تطبيق التوقيت الصيفي في مصر.. التأثير الاقتصادي وتاريخه
تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT
مع اقتراب موعد تطبيق التوقيت الصيفي لعام 2024، الذي يتضمن تقديم الساعة بمقدار 60 دقيقة، يثار السؤال بشأن جدوى عودته وتأثيره على الاقتصاد المصري.
تاريخ تطبيق التوقيت الصيفي في مصر يعود إلى عام 1945، في عهد الملك فاروق الأول، حيث تم تنفيذه لأول مرة بهدف ترشيد استهلاك الطاقة خلال الأزمة الاقتصادية التي تعرضت لها مصر والعالم خلال الحرب العالمية الثانية، وذلك نظرًا لارتفاع أسعار المحروقات.
منذ ذلك الحين، تم تبادل قرارات العمل وإلغاء التوقيت الصيفي على مدار السنوات، حتى عاد مرة أخرى في منتصف مايو 2014، واستمر لمدة عام واحد بسبب أزمة الطاقة التي كانت تشهدها مصر في ذلك الوقت.
في العام التالي، توقف تطبيق التوقيت الصيفي بشكل نهائي بقرار من رئيس الوزراء السابق إبراهيم محلب، ولكن في العام الماضي، عاد التوقيت الصيفي مجددًا بعد موافقة مجلس النواب المصري بشكل نهائي على مشروع قانون حكومي يتعلق بتطبيق التوقيت الصيفي، وذلك في إطار جهود الحكومة لترشيد استهلاك الطاقة.
يشير الدكتور مدحت نافع، الخبير الاقتصادي، إلى أن التوقيت الرسمي هو التوقيت الحالي الذي يعرف بالتوقيت الشتوي، بينما التوقيت الصيفي هو التوقيت المصطنع الذي يشير إلى تغيير التوقيت الرسمي في البلاد بتقديم عقارب الساعة لمدة 60 دقيقة، بهدف تحقيق أهداف محددة مثلما يحدث في الدول الأوروبية.
ويوضح نافع أن التوقيت الصيفي مفيد عندما يتحقق منه أهدافه المرجوة، مثل زيادة ساعات النهار للاستفادة من ضوء الشمس وتوفير الطاقة عن طريق تقليل الإضاءة، كما يحدث في الدول الأوروبية.
ومع ذلك، في حالة مصر والدول العربية، حيث تشهد ارتفاعًا فيأسعار الكهرباء خلال فصل الصيف بسبب ارتفاع درجات الحرارة، فإن فوائد التوقيت الصيفي قد تكون أقل بالنسبة للدول الأكثر حرارة.
التاثير الاقتصادي للتوقيت الصيفيمن الناحية الاقتصادية، يمكن أن يؤثر التوقيت الصيفي على بعض القطاعات المختلفة في الاقتصاد المصري.
قد يكون له تأثير على قطاع السياحة، حيث يتمتع السائحون بساعات إضاءة طويلة خلال الأيام الصيفية، مما يتيح لهم المزيد من الوقت للاستمتاع بالأنشطة السياحية في فترة ما بعد الظهر والمساء. كما يمكن أن يؤثر على قطاع الطاقة، حيث يمكن تحقيق توفير في استهلاك الكهرباء نتيجة لاستفادة المواطنين من ساعات النهار الطويلة لتوفير الإضاءة الطبيعية.
ومع ذلك، قد يتسبب التغيير في التوقيت في بعض الاضطرابات القصيرة في البداية، مثل تأثيره على الجداول الزمنية للمواعيد والمواصلات والأعمال التجارية. قد يحتاج الأفراد والشركات إلى ضبط ساعاتهم وتعديل جداولهم للتأقلم مع التغيير. وهذا قد يتسبب في بعض الاضطرابات البسيطة في البداية.
بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يأخذ في الاعتبار أن تطبيق التوقيت الصيفي قد يختلف في فترات تطبيقه ومدته بين الدول المختلفة. قد يؤدي هذا التباين في التوقيت إلى بعض الصعوبات في التواصل والتنسيق مع الدول التي لا تعتمد التوقيت الصيفي.
