اليمنيون في ظل الحرب والحصار.. تكافل يجسد معاني الإيثار: مبادرات مجتمعية لتوزيع كسوة العيد ومشاريع إنسانية للتخفيف من معاناة الفقراء والمحتاجين
تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT
تتواصل معاناة اليمنيين الإنسانية التي تصفها الأمم المتحدة بأنها «الأسوأ في العالم»، جراء العدوان وحصاره الجائر المستمر منذ أكثر من تسع سنوات.
وحل رمضان هذا العام في ظل ظروف معيشية قاسية، مع استمرار العدوان والأزمة الاقتصادية وتوقف صرف المرتبات منذ نقل البنك المركزي إلى عدن وغيرها من التداعيات والآثار الكارثية التي ألقت بظلالها على حياة الناس وأفقدتهم مصادر دخلهم.
وأصبحت آلاف الأسر تحت خط الفقر، وتحتاج إلى أبسط ضرورات الحياة من طعام ومأوى، وهناك الكثير من المتعففين الذي يخجلون طلب العون.
ومع كل هذه المآسي زادت وتيرة العمل الإنساني، وتزايد معها تواجد المؤسسات المنظمات والمبادرات الشبابية الإغاثية.
وكان على اليمنيين أن يضعوا لمستهم في خدمة المحتاجين، ويقوموا بدور ملموس في مواجهة هذه المحنة، حيث برز المتطوعون والمبادرات المجتمعية والمؤسسات والجمعيات المحلية التي حملت على عاتقها تعزيز قيم الرحمة والتكافل والإيثار بين أفراد المجتمع لتعزيز العمل الإنساني ومساعدة المعوزين والمحتاجين وتلبية احتياجاتهم الأساسية بالإضافة إلى دعم الأسر المنتجة لتحقيق الاكتفاء الذاتي.
وفي شهر رمضان المبارك تضاعفت الأعمال الإنسانية والخيرية لهذه المبادرات ومنظمات المجتمع المدني، بالبذل والإنفاق للمساهمة في توفير احتياجات الفقراء والنازحين.
فهناك من سعى لتوزيع السلال الغذائية، وآخرون تولوا توزيع وجبات الإفطار والسحور، وافتتاح المطابخ والمخابز الخيرية في مختلف المحافظات، وهناك من تولى توفير التمور والمياه في الأحياء، لإعانة المستهدفين على قضاء شهر الصيام.
ومع قرب حلول عيد الفطر المبارك تبنت المبادرات والجمعيات المحلية توفير كسوة وحلويات العيد لإدخال الفرحة إلى قلوب الفقراء والمحتاجين رغم قساوة الحياة وتداعيات العدوان والحصار على الجميع.
يقول القائمون على هذه المبادرات والمشاريع الإنسانية إنهم يقومون بعملهم المُستدام في خدمة الفقراء والمساكين والنازحين إلى جانب تنفيذ المشاريع الموسمية التي يدعمها الخيرون من أبناء اليمن لإسعاد الفقراء والمحتاجين.. مؤكدين الاستمرار في العمل لتخفيف الأعباء على الفقراء والأسر المتعففة التي لا تجد قوت يومها أو من يعيلها.
الدور الإنساني والاجتماعي الذي قامت به منظمات المجتمع والمبادرات الشبابية وجهودها الفاعلة في تقديم الخدمات الإنسانية خلال هذه المرحلة؛ أعطت صورة ناصعة عن الشعب اليمني وتآزره وكرمه وسخائه، وعكست روح التكافل والتآخي في المجتمع والعمل سوياً للحد من وطأة الأزمة الإنسانية على الفئات الأكثر ضعفاً والأشد احتياجاً.
وبفضل التكاتف الرسمي والشعبي استطاع اليمنيون إفشال مخططات العدوان ورهاناته على ورقة الحرب الاقتصادية وسياسة التجويع لإخضاعهم واحتلال بلدهم، بالتزامن مع استمرارهم في الكفاح والعمل بُمختلف المجالات المعززة للصمود ومواجهة العدوان وتحمل تبعاته الكارثية على الوضع المعيشي والإنساني.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
الأمل الواضح في غزة.. الخدمات الإنسانية في قلب المجتمع المحلي
في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، تبرز جهود العديد من المنظمات الإنسانية المحلية والدولية لتقديم الدعم والمساعدة للسكان المتضررين. تُعد هذه الخدمات شريان حياة للمجتمع المحلي، حيث تسعى لتوفير الاحتياجات الأساسية وتعزيز صمود السكان في مواجهة التحديات اليومية.
