الدورات الصيفية والقيادة القرآنية
تاريخ النشر: 29th, April 2024 GMT
منذ تسعينيات القرن الماضي ابتدأت الدورات الصيفية بقلة قليلة من الرجال، كانوا فيما بعد هم من سيغيرون وجه العالم.
في قرية صغيرة من قرى محافظة صعدة تسمى مران بدأ مشوار المشروع التنويري بقلة من المدرسين الواعين الذين حملوا على أكتافهم همّ أمة، كان من ضمنهم الشهيدين (زيد علي مصلح وعبدالله علي مصلح) وبرفقة فتية آمنوا بربهم فزادهم الله من لدنه هدىً ونوراً.
في مدرسة الإمام الهادي -عليه السلام- بدأت أنشطة الدورات الصيفية كدورات تنبع من روح القرآن الكريم وبقيادة وإشراف من الشهيد القائد /حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه-، حيث كان يولي هذه الدورات جُلّ اهتمامه، يتفقد المساجد والمدارس ثم يجتمع بالمعلمين ويلقي عليهم محاضرات عدة كان من أبرزها ما ورد عنه في ملزمتيّ (مسؤولية طلاب العلوم الدينية ولقاء المعلمين )، حيث كان يرشد الطالب لأن يسمو بنفسه ويرتقي بغاياته ليكون أعظم ما يرجوه هو رضوان الله سبحانه وتعالى وألا يكون غرض أي طالب من التحصيل الدراسي هو أن يُقال عنه متعلماً بقدر ما يكون للعلم في نفس الطالب الأهمية الأسمى والأعلى والأرقى، كذلك فيما يتعلق بالمعلم الذي يدرس الطلاب يجب أن لا يكون وقوفه لساعات طويلة أمام الطلاب لغرض دنيوي أو مادي دون أن يكون الهدف الذي يريد إيصاله للطالب هو الفائدة وأن يتخرج من بين يديه جيل واع يحمل على أكتافه هم أُمة استبيحت واحتُلت من قبل أرذل مخلوقات الله اليهود والذين أشركوا .
كثف الشهيد القائد من حضوره في أوساط المعلمين والعلماء والطلاب فكان يحضر لمشاهدة ما يُقدم في الأمسيات من أناشيد ومسرحيات وأفكار، لأنه كان يعي جيداً أي أثر ستتركه هذه الدورات، وأي طلاب سيتخرجون من هذه المدارس، حيث كان من خريجي هذه الدورات عمالقة الشهداء والذين تركوا في هذا البلد بصمة لا يمكن أن تنسى أبداً، فكان من ضمن هؤلاء العظماء على سبيل الذكر لا الحصر (الشهيد طه المداني، والشهيد أبو حيدر الحمزي والشهيد أبو شهيد الجرادي وغيرهم الكثير) ممن رسموا خارطة اليمن بل وخارطة الأمة كل الأمة.
اتسعت دائرة النور وكلما زادت ضغوطات الأعداء على هذا المشروع زاد توهجا بل وزاد أنصاره في كل الأقطار.
اليوم ونحن أمام مواجهة مع كل العالم، ها هو سيد الأحرار السيد القائد عبدالملك -يحفظه الله- يكمل ما بدأه الشهيد القائد في تنشئة جيل لا يخاف في الله لومة لائم، ومع بداية الدورات الصيفية تقدم السيد القائد الصفوف محشداً للمجتمع، داعياً لما يحييهم، واضعاً النقاط على الحروف، راسماً الخطة الناجحة لكل فرد ولكل مجموعة ولكل وزارة، فما عليهم اليوم سوى التحرك بكل جد لتطبيق الخطة على الواقع.
كذلك قدم للمدرسين المادة التوعوية التي من الممكن أن يستفيدوا منها ويقدمونها للطلاب خلال الدورات الصيفية، ولأهميتها ولأهمية مخرجاتها، فقد دعا كل الدوائر الرسمية وكذلك المجتمع لتقديم الضروريات للمدارس والاهتمام بها وإعطائها الأولوية الكبرى.
