عربيا.. «القاهرة» السند للأشقاء والداعم للاستقرار في الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT
على مدار السنوات العشر الماضية، حققت الدبلوماسية المصرية الكثير من الإنجازات، فعادت العلاقات الدولية إلى مسارها الطبيعى، اعتمدت العلاقات الدبلوماسية الخارجية لمصر على إقامة علاقات متوازنة مع مختلف دول العالم، وذلك فى إطار قائم على الندية وتحقيق المصالح المشتركة، وذلك لتحقيق التنمية وإقامة المشاريع التنموية فى مصر، بالإضافة إلى احترام السيادة لكل دولة، وعدم التدخل فى شئونها الداخلية، ولكن مع الحفاظ على دور مصر الرائد فى دعم السلام والاستقرار فى المحيط الإقليمى.
وفى هذا الإطار، يؤكد عدد من الخبراء والمحللين السياسيين العرب أن الدبلوماسية المصرية حققت أعلى مستوى لها خلال السنوات الأخيرة، حيث بدا الدور المصرى محورياً وهاماً فى العديد من القضايا، لاسيما تلك التى تخص الدول العربية الشقيقة، خاصة دول الجوار، وعلى رأسها فلسطين والسودان وليبيا، وبالإضافة إلى أن مصر كانت من أوائل الدول التى فتحت ذراعيها لاستقبال السودانيين والسوريين واليمنيين الفارين من الصراعات فى بلدانهم.
«غريب»: تحمل على عاتقها القضية الفلسطينية وتلعب دور الوسيط لتهدئة الأوضاعفى البداية، أكد الدكتور محمد غريب، المحلل السياسى الفلسطينى، أمين سر حركة فتح فى القاهرة، أن مصر حملت على عاتقها القضية الفلسطينية منذ البداية، وما زالت حتى الآن، وقال إن مصر لم تتخل عن الشعب الفلسطينى للحظة واحدة، وتقدم كل ما تستطيع من جهود دبلوماسية وسياسية لوقف نزيف الدم فى قطاع غزة، وأضاف أن الرئيس عبدالفتاح السيسى قدم الكثير من الدعم للشعب الفلسطينى، وهذا ليس بجديد على القيادة المصرية، فهو يذكر العالم بالقضية الفلسطينية فى المحافل الدولية، ومنها الأمم المتحدة، كما أنه قدم أكثر من خطة فى 2014 و2018 لإعادة إعمار قطاع غزة، وذلك من خلال شركات المقاولات المصرية بالكامل.
ووجّه «غريب» الشكر للقيادة وللشعب المصرى على رفض مخطط تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر، مشدداً على تأييد رأى الرئيس السيسى بعدم قبول «نكبة أخرى» من خلال الاستيلاء على أراضى الفلسطينيين فى غزة، موضحاً أن مصر كانت الأسبق دائماً نحو تقديم كافة المساعدات اللازمة للشعب الفلسطينى، وهو ما يظهر بوضوح فى موقف مصر من فتح معبر رفح على مدار الساعة، واستقبال المصابين والجرحى من أبناء غزة وعلاجهم على نفقة الدولة المصرية، والاستجابة لمناشدات الكثير من أبناء الوطن، الذين يتعرضون لعدوان غاشم منذ أكثر من 6 أشهر متواصلة.
«الطراونة»: العلاقات بين الأردن ومصر وصلت لأرقى المستويات وتجمعهما شراكة اقتصادية وثقافية وتجاريةومن جانبه، قال صالح الطراونة، المحلل السياسى الأردنى، إنه خلال العشر سنوات الماضية توطدت العلاقات بين الأردن ومصر، خاصة أن هناك العديد من القضايا المشتركة بين البلدين، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والأزمة الحالية فى قطاع غزة، حيث تبذل كل من القاهرة وعمان جهوداً حثيثة لوقف إطلاق النار وتهدئة الأوضاع ووقف نزيف الدم الفلسطينى، وأضاف أن العلاقات الدبلوماسية على مستوى البلدين شهدت تطوراً كبيراً خلال العقد الأخير، فعقدت الاتفاقيات، ومنها الاتفاقية الثلاثية التى تجمع مصر والأردن والعراق، فى مشاريع استثمارية وتجارية ضخمة، فى مجالات الطاقة والربط الكهربائى، والبنية التحتية.
