جريدة الرؤية العمانية:
2025-12-13@07:54:14 GMT

إلى اتحاد الكرة.. مع التحية

تاريخ النشر: 7th, July 2025 GMT

إلى اتحاد الكرة.. مع التحية

أحمد السلماني

بعد انتخاب مجلس إدارة جديد للاتحاد العُماني لكرة القدم قبل أيام، ومعها ربما تبدأ مرحلة مهمة لتطوير اللعبة في سلطنة عمان، الوسط الرياضي وخاصة الكروي يترقب خطوات عملية تعالج مواطن الضعف المتراكمة، وتعيد لكرة القدم العمانية هيبتها وتوهجها، بعد سنوات من الأداء المتذبذب على مستوى الأندية والمنتخبات والمسابقات.

أولى القضايا الملحة تتمثل في إعادة هيكلة المسابقات المحلية، إذ لا تزال بطولات الدوري تعاني من ضعف التنظيم وضبابية الأهداف، ما تسبب في عزوف جماهيري واضح وتراجع المستوى الفني. وهذا يستدعي أن يعمل الاتحاد على مراجعة شاملة لنظام المسابقات، تشمل توقيت البطولات، وعدد الفرق، وصيغة المنافسة، والتكامل بين الدرجات المختلفة، مع ضرورة إيجاد آلية واضحة لبعث دوري رديف "أولمبي" وربطه بالفريق الأول، بما يضمن الاستمرارية في الأداء وتطوير المواهب.

وفي قلب أي مشروع مستقبلي ناجح، لا يمكن تجاهل الفئات السنية، فهي أساس الاستدامة الفنية. الواقع يشير إلى ضعف واضح في تنظيم عمل هذه الفئات، إذ إن كثيرا من الأندية أسقطتها من أجندتها، وانتشر ما يسمى بالأكاديميات الخاصة، وهي من هذا الاسم براء، ولكنها وجدت نفسها بديلا مع كثرة أصحاب الشهادات التدريبية وعدم وجود فرق وأندية لتدريبها، وقِصر مدة الدوريات.

 

 وهنا، يجب أن يتبنى الاتحاد رؤية وطنية شاملة تبدأ بتأسيس مراكز تكوين للناشئين في المحافظات، مستفيدا من انتشار الأندية والفرق الأهلية، وتنظيم دوريات للفئات المختلفة من تحت 13 وحتى تحت 19 عامًا، مع التركيز على إعداد مدربين متخصصين لهذه المراحل، وربط الأداء الفني بمسارات تؤهل اللاعبين للانضمام إلى المنتخبات الوطنية تدريجيًا.

من جانب آخر، لا يمكن إنكار أن الملاعب باتت شبه خاوية، والجماهير لم تعد تجد ما يدفعها للحضور أو التفاعل. وهنا، تقع على عاتق الاتحاد مسؤولية إطلاق مبادرات نوعية تعيد الثقة إلى العلاقة بين الجماهير وكرة القدم. يمكن تحقيق ذلك من خلال تحسين تجربة يوم المباراة، وتنظيم فعاليات مصاحبة، وتقديم جوائز تحفيزية، إلى جانب إعادة النظر في توقيت المباريات، وفتح قنوات تواصل فعّالة بين الأندية وجماهيرها، إضافة إلى تعزيز العمل الإعلامي والتسويقي.

تجميد أكثر من نصف الأندية العمانية لنشاط فرقها الكروية الأولى هو إنذار يجب ألا يُتجاهل. فهذه الأندية، التي تُعد العمود الفقري للمسابقات، تخلّت عن كرة القدم لأسباب قد تكون مالية أو تنظيمية أو حتى نفسية نتيجة الإحباط المتكرر. الاتحاد الجديد مطالب بالجلوس مع هذه الأندية، والاستماع بجدية إلى مشاكلها، والعمل على تقديم حلول واقعية تتراوح بين الدعم المالي المشروط، ورفع قيمة الجوائز وتقديم حوافز للمشاركة، أو حتى تعديل بعض شروط ولوائح المسابقات بما يتناسب مع إمكانيات الأندية وواقعها المحلي.

