الدوحةـ اختتمت في الدوحة مساء الثلاثاء الدورة الثالثة لمنتدى الاقتصاد والتعاون العربي مع دول آسيا الوسطى وجمهورية أذربيجان، بإصدار إعلان الدوحة الذي تضمن 57 بندا في مختلف المجالات، تركز مجملها على أهمية توطيد أواصر العلاقات والتنسيق فيما يصب في صالح شعوب المنطقتين.

إعلان الدوحة تضمن تأكيد الوزراء والمسؤولين المشاركين على العلاقات التاريخية والروابط الدينية والثقافية بين الجانبين، وعلى آفاق التعاون الاقتصادي والإمكانات التي تتمتع بها البلدان العربية ودول آسيا الوسطى وأذربيجان، بما فيها الثروات الطبيعية الهائلة، والفرص الاستثمارية الواعدة في مجالات مختلفة.

وشدد المجتمعون على أهمية تطوير آليات التعاون الخاصة بالمنتدى في كافة المجالات، خدمة للمصالح المشتركة بين الجانبين، مؤكدين ضرورة مواصلة تعزيز التنسيق والتشاور بينهما وتبادل الدعم في مختلف القضايا ذات المصلحة المشتركة، بما يسهم في تعزيز وإرساء الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.

حسام زكي يرى أن هناك تطابقا كبيرا بين كافة دول المنتدى في الرؤى السياسية والاقتصادية (الجزيرة) حلول توافقية

وفي تصريح للجزيرة نت أشار الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي إلى أن إعلان الدوحة انقسم إلى شقين، الأول يندرج تحت عنوان التشاور السياسي، ويتضمن 21 بندا، والثاني تحت عنوان التعاون الاقتصادي والثقافي والاجتماعي، ويضم 36 بندا.

وفيما يتعلق بالجانب السياسي، فقد أكد الإعلان، حسب زكي، الحاجة إلى دعم الحلول التوافقية السياسية لحل الأزمات التي تواجهها بعض الدول في المنطقة العربية، وإدانة استمرار جرائم العدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، والدعوة لعقد مؤتمر دولي للسلام في أقرب الآجال.

وأوضح الدبلوماسي أن مواقف المشاركين في المنتدى جاءت متطابقة بشكل كبير فيما يتعلق بالتنسيق السياسي في القضايا العربية ومنطقة آسيا الوسطى وجمهورية أذربيجان، متوقعا أن يكتسب هذا التنسيق مزيدا من الزخم والتطور بين دول المنتدى خلال الفترة المقبلة.

وفي إطار التنسيق السياسي بين دول المنتدى، فقد أكد المشاركون أهمية الالتزام بالحفاظ على وحدة وسيادة وأمن واستقرار كل من سوريا واليمن وليبيا والصومال والسودان والتضامن مع لبنان في ظل أشد أزمة سياسية واقتصادية واجتماعية يمر بها منذ استقلاله، وفق زكي.

ورأى أن إعلان الدوحة يؤكد كذلك ضرورة دعم الجهود السلمية، ومنها مبادرة الإمارات للتوصل إلى حل سلمي لقضية الجزر الإماراتية الثلاث، والتأكيد على أهمية أن تكون علاقات التعاون بين الدول العربية والجمهورية الإسلامية الإيرانية قائمة على مبدأ حسن الجوار.

ولفت زكي إلى أنه فيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي والثقافي والاجتماعي، فقد تضمن إعلان الدوحة بنودا تركز على تفعيل وتوسيع أوجه التعاون بين دول المنتدى، حيث رحب الوزراء بالتعاون الاقتصادي المتزايد بين الدول الأعضاء بجامعة الدول العربية ودول آسيا الوسطى وأذربيجان، والدعوة لتشجيع تفعيل هذا التعاون وتعزيزه.

خسرو صاحب زاده يشدد على أن دول المنتدى تحظى بإمكانات اقتصادية هائلة (الجزيرة) منطقة جغرافية مهمة

من جانبه، قال سفير جمهورية طاجيكستان في الدوحة خسرو صاحب زاده، في تصريح للجزيرة نت، إن إعلان الدوحة يركز على أهمية زيادة التعاون والتفاهم المتبادل بين منطقتينا العربية ووسط آسيا بالإضافة لدولة أذربيجان، لافتا إلى أن هذه المناطق الجغرافية تتمتع بإمكانات اقتصادية وموارد بشرية وعلمية وتكنولوجية هائلة لتحقيق التنمية المشتركة والتقدمية لصالح شعوبنا ودولنا.