وشدد على أن زعيمى البلدين أكدا فى أكثر من مناسبة، استعدادهما لتبادل الخبرات وإقامة مشاريع تنموية كبرى فى كلا البلدين، وتابع أن المشروع العربى هو ما يربط البلدين، ويعزز من مكانتهما فى الشرق الأوسط، مؤكداً أن البلدين تربطهما الكثير من المجالات، بداية من التجارية والثقافية والاقتصادية، والتى تسهم فى تعزيز العلاقات بين البلدين.
«عبدالعزيز»: من أوائل البلدان التى فتحت ذراعيها للسودانيين الفارين من الصراعات المسلحةوأكد مجدى عبدالعزيز، المحلل السياسى السودانى، أن مصر هى الداعم الأول للدول العربية، لاسيما التى تمر بصراعات، مثل السودان، ولكنها فى الوقت ذاته تؤكد أنها لا تتدخل فى الشئون الداخلية للدول الأخرى، وأنها تترك للشعب السودانى حق تقرير مصيره ومن يحكمه، مضيفاً أن مصر استضافت «الحوار السودانى - السودانى» من أجل التوصل إلى اتفاق وتهدئة للأوضاع، وشدد على أن الجهود المصرية لم تقف عند هذا الحد، بل استضافت مصر قمة دول الجوار، فى شهر يوليو 2023، والتى ضمت الدول السبع المجاورة للسودان، فى محاولة منها لدفع الدول المتأثرة من الصراع السودانى إلى تهدئة الأوضاع.
وتابع «عبدالعزيز» أن مصر أصرت على متابعة نتائج القمة التى عقدت فى القاهرة، فكان هناك اجتماع آخر لوزراء خارجية دول جوار السودان فى شهر أغسطس من العام ذاته، موضحاً أن كلا اللقاءين تضمنا بعض المحددات الأساسية للتعامل مع الأزمة فى السودان، وهى الحفاظ على سيادة البلد، والمؤسسات الداخلية، وعدم التدخل فى الشأن الداخلى.
وأكد أن مصر كانت من أوائل الدول التى فتحت ذراعيها لاستقبال السودانيين الفارين من الصراعات المسلحة، وقد تجاوزت أعدادهم فى مصر نحو 170 ألف سودانى، فتحت لهم أبواب منازل المصريين فى النوبة، فضلاً عن تقديم العديد من الخدمات، وعلى رأسها الطبية من قبل وزارة الصحة المصرية، والتعليمية التى قدمتها وزارة التعليم، والعديد من الخدمات، حتى يمكنهم الشعور بآدميتهم، وبأنهم فى وطنهم الثانى، حتى مرور تلك الأزمة.
«رجب»: السياسة المصرية تجاه الأزمة الليبية تعتمد على دفع جميع الأطراف نحو التهدئةأما الدكتورة إيمان رجب، خبيرة فى شئون الأمن القومى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، فأكدت أن مصر من الدول المؤثرة بشكل مباشر على الوضع المتأزم فى ليبيا، خاصةً أن هذا الوضع تنجم عنه الكثير من التحديات والتهديدات، التى تمس الأمن القومى المصرى.
واستطردت أن هدف مصر نحو الأزمة الليبية، هو دفع كافة الأطراف للحوار والتفاهم على الأولويات الوطنية، لاسيما أن توحيد المؤسسات الأمنية والاقتصادية يُعد أهم خطوة، حتى لا تفقد وحدتها الإقليمية أو سيادتها، وأضافت أن مصر بذلت كل جهودها لدعم مساعى الأمم المتحدة، لتسهيل الحوار السياسى الليبى، وذلك لإنهاء الصراع والأزمة، والتوصل إلى خارطة طريق لإعادة بناء الدولة الليبية.
