دراسة: الاحتباس الحراري والتوسع الحضري هما المسئولان عن شدة فيضانات الإمارات
تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT
كشفت دراسة حديثة أن الفيضانات الكارثية الأخيرة التي شهدتها دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان تعزى إلى مزيج مميت من تأثيرات ظاهرة النينيو المكثفة، والتي تفاقمت بسبب اضطراب المناخ الذي يسببه الإنسان والتوسع الحضري. يتعمق تقرير الجارديان في النتائج التي توصل إليها فريق World Weather Attribution، ويسلط الضوء على العوامل التي تساهم في الفيضانات المدمرة.
وتؤكد الدراسة على دور الأنشطة البشرية، وخاصة حرق الوقود الأحفوري والتوسع الحضري الواسع النطاق، في تفاقم شدة الفيضانات. ولاحظ العلماء أن هطول الأمطار الغزيرة خلال سنوات ظاهرة النينيو أصبح أكثر غزارة بنسبة 10% إلى 40% في المنطقة بسبب اضطراب المناخ، في حين أدى عدم كفاية الصرف الطبيعي إلى تفاقم ظروف "فخ الموت"، وتحويل الطرق إلى أنهار.
أودى الطوفان الأخير بحياة ما لا يقل عن 23 شخصًا، من بينهم 10 أطفال في حادث مأساوي لحافلة مدرسية، وتسبب في دمار واسع النطاق في جميع أنحاء المناطق المتضررة. وشهدت دبي هطول الأمطار الغزيرة على الإطلاق، حيث بلغ معدل هطول الأمطار أكثر من 14 سم خلال 24 ساعة، أي ما يعادل عام ونصف من متوسط هطول الأمطار.
وقد بددت الدراسة التكهنات الأولية المتعلقة بتعديل الطقس الاصطناعي من خلال تلقيح السحب، والتي لم تجد أي تأثير كبير لمثل هذه العمليات على الحدث المناخي المتطرف. وبدلاً من ذلك، أشار الباحثون إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض باعتباره المحرك الرئيسي وراء هطول الأمطار الغزيرة القياسية، مشيرين إلى قدرة الغلاف الجوي الأكثر دفئًا على الاحتفاظ بمزيد من الرطوبة.
علاوة على ذلك، تسلط الدراسة الضوء على مدى ضعف المناطق الحضرية المكتظة بالسكان أمام الفيضانات المفاجئة، والتي تتفاقم بسبب التغيرات البشرية في المناظر الطبيعية. وفي المناطق المنخفضة حيث يقيم غالبية السكان، يزيد غياب الأسطح النفاذة من خطر الفيضانات السريعة، مما يخلق ظروفا خطرة للركاب والمقيمين على حد سواء.
وأكدت فريدريك أوتو، خبيرة علوم المناخ في إمبريال كوليدج لندن، على الحاجة الملحة للانتقال بعيدًا عن الوقود الأحفوري وإعادة التفكير في التصميم الحضري للتخفيف من آثار الأحداث المناخية القاسية. وشددت على أهمية دمج الأسطح النفاذة وتقليل الغطاء الخرساني لمنع الكوارث المستقبلية.
وتقدم صور الأقمار الصناعية التي قدمتها وكالة ناسا تمثيلا مرئيا صارخا لمدى الفيضانات في المناطق الصحراوية القاحلة عادة، مما يسلط الضوء على الطبيعة غير المسبوقة للكارثة الأخيرة. وتؤكد الآثار التي خلفتها الفيضانات ضرورة اتخاذ إجراءات فورية لمعالجة التحديات المتشابكة المتمثلة في تغير المناخ والتوسع الحضري، خشية أن تصبح مثل هذه الكوارث أكثر تواترا وشدة في المستقبل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: هطول الأمطار
إقرأ أيضاً:
60 قتيلًا في فيضانات مدمّرة شمال الصين.. ودار للمسنين تتحول إلى مأساة جماعية
من بين أكبر المآسي التي خلّفتها الفيضانات، وفاة 31 نزيلاً في دارٍ للمسنين ببلدة تايشيتون، التابعة لمنطقة مييون، قرب أكبر خزان للمياه في شمال الصين. اعلان
شهدت العاصمة الصينية بكين ومقاطعاتها الشمالية هذا الأسبوع واحدة من أعنف الكوارث المناخية خلال السنوات الأخيرة، حيث لقي 60 شخصًا مصرعهم جراء أمطار غزيرة وفيضانات مدمرة. وكان أكثر من نصف الضحايا من نزلاء دار رعاية للمسنين في إحدى ضواحي العاصمة، وفق ما أعلنت السلطات المحلية.