في ساحة المواجهة في معركة طوفان الأقصى، اتضح جلياً أهمية تنشئة جيل مؤمن واعٍ، كيف لا ونحن نشاهد أطفالاً قد تجد بعضهم لا يستطيع أن ينطق بعض الحروف بشكل صحيح، فتجده أمام شاشات التلفاز يتوعد بالويل والثبور للأعداء دون أن يرف له جفن، فهذه القوة الإيمانية والصلابة القرآنية إن لم يكن منشأها هو القرآن والدورات الصيفية، فما سيكون منشأها!!؟ فهي تعلمه كيف يعادي اليهود أشد العداء ويوالي المتقين بأرقى ولاء.
فها هو السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- وبكل ثقة يتوعد الأعداء قائلا : “وأنا أقول للأعداء: الويل لكم من هذا الجيل القادم، جيل تربى في أحضان الحرية، تربى في أحضان الجهاد، تربى ونما في الظروف الصعبة، جيل فولاذي مؤمن، واعٍ، مستبصر، حر، عزيز، كريم، تربى في بيئة كلها جهاد، كلها تضحية، كلها عزة، كلها قوة، يتضح في المواقف القوية، التوجهات القوية، القوة حاضرة في كل شيء، عنوانٌ بارز، وأداءٌ حاضرٌ حيٌ في كل مجال”.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
القضية الفلسطينية في ضمير ووجدان السيد القائد!!
يمانيون | يحيى الربيعي
تحتل القضية الفلسطينية الركيزة الأساسية في الوجدان اليمني، وهي تتجسد برسوخ أعمق في خطابات السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، يحفظه الله، كقضية مركزية تتجاوز الأبعاد السياسية لتلامس عمق الضمير الإيماني والأخلاقي. إن موقفه هو تعبير عن التزام راسخ، يتجذر في المبادئ الدينية والإنسانية، ويُترجم إلى مواقف عملية وإجراءات عسكرية ملموسة.
يرى السيد القائد أن دعم فلسطين واجب لا يمكن التنازل عنه، وهو ما يتضح جلياً في كل كلمة يلقيها، مؤكداً على أن هذا الدعم هو “إيماني مبدئي جهادي شجاع وحر وإنساني وأخلاقي.”
الأساس الإيماني والأخلاقي للموقف اليمني
يؤكد السيد القائد باستمرار على أن دعم الشعب الفلسطيني هو واجب ديني وأخلاقي لا يمكن إنكاره على الشعب اليمني والأمة الإسلامية جمعاء. هذا الموقف الثابت لا يتزعزع “مهما كانت ردة الفعل من قبل العدو الإسرائيلي”، ويظل راسخاً رغم العدوان الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي، والحصار الاقتصادي، والحملات الدعائية.
وفي خطابات تطغى عليها مشاعر التضامن والوقوف مع حقوق الشعب الفلسطيني، يُدين السيد القائد بشدة الأعمال الإسرائيلية الإجرامية، معرفاً إياها بـ”الإبادة الجماعية”، و”جرائم الحرب”، و”الجرائم ضد الإنسانية”. حيث يركز على استهداف الأطفال، والنساء، والمدنيين الأبرياء، كدليل واضح على القتل الممنهج والعمد، الذي يكشف بوضوح أن العدوان الإسرائيلي يسعى إلى القضاء على هذا الشعب بطريقة ممنهجة وإجرامية.
ويشير السيد القائد إلى أن “الإبادة الشاملة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، تمثل هدفاً واضحاً للعدو الإسرائيلي، وسلوكه الإجرامي اليومي يفضح هذه الحقيقة المرة”. فضلاً عن ذلك، يربط الموقف اليمني بالتأطير الديني والأخلاقي، بهدف إضفاء الشرعية على مواقفها وإجراءاتها، بحيث تكرس اليمن كمنارة للمقاومة في مواجهة الظلم العالمي، وتصب في خدمة قضية عادلة تتطلب الوقوف بجانب المستضعفين وسحق ظلام المحتل وطغيانه.
