وول ستريت جورنال: إسرائيل أصبحت الآن دولة منبوذة عالميا بعد 6 أشهر من الحرب
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
رأت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن إسرائيل أصبحت الآن أقرب إلى دولة منبوذة عالميا من أي وقت مضى، وأصبحت في جدال مفتوح مع حليفتها الرئيسية، الولايات المتحدة.
وقالت الصحيفة - في تقرير عبر موقعها الإلكتروني، اليوم /الأحد/ - "إنه في غضون ستة أشهر انقلب العالم رأسًا على عقب، ففي السابع من أكتوبر شهدت إسرائيل صدمة جوهرية قلبت إحساسها بالأمن وإيمانها بقوة جيشها، وقد ردت بغزو شديد الوطأة على غزة، الأمر الذي جعلها في نظر الكثير من دول العالم هي المعتدي، وربما تشكل العزلة الناتجة تهديدا لمستقبلها أكبر من الهجوم الذي شنته حماس وأدى إلى مقتل 1200 شخص في السابع من أكتوبر.
ولفتت إلى أن تدفق التعاطف العالمي الذي ظهر بعد هذا الهجوم قد تضاءل، بعد أن حلت محله صور الفلسطينيين الجائعين والقتلى في غزة، مضيفة أن مقتل سبعة من عمال الإغاثة الذين كانوا يحاولون إطعام سكان غزة اليائسين قد عزز فكرة أن الجيش الإسرائيلي يركض كالمسعور في غزة، ودفع الولايات المتحدة إلى إعادة التفكير في دعمها لإسرائيل.
وأضافت: أن علاقة إسرائيل توترت مع دول المنطقة، كما احتشد المتظاهرون المؤيدون للفلسطينيين في شوارع العواصم الغربية، مطالبين في بعض الأحيان بزوال إسرائيل، لافتة إلى أن ذلك أثار قلق ليس فقط الإسرائيليين، بل اليهود في جميع أنحاء العالم.
وتابعت: مع استمرار الحرب في غزة، لايزال الإسرائيليون لا يعرفون ما إذا كان الأسوأ لم يأت بعد.
ولفتت الصحيفة إلى أن إسرائيل قد بدأت تشعر للتو بالتأثير الاقتصادي للحرب، إذ اضطر مئات الآلاف من جنود الاحتياط إلى ترك وظائفهم للقتال في الحرب.. وفي خضم كل هذا، لم تحقق إسرائيل أيًا من أهدافها الحربية المتمثلة في إعادة جميع المحتجزين منذ السابع من أكتوبر، والنجاح في طرد حماس من غزة.
واستطردت الصحيفة أنه بالنسبة للقيادة السياسية في إسرائيل، تحدى يوم 7 أكتوبر فكرة إمكانية احتواء الصراع مع الفلسطينيين من خلال مزيج من التدابير الأمنية والحوافز الاقتصادية، وليس من خلال اتفاق سلام، مشيرة إلى أن ولاية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اتسمت بالاعتقاد بأنه قادر على تجنب الحاجة إلى التفاوض على حل الدولتين، وهو الأمر الذي علق عليه يوهانان بليسنر رئيس مركز بحثي إسرائيلي بالقول: لقد اصطدم هذا النهج بجدار من الطوب وأثبت فشله التام في 7 أكتوبر.
ولفتت إلى أن كل ذلك يحدث في الوقت الذي لايزال فيه الإسرائيليون منقسمين حول قيادة البلاد وتعامل الحكومة مع الحرب، كما يتعرض ائتلاف نتنياهو اليميني المتطرف مرة أخرى للهجوم من قبل المتظاهرين المناهضين للحكومة الذين يطالبون بإجراء انتخابات جديدة، فضلا عن امتداد الانقسامات بين أعضاء حكومة نتنياهو الحربية مما أدى إلى تعميق الشعور بأن القيادة تحارب نفسها بينما تخوض حربا أيضا.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أن التوترات المتصاعدة مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تحد من خيارات إسرائيل بشأن المعركة النهائية للسيطرة على رفح الفلسطينية، حيث يعيش أكثر من مليون فلسطيني.. ومع ذلك، حذرت الولايات المتحدة إسرائيل من أنها ستتجاوز الخط الأحمر إذا عملت في رفح دون خطة موثوقة للحفاظ على سلامة السكان المدنيين، وهو ما يقول المسؤولون الأمريكيون إن إسرائيل لم تقدمه.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إسرائيل حماس غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
مستشار نتنياهو يكشف ملامح رؤيته في غزة: لا دولة فلسطينية أو إعمار دون نزع السلاح
كشف رون دريمر، وزير الشؤون الاستراتيجية وأحد أبرز مهندسي السياسة الإسرائيلية في مكتب نتنياهو، عن خطوط عريضة لرؤية الاحتلال الإسرائيلي لما بعد الحرب في غزة، متحدثا بوضوح عن رفض إقامة دولة فلسطينية، واشتراط نزع سلاح المقاومة، كشرط لأي إعمار أو ترتيبات إدارية في القطاع.
وفي إحدى الحلقات الحوارية عبر بودكاست نُشر مؤخرًا، قال دريمر إن السعودية لن توافق على تطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي ما لم تكن غزة قد وُضعت على طريق "تسوية ما"، لكنه استدرك قائلاً إن "القتال العنيف في غزة بات من الماضي"، في إشارة إلى دخول المرحلة السياسية من المعركة، رغم تعثّر محادثات الهدنة.
