كييف "أ.ف.ب": أقر البرلمان الأوكراني اليوم قانونا مثيرا للجدل حول التعبئة العسكرية لمواجهة الحرب الروسية الأوكرانية، في ظلّ ضربات جديدة مكثّفة شنّتها روسيا ليلا مستهدفة منشآت للطاقة.

واستهدف حوالى أربعين صاروخا ومسيّرة الشبكة الكهربائية الأوكرانية في قصف قوّي دفع الرئيس فولوديمير زيلينسكي إلى تجديد مطالبته الحلفاء الغربيين بتزويد جيشه بأنظمة دفاع جوي في أسرع وقت.

وفي المقابل، بعد أشهر من النقاشات الحامية في أوساط مجتمع أنهكته سنتين من الحرب مع روسيا، اعتمد البرلمان الأوكراني أخيرا قانونا جديدا حول التعبئة العسكرية، في ظلّ تكاثر الهجمات البرّية على خطّ الجبهة ونقص في المتطوّعين للخدمة في صفوف الجيش.

وقال النائب أوليكسي غونتشارينكو عبر تلجرام "فعلناها!! أقر القانون حول التعبئة بتأييد 283 نائبا".

وما زال النص يحتاج إلى توقيع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ليدخل حيز التنفيذ.

وتسبب القانون الذي يشدّد بشكل ملحوظ العقوبات على الذين يتهرّبون من التجنيد، في غضب بسبب حذف بند في اللحظة الأخيرة ينصّ على تسريح الجنود الذين أمضوا 36 شهرا في الخدمة، وهي ضربة قاسية لمن يقاتل على الجبهة منذ أكثر من عامين.

وسرعان ما أثار هذا القرار جدلا، لا سيّما أن نظام التجنيد الحالي في أوكرانيا يُعتبر من قبل كثيرين مجحفا وغير فعّال وفي بعض الأحيان فاسدا.

وقال الجندي المظلّي ييفغين (39 عاما) الذي يخدم في منطقة دونيتسك الشرقية "99 % من الجنود يريدون التوقّف وأخذ قسط من الراحة والعيش حياة طبيعية، العيش في المنزل".

وأردف في تصريحات لوكالة فرانس برس "بعض الجنود لم يعودوا إلى ديارهم منذ سنة. وإنه لأمر جدّ مجحف".

وتنوي الحكومة عمّا قريب العمل على صياغة مشروع قانون آخر بهدف "تحسين آليات تناوب الطاقم العسكري".

والمهّم، بحسب ما قال الرئيس فولوديمير زيلينكسي منذ فترة، هو عدم تراجع المهارات العسكرية وقت المناوبات بين الجنود المتمركزين على الجبهة منذ أشهر والوافدين الجدد.

ويبدو أن الجيش الأوكراني الذي أضعفه هجوم مضاد في صيف 2023 وتضاؤل المساعدات الغربية مضطر لتجديد احتياطي جنوده، وإلا سيعاني عمّا قريب من نقص في العديد في وجه الجيش الروسي.

وفي هذا السياق، أعلن الرئيس الأوكراني في مطلع أبريل عن خفض سن الذين يمكن استدعاؤهم للخدمة العسكرية من 27 إلى 25 عاما.

ومن شأن نصّ آخر صوّت عليه بقراءة أولى في البرلمان الأوكراني أمس أن يتيح تجنيد السجناء.

ميدانيا، أطلقت روسيا ليل خلال اليومين الماضيين "أكثر من 40 صاروخا و40 مسيّرة على منشآت طاقة أوكرانية"، بحسب ما كشف فولوديمير زيلينسكي.

ووصفت وزارة الدفاع الروسية هذا التفجيرات بأنها "رد" على الضربات الأوكرانية في الأسابيع الأخيرة على الأراضي الروسية، ولا سيما على المصافي. وأعلنت أوكرانيا أن هجماتها كانت في حد ذاتها ردًا على الهجمات اليومية التي يشنها الروس.

وقالت الوزارة الروسية إن "الأهداف تحققت وتم ضرب جميع الأهداف".