 

الفرق الأهلية كذلك، ورغم أنها خارج مظلة الاتحاد الرسمي، إلا أنها تواصل لعب دور محوري في استكشاف المواهب وصقلها. ومن الضروري اليوم فتح حوار صريح مع هذه الفرق، وتنظيم بطولاتها بصورة أكثر احترافية، ومنحها الاعتراف والتشجيع اللازمين، بما يسهم في توسيع القاعدة الكروية وتعزيز الهوية المجتمعية للعبة. وماذا لو تم تحويل الفرق الأهلية إلى أندية هواة بعدة درجات للاستفادة من القاعدة والزخم الجماهيري الذي تملكه لكي نعيد هذه الجماهير لمدرجات الأندية.

 

على مستوى المنتخبات الوطنية، فإن الاستقرار الفني والإداري هو المطلب الأول. المرحلة القادمة تتطلب خطة إعداد آنية وسريعة استعدادا لمباراتي الملحق القاري للتأهل لكأس العالم وأخرى بعيدة المدى للمنتخب الأول، ووضوحا في أسلوب اللعب، واختيار أجهزة فنية على أساس الكفاءة وليس المجاملة. وتفعيل المركز الوطني المتكامل لتدريب المنتخبات، يضم المعسكرات والتحاليل الطبية والفنية، ما يساعد على تحقيق الاستقرار ورفع جاهزية اللاعبين.

أما في جانب التسويق والرعاية، فلا تزال كرة القدم العمانية متأخرة عن الركب الإقليمي. فالمنتجات الكروية بحاجة إلى تطوير في الشكل والمحتوى، والبطولات بحاجة إلى هوية بصرية وتسويقية قوية. من المهم الآن إنشاء وحدة متخصصة للتسويق الرياضي، تضم كفاءات محترفة تعمل على جذب الرعاة، وتعزيز القيمة التجارية للمنتخبات والمسابقات، وتنظيم فعاليات جماهيرية وتسويقية ترفع من مستوى التفاعل وتحقق مصادر دخل جديدة، وهنا لا بد من الشراكة الحقيقية مع الإعلام الرياضي بما في ذلك تحفيزه ليتفاعل مع منتجات كرة القدم العمانية.

 

ولن يكتمل مشروع التطوير دون حضور فاعل على الساحة الإقليمية والقارية والدولية. الاتحاد العماني مطالب بأن يكون له صوت وموقع في اللجان التابعة للاتحادين الآسيوي والدولي، وأن يسعى لاستضافة بطولات إقليمية للفئات السنية أو الأندية، وأن يوقّع اتفاقيات تعاون وشراكة مع اتحادات كروية رائدة، إلى جانب تشجيع اللاعبين العمانيين على خوض تجارب احترافية خارجية من خلال التنسيق المباشر مع وكلاء اللاعبين والأندية.

في الختام، يمكن القول إن أمام مجلس إدارة الاتحاد العماني لكرة القدم فرصة تاريخية لإحداث تحول حقيقي في مسار اللعبة بالسلطنة، لكن هذا التحول لن يتحقق بالشعارات أو الأمنيات، بل بخطط قابلة للتطبيق، وإدارة شفافة، وشراكة واسعة مع كل مكونات المنظومة الكروية. التحديات كبيرة، لكن الأمل أكبر حين تكون هناك إرادة وطنية صادقة وعمل ميداني منظم، وما نأمله أن ينتزع منتخبنا بطاقة التأهل للمونديال، الأمر الذي سيمنح الاتحاد الكروي والرياضة العمانية زخما ونفسا جديدا يحفز الحكومة للوقوف بقوة نحو تطوير حتى المنظومة الرياضية بالبلاد نحو آفاق رحبة، وقد نصل إلى مرحلة تحويلها إلى صناعة ومنتج يرفد الاقتصاد ويعزز من دخل الأفراد والمؤسسات الرياضية.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الكرة المصرية تواصل الانهيار بعد فضيحة مباراة الأردن

واصلت الكرة المصرية مسلسل الانهيار بعد سلسلة من النتائج السلبية والكارثية على مدار سنوات متتالية ومن كارثة إلى أخرى في ظل انهيار تام وتراجع شديد يضرب المنظومة الكروية المصرية ويلقي بظلاله على نتائج المنتخبات.