إدانة التطبيع والتقاعس العربي والدولي
لا يتوقف خطاب السيد القائد عند نقطة دعم المقاومة، وإنما يمتد ليشمل نقداً لاذعاً للمواقف العربية والدولية. يصف الموقف العربي بأنه “ضعيف، عشوائي، غير مدروس، والذي سرعان ما انحدر إلى مستوى التطبيع الفاضح المخزي”. ويشدد على أن “التطبيع ليس مجرد علاقة طبيعية مع محتلٍّ مجرم، بل هو تعاونٌ مع عدوٍّ للأمة في دينها ودنياها”.
كما ينتقد السيد القائد “التخاذل العربي والإسلامي تجاه غزة”، معتبراً إياه “وصمة عار وتواطؤ مكشوف مع العدو الصهيوني”. ويشير إلى أن الشعب الفلسطيني يشعر “بالخذلان العربي وخذلان المسلمين بشكل عام قبل غيرهم لأن المسؤولية عليهم قبل غيرهم”.
أما على الصعيد الدولي، فيرى السيد القائد أن الإبادة الجماعية في غزة هي “هدف إسرائيلي أمريكي مشترك”. وينتقد الولايات المتحدة لتزويد إسرائيل بـ “شحنات لا تتوقف” من القنابل المدمرة، وتقديم “دعم مفتوح وتبنٍ كامل” لجرائم إسرائيل. ويأسف لأن “الأموال العربية هي من أهم مصادر تمويل تلك القنابل” من خلال الاستثمارات في الولايات المتحدة. كما يصف الدور الأمريكي بأنه “شراكة متكاملة” في التخطيط والمعلومات والعتاد العسكري والسلاح والغطاء السياسي، حتى في مجلس الأمن.
التعبئة الشعبية والدعوة للجهاد
تُعد التعبئة الشعبية أحد الركائز الأساسية للموقف اليمني، حيث يظل السيد القائد يدعو بشكل دائم إلى تنظيم “مسيرات مليونية” سواء في صنعاء أو في المحافظات الأخرى، لتكون رسالة واضحة للعدو الإسرائيلي وللعالم بأسره.
وهو يثمن عالياً زخم الحضور الجماهيري وتفاعل الشعب اليمني مع هذه الفعاليات، معتبراً إياها “واجباً إيمانياً” لا يجوز التفريط فيه، ويميزها بـ “طابع غير مسبوق”، خاصة في ظل “التخاذل العربي المخزي” الذي يعم الساحة الإسلامية، حيث لم تتمكن أغلب الدول من تقديم أي من أنواع سواء الدعم المادي أو المعنوي المطلوب للقضية الفلسطينية.
وتأتي هذه المسيرات لتؤكد للعدو الإسرائيلي أن الشعب اليمني “لا يرهبه أي عدوان مهما بلغت قوته”، وأن إيمانه المبدئي الجهادي، وحرصه على المبادئ الإنسانية والأخلاقية، لن يتزعزع أمام أي تهديد، بل سيظل متمسكاً بمواقفه الجريئة والصلبة، في دعم القضية الفلسطينية والذود عنها بكل قوة، مدافعاً عن الحق والعدل، ومبيناً أن الشعب اليمني هو صوت المقاومة والجهاد المقدس في وجه جرائم الإبادة والتجويع والتهجير التي يتعرض لها أبناء غزة، وأنه الصوت الذي سيظل مرفوعاً ومدوياً حتى إنهاء الجرائم الصهيونية وإنهاء الاحتلال.
وسيبقى السيد القائد يحث- مراراً وتكراراً- أنظمة الدول التي تفصل اليمن جغرافياً عن فلسطين المحتلة على “فتح منافذ لعبور شعبنا الذي سيتحرك بمئات الآلاف لنصرة الشعب الفلسطيني”.
وقد أعرب عن أمله الشديد في تحقيق ذلك، مؤكداً: “نحن كنا نتمنى أننا بالجوار من فلسطين، وكنا- لو تهيَّأ لنا ذلك- لبادر شعبنا بمئات الآلاف من المجاهدين للمشاركة المباشرة مع الشعب الفلسطيني… ولكن مهما كانت العوائق، لن نتردد في فعل كل ما نستطيع، أن نفعل كل الممكن، كل ما بأيدينا أن نفعله”. ويعلن صراحة أن “هذا هو وقت الجهاد أكثر من أي وقت مضى وفي ميدان واضح، وقضية واضحة وضد عدو صريح للإسلام والمسلمين وفي قضية عادلة”.
