الردّ على إيران وتدّخل حزب الله .. إسرائيل ستُحقِّق حلم السنوار بتوريطها بحربٍ متعددة الساحات
تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT
سرايا - في خضّم الاستعدادات الإسرائيليّة لتوجيه ضربةٍ لإيران، وتخوّف قادة الكيان من اندلاع حربٍ إقليميّةٍ بمُشاركة حزب الله اللبنانيّ، ونقلاً عن محافل سياسيّةٍ واسعة الاطلاع في "تل أبيب" كشفت القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ النقاب عن أنّه في جلسة المجلس الوزاريّ الأمنيّ-السياسيّ المُصغّر (الكابينيت) الموسع طلب رئيس الموساد، دافيد بارنيع، من ضابطةٍ كبيرةٍ أنْ تقدم تقريرًا معمقًا حول الوضع في إيران، يتضمن مصادر وأسماء وتفاصيل حساسة، إلّا أنّ الضابطة رفضت وأبدت قلقها لأنّ كلّ ما يُقال سيتم تسريبه للخارج.
ولفتت القناة العبريّة إلى أنّ الحادثة تعكس حالة عدم الثقة في الوزيريْن المتطرّفيْن، إيتمار بن غفير وبتسلائيل سموتريتش، وأنّهما لا يسربان للإعلام فقط، بل لشركائهم المتطرفين ومستشاريهم وحاخاماتهم.
القناة علقت على الكشف عمّا يدور في الأروقة المغلقة بقولها: “الكابينيت كان قدس الأقداس وتحول إلى برلمانٍ للخطابات”، على حدّ تعبيرها.
على صلةٍ بما سلف، قالت صحيفة (هآرتس) العبريّة، اليوم الأربعاء، إنّ ما يُسمى بمجلس الحرب في إسرائيل فقد السيطرة، ومن شأنه أنْ يقود تل أبيب إلى حربٍ إقليميّةٍ من شأنها أنْ تحكم بالإعدام على الرهائن الإسرائيليين المُحتجزين لدى المقاومة الفلسطينيّة في قطاع غزّة، على حدّ تعبيرها.
وشدّدّت الصحيفة العبريّة على أنّ الردّ الإسرائيليّ القريب والقويّ ضدّ إيران، والذي بحسب المصادر المطلعة على الأمور، يحظى بتأييدٍ من جميع أعضاء مجلس الحرب، من شأنه أنْ يُحقِّق حلم قائد حماس في غزّة، يحيى السنوار بجرّ (إسرائيل) إلى حربٍ على عدّة جبهاتٍ، وهو الأمر الذي لم يستطع إخراجه إلى حيّز التنفيذ في السابع من تشرين الأوّل (أكتوبر) من العام الفائت.
وفي السياق، أكّدت مصادر أمنيّة في تل أبيب أنّ قصفًا مكثّفًا من حزب الله على عمق دولة الاحتلال بمعدّل خمسة آلاف صاروخٍ في اليوم، سيؤدّي إلى إعطاب البنية التحتيّة للكهرباء، وبالإضافة إلى ذلك، فإنّ حركة المواصلات البحريّة والجويّة من وإلى تل أبيب ستتوقّف نهائيًا، ولفتت المصادر إلى أنّ هذا السيناريو كشفه رئيس سلطة الطوارئ الإسرائيليّة، وهي تابعة لوزارة أمن الكيان، في اجتماعٍ خاصٍّ وسريٍّ مع أصحاب الشركات في دولة الاحتلال، وفق ما كشف عنه النقاب موقع (YNET) الإخباريّ-العبريّ.
وبحسب المسؤول الإسرائيليّ، الجنرال يورام لاردو، فإنّ الدولة العبريّة قامت بشراء موادٍّ أساسيّةٍ للغذاء والدواء بقيمة ملياريْ شيكل إسرائيليّ، (500 مليون دولار)، وهو مبلغ غير مسبوقٍ، وذلك في إطار استعداداتها لنشوب حربٍ شاملةٍ مع حزب الله. ولفتت الصحيفة إلى أنّ الاجتماع المذكور عُقِد ضمن استعدادات الصناعيين في الكيان لمُواجهة الحرب ضدّ المنظمة اللبنانيّة.