ملامح "الحد الأدنى" من الأهداف
تحدث دريمر بـ"إيجابية" عن الصفقة التي كانت مطروحة قبل أيام، والتي كان من المفترض أن تؤدي إلى استعادة نصف الأسرى (أحياء وجثامين) مقابل هدنة مدتها 60 يومًا، تُستأنف خلالها مباحثات لإنهاء الحرب إذا توفرت ظروف تحقيق "الحد الأدنى من الأهداف".
وحدد دريمر هذه الأهداف بـ: ( تفكيك البنية العسكرية لحماس - إقصاء الحركة عن الحكم في غزة - ضمان ألا يشكل القطاع تهديدًا أمنيًا للاحتلال الإسرائيلي).
كما رفض فكرة تكرار "نموذج حزب الله في لبنان" داخل غزة، معتبرًا أن مجرد بقاء حماس كسلطة أمر غير مقبول.
وفي رد على تصريحات وزير الخارجية الأمريكي السابق أنتوني بلينكن، الذي قال إن "حماس فكرة لا يمكن القضاء عليها"، شبّه دريمر حماس بـ"النازيين"، موضحا أن القضاء على الحركة لا يعني محوها فكريا، بل نزع سلطتها وقدرتها العسكرية، كما جرى في ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية.
وأضاف أن حماس موجودة في الضفة الغربية وتركيا وقطر، لكنها لم تنفذ هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر إلا من غزة، لأنها كانت تملك السلطة والقدرة هناك.
لا احتلال.. ولا إعمار مع السلاح
نفى دريمر نية الاحتلال الإسرائيلي احتلال غزة أو البقاء فيها عسكريًا، لكنه شدد على أن أي جهة ستتولى إدارة القطاع يجب أن تتولى أولًا تجريده من السلاح، ثم الانخراط في عملية "نزع التطرف"، بحسب تعبيره، من خلال تغيير المناهج التعليمية، بالتعاون مع شركاء عرب مثل الإمارات، وأثنى على "الإصلاحات" السعودية في هذا السياق.
وأكد أن "من نفذ هجوم السابع من أكتوبر لن يكون له مكان في غزة"، تمامًا كما لم يبقَ للنازيين أي وجود في ألمانيا، على حد قوله.
قال دريمر صراحة إن إقامة دولة فلسطينية "غير مطروحة على الإطلاق" في المدى المنظور، مضيفًا أن "نسبة تأييد الجمهور الإسرائيلي لذلك أقل من صفر".
وأضاف أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لن يمنح الفلسطينيين "فيتو" على اتفاقات التطبيع الجارية مع دول عربية، في إشارة إلى تقاطع المواقف بين الاحتلال الإسرائيلي وإدارة ترامب.
وأشار إلى أن تقليص قدرات حماس سيُسهّل على أي جهة "محلية أو إقليمية" إدارة غزة لاحقًا، دون الحاجة إلى تدخلات عسكرية إسرائيلية متكررة، قد تُقوّض أي سلطة مستقبلية.
الغزيون "كان يجب تهجيرهم"
عبّر دريمر عن رفض الاحتلال الإسرائيلي لإعمار غزة في ظل وجود أكثر من 20 ألف مسلح، وقال إنه "لا أحد سيموّل إعمار القطاع إذا كانت الحرب ستعود بعد عشر سنوات".
واعتبر أن "حرب الجبهات السبع" شارفت على نهايتها، وأن الحرب في غزة هي الأخيرة لعقود، رغم تراجعه لاحقًا بالتعبير عن احتمال وقوع حروب لاحقة.
وانتقد دريمر مصر لإغلاقها معبر رفح أمام المدنيين خلال الحرب، قائلًا إن "استقبال المدنيين مؤقتًا في سيناء كان سيساهم في تقليل الخسائر البشرية، وتسريع إنهاء الحرب"، معتبرًا أن الغزيين كانوا سيعودون لاحقًا، وكان يمكن تجنيبهم ويلات الحرب.
اغتيالات بـ"ميزان خسائر".. وتجويع محسوب
كشف دريمر أن الاغتيالات الإسرائيلية تُدار بمنطق "حجم الهدف"، ما يبرر برأيه مقتل عشرات المدنيين عند استهداف قائد ميداني كبير، تحت مظلة "الحرب على الإرهاب".
وفي واحدة من أكثر التصريحات إثارة للجدل، اعترف بأن الاحتلال الإسرائيلي يراقب مستوى الغذاء في غزة ويسمح بإدخال كميات محدودة عندما تسوء الأوضاع بشكل قد يستفز الرأي العام العالمي، قائلاً: "نخنق الناس دون أن نتركهم يموتون، حتى نتفادى الضغوط الدولية".
يشير مراقبون إلى أن أهمية تصريحات دريمر لا تنبع فقط من محتواها، بل من كونه مهندس السياسة الإسرائيلية في الكواليس، والمبعوث الدائم لتنسيق المواقف مع واشنطن، مما يجعل رؤيته مؤشّرًا دقيقًا على الاتجاهات الاستراتيجية في الحكومة الإسرائيلية، في وقت يتركّز فيه اهتمام الإعلام على شخصيات هامشية مثل بن غفير أو ليبرمان.
وبينما تتعثر مفاوضات الهدنة، ويضاعف الاحتلال الإسرائيلي ضغطه العسكري والسياسي على غزة، تكشف تصريحات دريمر عن طبيعة المعادلات القاسية التي ترسمها تل أبيب لما بعد الحرب، في ظل تجاهل دولي متواصل للجرائم والانتهاكات، وتواطؤ معلن أو صامت من حلفاء إسرائيل في الغرب.