أولًا: الواقع الإنساني في غزة
منذ تصاعد النزاع في أكتوبر 2023، يواجه سكان غزة أوضاعًا إنسانية صعبة. تشير التقارير إلى أن أكثر من 54،000 فلسطيني فقدوا حياتهم، وأصيب أكثر من 123،000 آخرين، مع تدمير واسع للبنية التحتية الحيوية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس ومرافق المياه.
تُعاني غزة من نقص حاد في الغذاء والماء والدواء، حيث يعيش السكان تحت حصار مستمر يعيق دخول المساعدات الإنسانية. تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 93% من سكان غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي، مع خطر وشيك للمجاعة.
ثانيًا: المبادرات الإنسانية في غزة
1. مؤسسة غزة للصحة النفسية (GCMHP)
2. جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني
3. مؤسسة الأمل (Project HOPE)
4. الإغاثة الإسلامية (Islamic Relief USA)
5. مؤسسة أبو شباب للمساعدات: دور فاعل لعائلة في زمن الحرب
ظهرت مؤسسة أبو شباب للمساعدات كمبادرة محلية متنامية أطلقتها عائلة أبو شباب العشائرية، والتي تعد من أبرز العائلات ذات الحضور الاجتماعي في جنوب القطاع، خصوصًا في مدينة رفح. منذ الأيام الأولى للحرب، بادرت العائلة إلى استخدام مواردها المحلية وشبكاتها المجتمعية لتأمين خطوط إمداد إنسانية للسكان الأكثر تضررًا.
لم يقتصر دور العائلة على المساعدات الغذائية والطبية فقط، بل شمل أيضًا جهودًا لإيواء العائلات النازحة، وإقامة نقاط طوارئ لإسعاف المصابين قبل نقلهم إلى مستشفيات ميدانية. أدار المتطوعون من العائلة العمليات اللوجستية في ظل غياب التنسيق الرسمي، مما عزز من ثقة السكان في نزاهة وجودة ما يُقدّم.
يرى كثير من سكان رفح أن ما قامت به العائلة خلال هذه الأشهر العصيبة لم يكن مجرد مبادرة خيرية، بل كان محاولة لملء فراغ الخدمات الأساسية الذي عانت منه المنطقة. وهو ما جعل البعض يصف هذا التحرك بأنه نواة لنموذج "حكم مجتمعي إنساني" ينشأ من الأرض، وليس من مكاتب الفصائل.
ومن اللافت أن المؤسسة – كما يصفها بعض الأهالي – تعكس بداية صوت جديد في القطاع، يُشير إلى إمكانية وجود بدائل مستقلة وفعالة، لا تعتمد على الولاءات السياسية، بل على القرب من الناس والقدرة على تلبية احتياجاتهم الفعلية في الميدان.
ويذهب بعض السكان إلى اعتبار عائلة أبو شباب بديلًا نزيهًا ومحتملًا لحركة حماس، في ظل ما يرونه من أداء فعّال وشفاف في إدارة المساعدات وتلبية احتياجات الناس بعيدًا عن التجاذبات السياسية.
ثالثًا: التحديات والانتقادات
رغم الجهود الكبيرة، لا تزال المنظمات الإنسانية تواجه عقبات مثل القيود على إدخال الإمدادات، ونقص الوقود والتمويل، واستهداف بعض المراكز الطبية. كما أن بعض المبادرات مثل "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، واجهت انتقادات بشأن الشفافية والحيادية.
رابعًا: الأمل في المستقبل
رغم التحديات، لا تزال الجهود الإغاثية تمثل بارقة أمل حقيقية في حياة الناس. تُظهر مبادرات مثل مؤسسة أبو شباب أن هناك إمكانيات حقيقية للعمل المجتمعي الفاعل، متى ما توفرت النية والإرادة، وأن الإنسان في غزة قادر على تنظيم نفسه حتى في أكثر الظروف قسوةً.
الرسالة الأهم هنا أن غزة لا تحتاج فقط إلى الغذاء والدواء، بل تحتاج أيضًا إلى قيادة قريبة من الناس، وإلى نماذج جديدة تعتمد على الثقة، والعمل الميداني، والمبادرة المحلية.