وأوضح الموقع العبريّ في تقريره الحصريّ أنّ الجنرال لاردو امتنع عن كشف الاحتياطات التي تملكها (إسرائيل)، ولكنّه قال أنّ هذه الاحتياطات مهّمة جدًا لمحاولة ضمان استمرار الحياة اليوميّة في (الأسواق الإسرائيليّة)، إذْ أنّ القصف الكثيف الذي سيتعرّض له العمق الإسرائيليّ من قبل حزب الله، سيكون مؤلمًا وقاسيًا جدًا، كما أنّ السفن المحملّة بالبضائع والقادمة إلى (إسرائيل) لإفراغ حمولاتها ستتوقّف، علمًا أنّ 90 بالمائة من الاستيراد الإسرائيليّ يعتمد على النقل البحريّ.
وشدّدّ الجنرال لاردو على أنّ حماس لم يُشكِّل تهديدًا عميقًا على حريّة نقل واستيراد البضائع عن طريق الموانئ، ولكن في حال اندلاع الحرب مع حزب الله سيكون الوضع مختلفًا بالمرّة، إذْ أنّ سقوط خمسة آلاف صاروخ يوميًا على (إسرائيل) سيؤدّي للقضاء على قوّة (الطاقة الإسرائيليّة)، الأمر الذي سينتج عنه دخول الكيان إلى حالةٍ من الظلام الدامس تستمّر من يومٍ حتى يوميْن، وفي مناطق أخرى قد تستمّر عدّة أشهرٍ، دون أنْ يُفصِح عن اسم المناطق، طبقًا لأقواله.
من ناحيته، أضاف الموقع العبريّ، قال مدير شركة الكهرباء الإسرائيليّة، إنّه في الحرب القادمة مع حزب الله ستشهد (إسرائيل) انقطاعات كثيرة وكبيرة في الكهرباء، ولا يُمكننا التعهد بتزويد الكهرباء كما هو الحال الآن، على حدّ تعبيره.
علاوة على ما ذُكِر أعلاه، كشف الموقع التابِع لصحيفة (يديعوت أحرونوت) عن أنّه في منطقةٍ في النقب وفي عمق عشرات الأمتار، تتواجد منشأة سريّة تخزن بداخلها كمياتٍ كبيرةٍ من الوقود بهدف استعمالها بأوقات الطوارئ.
وتبع الموقع قائلاً إنّ الهدف من هذه المنشأة هو ضمان سير الحياة العاديّة في (إسرائيل)، التي ستتعرّض لظلامٍ دامسٍ عقب إصابة بنيتها التحتيّة، بما في ذلك محطاتها الكهربائيّة، بصواريخ حزب الله اللبنانيّ.
وبحسب التقديرات الإسرائيليّة فإنّ انقطاع التيّار الكهربائيّ في (إسرائيل) سيطال أكثر من ستين بالمائة من أرجاء الكيان، وأنّه سيستمِّر على الأقّل لمدة يوميْن، أي 48 ساعة، كما ذكر الموقع العبريّ.
رأي اليوم
إقرأ أيضاً : 7200 جريح إسرائيلي احتاجوا للتأهيل منذ 7 أكتوبرإقرأ أيضاً : "نتن ياهو": (إسرائيل) ستفعل كل ما يلزم للدفاع عن نفسهاإقرأ أيضاً : إصابة 18 إسرائيليا بينهم جنود باستهداف بصواريخ ومسيرات لبنانية
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: الله رئيس الوضع اليوم مجلس الله الاحتلال رئيس أمن الدولة الله الوضع الله إصابة الله إيران الوضع مجلس إصابة اليوم الدولة أمن الله الاحتلال رئيس الإسرائیلی ة حزب الله العبری ة تل أبیب
إقرأ أيضاً:
FT: تحول في الرأي العام الإسرائيلي تجاه حرب غزة
نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" الأمريكية، تقريرا، للصحفي نيري زيلبر، قال فيه إنّ: "بضع عشرات من الأشخاص، مرتدين قمصانا أرجوانية داكنة، تجمعوا في وسط تل أبيب، الأسبوع الماضي، في محاولة نادرة في إسرائيل للتشكيك في أخلاقيات حرب غزة، التي لطالما اعتبروها عادلة".