واقترح المسؤول الطاجيكي تنظيم اجتماع لممثلي الوزارات والوكالات المسؤولة عن اتصالات النقل في بلدان المنتدى، والذين يمكنهم تقديم مقترحات ملموسة لتطوير التعاون في مجال النقل والخدمات اللوجيستية بين المنطقتين.

ولفت صاحب زاده إلى أن إعلان الدوحة ركز أيضا على العديد من القضايا المتعلقة بحماية البيئة والاحتباس الحراري والمناخ والتغيرات الأنثروبولوجية على الأرض، لافتا إلى أهمية توسيع التعاون في المجالات الإنسانية، من بينها مجالات التعليم والعلوم والرعاية الصحية والرياضة وسياسة الشباب، وهو ما يعد وسيلة فعالة لتعزيز الصداقة والتقارب بين الشعوب.

وأشار إلى أن إعلان الدوحة يؤكد الحق المشروع للفلسطينيين في إقامة دولتهم ونيل حقوقهم المشروعة، لافتا إلى أن معاناة الشعب الفلسطيني تعد إحدى القضايا الساخنة التي أبقت العالم في حالة من الترقب لمدة أكثر من 6 أشهر.

الفاتح عبدالله يوسف: هناك رغبة قوية في تكوين تكتل اقتصادي سياسي عربي آسيوي (الجزيرة) متابعة التنفيذ

ومن جهته، قال وزير التجارة والتموين السوداني الفاتح عبد الله يوسف في تصريح للجزيرة نت إن إعلان الدوحة يركز على تعميق وتطوير العلاقات بين دول المنتدى نحو آفاق أوسع وأعمق تسفر بالنهاية في تكوين تكتل اقتصادي سياسي قوي عربي آسيوي يكون له تأثير في الساحة العالمية.

وأضاف يوسف أن المنتدى يقود إلى حقبة مهمة في مستقبل الدول الأعضاء خاصة في ظل الرغبة الصادقة في تطوير التعاون والتنسيق لمزيد من التطور، وذلك عبر تنفيذ البروتوكولات والاتفاقيات التي تكفل ذلك، نظرا لما تتميز به دول المنطقة من مواقع جغرافية إستراتيجية في قلب العالم.

وتابع أن المنتدى وضع ركيزة مهمة للعمل المستقبلي والعمل على تكوين تكتل اقتصادي قوي من خلال تنفيذ البروتوكولات التي تكفل تحقيق ذلك الهدف حيث ستكون الدوحة متابعا لهذه البروتوكولات وتنفيذها بما يعود بالنفع على كافة الدول الأعضاء.

ولفت المسؤول السوداني إلى أن هناك رغبة من كافة أعضاء المنتدى في تنظيم الدورات المقبلة بأوقات زمنية محددة دون فترات متباعدة لضمان المتابعة الدقيقة لكافة التوصيات التي تصدر عن الاجتماعات، كاشفا أن تنظيم الدورة الرابعة للمنتدى سيكون خلال عام 2026.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات التعاون الاقتصادی بین دول المنتدى تکتل اقتصادی آسیا الوسطى على أهمیة إلى أن

إقرأ أيضاً:

«أبوظبي للغة العربية» يشارك في «المنتدى العلمي والعملي الدولي» بموسكو

أبوظبي (الاتحاد)

شارك مركز أبوظبي للغة العربية، في المنتدى العلمي والعملي الدولي الثاني، الذي عُقد مؤخراً في العاصمة الروسية موسكو، بتنظيم من مركز الشيخة فاطمة بنت مبارك التعليمي، ومدرسة بريماكوف الإقليمية، تحت عنوان «تدريس اللغة العربية في العالم الحديث: التقاليد والابتكارات»، حضره نحو 50 خبيراً متحدثاً بالروسية، و15 متحدثاً باللغة العربية.
وسعى المنتدى، الذي يعتمد اللغتين العربية والروسية، إلى تحديث تجربة تدريس اللغة العربية التي تجمع بين التقاليد وأحدث التقنيات التعليمية، مستهدفاً العلماء المختصين في ميدان اللغة العربية، والمعلمين الذين ترتبط أنشطتهم المهنية بدراسة اللغة العربية وتدريسها، والطلاب الذين يدرسونها، مركّزاً على قضايا الذكاء الاصطناعي، والنماذج اللغوية، في تدريس اللغة العربية، واللهجات العربية في التعليم الروسي، والاطلاع على الوسائل، والتقنيات الحديثة، لتعليم وضبط وتقييم جودة تدريس اللغة العربية الفصحى، والأساليب الحديثة في تدريسها في التعليم العالي، وبحث سبل تنمية تجربة القراءة في عملية تعلم اللغة العربية، وممارسة الترجمة في تدريسها، والبحث في اللغويات الإثنية العربية، وآفاق تدريس اللغة العربية في القرآن الكريم في المدارس.

