غزة: ما الصدمة النفسية التي تسببها الحرب؟
تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT
إعداد: رشيدة باحميد
تستضيف رشيدة باحميد في فقرة "ضيف اليوم" المستشارة في الصحة النفسية غيدا حسيني، للحديث عن الآثار النفسية والآثار على الصحة العقلية التي تخلفها الحروب و النزاعات بشكل عام، ولاسيما تلك التي يعاني منها سكان غزة بشكل خاص في ظل الحرب الدائرة والتي تصفها تقارير أممية بالخطيرة. فما هي طبيعة الأعراض النفسية؟ وما هي الشرائح الأكثر معاناة من هذه الاضرار؟ وكيف يمكن لسكان غزة التغلب على ما يواجهونه من آثار نفسية وعقلية؟
مشاركة : لقراءة المزيد حول نفس المواضيع: صحة علم النفس غزة إسرائيل الحرب بين حماس وإسرائيل أطفال آخر الحلقات. 75 عاما على تأسيس حلف شمال الأطلسي
© 2024 فرانس 24 - جميع الحقوق محفوظة. لا تتحمل فرانس 24 مسؤولية ما تتضمنه المواقع الأخرى. عدد الزيارات معتمد من .ACPMACPM
الرئيسية البرامج مباشر الأخبار الأخبار القائمة القائمة الصفحة غير متوفرةالمحتوى الذي تريدون تصفحه لم يعد في الخدمة أو غير متوفر حاليا.
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا الانتخابات البلدية التركية ريبورتاج صحة علم النفس غزة إسرائيل الحرب بين حماس وإسرائيل أطفال إسرائيل للمزيد إيران حزب الله دمشق الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا فرانس 24
إقرأ أيضاً:
بعد وقف إطلاق النار.. تستعد إيران لحرب طويلة مع إسرائيل
ذكر تقرير لموقع "ميدل إيست آي"، أن إيران ترى في الهدنة الحالية فرصة لإعادة التسلح، خاصة بعد اغتيال عدد من قادتها وتضرر بنيتها الصاروخية. وتسعى طهران إلى تحديث دفاعاتها الجوية والحصول على أنظمة روسية وصينية متقدمة، بالتوازي مع تحرك دبلوماسي ضد إسرائيل والولايات المتحدة، واستمرار الغموض حول مخزونها النووي، الذي لم يُصب خلال الضربات الأخيرة.
وبحسب التقرير، فإن إسرائيل من جانبها تعتبر أنها حققت "ردعا مؤقتا"، لكنها تدرك أن الضربة لم تكن كافية لتغيير سلوك إيران أو تقويض بنيتها العسكرية في المنطقة، ما يعني أن الجولة المقبلة ليست سوى مسألة وقت.
في الوقت ذاته، تسود حالة من القلق في المنطقة من أن تكون الهدنة هشة ومؤقتة، خاصة مع استمرار التوتر في ساحات أخرى تدور في فلك الصراع الإيراني الإسرائيلي، كالعراق وسوريا ولبنان.
وفيما يلي نص التقرير:
أنهت وساطة أمريكية، لم تكن يسيرة، لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران اثني عشر يوماً من القصف المتبادل، وانتهت بإعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو النصر. وبذلك طويت صفحة أقصر الحروب في القرن الحادي والعشرين.
ولكن إيران أيضت زعمت أنها انتصرت، تماماً كما فعلت عند نهاية الحرب الإيرانية العراقية التي دارت رحاها من عام 1980 إلى عام 1988، وكانت أطول الحروب التقليدية في القرن العشرين، وحينها أعلن الرئيس العراقي صدام حسين أنه أحرز النصر.
في كلتا الحالتين، كانت إيران هدفاً للهجوم، واعتبرت الصراعات "حروباً مفروضة"، وزعمت أنها إنما شنت عليها بضوء أخضر من الولايات المتحدة.
وأيضاً في كلتا الحالتين، زاوجت إيران إعلانها الانتصار بالتزام الصبر الاستراتيجي، أي عقيدة ضبط النفس التي تهدف إلى إحداث تعديل في التوازن مع مرور الوقت.
وفعلاً، انتظرت إيران بعد انتهاء الحرب الإيرانية العراقية، وتركت الزمن والظروف تعمل لصالحها. وأخيراً، كانت الولايات المتحدة، وليس إيران، هي من فككت أسلحة صدام للدمار الشامل خلال حرب الخليج عام 1991 ثم بعد ذلك أسقطت نظامه تماماً في عام 2003.