وتابعت «رجب» أن مصر تحرص على دعم الحكومة الليبية، حيث قامت بإعادة فتح السفارة المصرية فى طرابلس، وهو ما يعد دليلاً على أن ليبيا دخلت مرحلة جديدة، تحتاج فيها إلى مساحات أوسع للحوار مع الرموز الليبية وقيادتها، مؤكدةً أن جوهر السياسة المصرية هو التعامل مع كافة الأطراف على قدم المساواة، وفق منهج شفاف يهدف لتقديم الدعم السياسى والاقتصادى والفنى والتنموى.
«هريدى»: جهودها غيرت مواقف الغرب تجاه القضية الفلسطينيةوقال السفير حسين هريدى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن مصر بذلت جهوداً دبلوماسية عديدة من أجل دعم القضية الفلسطينية طوال السنوات الماضية وليس خلال الأزمة الحالية، مشيراً إلى أن مصر تبذل قصارى جهودها لإنهاء العدوان على القطاع، المستمر منذ السابع من أكتوبر الماضى، وأشار إلى أن جهود الدولة أسهمت فى إحداث تغييرات إيجابية فى مواقف القوى الغربية، ومن بينها الولايات المتحدة الأمريكية، والعديد من الحكومات الأوروبية، إذ اختلفت مواقفهم كثيراً وتغيرت لصالح الموقف الفلسطينى ووجهة النظر التى يدعمها الموقف المصرى، مثل دعم قرار حل الدولتين والاعتراف بدولة فلسطين.
«بدر الدين»: دافعت عن الحقوق المشروعة للأشقاءوقال إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية، إن مصر بذلت جهوداً كبيرة لدعم الفلسطينيين لمناصرة قضيتهم عبر عقود وليس مع اندلاع الحرب على غزة فى السابع من أكتوبر فقط، وتابع: «وقفت مصر خلال الأحداث الأخيرة بجوار أشقائنا الفلسطينيين منذ البداية وحتى هذه اللحظة، إذ كانت الجهود تبذل على عدة محاور ومستويات، بداية من المستوى الدبلوماسى، خصوصاً دبلوماسية القمة، وحتى المستوى الإنسانى وإدخال المساعدات».
وأشار أستاذ العلوم السياسية، لـ«الوطن»، إلى دور مصر فى محكمة العدل الدولية وجهودها السياسية، فضلاً عن دعواتها المستمرة بإقامة دولة فلسطينية وفقاً لقرارات الشرعية الدولية على حدود 1967 وتكون عاصمتها القدس الشرقية، فضلاً عن اللقاءات الثنائية التى يعقدها الرئيس مع زعماء العالم لتوضيح حقوق الشعب الفلسطينى وكشف الانتهاكات المرتكبة بحقه.
وتابع «بدر الدين» أن مصر تعمل على استقبال الجرحى والمرضى الفلسطينيين، وعلاجهم فى المستشفيات المصرية، إلى جانب عملها على إنزال المساعدات الإغاثية للقطاع، متابعاً: «تكاد لا توجد دولة بذلت من أجل القضية الفلسطينية ما بذلته الدولة المصرية، ولا يزال الموقف المصرى ثابتاً، دفاعاً عن حقوق الفلسطينيين».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الدبلوماسية المصرية الأشقاء العرب الأفارقة الشرق الأوسط القضیة الفلسطینیة الکثیر من قطاع غزة أن مصر
إقرأ أيضاً:
إطلاق المرحلة التنفيذية لأضخم مشروع جينوم في الشرق الأوسط
شهد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، احتفالية تسليم جينوم الرياضيين، ضمن المرحلة التنفيذية لمشروع الجينوم المصري، بحضور الدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية وزير الصحة والسكان، والدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، والدكتور عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة والوقاية، والدكتور جينا الفقي القائم بأعمال رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، والدكتور محمد الجوهري مدير مركز البحوث الطبية والطب التجديدي.
