فلسطينيو الخارج والعدوان على غزة .. أهمية الدور الإنساني
تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT
حرب الإبادة الإسرائيلية ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة تتواصل فصولها للشهر السابع على التوالي، وسط مواقف دولية رافضة ومنددة بالجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، وتحركات في البعد الدولي القانوني لمحاسبة الاحتلال عن هذه الجرائم.
حرب الإبادة هذه خلقت أزمة إنسانية متفاقمة داخل القطاع المنهك أساسا بحصار إسرائيلي متواصل لأكثر من 17 عاما، هي أزمة إنسانية ونكبة غير مسبوقة في تاريخ القضية الفلسطينية والتي تزيد معاناتها عما عاشه الشعب الفلسطيني في نكبة 48.
وفي خضم هذا الوضع الإنساني المتفاقم في قطاع غزة مع استمرار العدوان وحرب الإبادة التي استهدفت البشر والحجر وجميع أشكال الحياة في قطاع غزة، تكمن الأهمية في المبادرات والحملات الإنسانية التي أطلقت في إطار تعزيز صمود الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وتقديم مختلف أشكال الدعم الإنساني والإغاثي والصحي والنفسي لأبناء قطاع غزة.
هذه الحملات الإنسانية بمختلف أشكالها وتنوع القائمين عليها من مختلف دول العالم، هي واحدة من أدوات إفشال المخططات الإسرائيلية في تنفيذ سياسة التهجير القسري للشعب الفلسطيني عن قطاع غزة، بالتالي نتحدث عن واحدة من أدوات تعزيز صمود الشعب الفلسطيني داخل أرضه ومواجهة التهجير القسري الإسرائيلي، من خلال توفير مقومات الصمود المتمثلة بتقديم الدعم المالي والطبي والغذائي وتوفير الاحتياجات الأساسية التي تعزز من حالة الصمود للشعب الفلسطيني في القطاع المنكوب.
في المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج أطلقنا حملة المؤاخاة بين العائلات الفلسطينية والعربية والإسلامية وأحرار العالم في الخارج مع العائلات الفلسطينية في قطاع غزة، كنوع من المبادرات الإنسانية لتعزيز العلاقة بين العائلات في خارج فلسطين وعائلات قطاع غزة والوقوف إلى جانبهم ومساعدتهم، وكجزء من المسؤولية الوطنية والدينية والإنسانية تجاه أهالي قطاع غزة.
هذه الحملة تعكس أن الشعب الفلسطيني في الخارج هو جزء من هذه المواجهة المصيرية التي يخوضها الشعب الفلسطيني في داخل قطاع غزة، من خلال الدعم والإسناد الإنساني وتعزيز صمود أهلنا في القطاع في وجه الإجرام الإسرائيلي.
كذلك فإن الشعب الفلسطيني في الخارج يؤكد أن معركة طوفان الأقصى هي معركة الشعب الفلسطيني وهي معركة تحرر وطني من الاحتلال ودفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى قراهم ومدنهم التي هجروا منها عام 1948.
لذلك تأتي حملة المؤاخاة والمبادرات التي أطلقها الفلسطينيون في الخارج لدعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، في إطار الشراكة الحقيقية في التصدي للعدوان الإسرائيلي ضد شعبنا في قطاع غزة، وتعبير حقيقي عن وحدة المصير للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج.
كما أن التنوع الحاصل بين هذه المبادرات الإنسانية من حيث الشكل والمضمون وألية التنفيذ تعكس مكانة قضية قطاع غزة لدى الفلسطينيين في الخارج، وأن الشعب الفلسطيني في الخارج بمؤسساته وشخصياته الوطنية تتحمل المسؤولية الوطنية في مواجهة العدوان الإسرائيلي من بوابة دعم أهالي القطاع وتعزيز صمودهم.
إن الشعب الفلسطيني في الخارج يؤكد أن معركة طوفان الأقصى هي معركة الشعب الفلسطيني وهي معركة تحرر وطني من الاحتلال ودفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى قراهم ومدنهم التي هجروا منها عام 1948. كذلك فإن العمل الإنساني ومساندة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة يندرج في إطار قطع الطريق على المشروع الإسرائيلي في إحداث خرق بين الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وبين مقاومته الباسلة، من خلال سياسة القتل والتجويع والتدمير الإسرائيلية المتعمدة في القطاع والتي يهدف منها الاحتلال إلى استهداف الحاضنة الشعبية للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وإحداث شرخ بين أهالي قطاع غزة وبين المقاومة، لكن هذه السياسية الإسرائيلية رغم المجازر بحق أهالي القطاع لم تنجح في إحداث هذه الشرخ.