من وجهة نظر طهران، يتم اليوم تارة أخرى تطبيق نفس مبدأ الصبر الاستراتيجي.
رغم الترحيب الشعبي بوقف إطلاق النار، إلا أنه ينظر إليه على نطاق واسع، وخاصة في الدوائر السياسية والعسكرية الإيرانية، باعتباره توقفاً تكتيكياً وليس سلاماً دائما.
توقف استراتيجي
بالنسبة لإيران، يحقق وقف إطلاق النار مع إسرائيل غاية استراتيجية واضحة.
انسجاماً مع مقاربة الصبر الاستراتيجي التي لم تزل تتبناها منذ أمد طويل، يعتبر الزمن ملاذاً. سوف تعيد إيران تعيير طاقتها النووية، وتوسيع تحالفاتها الإقليمية، واختبار حدود التصميم الدولي.
خلال تلك الفترة، يتوقع من المخططين الإيرانيين إعادة اختبار ما لديهم من عقائد ردع، وإمكانية اشتمال ذلك على قدرات بحرية غير متناظرة وعمليات سيبرانية، وفي نفس الوقت ابتداع تموضع انتقامي على المدى البعيد.
يتيح الزمن لطهران مساحة حرجة للتنفس، من أجل: أولاً إعادة هيكلة قيادتها، وثانياً تجديد أسلحتها، وثالثاً التخطيط لهجوم دبلوماسي دولي.
في يونيو / حزيران من عام 1981، تم تفجير مقر الحزب الجمهوري الإسلامي، ونجم عن ذلك مقتل أمينه العام محمد بهشتي وأربعة وسبعين من كبار المسؤولين فيه. في نفس ذلك الشهر فقدت إيران أحد أكبر قادتها العسكريين نفوذاً، مصطفى شامران، على خطوط الجبهة في القتال مع العراق.
وفي شهر أغسطس / آب من عام 1981، تم اغتيال رئيس إيران المنتخب حديثاً محمد علي رجائي هو ورئيس الوزراء محمد جواد باهنور في تفجير مكتب رئيس الوزراء في طهران.
نفذت الهجوم مجموعة مجاهدين خلق، وهي مجموعة مسلحة معارضة انقلبت على الجمهورية الإسلامية وتحالفت مع نظام صدام حسين أثناء الحرب الإيرانية العراقية.
زرع القنبلة مسعود كشميري، العضو في مجموعة مجاهدين خلق، والذي اخترق الحكومة متظاهراً بأنه مسؤول أمني. قتل في الانفجار تسعة من كبار المسؤولين بما في ذلك الرئيس ورئيس الوزراء ورئيس الشرطة وعدد من كبار المستشارين العسكريين وعدد من أعضاء المجلس الأعلى للأمن القومي، وكان بذلك أكثر أعمال التخريب الداخلية فتكاً خلال الأعوام المبكرة للحرب.
ولكن على الرغم مما منيت به من خسائر، تمكنت إيران من شن هجوم معاكس أفضى إلى طرد القوات العراقية من الأراضي الإيرانية.
إعادة البناء وإعادة التسلح
في صباح يوم الجمعة الموافق للثالث عشر من يونيو / حزيران من عام 2025، شنت إسرائيل أوسع عملية عسكرية تقوم بها ضد إيران حتى اليوم.
تجاوزت ضرباتها المرافق النووية والصاروخية الإيرانية، مستهدفة كبار القادة العسكريين والعلماء. كان من بين الذين اغتيلوا اللواء محمد باقري، ورئيس الحرس الثوري الإيراني حسن سلامي، ورئيس سلاح الجوي الفضائي علي حاج زاده، بالإضافة إلى العديد من العلماء النوويين والمسؤولين العسكريين.
ومع ذلك تمكنت إيران من شن هجمات صاروخية على إسرائيل، منهكة منظومتها الدفاعية المضادة للصواريخ.
بإمكان إيران الآن الانتقال إلى التركيز على إعادة البناء وإعادة التسليح.
استنفدت الحرب مخزون إيران من الصواريخ قصيرة وبعيدة المدى، وأتلفت البنية التحتية لمنصات إطلاق الصواريخ، والتي استهدف جلها في الموجات الأولى من القصف الإسرائيلي والأمريكي.
في هذه المرحلة الجديدة من الهدوء، يتوقع أن تمنح إيران الأولوية لتعويض وتحديث ترسانتها الصاروخية، بما في ذلك فئات أحدث مثل صواريخ فتاح وخيبر وشيكان فوق الصوتية، وفي نفس الوقت تعزيز دفاعاتها الجوية استباقاً لأي هجمات مفاجئة تشن عليها في المستقبل.