وأكد الدكتور خالد عبدالغفار الأهمية الكبيرة التي يمثلها مشروع الجينوم المصري على مستوى التميز الرياضي وامتداد هذه الأهمية إلى البعد الصحي والوقائي، فكلما تم تحليل جينات أبناء الشعب المصري، أتيحت الفرصة لتطوير برامج الصحة العامة، بما يساهم في تقليل معدلات الإصابة بالأمراض.
وأشار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة، إلى أن توجيهات فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، والدولة المصرية، تقوم على أن العلم هو أساس النهضة، والإنسان هو محور التنمية، مؤكدًا دعم الدولة الكامل لهذا المشروع العلمي الوطني، الذي ينطلق من إيمان راسخ بأن إعداد الإنسان يبدأ من فهمه جينيًا، صحيًا، وذهنيًا، وصولًا إلى إطلاق طاقاته.
وأضاف الدكتور خالد عبدالغفار، أن مشروع الجينوم الرياضي يعكس تكاملًا حقيقيًا بين مؤسسات الدولة، ويعد امتدادًا طبيعيًا لمشروع الجينوم المصري، ويمثل علامة مضيئة على طريق التنمية البشرية المتكاملة التي نؤمن بها، مؤكدًا أن وزارة الصحة والسكان، تُسخّر إمكانياتها لدعم البنية الجينية والصحية للرياضيين.
وقال نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية، إن مشروع الجينوم الرياضي ليس مجرد مبادرة لتحسين الأداء الرياضي، بل هو نقلة نوعية في التفكير الاستراتيجي للدولة المصرية، حيث يستند إلى العلم الحديث في بناء أبطال المستقبل، مشيرًا إلى أن الحديث اليوم يقوم على استخدام أحدث تقنيات تحليل الحمض النووي، لفهم القدرات الفسيولوجية لكل رياضي، ووضع برامج تدريبية وغذائية وتأهيلية تتوافق تمامًا مع خصائصه الجينية الفريدة.
وفي كلمته، أوضح الدكتور أيمن عاشور، اعتزاز وفخر الوزارة بهذا المشروع الذي يُعد الأول من نوعه في إفريقيا والشرق الأوسط، بتكلفة استثمارية تصل إلى 2 مليار جنيه، كما يمثل نقلة نوعية في تاريخ البحث العلمي والطب في مصر، كما يؤكد هذا المشروع التزام الدولة المصرية بدعم البحث العلمي والابتكار كأحد ركائز رؤية مصر 2030، تماشيًا مع التحول نحو الاقتصاد المعرفي وبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة، وقدم الوزير التحية للدكتور أشرف صبحي للإنجاز الذي يتم الاحتفال به اليوم بتسليم عينات جينوم الرياضيين، وانطلاق المرحلة الجديدة من الجينوم الرياضي، والذي يعتبر محور أساسي من محاور المشروع.
وأوضح الوزير، أنه تم بدء العمل في المشروع منذ عام 2021، تحت إشراف وزارة التعليم العالي وأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، ضمن فريق عمل من تحالف يضم 15 جامعة ومركز أبحاث ومنظمات غير حكومية تابعة لأربع وزارات ومؤسسات المجتمع المدني، والجهة المنفذة هي مركز البحوث الطبية والطب التجديدي، لافتًا إلى أنه بفضل توجيهات القيادة السياسية ودعمها الكبير لهذا المشروع، أصبحت مصر على أعتاب مرحلة جديدة من الطب الدقيق والعلاج الجيني.