مستشار رئيس الجمهورية للطاقة: التوقيت الصيفي غير مفيدفي تصريحات تلفزيونية سابقة، أكد الدكتور هاني النقراشي، مستشار رئيس الجمهورية للطاقة، أن نظام التوقيت الصيفي غير مفيد على الإطلاق، متناقضًا مع الرأي المتفق عليه سابقًا بين الكثيرين.
وأشار النقراشي إلى ارتفاع استهلاك الطاقة بنسبة تصل إلى 20% بعد تطبيق التوقيت الصيفي، معتبرًا أنه تسبب في أزمة انقطاع الكهرباء التي تعاني منها مصر حتى الآن.
سبب أزمة انقطاع الكهرباء في مصرالدكتور مدحت نافع أوضح أن أزمة انقطاع الكهرباء في مصر نتجت عن التحول إلى الاعتماد الكلي على حقل الغاز "حقل ظهر"، الذي كان يشكل نسبة كبيرة من الاستهلاك الأساسي، مما أدى إلى استنزاف هذا الحقل بسرعة نتيجة زيادة الاستهلاك وعدم دخول خطوط غاز جديدة.
كما تسببت أزمة شح الدولار في تعقيد الوضع بفعل ارتفاع أسعار الغاز المستورد، مما أثر على القدرة على توفير الطاقة الكهربائية بشكل كافٍ.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الطاقة أزمة الطاقة تطبيق التوقيت الصيفي في مصر التوقيت الصيفي تطبيق التوقيت الصيفي التأثير الاقتصادي تطبیق التوقیت الصیفی فی مصر
إقرأ أيضاً:
كواليس أزمة انقطاع الكهرباء بالجيزة.. مصطفى بكري: 1300 عامل يشاركون في الإصلاح
كشف الإعلامي مصطفى بكري، تفاصيل أزمة انقطاع التيار الكهربائي التي شهدتها بعض مناطق محافظة الجيزة خلال اليومين الماضيين، والتي أثارت استياء المواطنين، خاصةً في ظل الارتفاع الشديد بدرجات الحرارة، وتزامنًا مع ضعف ضخ مياه الشرب في عدد من المناطق الحيوية.
وأكد مصطفى بكري، خلال تقديمه برنامج "حقائق وأسرار" المذاع عبرقناة صدى البلد، أن الأزمة دفعت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة الدكتور محمود عصمت، ومحافظ الجيزة المهندس عادل النجار، للنزول ميدانيًا لمتابعة الموقف على أرض الواقع.
وتبين أن سبب الانقطاع المفاجئ كان عطلاً فنياً في الكابل المغذي رقم 1 و2 بمحطة جزيرة الدهب بقطر 400 سم، بسبب مد الكابلات بصورة غير سليمة منذ سنوات.
وأوضح «بكري» أنه تم إصلاح الأعطال، لكن تكرر العطل على مسافة 50 مترًا من الموقع الأول، ما استدعى توفير 80% من احتياجات محطة المياه في المنطقة، إلى جانب الدفع بعدد كبير من المولدات الاحتياطية، كما تم استقدام نحو 90 مولدًا كهربائيًا عالي القدرة من محطة توزيع شمال الدلتا.
وأشار إلى أن وزير الكهرباء أشرف بنفسه على عمليتي إصلاح الكابلات وتوفير مسار دائم بديل للتغذية، حيث تم الانتهاء من مد كابل جديد يمر أسفل خطوط السكة الحديد والمترو، مع إجراء 9 توصيلات كهربائية لتعزيز قدرة محطة الهرم بـ80 ميجاوات إضافية.
وذكر أن العمل متواصل منذ 3 أيام، بمشاركة أكثر من 1300 عامل وفني ومهندس، بالإضافة إلى فرق من شركات خاصة تبرعت بأطقم لحام ومعدات، لضمان الاستكمال الكامل للقدرات الكهربائية، ومنع تكرار الأزمة مستقبلًا.