الانخراط العسكري المباشر.. أرقام وشواهد
لم يقتصر الموقف اليمني على الخطاب، بل ترجم إلى انخراط عسكري مباشر وفاعل، ضمن ما يعرفه السيد القائد بـ”محور الجهاد والمقاومة”. فعل مستوى العمليات البحرية في البحر الأحمر والعربي وخليج عدن وباب المندب والمحيط الهندي، يؤكد السيد القائد استمرار “الحظر البحري على العدو الإسرائيلي”، مشيراً إلى أن ميناء أم الرشراش (إيلات) قد عاد إلى “الإغلاق التام”. مشيراً إلى أن العمليات اليمنية تمتد عبر “البحر الأحمر والبحر العربي وصولاً إلى المحيط الهندي”، وتشمل خليج عدن وباب المندب. مشدداً على حقيقة أن الحصار يستهدف بشكل خاص السفن المتجهة من وإلى “موانئ فلسطين المحتلة”، بينما يُسمح لما دون ذلك من سفن بالمرور الآمن دون اعتراض إذا لم تكن متجهة إلى هذه الموانئ.
أما على مستوى استهداف العمق الصهيوني في الأراضي المحتلة، ففي عمليات القصف لأهداف استراتيجية وتابعة للعدو الإسرائيلي في أم الرشراش، يافا، أسدود وغيرها من المواقع الحيوية، يؤكد السيد القائد أن هذه الأهداف تعرضت “للهجوم في أكثر من مناسبة”، وأن عملية إغراق السفينتين التابعتين لشركات انتهكت الحظر اليمني على الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، قد أدت إلى إعادة الإغلاق التام لميناء أم الرشراش، وهو ما يمثل رسالة ردع واضحة وفعالة.
وبلغة الواثق من قدراته، أصبح إعلان القوات المسلحة اليمنية عن فرض “حصار جوي شامل” على “إسرائيل” أكثر من مجرد تعبير عن التضامن مع غزة، بل تحوّل إلى ترجمة عملية لفهم جديد لمعادلة الردع الإقليمي. اليمن، اليوم، يُعد لاعبًا استراتيجيًا لا يُمكن تجاهله، ويُظهر أن قدرة الردع تعد أداة حاسمة في مواجهة العدوان.
بل إن العمليات اليمنية وباعترافات العدو نفسه، قد جاءت لتسحب البساط من رواية تفوق القوة التكنولوجية الغربية، وتُظهر محدودية قدراتها في مواجهة الإرادة اليمنية الصلبة المدعومة بصواريخ فرط صوتية محلية الصنع، تنطلق من جبال اليمن لتخترق أعتى أنظمة الدفاعات الجوية، فتصيب عمق الكيان المحتل بقوة دقة.
كما أن الحقيقة الثابتة تكمن في أن مشهد القوة التكنولوجية الأميركية، التي تتباهى بـ”بطاريات باتريوت”، و”ثاد”، و”القبة الحديدية”؛ قد أظهر عجزها أمام إرادة اليمن الصلبة، وإصراره على مبادئه، وتوجيه ضربة نوعية تزلزل معادلات الردع التقليدية، وتؤكد أن اليمن قادر على أن يُغير موازين القوى ويكتب تاريخًا جديدًا في المنطقة برصيده من القوة والإيمان.
منذ إعلان الموقف اليمني الداعم لقضية غزة في أكتوبر 2023، وحتى الرابع والعشرين من يوليو 2025، سجلت قوات اليمن المسلحة وشعبه الباسل نجاحات نوعية ومؤثرة، تعبر عن إرادة التحدي والصمود، وتؤكد على حجم الانخراط اليمني المتواصل في معركة الدفاع عن الأمة، ضمن السردية الوطنية والثوابت الراسخة لموقف اليمن المبدئي.