واستعرض الدكتور أيمن عاشور التقدم المحرز في هذا المشروع العملاق، مشيرًا إلى أهدافه المتعددة، والتي تتضمن إنشاء مركز الجينوم المصري ليكون الأول في إفريقيا، وتوفير خدمات الدراسات والتحاليل الجينية، ووضع محددات جينية تساعد في التشخيص المبكر للأمراض، وتطوير علاجات مخصصة للمواطنين بناءً على تركيبهم الجيني، وتأسيس الطب الشخصي، واستكشاف الخريطة الجينية لقدماء المصريين، والتي ستمكننا من كشف أسرار الحضارة المصرية القديمة، وبناء كتلة من العلماء المصريين في هذا المجال.
وأشار الوزير إلى المحاور الرئيسية للمشروع، وهي الجينوم السكاني لوضع خريطة جينية للمصريين، والجينوم المرضي لدراسة الأمراض الشائعة والنادرة، وجينوم قدماء المصريين لفهم التكوين الجيني للحضارة المصرية القديمة، والجينوم الرياضي لتحليل العوامل الوراثية للرياضيين المتميزين.
كما أوضح الدكتور أيمن عاشور أبرز إنجازات المشروع حتى الآن مقارنة بالمستهدف، منوهًا إلى أنه تم عقد العديد من الاجتماعات لمتابعة الخطة التنفيذية، وتحديد الاحتياجات الفنية للبرنامج، وتوفير الأجهزة والمستلزمات اللازمة، موضحًا النتائج المتوقعة للمشروع حيث يستهدف المشروع جمع وتحليل أكثر من 25,700 عينة جينية من مختلف أنحاء الجمهورية، وإنشاء البنية التحتية للحوسبة عالية الأداء لدعم تحليل البيانات الجينية، بجانب البدء في دراسة الجينوم الرياضي لاكتشاف المواهب الرياضية وراثيًا، وإنشاء قاعدة بيانات للرياضيين المصريين العالميين الحاليين والسابقين، فضلًا عن اكتشاف الموهوبين والمبدعين ورعايتهم، وتعزيز مكانة مصر في الأبحاث الجينية الخاصة بالابتكار والإبداع، وتحسين سياسات رعاية الموهوبين، وعمل قاعدة بيانات جينية للطلاب الموهوبين تدعم البحث العلمي في مصر والعالم.
ويشمل الموقف الحالي للمشروع جمع 2833 عينة للجينوم السكاني، و1152 عينة للجينوم المرضي "الأمراض النادرة"، و341 عينة لأمراض الكبد، و(111+24+70) عينة للجينوم الرياضي، من مختلف الأقاليم السبعة، وهي القاهرة الكبرى، والإسكندرية، والدلتا، والقناة، وشمال الصعيد، ووسط الصعيد، وجنوب الصعيد، لافتًا كذلك للتطور في النشر الدولي في مجال الجينوم.
وأعلن الوزير إطلاق مسار دراسة جينومات النوابغ والموهوبين للوصول إلى فهم العوامل الوراثية المرتبطة بالذكاء والإبداع، وخلق مسار لاكتشاف المبدعين من خلال الفحوص الجينية، مما يسهم في تطوير مناهج تعليمية مخصصة لرعاية العقول المصرية الواعدة.
وأشار الوزير إلى قيمة مشروع الجينوم المصري في تمكيننا من إنشاء ركيزة جديدة لمشروع جينوم متخصص للطلاب الموهوبين والنوابغ، لفهم العوامل الجينية المرتبطة بالذكاء، والإبداع، والتفوق الأكاديمي، وتساهم كذلك في تطوير برامج تعليمية وتدريبية مخصصة تعزز قدراتهم العلمية والمهنية، مؤكدًا أن قيمة المشروع ليست علمية فقط، بل هو استثمار في مستقبل مصر، وسيضعنا على الخريطة العالمية للبحوث الجينية المتقدمة.
وشرح الوزير الرؤية الكاملة للوزارة والآليات التي وضعتها لاكتشاف ودعم المبتكرين والنوابغ، وخلق بيئة متكاملة تحث على الإبداع من خلال الجامعات والمؤسسات التعليمية، ومجمعات العلوم والتكنولوجيا، ومراكز البحث والتطوير، وكذلك خلق مسار لاكتشاف المبدعين والاتصال بالسوق الإقليمي والعالمي، ودعم المبدعين نحو التنمية.