وفي المجموع، تمكّنت أوكرانيا من تدمير 39 مسيّرة و18 صاروخا، بحسب تقرير للقوّات الجوّية.

وأفاد وزير الطاقة الأوكراني غيرمان غالوشتشنكو بأن الهجمات الروسية الليلية استهدفت "منشآت إنتاج وأنظمة إرسال" في كييف وخاركيف (شمال شرق) وزابوريجيا (جنوب شرق) ولفيف (غرب).

وتعرّضت محطة حرارية كبيرة بالقرب من العاصمة كييف لـ"تدمير كامل، بحسب ما كشف ممثّل عن الشركة المشغّلة لها لوكالة "إنترفاكس-أوكرانيا".

وأعلنت روسيا من جهتها عن إسقاط 12 مسيّرة أوكرانية كانت تحلّق في أجوائها ليلا.

من جهة أخرى، قُتل أربعة أشخاص وجرح خمسة آخرون في ميكولايف بجنوب البلاد "في وضح النهار" اليوم خلال هجوم جوي روسي، بحسب ما أعلن الجيش الأوكراني. وأضاف أنه "لحقت أضرار بمبان سكنية وسيارات خاصة ولوحظت أضرار في منشآت صناعية".

وفي وجه جيش روسي، ما انفكّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي يطالب الشركاء الغربيين بمزيد من الذخائر لجنوده، وخصوصا أنظمة دفاع جوي، وعلى رأسها نماذج "باتريوت" الأميركية، لصدّ الضربات الروسية.

وفي الوقت نفسه، أعلن زيلينسكي اليوم خلال زيارة لفيلنيوس أنه مع نظيره اللاتفي اتفاقا أمنيا ثنائيا. وكتب زيلينسكي على منصة إكس إنه وقّع مع الرئيس اللاتفي إدغارس رينكيفيتش "اتفاقا أمنيا ثنائيا ينص على دعم عسكري سنوي من لاتفيا لأوكرانيا بنسبة 0,25 % من إجمالي الناتج المحلي".

وأضاف أن "لاتفيا التزمت أيضا لمدة 10 سنوات مساعدة أوكرانيا في مجال الدفاع السيبراني وإزالة الألغام وتكنولوجيا المسيّرات".

وكان الرئيس الأوكراني قد كتب على وسائل التواصل الاجتماعي "الأولوية الآن هي بذل كل ما في وسعنا لتعزيز دفاعنا الجوي، وتلبية الحاجات العاجلة لقوات الدفاع الأوكرانية، وكذلك تعزيز الدعم الدولي من أجل هزيمة الإرهاب الروسي".

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: البرلمان الأوکرانی الرئیس الأوکرانی حول التعبئة بحسب ما

إقرأ أيضاً:

الرئيس الأميركي يقلص مهلة إنهاء حرب أوكرانيا إلى 10 أيام

واشنطن، موسكو، كييف (الاتحاد، وكالات)

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس، بأنه سيمهل نظيره الروسي فلاديمير بوتين نحو 10 أيام أو 20 يوماً لإنهاء حرب أوكرانيا، مقلّصا مهلة سابقة مدّتها 50 يوماً.
وقال للصحافيين في تورنبري باسكتلندا حيث يجتمع مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، «سأحدد مهلة نهائية جديدة تبلغ نحو 10 أيام أو 20 يوماً. لا داعي للانتظار. لا نرى أي تقدّم يتحقق». 
في السياق أعلن الكرملين أمس أنه لا يستبعد عقد اجتماع بين الرئيسين الروسي والأميركي في الصين سبتمبر المقبل.
ومن المقرر أن يزور بوتين الصين مطلع سبتمبر بمناسبة الاحتفالات بذكرى مرور 80 عاماً على انتهاء الحرب العالمية الثانية.
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين «إذا قرر الرئيس الأميركي في النهاية زيارة الصين في هذه الأيام، فبالطبع لا يمكن نظرياً استبعاد انعقاد اجتماع من هذا النوع».
وستجري القوات الصينية عرضاً عسكرياً في ساحة «تيان أنمين» مع عرض طائرات وأسلحة متطورة لإحياء ذكرى انتهاء الحرب العالمية الثانية في الثالث من سبتمبر المقبل، بحسب ما أفاد مسؤولون صينيون الشهر الماضي. 
وأكد الكرملين أن بوتين سيحضر الاحتفالات التي قال قادة صينيون إن زعماء بلدان أخرى حول العالم سيحضرونها أيضاً.
ولم يعقد اجتماع بين بوتين وترامب منذ بدء الولاية الثانية للرئيس الأميركي، غير أنهما أجريا مكالمات هاتفية في عدة مناسبات ولا سيما لبحث الأزمة الأوكرانية المحتدمة منذ فبراير 2022.

