"شراكة ثلاثية" لمباشرة الأعمال الإنشائية لمشروع شبكة السكك الحديد العُمانية الإماراتية
تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT
مسقط- الرؤية
وقعت "الاتحاد للقطارات" و"قطارات عُمان" وشركة "مبادلة"، اتفاقية الشراكة بين المساهمين؛ وذلك إيذانًا بمباشرة الأعمال الإنشائية لمشروع شبكة السكك الحديدية العُمانية الإماراتية، وذلك ضمن الزيارة التاريخية التي قام بها حضرة صاحب الجلالة السُلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- إلى دولة الإمارات العربية المتحدة.
وجرى توقيع اتفاقية ترسية العقود المدنية للشبكة المشتركة على تحالف عُماني إماراتي بقيادة "مجموعة تروجان للإنشاءات" (إن بي سي) و"جلفار للهندسة والمقاولات"؛ وذلك في إطار الجهود المشتركة في بناء القدرات الوطنية وتعزيز القيمة المحلية المضافة، وإشراك القطاع الخاص في تنفيذ المشروع المشترك، ويضم التحالف شركتي "ترايستار للهندسة والإنشاءات" و"الشركة الوطنية لإنشاءات البنية التحتية".
إضافة إلى ذلك، تم التوقيع على اتفاقية ترسية عقود الأنظمة والتكامل لشبكة السكك الحديدية على تحالف بين شركة سيمنز و"إتش إيه سي HAC" لضمان تجهيز القطارات بأحدث التقنيات والتكنولوجيا؛ حيث سيتم تجهيزها بنظام الإشارات الأوروبي (ETCS) من المستوى الثاني، والذي يعد الأكثر تطورًا لضمان أعلى مستويات الكفاءة والسلامة وفقًا لأرقى المعايير الدولية، وسهولة تنقل القطار بين البلدين. وبذلك سيتم تجهيز الشبكة ببنية تحتية متقدمة تشمل تحكم رقمي كامل بالقطار وتتبع حركته عبر نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)؛ مما يزيد من موثوقية الشبكة.
وحضر حفل التوقيع سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان العضو المنتدب لجهاز أبوظبي للاستثمار، ومعالي عبدالسلام بن محمد المرشدي رئيس جهاز الاستثمار العُماني، ومعالي سهيل بن محمد المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية لدولة الإمارات، ومعالي محمد حسن السويدي وزير الاستثمار في دولة الإمارات والعضو المنتدب والرئيس التنفيذي للقابضة، ومعالي محمد بن هادي الحسيني وزير دولة للشؤون المالية بالإمارات، ومعالي خلدون خليفة المبارك العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة مبادلة الإماراتية، والشيخ ناصر بن سليمان الحارثي نائب رئيس جهاز الاستثمار العُماني للعمليات رئيس مجلس إدارة مجموعة أسياد. وضمت قائمة الحضور أيضًا عددًا من كبار المسؤولين من أبوظبي القابضة والاتحاد للقطارات ومبادلة وجهاز الاستثمار العُماني ومجموعة أسياد، إضافة إلى ممثلين عن التحالف الإماراتي العماني الفائز بمناقصات عقود الأعمال الرئيسية.
وكشفت الاتحاد للقطارات وقطارات عُمان ومبادلة للاستثمار عن الهوية التجارية الجديدة لشركتهما المشتركة تحت اسم "حفيت للقطارات" (شركة عُمان والاتحاد للقطارات سابقًا)، تيمنًا بجبل حفيت الذي يمتد بين سلطنة عُمان ودولة الإمارات، ويمتاز بموقعه الاستراتيجي ومكانته التاريخية في البلدين؛ حيث إنه يربطهما بتضاريس جبلية واحدة تجسد الطبيعة الجبلية والصحراوية والأحجار الجيرية المشتركة في البلدين. ويمتاز بارتفاعه الشاهق الذي يبلغ 1249 مترًا فوق سطح البحر، إضافة إلى توسطه الكثير من المعالم الطبيعية الخلابة التي تجذب مواطني البلدين والسياح من مختلف أنحاء العالم إليه.
