نهائي مونديال الأندية
  • انتقادات شديدة لتوبوريا بسبب لكمات المطرقة ضد أوليفيرا
  • الإسباني ماركيز يرحل عن تدريب المنتخب الهندي