تحذيرات دولية من إخفاق الديبلوماسية ومخاوف من الرد الإيراني
تاريخ النشر: 8th, April 2024 GMT
كتب ابراهيم حيدر في"النهار": تلقّى لبنان رسائل من جهات دولية عدة خصوصاً من الفرنسيين، تحذر من انخراط"حزب الله" في اي رد إيراني محتمل، مخافة توسع دائرة المواجهة التي ستزيد من الاستنزاف وتؤدي إلى نتائج كارثية على البلد كله. جاءت الرسائل الدولية قبل الخطاب السيد حسن نصرالله في يوم القدس، والذي أكد فيه ان الرد الإيراني آتٍ لا محالة، وأن "الحماقة التي ارتكبها بنيامين نتنياهو في القنصلية الإيرانية ستفتح باباً للفرج ولحسم المعركة".
أينما يأتي الرد الإيراني سيكون لبنان في دائرة الاستهداف وفق ديبلوماسي متابع، فإذا كانت طهران سترد على إسرائيل مباشرة، فليس هناك غير "حزب الله" على تماس معها، وإن كان ما تتحدث عنه أنه سيكون رداً مزلزلاً، فإن نصرالله أبدى استعداده حين أكد أن "المقاومين على الحدود والجبهة الأمامية جاهزون لأي رد فعل". وبمعزل عما ستقرره إيران، بات واضحاً أن إسرائيل توسع نطاق عملياتها العسكرية في العمق اللبناني، وهدفها إعادة سكان المستوطنات الشمالية إلى منازلهم، إذ ينقل المصدر الديبلوماسي عن أوساط أميركية أن تل أبيب أبلغت واشنطن بأن عدم التوصل إلى حل خلال شهر ستنتقل إلى عمليات مكثفة وضرب نقاط أبعد بكثير وتوسيع نطاق العمليات لترتيب الوضع على الحدود وإبعاد "حزب الله" عن المنطقة.
تزداد المخاوف من أن يكون لبنان ساحة الرد الإيراني المحتمل، وهو يطرح أسئلة عديدة، منها: هل تقرر الجمهورية الإسلامية تغيير استراتيجيتها بتوسيع دائرة الحرب؟ وإذا كانت الجبهة المحتملة هي لبنان، هل تدفع "حزب الله" إلى المغامرة بإشعالها في ظل الاستعدادات الإسرائيلية لحرب واسعة تهدف إلى إبعاد الحزب عن المنطقة الحدودية؟ الأهم من ذلك، تدرك إيران أن أميركا ستكون إلى جانب إسرائيل في اي حرب في المنطقة، ومعركة غزة حاضرة كشاهد مع استمرار الولايات المتحدة بمنح إسرائيل السلاح والذخائر رغم الخلافات، فإذا توسعت الحرب بين إسرائيل و"حزب الله" لن تكون واشنطن على الحياد بل ستدعم إسرائيل، وهذه الأخيرة تسعى إلى استدراج الجميع إلى الحرب عبر الضربات الكبيرة والموجهة والضغط المستمر وهدفها جرّ الولايات المتحدة إلى مواجهة إقليمية لا تريدها لكنها ستكون مضطرة إذا نشبت لدعم تل أبيب.
الخطر يبقى على لبنان من اشتعال حرب واسعة، والمعادلة القائمة اليوم تجعله الأضعف وسط الانقسام الذي يعصف بمكوّناته، وفي انتظار ما ستؤول إليه التطورات، بردّ إيراني كبير أو محدود، تبقى جبهة الجنوب مشتعلة، في وقت تأخذ المواجهة بين "حزب الله" وإسرائيل أشكالاً مختلفة من التصعيد وخرق قواعد الاشتباك، وهي تشير إلى احتمال توسعها، إنْ لتحقق إسرائيل اهدافاً تقول انها أساسية لطمأنة مستوطنيها في الشمال بإبعاد الخطر عنهم، أو أن يقول "حزب الله" إن معركته هي لحماية لبنان وللاستمرار في دعم غزة. وفي الحصيلة ستكون النتائج كارثية على البلد.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الرد الإیرانی حزب الله
إقرأ أيضاً:
تداعيات الهجوم الإسرائيلي: ادانة دولية ومخاوف من توسع رقعة الصراع
يونيو 13, 2025آخر تحديث: يونيو 13, 2025
المستقلة/- وسط مخاوف من تصاعد الصراع والتوتر بعد الهجوم الإسرائيلي على ايران توالت ردود الفعل الدولية المنددة بالهجوم والدعوات إلى التهدئة وضبط النفس لتجنب صراع أوسع نطاقًا.
و أدانت العديد من الدول والمنظمات الدولية الهجوم الإسرائيلي.
