تحدثت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، عن عدم جدوى استراتيجية رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد مرور 6 أشهر على الحرب في غزة، بسبب تعارض هدفي الحرب، وهما القضاء على حركة حماس، وإعادة الأسرى المخطوفين.

وأكدت المجلة في مقال نشرته للكاتبة أنشال فورا أن الخطط الإسرائيلية أصبحت "غير منطقية"، مشيرة إلى أنها التقت في نوفمبر الماضي، والد الأسيرة الإسرائيلية ليري ألباج في تل أبيب، وعبّرت عن دعمها للحملة العسكرية الإسرائيلية ضد حماس، لكن يبدو أن صبرها نفد.



وأوضحت أنه في أواخر مارس الماضي، وفي إنذار نهائي لنتنياهو، قال والد الأسيرة ألباج إن "عائلات الأسرى لن تنظم مسيرات بعد الآن، بل ستتجمع في الشوارع، لتنضم إلى حركة احتجاجية موسعة مناهضة لنتنياهو".

ولفتت إلى أنّ "المشكلة هي أنه في حين ترى عائلات الأسرى أنّ عودة أقربائها وإخراج حماس هو انتصار - بهذا الترتيب - فإنّ الكثيرين يعرفون منذ فترة طويلة أنّ هدفي الحرب هذين كانا متعارضين".

وأوضحت الكاتبة أنّ "نتنياهو تعمّد إعطاء أولوية القضاء على حماس على إطلاق سراح الأسرى منذ بداية الحملة العسكرية، من دون أن يكون لديه في الواقع خطة متماسكة لتحقيق أي من الأمرين".



وذكرت أن نتنياهو يواجه اتهامات متزايدة من جانب المحللين العسكريين وجزء متزايد من الجمهور الإسرائيلي، بمجرد الرد على الأحداث، فيما يفتقر إلى الرؤية التي يمكن أن تنهي الحرب وتحرر الأسرى.

ونوهت إلى أنّ نتنياهو "وضع نصب عينيه الآن مدينة رفح في جنوب قطاع غزة، حيث لجأ أكثر من مليون فلسطيني إلى هناك"، مشيرةً إلى أنّ "أي هجوم من هذا القبيل لن يثير غضباً دولياً فحسب، بل سيجعل المفاوضات مع حماس أكثر صعوبة".

ولفت المقال إلى أنه "بعد فترة وجيزة من هجوم حماس في الـ7 من أكتوبر، أعلن نتنياهو الحرب. وكانت الرسالة الأساسية الموجهة إلى عائلات الأسرى هي أنّ قصف غزة من شأنه أن يضغط على حماس لحملها على إطلاق سراح الأسرى، وفي الوقت نفسه القضاء على حماس".

وأوضح أنّ نتنياهو "تجنب أسئلة أكثر جوهرية بشأن الكيفية التي يعتزم بها بالضبط للقضاء على حماس التي تتمتع بدعم شعبي هائل، ليس فقط داخل غزة وغيرها من الأراضي الفلسطينية، لكن أيضاً في قواعد في لبنان وسوريا وإيران وأماكن أخرى".

ووفقاً لتقويم التهديد السنوي الذي تجمعه الاستخبارات الأمريكية، قد تواجه "إسرائيل" أعواماً من المقاومة من حماس، وهو تقويم يدعمه اثنان من كبار المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين، الذين تحدثوا إلى مجلة "فورين بوليسي".

وتساءلت الكاتبة قائلةً: "حتى لو تمكنت القوات الإسرائيلية، بعد أعوام من القتال، من تدمير حماس في غزة، فماذا عن تجسيدها في المستقبل؟ وحتى لو تمكن الجيش الإسرائيلي من تدمير فروع حماس على مدى فترة أطول من الزمن، فكيف سيتمكن نتنياهو من القضاء على فكرة المقاومة المسلحة من دون التوصل إلى حل سياسي في الأفق؟".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الاحتلال نتنياهو الحرب غزة حماس حماس غزة نتنياهو الاحتلال الحرب صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القضاء على على حماس إلى أن

إقرأ أيضاً:

ما هي استراتيجية إسرائيل في تفجيرات "البيجر"؟

قال محللون إن تفجير إسرائيل أجهزة البيجر اللاسلكية التابعة لـ"حزب الله"، شكلت نجاحاً تكتيكياً، دون أن تترك أثراً استراتيجياً.

القيادة الإسرائيلية قد تأمل في اتخاذ عمل طموح ضد حزب الله


وكتب باتريك كينغسلي في صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية، أنه بينما عرضّت التفجيرات حزب الله للإحراج وأعاقت الكثير من مقاتليه، فإنها لم تغير حتى الآن التوازن العسكري على طول الحدود بين لبنان وإسرائيل، حيث نزح أكثر من 100 ألف مدني من الجانبين بسبب القتال المنخفض الوتيرة. وحافظ حزب الله والجيش الإسرائيلي، الأربعاء، على النسق ذاته، من تبادل الصواريخ والقذائف المدفعية بوتيرة من الاشتباكات اليومية على جانبي الحدود منذ أكتوبر (تشرين الأول).
ورغم أن هجوم الثلاثاء كان بمثابة عرض ملفت للنظر لبراعة إسرائيل التكنولوجية، إلا أن إسرائيل لم تسع أول الأمر، إلى الاستفادة من الارتباك الذي زرعته، من خلال توجيه ضربة حاسمة ضد حزب الله وغزو لبنان.
وإذا كان الهجوم قد أثار إعجاب الكثير من الإسرائيليين، الذين انتقد بعضهم حكومتهم لفشلها في وقف ضربات حزب الله، فإن إحباطهم الأساسي يظل قائماً إذ لا يزال حزب الله راسخاً على الحدود الشمالية لإسرائيل، وهو ما يمنع عشرات الآلاف من السكان من العودة إلى ديارهم.
ورأت ميري آيسين الزميلة الباحثة في المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب، الذي يتخذ إسرائيل مقراً له،: "هذا حدث تكتيكي مذهل".

 

Israel’s Pager Attack Was a Tactical Success Without a Strategic Goal, Analysts Say https://t.co/soFhz9G7Zw

Although the attack on Tuesday was an eye-catching demonstration of Israel’s technological prowess, Israel has not so far sought to capitalize on the confusion it sowed.

— Sean Graf (@seangraf) September 19, 2024


وقالت آيسين، وهي ضابطة استخبارات كبيرة سابقة: "لكن لن يتحرك أي مقاتل من حزب الله بسبب هذا.. إن امتلاك قدرات مذهلة لا يشكل استراتيجية".
وينقسم الإسرائيليون حول ما إذا كان الهجوم قد نتج عن انتهازية قصيرة المدى، أم عن تفكير مدروس على المدى الطويل. ويعتقد البعض أن القادة الإسرائيليين يخشون أن يكون نظرائهم في حزب الله قد اكتشفوا مؤخراً قدرة إسرائيل على تخريب أجهزة النداء، مما دفع القادة الإسرائيليين إلى تفجيرها على الفور أو المخاطرة بفقدان القدرة إلى الأبد.
ويقول آخرون إن إسرائيل كانت لديها نية استراتيجية محددة. وربما كانت تأمل أن تؤدي جرأة الهجوم وتعقيده إلى جعل حزب الله في نهاية المطاف أكثر قابلية للقبول بوقف النار في الأسابيع المقبلة، إن لم يكن فوراً.
وقال رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق عاموس يادلين إن "الهدف من العملية، إذا كانت إسرائيل هي التي تقف وراءها كما يدعي حزب الله، ربما كان هو القول للحزب إنه سيدفع ثمناً باهظاً جداً، إذا واصل هجماته على إسرائيل، بدلاً من التوصل إلى اتفاق".