وفي مؤتمر صحفي عقد يوم الخميس، أكد نائب عمدة بكين، شيا لينماو، أن المدينة سجلت 44 حالة وفاة خلال الأسبوع المنصرم، مشيرًا إلى أن 31 شخصًا آخرين ما زالوا في عداد المفقودين في بكين ومقاطعة خبي المجاورة. وقد بدأت العواصف المطرية قبل أسبوع وبلغت ذروتها يوم الإثنين، متسببة في سيول جارفة اجتاحت مناطق واسعة.
Related فيضانات الصين تودي بحياة 20 شخصًا وتخلف عشرات المفقودينأمطار بكين.. فيضانات تتسبب بمقتل 38 شخصاً وإجلاء عشرات الآلاف وإعلان إنذار باللون الأحمرعشرات القتلى والمفقودين في فيضانات الصينوسجّلت منطقة مييون الجبلية شمال شرقي العاصمة، تساقط أمطار وصل إلى 573.5 ملم خلال أيام قليلة، مقارنةً بمتوسط الأمطار السنوي في بكين والذي يبلغ نحو 600 ملم، بحسب السلطات.
ومن بين أكبر المآسي التي خلفتها الفيضانات، وفاة 31 نزيلاً في دار للمسنين ببلدة تايشيتون التابعة لمييون، الواقعة قرب خزان المياه الأكبر في شمال الصين، خزان مييون. وأفاد مسؤول المقاطعة الأعلى، يو ويقوه، بأن السلطات تلقت بلاغًا في وقت مبكر من صباح الإثنين عن أشخاص محاصرين داخل الدار، لكن جهود الإنقاذ واجهت صعوبات جمة بسبب السيول العنيفة التي غمرت الشوارع.
وقال يو، الذي بدا متأثرًا وظهر مرتديًا السواد خلال المؤتمر الصحفي: "مركز البلدة حيث تقع دار المسنين اعتُبر آمنًا لفترة طويلة، ولم يكن ضمن خطة الإخلاء"، مضيفًا: "هذه الحادثة كشفت عن ثغرات في خطط الطوارئ، وأظهرت أننا لم نكن مستعدين بشكل كافٍ لمواجهة الأحوال الجوية القصوى".
ووفقًا للسلطات، كان في دار الرعاية وقت وقوع الفيضانات 69 مسنًا، 55 منهم يعانون من إعاقات أو حالات صحية مزمنة، ولم يُعرف ما إذا كان من بين القتلى أي من موظفي الدار.
تجاوزات مائية قياسيةوشهد خزان مييون مستويات غير مسبوقة من المياه نتيجة الأمطار، ما تسبب في دمار كبير في البلدات المحيطة. وأوضح يو أن نهر تشينغشوي، الذي يمر عبر تايشيتون ويغذي الخزان، شهد صباح الإثنين معدل تدفق بلغ 1500 ضعف مستواه الطبيعي.
وصرّح ليو بين، رئيس هيئة المياه في بكين، أن ذروة تدفق النهر تجاوزت الرقم القياسي السابق المسجل منذ أكثر من 100 عام بمعدل 2.3 مرة.
ووفقًا للبيانات الأولية التي أوردها نائب العمدة شيا، فقد تضرر أكثر من 300 ألف شخص بسبب الأمطار والفيضانات في بكين، بالإضافة إلى تدمير 24 ألف منزل، و242 جسرًا، و756 كيلومترًا من الطرق.
حصيلة الضحايا في خبيوفي مقاطعة خبي المجاورة، أكدت السلطات وفاة 16 شخصًا على الأقل جراء الأمطار العنيفة. وذكرت وكالة الأنباء الصينية الرسمية شينخوا أن 8 أشخاص لقوا حتفهم في مدينة تشنغده الواقعة خارج بكين، فيما لا يزال 18 شخصًا في عداد المفقودين.
وأشارت الوكالة إلى أن الضحايا ينتمون إلى قرى تابعة لمنطقة شينغلونغ، المتاخمة لمييون على ارتفاعات أعلى، وتبعد نحو 25 كيلومترًا عن خزان مييون.
وفي حادثة منفصلة، أدى انهيار أرضي يوم الإثنين في قرية شمال الخزان إلى مقتل 8 أشخاص، بينما لا يزال 4 آخرون مفقودين، بحسب تقارير رسمية.
تغير المناخ في الواجهةويرى خبراء الأرصاد الجوية أن تزايد الظواهر الجوية المتطرفة مثل الفيضانات وموجات الحر مرتبط مباشرة بظاهرة تغير المناخ.
وكانت بكين قد شهدت في صيف عام 2023 وفاة 33 شخصًا نتيجة الأمطار الغزيرة، بينما سُجلت في يوليو 2012 وفاة 79 شخصًا في المدينة في ما عُدّ آنذاك أسوأ فيضانات تضربها منذ عقود.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة