منتدى الاقتصاد والتعاون يكشف تأثير حرب غزة على اقتصادات دول عربية وآسيوية
تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT
لم يكن منتدى الاقتصاد والتعاون العربي مع دول آسيا الوسطى وجمهورية أذربيجان المنعقد في العاصمة القطرية الدوحة بعيدا عما تواجهه منطقة الشرق الأوسط من تحديات سياسية وجيوسياسية ألقت بظلالها على اقتصادات دول عربية كثيرة مشاركة في المنتدى بدورته الثالثة.
حرب غزة وما يجري في القطاع المحاصر من قتل يومي وتدمير منهجي حازت على حصة واسعة من كلمات الوفود المشاركة في المنتدى، حيث أكد رؤساء الوفود أن ما يجري في فلسطين له تأثير مباشر على ما تعانيه اقتصادات المنطقة، انطلاقا من لبنان والأردن ومصر بشكل مباشر، إضافة للتأثير على أسعار النفط، وخطوط التوريد الغذائية والصناعية عبر الممرات المائية المهمة في منطقة الشرق الأوسط.
الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم محمد البديوي أكد أن منتدى الاقتصاد والتعاون العربي مع دول آسيا الوسطى وجمهورية أذربيجان، يساهم بشكل كبير في تعزيز التكامل الاقتصادي بين دول مجلس التعاون الخليجي خاصة والدول العربية بشكل عام.
توحيد الرؤية
وقال البديوي في حديثه للجزيرة نت إن المنتدى ناقش عددا من القضايا المهمة التي ترسخ البنى الاقتصادية الخليجية على أسس وقواعد صلبة، إضافة لتوحيد رؤيتها في التعاون مع الدول العربية ودول شرق آسيا، للوصول إلى أفضل صور التكامل الاقتصادي الذي تحتاجه المنطقة.
وأكد البديوي على ضرورة اتخاذ خطوات جادة للتعامل مع الأزمات الاقتصادية التي تسببت بها الحروب المشتعلة في المنطقة، داعيا لمواصلة الجهود الجماعية لمعالجة تبعات الحروب، وما تسببت به من آثار مدمرة طالت اقتصادات دول كثيرة في منطقة الشرق الأوسط.
أما وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني أمين سلام فأكد أن انعقاد منتدى الاقتصاد والتعاون العربي مع دول آسيا الوسطى وجمهورية أذربيجان في الدوحة جاء في توقيت حساس وغير مألوف من الناحية الاقتصادية والسياسية على حد سواء، الأمر الذي دفع المشاركين في المنتدى ومن ضمنهم دولة لبنان، لإعادة طرح أسباب الأزمات الاقتصادية ومحاولة إيجاد حلول آنية ومستقبلية لها.
وعن أبرز أسباب الأزمات الاقتصادية التي تعاني منها المنطقة خلال الوقت الراهن، بين وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني في حديثه للجزيرة نت، أن العدوان الإسرائيلي على غزة وخروج الملف عن السيطرة وحدود فلسطين، زاد من المعاناة الاقتصادية لدول الشرق الأوسط، وأولها لبنان الذي يعاني بالأصل مع تدهور اقتصادي خطير.
خسارة 10 مليارات دولار
الوزير اللبناني أكد أن العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان له تبعات اقتصادية خطيرة على بلاده، مشيرا إلى أن لبنان خسر مليارات الدولارات جراء الحرب المتواصلة عليه من قبل إسرائيل، وقال: "ما تعرض له لبنان من أضرار مالية واقتصادية وبنيوية جراء الحرب لا يمكن تعويضه على المستوى القريب".
لم يخف أمين سلام تخوفه من استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان، وأشار لاحتمالية تعقُّد الأوضاع الاقتصادية أكثر خلال الفترة القادمة، خاصة في قطاعي الزراعة والسياحة، قائلا إن حجم الأضرار في الأراضي والمنتجات الزراعية اللبنانية نتيجة الحرب بلغ نحو 10 مليارات دولار، في تقديرات أولية.
وأكد الوزير اللبناني أن الحرب تسببت في إتلاف آلاف الأطنان من المنتجات الزراعية، إضافة للأضرار التي طالت مساحات كبيرة من أشجار الزيتون والتي تعتبر ثروة وطنية للبنان.
مرحلة الشلل
وأوضح وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني في حديثه للجزيرة نت، أن الحرب على لبنان دمرت الموسم السياحي خلال فصل الشتاء، وعرَّضته لانتكاسة كبيرة وصلت لمرحلة الشلل، حيث تم إلغاء عدد كبير من حجوزات الطيران والفنادق، إضافة إلى أن كثيرا من النشاطات والفعاليات السياحية تم إلغاؤها، الأمر الذي عاد بالضرر البالغ على العائدات المالية لكثير من القطاعات الاقتصادية في لبنان.
وحسب إعلان الدوحة لمنتدى الاقتصاد والتعاون العربي مع دول آسيا الوسطى وجمهورية أذربيجان فقد أكد وزراء الخارجية والمال والاقتصاد على التضامن الكامل مع لبنان في ظل أشد أزمة سياسية واقتصادية واجتماعية يمر بها منذ عقود، والدعم لمؤسساته الدستورية كافة بما يحفظ الوحدة الوطنية اللبنانية وأمن واستقرار لبنان وسيادته على كامل أراضيه.