وقال سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان رئيس مجلس إدارة شركة الاتحاد للقطارات، إن الاتفاقيات تأتي في إطار التوجيهات السديدة لقيادتي البلدين الشقيقين لتعزيز العلاقات التاريخية الراسخة بينهما في كافة المجالات والوصول بها إلى أعلى الآفاق في سبيل تحقيق التكامل الاقتصادي والتجاري، وتقوية الصلات الاجتماعية والثقافية المتينة. وأضاف سموه أن مشروع شبكة السكك الحديدية المشتركة خطوة إضافية للمشاريع الاستراتيجية بين البلدين خاصة وأن هذا المشروع يدشّن مرحلة جديدة من التخطيط لمستقبل أفضل للبلدين والشعبين الشقيقين.
وقال معالي عبدالسلام بن محمد المرشدي رئيس جهاز الاستثمار العُماني إن شبكة السكك الحديدية المشتركة تُعدّ إضافة نوعية للقطاع اللوجستي، وخطوة محفّزة لمختلف القطاعات الصناعية والأنشطة الاقتصادية؛ حيث تُسهم في توفير فرص تجارية واستثمارية واعدة للقطاع الخاص، ودعم تكاملية أنشطة الموانئ العُمانية وربطها بالأسواق الإقليمية والعالمية، إضافةً إلى إسهامها في جذب الاستثمارات الوطنية والأجنبية، والارتقاء بالقدرة التنافسية للبلدين الشقيقين على مستوى التجارة العالمية، الأمر الذي سيعزز من الازدهار الاقتصادي فيهما.
وأكد المهندس عبد الرحمن بن سالم الحاتمي الرئيس التنفيذي لمجموعة أسياد، أهمية هذا المشروع الحيوي في تعزيز موقع البلدين الشقيقين كمحور لوجستي للاستيراد والتوزيع إلى الأسواق الإقليمية والعالمية في ظل التحول الاقتصادي السريع الذي تشهده دول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام وكلًا من سلطنة عُمان والإمارات على وجه الخصوص، مؤكدًا أن الرؤى الاستراتيجية والخطط الاقتصادية لهذا المشروع تهدف في المقام الأول لتعزيز تكاملية خدمات النقل بين سلطنة عُمان ودولة الإمارات العربية المتحدة ومنهما للعالم؛ حيث سيسهم في تغيير المشهد اللوجستي في المنطقة وتعزيز تنافسية الأنشطة الاقتصادية من خلال توفير وسيلة نقل موثوقة ومستدامة تختصر الوقت والتكلفة وتعزز ربط الموانئ البحرية والمنافذ البرية بالأسواق المحلية والإقليمية.
ومن المتوقع أن تساهم "حفيت للقطارات" في تعزيز وتنمية العديد من القطاعات في البلدين كقطاعات التعدين، الحديد والصلب، الزراعة والغذاء، تجارة التجزئة، التجارة الإلكترونية، وقطاع البتروكيماويات، وذلك كونها تمتاز بقدرتها على توفير حلول نقل سريعة وآمنة ومستدامة للبضائع بمختلف الأحجام والأوزان عبر السكك الحديدية.
وعلى صعيد قطار الركاب، سيعمل مشروع شبكة السكك الحديدية العُمانية الإماراتية المشتركة على ربط المراكز السكانية بين البلدين، وتقوية الترابط الاجتماعي والأسري، ودعم قطاع السياحة؛ حيث سيتمتع المسافرون بين البلدين برحلة سهلة وسلسلة مع حلول مبتكرة لإجراءات السفر. وستصل سرعة قطار الركاب حتى 200 كيلومتر في الساعة، ويمكنها قطع المسافة بين صحار وأبوظبي في 100 دقيقة، و47 دقيقة بين صحار والعين. وستبلغ السعة الاستيعابية للركاب في القطار الواحد ما يصل إلى 400 راكب.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: شبکة السکک الحدیدیة الاستثمار الع مانی بین البلدین الع مانیة بن محمد ع مانی
إقرأ أيضاً:
تجارب عُمانية تصنع التميز في معرض العطور
شكل معرض عُمان للعطور مساحة لإبراز الإبداع العُماني في صناعة العطور والبخور والمنتجات المرتبطة بها، خاصة أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والمشروعات المنزلية التي بلغ عددها 36 مؤسسة من أصل أكثر من 100 عارض في هذه النسخة من المعرض، وفي هذا الاستطلاع، نسلط الضوء على ثلاث تجارب عمانية متميزة، تمثل نموذجًا لطموح الشباب، ومدى قدرتهم على التميّز والمنافسة.