الأمم المتحدة: أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن قلقه البالغ إزاء “التصعيد العسكري” وحث الجانبين على “التحلي بأقصى درجات ضبط النفس، وتجنب الانزلاق إلى صراع أعمق”.
الإمارات العربية المتحدة: أدانت الاستهداف العسكري الإسرائيلي لإيران، وأكدت أهمية ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والحكمة لتجنب المخاطر وتوسيع رقعة الصراع.
إندونيسيا وأستراليا: نددت بحدة بالهجوم، وحذرتا من تفاقم التوترات القائمة بالفعل واحتمال إشعال صراع أوسع نطاقًا.
تركيا والكويت وقطر وسلطنة عمان والعراق: أدانت جميعها الهجوم، واعتبرته انتهاكًا صارخًا للقوانين والمواثيق الدولية، وتهديدًا للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
روسيا: وصفت الضربات بأنها “غير مقبولة” و”غير مبررة”، مؤكدة أن “الضربات العسكرية غير المبررة على دولة ذات سيادة عضو في الأمم المتحدة ومواطنيها ومدن مسالمة نائمة ومنشآت نووية ومنشآت للطاقة غير مقبولة إطلاقاً”.
فرنسا: دعت “كل الأطراف” إلى ضبط النفس.
الولايات المتحدة الأمريكية: أكد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أن الهجوم الإسرائيلي “ممتاز” وتوعد بالمزيد. في المقابل، تشير تقارير إلى أن الولايات المتحدة لم تشارك بشكل مباشر في هذه الضربات.
إيران: أعلنت أن “لا حدود” في ردها على تل أبيب، مؤكدة حقها القانوني والمشروع في الرد على هذا العدوان، وأنها “لن تتردد في الدفاع عن الأمة الإيرانية بكامل قدراتها”.
تداعيات على الأمن الإقليمي:
وزاد الهجوم الإسرائيلي من خطر التصعيد العسكري السريع في المنطقة. مع وعيد إيران بالرد، فهناك احتمالية كبيرة لرد عسكري من طهران أو من خلال وكلائها الإقليميين، مما قد يؤدي إلى حرب إقليمية واسعة.
و يرى المحللون العرب أن هذه الاعتداءات الإسرائيلية تشكل تصعيدًا سافرًا يهدد السلم والأمن في المنطقة.
تأواستهدفت الضربات الإسرائيلية مواقع نووية إيرانية، بما في ذلك منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم. وقد أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن المنشآت النووية لم تتأثر بالضربات، ولكن الهجوم يشير إلى محاولة إسرائيلية مباشرة لتقويض الطموحات النووية الإيرانية.
اضطراب الملاحة في مضيق هرمز:
على الرغم من أن مضيق هرمز لم يتأثر بشكل مباشر بعد، إلا أن تصاعد الصراع قد يؤثر على تدفق النفط عبر هذا الممر المائي الحيوي، الذي يمر عبره نحو خمس إجمالي استهلاك النفط في العالم.
و قفزت أسعار النفط بأكثر من 12% عقب الهجوم الإسرائيلي، مع صعود خام برنت فوق 77 دولارًا للبرميل في لحظة ما، قبل أن يقلص مكاسبه قليلاً.
حيث تخشى الأسواق من تصعيد في المنطقة واضطرابات كبيرة في إمدادات النفط بعد الضربة الإسرائيلية.
و يرى بعض المحللين أن تصاعد الصراع قد يؤدي إلى تأثر إمدادات النفط بشكل ملموس، خاصة إذا أدت إيران إلى إعاقة ما يصل إلى 20 مليون برميل يوميًا عبر هجمات على البنية التحتية أو تقييد المرور عبر مضيق هرمز. ومع ذلك، يرى آخرون أن زيادة الإنتاج من دول أخرى (مثل السعودية والإمارات) يمكن أن تحد من هذا الارتفاع.
كما قد تؤدي تداعيات الهجوم إلى ارتفاع أسعار الغاز المسال، خاصة إذا تعطلت الإمدادات من مضيق هرمز، مما قد يدفع الصين للشراء من السوق الفورية.
ان الهجوم الإسرائيلي على إيران يمثل نقطة تحول خطيرة في الصراع الإقليمي، ويهدد بإشعال حرب أوسع نطاقًا في منطقة تعاني بالفعل من عدم الاستقرار. فيما تشكل التداعيات الاقتصادية، خاصة على أسعار النفط، مصدر قلق عالمي، بينما تتزايد الدعوات الدولية للتهدئة وضبط النفس لتجنب كارثة إنسانية واقتصادية محتملة. تبقى الأيام القادمة حاسمة في تحديد مسار الأحداث وما إذا كانت الأطراف ستتمكن من احتواء التصعيد.