خارطة طريق إماراتية شاملة لإنهاء الأزمة المتفاقمة التي تهدد مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، غربي السودان.
خارطة طريق تضمنها بيان صادر عن الخارجية الإماراتية، السبت، حدد مطالب لأطراف الأزمة، والمجتمع الدولي ومنظماته المعنية بحفظ الأمن والسلم الدوليين وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي.
ويأتي ذلك في إطار جهود إماراتية متواصلة لإيجاد حل سياسي يحفظ السودان وينهي أزمته التي دخلت عامها الثاني ويقلل من حدة التداعيات الإنسانية التي يدفع ثمنها المدنيون الأبرياء.

تطورات الأزمة
ومنذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، يخوض الجيش السوداني بقيادة الجنرال عبدالفتّاح البرهان، وقوات “الدعم السريع” بقيادة نائبه السابق الجنرال محمد حمدان دقلو “حميدتي” اشتباكات لم تفلح سلسلة هدن متتالية في إيقافها، ما خلف آلاف القتلى، أغلبهم من المدنيين، وفرار أكثر من 8 ملايين شخص، نصفهم من الأطفال.
وطوال تلك الفترة ظلت الفاشر وهي عاصمة ولاية شمال دارفور، بمنأى نسبيا عن الحرب الدائرة بين الطرفين، لذا لجأ إليها كثير من النازحين.
أيضا أضحت الفاشر مركزا للمساعدات الإنسانية في دارفور، حيث يعيش ربع سكان السودان البالغ عددهم 48 مليون نسمة.
وظلت الفاشر هي العاصمة الوحيدة بين عواصم ولايات دارفور التي لا تسيطر عليها قوات الدعم السريع بعد بسط سيطرتها على أربع من عواصم ولايات دارفور الخمس، ما عدا الفاشر التي تضمّ مجموعات مسلّحة متمرّدة كانت قد تعهّدت حتى الأمس القريب الوقوف على مسافة واحدة من طرفَي الحرب، ما جنّبها الانزلاق إلى القتال.
لكنّ هذا الموقف تبدّل مع إعلان تلك المجموعات المسلحة أنّها قرّرت خوض القتال ضدّ قوات الدعم السريع بسبب «الاستفزازات والانتهاكات» التي تُتَّهم هذه القوّات بارتكابها في الفاشر.
وكان رئيس حركة تحرير السودان، مني أركو مناوي، وجبريل إبراهيم، رئيس حركة العدل والمساواة، ومصطفى تمبور، رئيس حركة تحرير السودان، أعلنوا في 16 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، الخروج عن الحياد والوقوف إلى جانب الجيش السوداني، والقتال إلى جانبه.
كما تشارك قوات الحركة الشعبية، بقيادة مالك عقار، وهو نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، في القتال إلى جانب الجيش أيضا.
تلك التطورات جعلت المدينة التي تعد مأوى للنازحين وعاصمة للمساعدات على شفا الانفجار، وسط تحذيرات دولية من “هجوم وشيك” لقوات الدعم السريع.
وكانت قوات الدعم السريع، افتتحت أول أيام العام الثاني من الحرب، بإعلانها السيطرة على مدينة مليط شمال مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، بعد ما قالت إنها معارك عنيفة خاضتها مع الحركات المسلحة.

تلك التطورات، دفعت دولا ومسؤولين كبارا في الأمم المتحدة إلى التحذير من مخاطر ظهور جبهة جديدة في السودان تتّصل بالسيطرة على مدينة الفاشر في دارفور .

تطورات وتوترات متلاحقة تدق ناقوس الخطر لأكثر من سبب:

– تهديد حياة المدنيين والنازحين للمدينة وزيادرة معاناتهم.

– عرقلة إرسال المساعدات الإنسانية إلى دارفور، وسط تصاعد القلق الدولي على مصير المدينة التي كانت مركزا رئيسيا لتوزيع الإغاثة والمساعدات.

– تعقيد الأزمة المتفاقمة في السودان وإطالة أمد حلها دبلوماسيا، نظرا للموقع الإستراتيجي للمدينة التي تحدها من الغرب دولة تشاد، ومن الشمال ليبيا، ما يجعلها في موقع استراتيجي عسكري للجهة التي تسيطر عليها.
بيان إماراتي هام
في مواجهة هذا الوضع المأزوم، جاء البيان الإماراتي، ليرسم خارطة طريق للخروج من تلك الأزمة، حفاظا على حياة السودان وأهله، وانطلاقا من العلاقات التاريخية التي تربط الإمارات بالشعب السوداني على مر التاريخ.
بيان تاريخي يدحض أي أكاذيب تطال موقف الإمارات من الأزمة، ويؤكد انحيازها المطلق للشعب السوداني والإنسانية وللسلام والاستقرار، وليس أي طرف من أطراف الأزمة.
وأعربت دولة الإمارات العربية المتحدة في بيان أصدرته وزارة الخارجيعن عن قلقها العميق إزاء تصاعد التوترات في منطقة الفاشر في شمال دارفور والتهديد الذي تشكله على المدنيين السودانيين.
كما عبرت عن بالغ قلقها حيال تقارير بشأن العنف الجنسي ضد النساء والفتيات، وارتفاع خطر المجاعة والقصف الجوي العشوائي، واستمرار معاناة وتشريد الآلاف من المدنيين، وخاصة الأطفال والنساء وكبار السن.

وتضمن البيان الإماراتي مطالب محددة لأطراف الأزمة وهي:

– دعوة جميع الفصائل المسلحة، بما في ذلك قوات الدعم السريع، والقوات المسلحة السودانية، على إنهاء القتال.

– دعوة جميع الفصائل المسلحة إلى العودة إلى الحوار.

– دعوة جميع الأطراف المتحاربة إلى الامتثال لالتزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي واتخاذ إجراءات فورية حاسمة لتخفيف حدة التوترات وتجنّب انزلاق السودان الى مستويات جديدة من عدم الاستقرار.
أيضا ضمن البيان مطالب للمجتمع الدولي وهي:

– دعت دولة الإمارات إلى تعزيز الاستجابة الإنسانية الدولية وتقديم الإغاثة العاجلة للمحتاجين في السودان والدول المجاورة.

– ناشدت دولة الإمارات مجلس الأمن باتخاذ ما يلزم من اجراءات لضمان إنهاء النزاع ووصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق إلى جميع أنحاء السودان.
مبادئ ثابتة

وأكدت الإمارات في البيان على المبادئ والقواعد والأسس التي تشكل رؤيتها وموقفه الثابت لحل تلك الأزمة وهي:

– وقف فوري لإطلاق النار

– حل سياسي للأزمة

– دعم العملية السياسية وجهود تحقيق التوافق الوطني نحو حكومة يقودها مدنيون
بيان واضح وشامل يأتي ضمن جهود دبلوماسية وإنسانية إماراتية انطلقت منذ اللحظة الأولى لاندلاع الأزمة منتصف أبريل/نيسان 2023، وتطورت على مدار الفترة الماضية وفقا لتطورات الأزمة حرصا على التخفيف من وطأتها وتداعياتها الإنسانية.

العين الاخبارية

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع شمال دارفور خارطة طریق

إقرأ أيضاً:

موسى هلال.. شوكة حوت جديدة في حلق حكومة “تأسيس”

متابعات- تاق برس- وصف مجلس الصحوة الثوري السوداني بقيادة موسى هلال، إعلان حكومة تأسيس بأنها محاولة يائسة وفاشلة.

 

وقال إن الغرض الأساسي منها هو ممارسة الضغوط على الحكومة السودانية للعودة لمنبر التفاوض والحفاظ على ما تبقى من فلول الدعم السريع بعد فشلها في استلام السلطة في السودان بالقوة.

 

وأكد أحمد محمد أبكر أمين أمانة الإعلام والناطق الرسمي باسم مجلس الصحوة الثوري السوداني في بيان أن الحكومة التي أُعلن عنها عبارة عن تجمع للعمالة والارتزاق والخراب والدمار والقتل والنهب والسلب والحرق والتشريد والنزوح واللجوء والاحتلال.

وأردف: “إنهم أدوات لتنفيذ أجندة خارجية ضد السودان معلومة ومكشوفة للجميع، ليس لهم أي هدف ولا مشروع وطني كما يدعون ويزعمون”.

وأكد دعم مجلس الصحوة الثوري لدور الحكومة السودانية وقواتها المسلحة في تحرير كل شبر من أراضي السودان لإحباط المخطط والمؤامرة الخبيثة بشكل نهائي.

 

وأظهر موسى هلال موقفا مغايرا لمواقف قوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب، حيث أعلن دعمه الكامل للجيش السوداني، في حربه ضد الدعم السريع.

 

وهاجم هلال في أكثر من مرة تصريحات قيادة الدعم السريع المتمثلة في عبدالرحيم دقلو وحميدتي، واعتبر أن ما يجري محاولة لاختطاف الدولة السودانية عبر مرتزقة أجانب يتم جلبهم عبر المال بدعم مباشر من دولة الإمارات.

ويقول مراقبون إن موقف موسى هلال يمكن أن يشكل تحديا جديدا أمام الحكومة الموازية التي ستجد نفسها في مواجهة معارضة واسعة في دارفور التي تتخذها مقرا لإدارة نشاطها، لاسيما أن هلال يمتلك قاعدة كبيرة في دارفور وداعمين كثر من إدارات أهلية وزعماء قبائل مؤثرين، ليس فقط من المكونات العربية التي يعتمد عليها الدعم السريع في حربه، كحواضن اجتماعية، ولكن لهلال تأثير أيضا وسط المكونات الأخرى في المنطقة من قبل مكونات غير عربية.

ويتمتع موسى هلال بتواصل مباشر مع الزغاوة والفور، هذا فضلا عن كونه زعيمًا أهليًا يمتلك خبرة وحنكة كبيرة في دارفور.

الدعم السريعمجلس الصحوة الثوري السودانيموسى هلال

مقالات مشابهة

  • تفاقم الأزمة الإنسانية.. وفاة 13 طفلًا بسبب سوء التغذية في دارفور
  • أنقذوا الفاشر حملة في السودان لفك حصار المدينة ووقف تجويعها
  • بسبب سوء التغذية.. وفاة 13 طفلاً سودانياً في مخيم للنازحين بولاية دارفور
  • مني أركو: تشكيل ما يُسمى «حكومة تأسيس» يمهّد لتدخل دولي في الشأن السوداني
  • أمطار غزيرة في السودان خلال الساعات المقبلة
  • حكومة موازية في نيالا.. ماذا تعرف عن خريطة نفوذ الدعم السريع في دارفور؟
  • ماذا يعني تشكيل حكومة موازية في غرب السودان؟
  • السودان.. والي شمال دارفور: الوضع الإنساني في الفاشر سيئ
  • موسى هلال.. شوكة حوت جديدة في حلق حكومة “تأسيس”
  • تعرف على جديد الطقس في السودان