وبحسب التقرير الذي ترجمته "عربي21" فإنّه: "بدلا من الاكتفاء بترديد المطالب القديمة بإنهاء القتال وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، أشار المتظاهرون أيضا إلى محنة سكان غزة، والدمار الشامل الذي لحق بالقطاع الفلسطيني".
"قالت شوهام سميث، كاتبة قصص أطفال، وهي ترفع ملصقا لطفل فلسطيني شهيد: هذا مستحيل، هذا القتل المستمر. تحت وجه الطفل، كُتبت رسالة تدعو طياري سلاح الجو الإسرائيلي إلى "رفض" الخدمة" تابع التقرير نفسه.
وأضاف: "حكومة بنيامين نتنياهو ليست غريبة على الاحتجاجات. يخرج عشرات الآلاف إلى الشوارع كل سبت، للضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي، ليفعل أي شيء -بما في ذلك إنهاء الحرب- لاستعادة الأسرى. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن حوالي 60 في المئة من الإسرائيليين يؤيدون هذا الموقف".
وأكد التقرير: "في الأسابيع الأخيرة، تغير شيء ما"، مردفا: "تعرض قنوات الإعلام الإسرائيلي الرئيسية، وإن كان ذلك في لقطات قصيرة، الخسائر البشرية في غزة. ويتساءل بعض السياسيين عما إذا كانت إسرائيل لا تزال تخوض حربا عادلة. وعلى هامش مظاهرات الأسرى، يقف نشطاء مناهضون للحرب وقفات احتجاجية على أرواح ضحايا فلسطين. وقد ازدادت أعدادهم، وساروا حاملين الشموع وصور الأطفال القتلى في موكب صامت يوم السبت".
واسترسل: "شرعت جماعة سميث اليسارية "نقف معا" الأسبوع الماضي، في مسيرة مناهضة للحرب لمدة ثلاثة أيام، من تل أبيب جنوبا إلى حدود غزة، وهو احتجاج اعتقدت أنه كان مستحيلا في المرحلة الأولى من الحرب. وقالت: لقد انتزعوا الملصقات من أيدينا".
وأورد التقرير نفسه: "بعد حوالي 20 شهرا من الحرب، أصبحت محنة المدنيين في غزة، عاملا في النظرة المتصلبة والمصدومة للتيار الإسرائيلي السائد"، مردفا: "يُعد رئيس الوزراء السابق، إيهود أولمرت، من بين مجموعة من السياسيين الذين بدأوا في تناول هذا المحظور، مدركين أنهم سيُدانون علنا على الأرجح بسببه".
وأشار إلى أنه في مقال رأي نُشر في أيار/ مايو في صحيفة "هآرتس" اليسارية العبرية، كتب أنّ: دولة الاحتلال الإسرائيلي "ترتكب جرائم حرب في غزة"، واصفا إياها بـ "حرب إبادة، شملت قتل المدنيين بلا هوادة ووحشية وإجرامية".
وأضاف: "قبل ذلك، أثار يائير غولان، وهو زعيم سياسي يساري ونائب رئيس أركان سابق، عاصفة من الجدل بتحذيره من أن إسرائيل على وشك أن تصبح "منبوذة" لأنها "تقتل الأطفال كهواية" في غزة. وأوضح لاحقا أن انتقاده كان موجها إلى خطاب وسياسات الحكومة اليمينية المتطرفة، وليس إلى تصرفات الجنود الإسرائيليين".
ومضى بالقول إنّ: "مثل هذه التصريحات، كانت نادرة خارج أوساط اليسار الإسرائيلي المتطرف طوال معظم فترة الحرب. وكان مصير الأسرى، واستنزاف القوات، والمكانة الدولية يُستشهد بها عادة كحجج أكثر أهمية -أقل إثارة للجدل- لوقف القتال".