قال راشد بن صالح الخروصي مؤسس شركة "عطار": إن مشاركته في هذه النسخة من المعرض تمثل انطلاقة جديدة لشركته، التي اعتبرها ثمرة لعمل جماعي لفريق متخصص من الشباب العمانيين في فنون العطور، بدءًا من الفكرة إلى التصنيع والتصميم وحتى التغليف.
وأشار الخروصي إلى أن الشركة قدّمت خلال المعرض خمسة عطور متنوعة، تمثل تجارب مختلفة تناسب مختلف الأذواق والمواسم، مؤكدًا أن المعرض يمثل محطة أساسية لإطلاق منتجاته الجديدة.
وأوضح الخروصي انه قام بزيارة المعرض في الأعوام السابقة كمستهلك، وتابع نشاط وحركة المعرض، ولفته التطور الكبير، خاصة في الحضور البارز للشباب العُمانيين، قائلا: إننا كنا نشهد سيطرة للعلامات الخارجية، واليوم نرى نضجًا حقيقيًا للعلامات المحلية حتى على المستوى الدولي.
وحول توقيت المعرض، أكد الخروصي أن توقيته مثالي من الناحية التسويقية، حيث يأتي بعد الرواتب وقبيل عيد الأضحى، ما يشكّل فرصة ممتازة للتوسع والوصول إلى شريحة أوسع من العملاء. متوقعا أن يتجاوز عدد الزوار حاجز 30 ألفًا، بل ربما أكثر.
مساحة تنافسية
وأكد محمد الرحبي، مؤسس علامة "تش" أن مشروعه لا يقتصر على العطور فقط، بل توسع ليشمل مجموعة متكاملة من منتجات العناية الشخصية مثل البخور، شاور جل، ومرشات الجسم، والزيوت العطرية، والمخمريات، موضحا أن كلها صنعت بطابع عطري خاص ليناسب مختلف الأذواق.
وأوضح الرحبي أن مشاركتهم هذا العام تأتي استكمالًا للنجاح الذي حققه العام الماضي، حيث كانت التفاعلات ممتازة والمبيعات مشجعة، لذا قرر المشاركة في هذه النسخة، مركزا على تطوير تغليف المنتجات كهدايا، ليتميز في هذه النسخة.
ويرى الرحبي أن المعرض يمثل فرصة استراتيجية لأصحاب المشاريع الصغيرة لإثبات وجودهم وبناء علاماتهم التجارية،
فقد اصبح المعرض مساحة تنافسية حقيقية، مؤكدا فخره لكونه جزءًا من هذا المشهد المتطور، ومتطلعا للمزيد من التميز في النسخ القادمة.
طموح منزلي
وتقول إيمان الإسماعيلية التي وقفت في ركن فخر مجان لمساعدة خالتها: إن المشروعات المنزلية يمكن أن تتحول إلى علامات تجارية بارزة، إذا توفرت لها الفرصة، لافتة إلى أن مشاركتهم في المعرض تهدف إلى تقديم منتج عُماني منزلي بجودة عالية، والمنافسة مع العلامات المتوسطة والكبيرة.
واستطردت الإسماعيلية بقولها: إن المشروع منزلي بسيط، لكنه يحمل طموحًا كبيرًا، حيث تقوم خالتها بتصنيع مرشات العطور، والدهانات، والبخور بتصاميم وروائح متنوعة.
وتأمل الإسماعيلية أن يكون المعرض فرصة ممتازة لإيصال اسم المشروع إلى الجمهور، والدخول بشكل أوسع إلى السوق المحلي، وأن يتحول المشروع مستقبلًا إلى علامة عمانية معروفة، واعتبرت مشاركتهم في المعرض خطوة مهمة في هذا الاتجاه.
يعد معرض عُمان للعطور منصة لتمكين رواد الأعمال العُمانيين والمبدعين، وتعزيز مساهمة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الاقتصاد الوطني، من خلال عرض منتجاتهم، وتوسيع قاعدة عملائهم، والدخول في تجارب تسويقية حقيقية في سوق متنام يزداد فيه الطلب على العطر العُماني بنفحاته المختلفة.