المنتخب ودع كأس العرب وسط خيبة أمل نتيجة العروض الباهتة والخروج من الدور الأول دون أي انتصار عقب الهزيمة بثلاثية أمام الأردن، والتعادل مع الكويت والإمارات.

ثلاثية الأردن لم تكن مجرد نتائج مخيبة، بل كانت فضيحة كروية مكتملة، كشفت ما هو أبعد من مستوى لاعبين أو أداء جهاز فني، لتصل إلى عمق منظومة تنهار يومًا بعد يوم بينما ويتمسك فيها المسؤولون على التعامل معها دون تفكير او نضج.

ولن يكن سقوط منتخب كأس العرب الأخير في ظل عشوائية تضرب اختيارات الكرة المصرية وتسيطر على المشهد من بطولة لأخرى، كما أن المشاركات الأخيرة للمنتخبات المصرية الأزمات المستمرة داخل منظومة الكرة تحت قيادة هاني أبوريدة.

وفشلت جميع المنتخبات من الفئات العمرية المختلفة، من الناشئين إلى الكبار، في تحقيق أي نتائج تذكر، وغادرت البطولات بأداء ضعيف يكشف غياب التخطيط والإعداد السليم.

في مونديال الناشئين تحت 17 عامًا، توقف منتخب أحمد الكاس عند دور الـ32 بعد هزيمة 3‑1 أمام سويسرا، بعد أداء متذبذب في دور المجموعات شمل تعادلًا مع فنزويلا، وهزيمة أمام إنجلترا، وفوزًا على هايتي.

أما منتخب الشباب تحت 20 عامًا بقيادة أسامة نبيه، فخرج من بطولة تشيلي في دور المجموعات، وسط مشاهد فنية وإدارية مخيبة للآمال.

وخسر منتخب وائل رياض خسر فرصة التأهل لكأس أمم إفريقيا للمحليين بعد الخسارة 3‑1 أمام جنوب إفريقيا، عقب التعادل 1‑1 في القاهرة،  في امتداد لفشل إداري وفني شامل يضرب كل المنتخبات دون استثناء.

وفجرت تصريحات حلمي طولان المدير الفني للمنتخب الثاني  عاصفة داخل اتحاد الكرة  قائلاً: "لم يتم إيقاف الدوري المصري بسبب نادي بيراميدز والكل يعلم مستوى لاعبي بيراميدز، حضرنا إلى البطولة من دون 7 لاعبين أساسيين واضطررت لضم لاعبين جدد، هذه مسؤولية من؟".

وأضاف: "15 منتخبا في كأس العرب تم إيقاف الدوري في بلادهم من أجل المشاركة في البطولة، أنا أتحمل المسؤولية كاملة ولا أتنصل من المسؤولية، بعض المسؤولين يروا أن كأس العرب بطولة ودية وليست رسمية، وهذا أثر في التعامل مع منتخب مصر المشارك في البطولة".

وواصل: "الأردن سجل 3 أهداف من 3 فرص، ونحن أهدرنا 7 فرص ولم نسجل وهذه هي كرة القدم، اللاعبون قدموا كل ما لديهم في حدود الإمكانيات، أشكر شخصين فقط ساندوا هذا المنتخب ودعموه، هاني أبو ريدة رئيس اتحاد الكرة، والإعلامي مدحت شلبي".

وشدد "هذا المنتخب ولد يتيما بفعل فاعل، لا أبحث عن الحجج والأعذار، ولكن ما أقوله حقيقة، منتخب مصر المشارك في البطولة العربية لم يجد من يدعمه بحق، وقبل أن نأتي قالوا إن المباريات ودية وليست رسمية".