من أهم الدروس التي خرجت بها إيران من الحرب الأخيرة هو أن النصر في صراع حديث لا يمكن تحقيقه بدون سلاح جوي قدير ومتقدم.
بينما كشف اعتماد إيران على الردع القائم على الصواريخ والمسيرات بعضاً من نقاط القوة التكتيكية، إلا أن ذلك كشف في نفس الوقت عن نقطة ضعف حرجة، وذلك أن مثل هذه الأنظمة وحدها تبقى هشة عندما تواجه بالقدرات الحربية الجوية والإلكترونية المتقدمة.
من أجل تجسير هذه الهوة الاستراتيجية يتوقع من إيران الآن أن تسعى بشكل عاجل إلى الحصول علي نظم الدفاع الجوية الروسية من طراز إس 400 وعلى طائرات مقاتلة روسية من طراز سو 35.
كما يتم بشكل متزامن، وبجدية، النظر في أمر الطائرات الهجومية الصينية من طراز جيه 10 وطائرات الجيل الخامس من طراز جيه 20 التي أثبتت قدراتها خلال المواجهة الأخيرة بين الهند والباكستان.
فيما وراء هذه المنصات، يقر المخططون العسكريون الإيرانيون بعجز كبير آخر، يتمثل في انعدام أنظمة الإنذار المبكر المحمولة جواً.
فحتى الدفاعات الأرضية الجوية الأكثر تقدماً تصبح محدودة للغاية بدون أنظمة إنذار مبكر محمولة جواً، والتي لا مفر منها من أجل ضمان التحري والتنسيق الآني. ولذا بات الحصول على طائرات الإنذار المبكر من الصين أو من روسيا أمراً ملحاً جداً ويتصدر أجندة التحديث الدفاعي في طهران.
ما بعد ميدان المعركة
كما تقوم إيران بإعداد العدة لشن هجوم قانوني ودبلوماسي مضاد.
فقد أعلن المسؤولون الإيرانيون عن نيتهم التقدم بشكوى شاملة لدى محكمة العدل الدولية، لتحميل إسرائيل والولايات المتحدة المسؤولية عن البدء بحرب غير معلنة وعن انتهاك السيادة الإيرانية من خلال استهداف المرافق النووية المحمية بالقانون الدولي.
إلى أن تصل هذه العملية القانونية إلى مرحلة الاعتراف والحكم، أوضحت إيران أنها سوف لن تعود إلى مائدة المفاوضات حول الملف النووي.
لا يعتبر هذا النأي عن المفاوضات علامة على التراجع، وإنما مناورة محسوبة. في هذه الأثناء يبقى متغير مهم آخر خفياً عن المنظور الدولي. لقد وقع الرئيس الإيراني على قرار بتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية برئاسة مديرها العام رفائيل غروسي، الذي تتهمه إيران بالانحياز والخضوع للضغط السياسي.
قبل الحرب، ودون علم معظم أجهزة المخابرات، يقال إن إيران قامت بنقل كميات كبيرة من اليورانيوم المخصب من فوردو وناتانز إلى مواقع آمنة لم يكشف النقاب عنها.
بقيت هذه الاحتياطيات سليمة لم تمسها الضربات الأمريكية والإسرائيلية، حيث لم يرد في إيران حديث عن تسرب إشعاعات – بما يشير إلى أن المخزون لم ينله ضرر على الأغلب. كما يمكن أن تختار إيران عدم الإفصاح عن مكان هذه المخزونات من اليورانيوم، وبذلك يتم استخدامها وسيلة للردع الاستراتيجي في أي مواجهات أو مفاوضات قادمة.
في ضوء جميع هذه العوامل، لم يكن وقف إطلاق النار الأخير حلاً – وإنما كان فصلاً في حكاية أكبر بكثير، لمّا يتم الانتهاء منها.
تكشف أفعال إيران، أثناء وبعد الحرب معاً، عن عقيدة متماسكة وملتزمة: امتص الضربة، انتقم بدقة معيرة، واستخدم الوقت كأداة للنفوذ. بالنسبة لطهران، ليس الصبر الاستراتيجي انضباطاً سلبياً، وإنما شكل من الحرب النفسية والسياسية طويلة المدى.
ما إذا كان وقف إطلاق النار سيصمد أو سينهار تحت وطأة التوترات غير المعالجة، يتوقف ليس فقط على الصواريخ أو المفاوضات، وإنما على أي الجانبين يفهم بشكل أفضل قيمة الوقت.