ففي المجال العملياتي، أُجريت 1679 عملية عسكرية نوعية، تنوعت بين إطلاق الصواريخ، والطائرات المسيرة، والزوارق الحربية، بهدف تصعيد الضغط على العدو الإسرائيلي، وتوجيه رسائل ردع قوية ومتتالية.
أما على مستوى العمليات البحرية، فقد استهدفت بالدرجة الأولى 90 سفينة تابعة للولايات المتحدة وبريطانيا، بالإضافة إلى سفن كانت في طريقها نحو العدو الإسرائيلي في البحر الأحمر، والبحر العربي، والمحيط الهندي. وخلال شهر واحد قبل 17 يوليو 2025، تم استخدام أكثر من 124 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيرة، الأمر الذي أدى إلى إعادة إغلاق ميناء أم الرشراش (إيلات) بشكل كامل، بعد محاولاتٍ متكررة من قبل العدو لإعادة تشغيله، في رسالة واضحة على قدرة اليمن على تعطيل أي مسعى عدائي.
وفي العمق المحتل، قامت القوات المسلحة اليمنية باستهداف أهداف إسرائيلية في يافا، والنقب، وأم الرشراش، مستخدمة أحدث أنواع الصواريخ الفرط صوتية والطائرات المسيرة، في وقتٍ أعلنت فيه عن وصول سلاح جديد إلى أهدافه بشكل دقيق، مما يعكس تطور القدرات العسكرية اليمنية وارتفاع وتيرة الردع الاستراتيجي.
وفي إطار التعبئة الشعبية، تستمر مسيرات الجموع الجماهيرية “المليونية” في صنعاء وبقية المحافظات، كل يوم جمعة، وتُعدّ هذه الفعاليات نوعاً من العطاء الإيماني والواجب الوطني، الذي يعبر عن إصرار الشعب اليمني على الثبات والوقوف في وجه العدوان، وعدم الرهبة من أي تهديد. وخلال أسبوع واحد قبل 17 يوليو 2025، شارك نحو 1229 مظاهرة ووقفة شعبية، تعبيراً عن وحدة الموقف ورسوخ الإرادة.
وفي حديثه المستمر، يؤكد السيد القائد على أن الجهود مستمرة لتطوير القدرات العسكرية، لجعلها أكثر فاعلية في مهاجمة العدو الإسرائيلي، وترسيخ مبدأ أن تكنولوجيا المقاومة لن تكون عائقاً أمام الإرادة الصلبة، إذ أن اليمن، باستخدام سلاحه المتقدم من الصواريخ الفرط صوتية والطائرات المسيرة، يفرض واقعا جديدا من المعادلات، يهدف إلى إلحاق تكاليف غير متناسبة بالعدو، وتوجيه رسائل ردع غير مسبوقة في تاريخه.
خلاصة القول:
إن القضية الفلسطينية في ضمير ووجدان السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي هي قضية وجودية، تتجاوز الحسابات السياسية الضيقة. يتجلى هذا الالتزام في خطاباته، يحفظه الله، والتي تجمع بين العمق الإيماني، والنقد اللاذع للمتقاعسين، والدعوة الصريحة للجهاد، وصولاً إلى الانخراط العسكري المباشر والفاعل.
إن الأرقام والإحصائيات التي يقدمها حول العمليات اليمنية في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن وباب المندب وفي العمق الصهيوني، هي شواهد على إرادة قوية لا تلين، وتصميم على نصرة الشعب الفلسطيني، مهما كانت التحديات والتضحيات. هذا الموقف يضع اليمن كفاعل رئيسي ضمن “محور المقاومة”، ويعكس طموحاً جيوسياسياً أوسع لتحدي الديناميكيات الإقليمية القائمة وإعادة تشكيلها. وسيظل الموقف اليمني من القضية الفلسطينية قوة دافعة رئيسية في سياسات اليمن، مما يؤثر على الافعال ولغة الخطاب، ويضع اليمن كلاعب ثابت ومؤثر في المشهد الجيوسياسي الإقليمي.