وأردف: "الدوري المصري لم يتوقف لأن كأس العرب اعتبروها بطولة ودية وأن الدوري أهم من المنتخب وهذا قيل من أحد المسؤولين، هناك بعض الأمور من الضروري أن تحسم في كرة القدم المصرية، المسؤول عن الإهانة التي تعرض لها منتخب مصر في كأس العرب هو شخص واحد فقط والكل يعرفه، وهو الذي في يده قرار إيقاف الدوري أم عدم إيقافه، لكنه رفض إيقاف الدوري وضحى بسمعة منتخب مصر وسمعة الكرة المصرية".

واختتم طولان: "كُلفت بهذه المهمة في ظروف صعبة جدا ولا يقبل أي شخص أن يتولى هذه المسؤولية في 3 شهور فقط لتكوين وإعداد المنتخب والمشاركة في كأس العرب، ولذلك قبلت بهذه المهمة بعدما كُلفت بها بدون مقابل".

هذه التصريحات فضحت الخلافات بين اتحاد الكرة ورابطة الأندية والخلافات الداخلية التي تسيطر على العلاقات بين هاني أبو ريدة رئيس الاتحاد وأحمد دياب رئيس الرابطة.

وعلمت "الوفد" أن اتحاد الكرة سوف يصدر قرارًا بإقالة الجهاز الفني للمنتخب بقيادة حلمي طولان ليكون كبش فداء لوداع البطولة  على الرغم من ان المنظومة بالكامل تشترك في هذا الأمر لانها لا تملك رؤية أو طريقًا أو مشروعًا.

وما يزيد من العبث في المنتخب الثاني وعدم رد فعل من اتحاد الكرة هو ملف  “اللاعبين الرافضين للانضمام”، وهذا الأمر الذي كشفه مسؤولون داخل المنتخب علنًا دون تفاصيل، قبل أن يتضح تدريجيًا أن عددًا من اللاعبين اعتذروا أو تهربوا من الانضمام، وبعضهم رفض بشكل مباشر، وفي مقدمتهم أحمد حجازي وعبد الله السعيد، إضافة إلى أسماء أخرى، وهذا مؤشر على انهيار الرابط بين اللاعب وقميص المنتخب، في وقت لم يعد اللاعب يرى في المنتخب قيمة تساوي ما يراه في التزاماته مع الأندية، أو حتى في حساباته الشخصية.

ومن جانبه، قال الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، إن خروج منتخب مصر المبكر من كأس العرب جاء نتيجة نقص التركيز.

وأوضح أن أداء المنتخب غير مقبول، مطالبًا اتحاد الكرة بالتحرك وشرح أسباب التراجع، مع التأكيد على أهمية وجود منتخب بديل جاهز دائمًا للمنافسات، وتجنب المهاترات في هذا التوقيت الحرج.

مقالات مشابهة

  • ابو زهرة يكرم وكيل وزارة الشباب والرياضة بإحتفالية اتحاد الكرة
  • وزير الرياضة يشهد غدا ختام بطولة الأندية لكرة القدم الإلكترونية
  • اتحاد الكرة يعلن موعد ولينك سحب تذاكر مونديال 2026
  • شوبير ينتقد تضارب المواعيد بين رابطة الأندية واتحاد الكرة: "أزمة بدون لازمة"
  • اتحاد الكرة يحدد مواعيد 3 مواجهات بدور الـ16 لكأس مصر
  • رابطة الدوري السعودي: الباب مفتوح أمام محمد صلاح.. والقرار بيد الأندية
  • اتحاد الكرة يعلن موعد مواجهة الأهلي والمصرية للاتصالات في كأس مصر
  • الكرة المصرية تواصل الانهيار بعد فضيحة مباراة الأردن
  • اتحاد الكرة يخطر بيراميدز بموعد مباراة مسار في كأس مصر
  • عمر مغربل: محمد صلاح مرحب به في الدوري السعودي.. والقرار بيد الأندية