 

This headline would describe a lot of Israeli military operations nowadays:
"Israel’s Pager Attack Was a Tactical Success Without a Strategic Goal, Analysts Say"https://t.co/0sVI4nnZ4O

— Evan Dyer (@EvanDyerCBC) September 18, 2024


وبدأ حزب الله إطلاق النار على إسرائيل في أوائل أكتوبر تضامناً مع حماس، بعد أن أغارت حليفته الفلسطينية حماس على جنوب إسرائيل، الأمر الذي أدى إلى شن إسرائيل هجوماً مضاداً واسع النطاق على غزة. ومذذاك ربط حزب الله مصيره بمصير حماس، وتعهد أنه لن يتوقف عن القتال حتى تنسحب إسرائيل من غزة.
وبناء عليه، فإن مسؤولين على جانبي الحدود كانوا يتوخون منذ أشهر بأن هدنة في غزة ستتيح ابرام اتفاق موازٍ في لبنان. وجال وسطاء أمريكون وفرنسيون يتقدمهم المبعوث الأمريكي عاموس هوكشتاين بين بيروت والقدس، ممهدين الأرضية لهدنة بين إسرائيل وحزب الله في حال التوصل إلى هدنة في غزة.
ومع وصول المفاوضات حول غزة إلى طريق مسدود، فإن القيادة الإسرائيلية قد تأمل في اتخاذ عمل طموح ضد حزب الله لإقناع الحزب بفك ارتباطه مع حماس، وفق ما يقول محللون. وفي الأيام الأخيرة، صعدت القيادة الإسرائيلية من تركيزها على حزب الله، مع تهديد وزير الدفاع يوآف غالانت هذا الأسبوع بأن "العمل العسكري" هو الطريقة الوحيدة لوضع حد للنزاع.
وقال يادلين إن "الغاية هي فصل الحرب التي أعلنها حزب الله على إسرائيل عن الحرب مع حماس". وأضاف أن العملية منحت هوكشتاين "أداة أخرى لاستخدامها عندما سيتحدث إلى حزب الله: الأفضل لك أن تتوصل إلى اتفاق أو أنك ستواجه مزيداً من الهجمات الأساسية والمفاجئة".

هل يغير المسار؟


لكن آخرين يبدون متشككين، ويجادلون بأنه من غير المحتمل أن يغير "حزب الله" المسار، حتى ولو تعرض للخسارة والتشويش بسبب الهجوم.
وينظر حزب الله إلى نفسه على أنه الحليف الإيراني الأكثر تأثيراً في الشرق الأوسط، وسيحاول تفادي خلق انطباع بأنه تخلى عن حماس، وفق ما تقول سيما شاين الضابطة السابقة في الموساد.

 

Israel’s Pager Attack Was a Tactical Success Without a Strategic Goal, Analysts Say https://t.co/iuyEuxLGFv US asked Israel not to risk expanding the war. It risked it but not take any risk to secure Gaza cease fire. It prefers military options knowing the US has its back

— Christian VanSchayk (@chrisvsch) September 18, 2024


وسلط الهجوم الضوء أيضاً على التنافر بين انضباط وكالات الاستخبارات الإسرائيلية، التي لديها القدرة على التخطيط للعمليات قبل أشهر أو حتى سنوات، والتفكير الفوضوي قصير الأمد للقيادة السياسية الإسرائيلية.
وبحسب شاين إن "هذا موقف غريب جداً". وأضافت أنه يظهر "تلك الهوة بين السياسيين والمؤسسة الأمنية".

مقالات مشابهة

  • شرطة الاحتلال تسحل رئيس الأركان الأسبق أمام منزل نتنياهو (شاهد)
  • شرطة الاحتلال تسحل رئيس الأركان الأسبقأمام منزل نتنياهو (شاهد)
  • "نستحق قادة أفضل" عشرات الآلاف في شوارع تل أبيب احتجاجا على تعاطي نتنياهو مع ملف الأسرى
  • عائلات الأسرى: نتنياهو غير مفوض بالتخلي عن أبنائنا بغطاء حرب الشمال
  • عائلات المحتجزين الإسرائيليين: نتنياهو تخلى عن أبنائنا مستغلًا الحرب في الشمال
  • تشاؤم أمريكي من إمكانية إبرام صفقة التبادل خلال ولاية بايدن
  • محلل إسرائيلي: نتنياهو خسر الحرب أمام حماس ويهرب لحرب استنزاف
  • ما هي استراتيجية إسرائيل في تفجيرات "البيجر"؟
  • حماس: نتنياهو يضع شروطًا تعجيزية عمدًا لتخريب أية فرصة للتوصل إلى اتفاق
  • الاحتلال يسلم واشنطن مقترحا جديدا باسم صفقة الخروج الآمن.. هذه ملامحها