ونوه الدكتور عاشور إلى العديد من البرامج التي تنفذها الوزارة بالتعاون مع الجامعات والجهات البحثية مثل أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، وصندوق رعاية المبتكرين والنوابغ، ومنها مشروع (I Club)؛ لاكتشاف ودعم المبتكرين في المرحلة قبل الجامعية، حيث شارك 628 طالبًا وطالبة من المرحلة الثانوية، و19 ناديًا للابتكار في مدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا، و200 طالب مبتكر تم تأهيلهم، و42 فريقًا طلابيًا بمرحلة الإرشاد والتوجيه، و4 ورش تدريبية للطلاب، بالإضافة إلى 90 معلمًا لعضوية وإدارة نوادي الابتكار، إلى جانب برنامج جامعة الطفل بمشاركة 39 ألف طفل، ومشروع "بدايتي"، ونوادي ريادة الأعمال، ورالي السيارات الكهربائية، ومعرض القاهرة الدولي للابتكار، والبرنامج القومي للحاضنات التكنولوجية، ومنحة علماء الجيل القادم، ومسابقة العلمين الدولية للروبوتات، وبرنامج "نبوغ" الذي يسهم في استكشاف 250 طالبًا من ذوي القدرات العالية والأداء الاستثنائي.
ومن جانبه، أكد الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، أن مشروع "NEXT GENE" يُمثل نقلة نوعية في مسار تطوير الرياضة المصرية، من خلال دمج العلم الحديث في بناء أجيال رياضية واعدة تعتمد على التحليل الجيني والبيانات الدقيقة، بما يسهم في تقديم نموذج متكامل يربط بين الطب الرياضي والأداء البدني المتميز.
وأضاف وزير الشباب والرياضة أن المشروع يُمكّن من تصميم برامج تدريب وتأهيل فردية لكل رياضي بناءً على تركيبته الجينية، ما يسهم في تعزيز الأداء، وتقليل معدلات الإصابات، وتوجيه الناشئين إلى الرياضات الأنسب لقدراتهم الوراثية منذ المراحل الأولى، وهو ما يعكس توجه الدولة نحو الاستثمار في الإنسان كأحد أهم محاور التنمية المستدامة.
وأشار الدكتور أشرف صبحي إلى أن إطلاق المشروع في هذا التوقيت يعكس التزام الدولة بتطبيق منظومة رياضية علمية شاملة ترتكز على البحث والتطوير، بالتكامل مع القطاعات الصحية والتعليمية والبحثية، لتحقيق التفوق الرياضي محليًا ودوليًا، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030.
وأكد الدكتور أشرف صبحي أن إدراج الجينوم الرياضي ضمن المشروع القومي للجينوم المصري يُجسد توجه الدولة نحو تطوير الرياضة من منظور علمي حديث، مشيرًا إلى أن الوزارة تعمل على تعميم التجربة تدريجيًا على مراكز التدريب والمنتخبات الوطنية، لضمان استمرارية الأداء المتميز وتحقيق الإنجازات الدولية.
وأضاف أن التكامل بين الوزارات والجهات المعنية في تنفيذ هذا المشروع يعكس نموذجًا ناجحًا للتعاون بين مؤسسات الدولة من أجل إعداد جيل رياضي يتمتع بأعلى مستويات الجاهزية البدنية والعقلية، في ضوء استراتيجية بناء الإنسان المصري، مشيدًا في هذا السياق بدور القوات المسلحة من خلال مركز البحوث الطبية والطب التجديدي.