لذلك فإن من الأهمية أن تتواصل حملات الدعم والمساندة لأهالي القطاع غزة في ظل حرب الإبادة الإسرائيلية وتعزيز صمود شعبنا في القطاع، لأن ذلك يرفع جزء كبير من العوائق عن ظهر المقاومة الفلسطينية التي تتصدى للعدوان وتدافع عن الشعب الفلسطيني، بمعنى حماية ظهر المقاومة الفلسطينية وتعزيز حضورها الميداني في مواجهة العدوان وحماية الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
بالإضافة إلى أهمية دور الفلسطينيين في الخارج كمؤسسات ومبادرات وتجمعات وأفراد ما بعد العدوان في إطار إعادة الإعمار في قطاع غزة وتضميد جراح أبناء القطاع والمساهمة الفاعلة في إعادة الحياة إلى القطاع المنكوب من خلال حملات إنسانية مشابهة لما تنفذ الآن، وتعزيز حضور المؤسسات النقابية الفلسطينية في الخارج في هذا الإطار ولا سيما الأطباء والمهندسين وغيرهم من القطاعات النقابية، والتأكيد على أهمية زيارات الوفود النقابية الفلسطينية والإسلامية والعربية والدولية التي تمت إلى غزة وخاصة الطبية التي ساهمت في تضميد جراح سكان قطاع غزة، ولذلك من الأهمية أن تتواصل هذه الزيارات الإنسانية في المجال الطبي وغيرها من المجالات التي فيها حاجة ماسة لدى سكان القطاع.
كما أن الجهود المبذولة في ذات السياق الإنساني ودعم سكان قطاع غزة من المبادرات والحملات الإسلامية والعربية والدولية والتي تقوم بها مؤسسات وهيئات تؤمن بعدالة القضية الفلسطينية، هي جهود مقدرة ومشكورة وتعبر عن مركزية القضية الفلسطينية لدى الأمة الإسلامية والعربية وأحرار العالم.
ومن الأهمية أيضا أن تستمر المؤسسات الدولية الكبرى بأداء مهمتها وخاصة وكالة الأونروا بأن تواصل تقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة، وهنا يجب أن تحرص الدول المانحة على تقديم الدعم المالي للأونروا بعيدا عن التجاذبات من الأطراف المختلفة وخاصة محاولات الاحتلال انهاء الوكالة.
*نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه حرب الفلسطيني غزة الاحتلال احتلال فلسطين غزة رأي حرب مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشعب الفلسطینی فی قطاع غزة للشعب الفلسطینی من الأهمیة فی القطاع هی معرکة من خلال فی إطار
إقرأ أيضاً:
تحقيق أممي يتهم الاحتلال بارتكاب جرائم إبادة وتدمير منظم للهوية الفلسطينية بغزة
اتهمت لجنة تحقيق دولية تابعة للأمم المتحدة، الثلاثاء، الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ترقى إلى الإبادة الجماعية، في إطار حربها المستمرة ضد قطاع غزة، مشيرة إلى استهداف واسع النطاق للمؤسسات التعليمية والدينية والثقافية.
وقالت اللجنة، التي أنشأها مجلس حقوق الإنسان الأممي عام 2021 للتحقيق في الانتهاكات في الأراضي الفلسطينية، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي دمر النظام التعليمي في غزة، كما دمّر أكثر من نصف المواقع الدينية والثقافية في القطاع، ضمن "هجوم واسع لا هوادة فيه ضد الشعب الفلسطيني".
وأوضحت اللجنة، المؤلفة من ثلاثة أعضاء، أن جيش الاحتلال لم يكتف باستهداف المدارس، بل قام بقتل مدنيين احتموا بها، وهو ما يشكل جريمة حرب موثقة. وأضافت أن هذه الانتهاكات تشير إلى وجود نية منظمة لتدمير جماعة محمية، وهو ما قد يُفسر قانونياً على أنه سلوك يرتقي إلى الإبادة الجماعية.
وقالت رئيسة اللجنة، القاضية الجنوب أفريقية نافي بيلاي، في بيان رسمي: "نشهد مؤشرات متزايدة على أن إسرائيل تشن حملة منظمة لمحو الحياة الفلسطينية في غزة".
وأكدت أن أطفال القطاع "فقدوا طفولتهم"، مضيفة أن "استهداف المؤسسات التعليمية بشكل ممنهج يمتدّ إلى ما هو أبعد من غزة".
وفي السياق ذاته، أبدى منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، توم فليتشر، قلقه العميق إزاء تصاعد وتيرة العنف، محذرًا في خطاب له أمام مجلس الأمن في منتصف أيار/ مايو الماضي٬ من خطر وقوع إبادة جماعية في غزة، داعيًا قادة العالم إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف الكارثة الإنسانية المتفاقمة.
من جهته، صرح مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة في وقت سابق، إسماعيل الثوابتة، بأن المواقع الأثرية والتراثية في القطاع تعرضت لتدمير جزئي أو كلي بفعل القصف الإسرائيلي المتواصل، مشيرًا إلى أن هذه المواقع تشمل مساجد وكنائس ومدارس ومبانٍ تاريخية ذات رمزية كبيرة.
وأشار الثوابتة إلى أن مدينة غزة القديمة، أو ما يعرف بـ"البلدة القديمة"، تعرضت لدمار واسع، لافتًا إلى أنها تعود إلى الحضارة الفينيقية التي ازدهرت نحو 1500 سنة قبل الميلاد، ما يجعل استهدافها بمثابة محاولة لطمس الذاكرة الحضارية الفلسطينية العريقة.
وتُعد غزة من أقدم مدن العالم، حيث تعاقبت عليها حضارات الفراعنة، الإغريق، الرومان، البيزنطيين، وصولاً إلى الحضارة الإسلامية، ما يمنحها قيمة ثقافية وتاريخية فريدة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بهوية الشعب الفلسطيني وتجذّره في أرضه.
ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، تتهم تقارير أممية ومنظمات حقوقية الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، حيث أدت الهجمات إلى استشهاد وإصابة أكثر من 181 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، فضلاً عن أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين، في ظل دعم أمريكي متواصل.