وأدان الوزراء الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة على جنوب لبنان، والتي تسببت في ضحايا من المدنيين، إضافة إلى استهداف مراكز الجيش اللبناني، ووصلت إلى عمق الأراضي اللبنانية شاملة الأراضي الزراعية بواسطة الفوسفور الأبيض المحرم دوليا.
اليمن تعاني
سفير اليمن لدى الدوحة راجح بادي أوضح أن المنتدى يساهم في معالجة الأزمات الاقتصادية العربية خاصة الدول التي تعاني أوضاعا اقتصادية صعبة، مؤكدا ضرورة تنفيذ إعلان الدوحة الصادر عن المنتدى على أرض الواقع، حيث تم التصويت عليه بالإجماع وهذا مؤشر يدعو للتفاؤل على حد تعبيره.
وأضاف السفير اليمني في حديثه للجزيرة نت أن مأساة غزة كانت هي القضية المحورية في مناقشات المنتدى، حيث لم تخلُ كلمات رؤساء الوفود المشاركة من الدعوة لإيقاف الحرب المدمرة على الشعب الفلسطيني، وقال: كما دمّرت هذه الحرب قطاع غزة فإنها في الوقت ذاته أصابات اقتصادات المنطقة في مقتل، مما أدى لتهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية لسكان المنقطة ومنها الشعب اليمني.
وأكد بادي أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة تلقي بظلالها يوميا على اقتصاد اليمن المثقَل أصلا بكثير من الملفات العالقة، والتي تحتاج الكثير من العمل لحلها بسبب التعقيدات المالية وفقدان إيرادات تصدير النفط وغيرها من العوامل المرتبطة باشتراطات وقيود المانحين الدوليين وعدم وجود بيئة استثمارية يمنية مشجعة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: اليمن تعاني حرب غزة الشرق الأوسط اقتصادات دول عربية منطقة الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
منتدى طرابلس يدق ناقوس الخطر للحفاظ على الهوية العربية في العالم الرقمي
بمشاركة رسمية رفيعة من جامعة الدول العربية، تحولت فعاليات "منتدى الحوار الإعلامي العربي الدولي" في طرابلس، الى منصة لإطلاق تحذيرات عاجلة لمخاطر تهدد الهوية العربية في الفضاء الرقمي المفتوح.
جاء المنتدى ضمن فعاليات "أيام طرابلس الإعلامية 2025"، التي اختتمت بحدث رمزي كبير هو افتتاح المتحف الوطني الليبي في قصر السرايا الحمراء بعد تطويره بتقنيات تفاعلية، مؤكدةً على معادلة الجمع بين الأصالة والمعاصرة التي نادى بها المشاركون.
وشهدت الجلسات، التي أدارها إعلاميون ليبيين بالتلفزيون الوطنية وهم محمد حديد، ومحمود الشركس ومحمد التراسي مشاركة نخبة من صُناع القرار والخبراء العرب، من بينهم عدد من الوزراء والسفراء، ممثلين عن دول عربية مختلفة، بالإضافة إلى أسماء إعلامية وفنية بارزة، مما منح الحوار زخماً رسمياً وشعبياً.
وناقش المنتدى من خلال ثلاث جلسات عمل محاور حيوية، تمحورت حول "الهوية العربية وصناعة المحتوى الإعلامي"، و"التدريب المهني وتطوير المحتوى الرقمي"، و"توظيف الذكاء الاصطناعي في الإعلام". وتميزت هذه الدورة بمشاركة أولى لمنظمتي "الإيسيسكو" و"الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري" بصفة مراقب.
لم يقتصر المنتدى على التشخيص الأكاديمي، بل حاول رسم خريطة طريق عملية للخروج من المأزق، مركزاً على ضرورة تطوير استراتيجية عربية موحدة تحدث عنها السفير أحمد رشيد خطابي الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال بالجامعة العربية تستطيع من خلالها الأمة العربية صياغة وجودها الرقمي بلسانها وقيمها، بدلاً من الاستمرار في دور المستهلك السلبي لمحتوى الآخر، الذي قد يؤدي إلى فقدان تدريجي لملامح هويتها.
جمع المنتدى، الذي ناقش محاور الهوية العربية وصناعة المحتوى الإعلامي والتدريب المهني وتطوير المحتوى الرقمي وتوظيف الذكاء الاصطناعي في الإعلام، عددا كبيرا من الشخصيات البارزة. من بينهم وزرا الاعلام زهير بو عمامة من الجزائر، وحمزة المصطفى من سوريا، وأسامة هيكل وزير الإعلام المصري الأسبق، وزياد مكاري وزير الإعلام اللبناني الأسبق، بالإضافة إلى سفراء ومستشارين وإعلاميين وفنانين مصريين بارزين مثل منى الشاذلي وباسم يوسف وأحمد فايق.
لم يقتصر المنتدي على تشخيص الخطر، بل حاول رسم خريطة طريق للخروج من المأزق، مقترحا معادلة دقيقة تجمع بين الحفاظ على الهوية واللغة، وبين الابتكار والتفاعل مع أدوات العصر من ذكاء اصطناعي ومنصات رقمية.