وأكد الدكتور أشرف صبحي، أن المشروع القومي للجينوم الرياضي يأتي في إطار استراتيجية الدولة لبناء الإنسان المصري على أسس علمية متطورة، مشيرًا إلى أن هذا المشروع يُمثل نقلة حقيقية في منظومة تطوير الأداء الرياضي، من خلال الاعتماد على التحليل الجيني والبيانات البيولوجية الدقيقة، لتصميم برامج تدريبية وتغذوية وطبية متكاملة تتناسب مع الصفات الوراثية لكل رياضي، مضيفًا أن وزارة الشباب والرياضة تعمل على تسخير كافة إمكاناتها لدعم تنفيذ هذا المشروع الطموح، بالتنسيق مع مختلف الجهات المعنية، وفي مقدمتها وزارة الدفاع ووزارة التعليم العالي ووزارة الصحة، إيمانًا منها بأهمية تكامل الجهود الوطنية في تحقيق الريادة العلمية والرياضية لمصر.
وفي كلمته، أكد الدكتور محمد عوض تاج الدين، أن مشروع الجينوم القومي المصري يمثل نقلة حقيقية منذ انطلاقته وحتى خروجه إلى النور، مثمنًا الدعم الكبير من جانب للقيادة السياسية للمشروع، الذي يعتبر طفرة علمية كبرى تُضاف إلى إنجازات مصر في مجال البحوث الطبية والوراثية، ويواكب التوجه العالمي لدراسة التركيبة الجينية، وخاصة الجينات المرتبطة بالأمراض الخطيرة مثل السرطان، مؤكدًا أن الفريق البحثي يعمل على هذا المحور بدقة وعناية فائقة، بالتعاون مع كليات الطب والمراكز البحثية في جميع أنحاء الجمهورية.
كما أشاد الدكتور عوض تاج الدين بمشروع الجينوم الرياضي، الذي جاء بمبادرة من وزير الشباب والرياضة، واصفًا إياه بأنه إضافة كبيرة ستسهم في اكتشاف المواهب الرياضية وتطوير الأداء البدني من خلال تحليل البنية الجينية للرياضيين، مما يعزز فرص مصر في المنافسات الدولية، ضمن خطة الدولة للتنمية المستدامة، ويؤكد التزام مصر بالريادة في مجال الطب الدقيق والعلوم الجينية، لافتًا إلى دور المشروع المتوقع في تحسين التشخيص والعلاج للأمراض الوراثية والمزمنة، وتعزيز القدرات الرياضية من خلال الاكتشاف المبكر للمواهب، بالإضافة إلى وضع مصر على خريطة الأبحاث العالمية في مجال الجينوم.
ورحب اللواء طبيب محمد الجوهري، مدير مركز البحوث الطبية والطب التجديدي التابع لوزارة الدفاع، بالسادة الحضور، معربًا عن سعادته بالمشاركة في حدث اليوم بتسليم عينات الجينوم الرياضي وإطلاق المرحلة التنفيذية لمشروع "NEXT GENE".
وخلال الاحتفالية، تم تسليم عدد من عينات الجينوم الخاصة بالرياضيين، في خطوة نوعية تهدف إلى دراسة السمات الوراثية المرتبطة بالأداء البدني، تمهيدًا لتطوير برامج تدريبية وعلاجية دقيقة تُسهم في دعم قدرات الأبطال الرياضيين وتعزيز إنجازاتهم.
حضر الاحتفالية الدكتور عادل عدوي وزير الصحة الأسبق، ومستشار علاء فؤاد رئيس الأمانة لحزب الجبهة الوطنية ووزير شؤون المجالس النيابية سابقًا، والدكتور طارق رحمي محافظ الغربية السابق ورئيس جامعة قناة السويس السابق، واللواء طبيب هشام الششتاوي مستشار القائد العام للشؤون الطبية ورعاية أسر الشهداء، واللواء محمد سعد مدير إدارة الخدمات الطبية بالقوات المسلحة، والدكتور حسام مصطفى رئيس اللجنة البارالمبية المصرية، والدكتور كمال درويش رئيس نادي الزمالك الأسبق، واللواء طبيب خالد عامر، الباحث الرئيسي لمشروع الجينوم المصري.