واستطرد: "مع ذلك، بالنسبة لعدد متزايد من المعارضين، أصبحت أخلاقية الحملة العسكرية برمتها الآن موضع تساؤل. فيما طالب أكثر من 1300 ضابط عسكري كبير متقاعد الشهر الماضي، بإنهاء ما أسموه: الحرب السياسية في غزة، والتي قد تهدد الجنود الإسرائيليين: بارتكاب جرائم حرب".
"انتقدت عريضة مماثلة أصدرها أكثر من 2,500 فنان وكاتب وناشط سلام الشهر الماضي "حرب الخداع" المستمرة، مضيفة أنّ: الحرب التي يُقتل فيها أكثر من 15600 طفل ليست أخلاقية" بحسب التقرير ذاته الذي نشر في الصحيفة الأمريكية.
وأضاف: "حتى وقت قريب، كان من النادر رؤية صور في وسائل الإعلام الإسرائيلية لمدنيين فلسطينيين مصابين أو قتلى. وبدلا من ذلك، كانت وسائل الإعلام تعرض مقاطع فيديو لمبان مُدمرة وأحياء مُدمرة -عادة ما تكون خالية من السكان. والآن، حتى وسائل الإعلام الرئيسية الناطقة باللغة العبرية بدأت، على هامشها، في كسر تعتيمها الذاتي المفروض على الدمار البشري".
وبيّن أنّ: "موقع Ynet، أكبر بوابة إخبارية إلكترونية، قد نشر مؤخرا قصة مترجمة من وكالة أسوشيتد برس في أعلى صفحته الرئيسية بعنوان: لا مستشفى يستطيع المساعدة: عندما مات الرضيع جوعا. القصص التي يراها العالم من غزة. وحملت القصة صورة لحشد غزاوي مصطف أمام تكية، يحملون أوان فارغة".
واستدرك: "بعد أربعة أيام، بثّ برنامج الأخبار المسائية الأكثر شعبية في إسرائيل، على القناة 12، قصة عن الأهوال التي ظهرت في التغطية الدولية للصراع. واستهل البرنامج بغارة إسرائيلية على خان يونس، الشهر الماضي، قُتل فيها تسعة أطفال -تتراوح أعمارهم بين سبعة أشهر و12 عاما- من عائلة واحدة".
"تخلل التقرير المصور عن آثار الحرب الضارية صور للأشقاء مبتسمين من قبل الحرب، تلتها مقابلات مع أصدقاء وزملاء لأفراد العائلة الناجين" تابع التقرير، مردفا: "وعرض البرنامج أيضا جزءا من تقرير لليندسي هيلسوم من قناة الأخبار البريطانية الرابعة، انتقدت فيه وسائل الإعلام الإسرائيلية مباشرة، بالقول: من الممكن تماما أن يختار الإسرائيليون تجاهل ما يُرتكب باسمهم، وعدم معرفة المعاناة والألم والجوع في غزة".
ونقلا عن المراسل العسكري لصحيفة "هآرتس" العبرية، عاموس هاريل، الذي دأب على انتقاد التغطية الإعلامية المحلية منذ الأيام الأولى للحرب، قال التقرير إنّه: "أقرّ بوجود بعض التغيير في التغطية"، مضيفا: "هناك عدد أكبر من الناس يتحدثون عن [الخسائر في الجانب الفلسطيني]، وهو جزء أكثر شرعية من ذي قبل. لكن لا يزال الحديث يدور عادة حول العواقب الدولية على إسرائيل وفشل الدبلوماسية الإسرائيلية".
وأضاف أنّ: "هذا التحول قد يكون راجعا أيضا إلى الحجم الهائل للخسائر الفلسطينية، والتي تستمر في الارتفاع يوميا وأسبوعيا وشهريا"، متابعا: "الواقع يحدق بك وجها لوجه... الأعداد هائلة. فقد قُتل ما يقرب من 55000 فلسطيني خلال الحرب المستمرة، وفقا لمسؤولي الصحة الفلسطينيين".
واختتم التقرير مبرزا أنّه: "إلى جانب أكثر من ثلاثمئة جندي احتياطي إسرائيلي آخرين التحقوا بالخدمة بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر، وقّعت الآن عريضة ترفض الاستمرار في الخدمة".