هجمات صاروخية وبـ «مسيرات» 
أطلقت روسيا مئات المسيّرات و7 صواريخ باتّجاه أوكرانيا أمس، استهدفت بشكل رئيسي مدينة في غرب البلاد تضم قاعدة ستاروكوستيانتينيف الجوية، الواقعة على بعد حوالي 225 كيلومتراً غرب كييف، ويمكن أن تستضيف مقاتلات متطورة من طراز «إف 16» نقلها حلفاء كييف إلى أوكرانيا. 
وشاركت في الهجوم الروسي 324 مُسيرة و4 صواريخ من طراز كروز وثلاثة صواريخ بالستية. وأفاد سلاح الجو الأوكراني بأنه أسقط 309 مسيّرات وصاروخين. وأدت الهجمات إلى إصابة 8 أشخاص بجروح في أنحاء البلاد، 5 منهم في كييف، بحسب السلطات الأوكرانية.
وفي السياق ذاته، قالت السلطات في العاصمة الأوكرانية كييف أمس إن روسيا شنت هجوماً على المدينة أسفر عن إصابة 8 من سكان أحد المباني بينهم طفل في الثالثة من عمره. وقال تيمور تكاتشينكو رئيس الإدارة العسكرية في كييف، إن 4 من المصابين في الهجوم نقلوا إلى المستشفى وإن أحدهم حالته خطيرة.
وفي الأثناء اضطرت شركة الطيران الروسية (إيروفلوت) لإلغاء عشرات الرحلات أمس بعد ما قالت إنه عطل في أنظمة المعلومات لديها، وأعلنت مجموعة قرصنة مناصرة لأوكرانيا أنها شنت هجوماً إلكترونياً على الشركة أصابها بالشلل. 

أخبار ذات صلة السعودية: استقرار المنطقة يبدأ بإنصاف الشعب الفلسطيني ارتفاع مؤشرات البورصات العالمية

مقالات مشابهة

  • “الوطني الاتحادي” يبحث تعزيز العلاقات مع البرلمان الأوكراني
  • تقارير استخباراتية تتحدث عن استبدال «زيلينسكي».. موسكو تسيطر على بلدات جديدة في أوكرانيا
  • صناعة البرلمان: توجيهات الرئيس دفعة قوية لتوطين صناعة السيارات في مصر
  • الاستخبارات الروسية: الأمريكيون والبريطانيون يبحثون مع يرماك وبودانوف وزالوجني آفاق استبدال زيلينسكي
  • خالد أبو بكر يكشف عن حالة وحيدة تستوجب تطبيق قانون الإيجار القديم أغسطس المقبل
  • «زيلينسكي»: أوكرانيا تقترب من التوصل إلى اتفاق مع هولندا لإنتاج طائرات مُسيّرة
  • الاستخبارات الروسية: واشنطن ولندن ناقشتا احتمال استبدال زيلينسكي
  • حالة واحدة تعيد قانون الإيجار القديم إلى البرلمان | تفاصيل
  • الأمن النيابية ترفع قانون الحشد لرئاسة البرلمان للتصويت عليه
  • الرئيس الأميركي يقلص مهلة إنهاء حرب أوكرانيا إلى 10 أيام