آفاق واسعة
وقال الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية: «تنبع أهمية المنتدى من ترسيخه للتعاون الثقافي بين دولة الإمارات وروسيا، وتعزيز التبادل بين الثقافتين العربية والروسية. خاصة مع وجود مركز الشيخة فاطمة بنت مبارك التعليمي، الذي تأسّس كصرح علمي فريد في روسيا، قبل عام، بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وفخامة الرئيس فلاديمير بوتين، رئيس روسيا الاتحادية، فمن شأن وجود مثل هذا المركز المرموق أن يعزّز التعاون الاستراتيجي بين الدولتين، ويفتح آفاقاً واسعة لتطوير تعليم اللغة العربية، إلى جانب التاريخ والثقافة والفنون والعلوم». وتابع: «تراهن مدرسة بريماكوف الدولية منذ سنواتها الأولى على بناء العقل المبدع، وتنمية الخيال، مع تمكين طلبتها من أدوات المعرفة الحديثة، وتوفير منح للموهوبين من نحو 50 منطقة روسية، ما يتقاطع مع أهداف مركز أبوظبي للغة العربية وجهوده في مجال تعزيز اللغة العربية، ونشر تراثها الثقافي والمعرفي، ودعم المواهب الإبداعية، وصقل مهاراتهم، وتقديم منح بحثية، ومنح ترجمة، لتحفيزهم على الإبداع والعلم والمعرفة».

التقاليد والابتكار 

وحلّ الدكتور علي بن تميم ضيف شرف على الندوة الرئيسة الأولى في المنتدى، والتي حملت عنوان «مراكز وتوجّهات الاستعراب الروسي: توازن بين التقاليد والابتكار»، إلى جانب نخبة من المتخصصين والخبراء وهمّ: الدكتور أوليج ريدكين، من (جامعة سانت بطرسبرغ الحكومية)، والدكتور فاسيلي كوزنيتسوف، من (معهد الدراسات الشرقية- أكاديمية العلوم الروسية)، والدكتور ليونيد كوجان، من (معهد الثقافات الشرقية- الجامعة العليا للاقتصاد)، والدكتور محمد صالح العماري، من (مركز الثقافة العربية- الحضارة)، والدكتورة لاريسا زيلتين، من (الجامعة العليا للاقتصاد).
وألقى الدكتور علي بن تميم كلمة أشاد فيها بالعلاقات الثقافية بين دولة الإمارات وروسيا، والتعاون الأكاديمي مع الجامعات الروسية، من خلال الصرح العلمي الكبير المتمثّل في مركز الشيخة فاطمة بنت مبارك التعليمي. وأشار إلى مشروعات مركز أبوظبي للغة العربية، في دعم الباحثين والبحث العلمي في اللغة العربية، وعلى رأسها جائزة الشيخ زايد للكتاب، التي تكرّم كل عام - من خلال 10 فروع - كوكبة من المفكرين، والأكاديميين، والمبدعين الروّاد والشباب، كما تُقدّم منحاً في مجال دراسات مناهج تعليم اللغة العربية، التي تُعاين واقع تدريس اللغة العربية، والأدب العربي في التعليم المدرسي.
وتناولت كلمته أهمية مجلة «المركز»، التي يصدرها مركز أبوظبي للغة العربية، بالتعاون مع دار نشر بريل العالمية، وإسهامها في بناء الجسور بين الباحثين العرب وغيرهم. وكيف تمكّنت من أن تكون أحد المشاريعِ التي يعوّل عليها لحل مشكلة ندرة الدوريات العربية المحكمة، ومحدودية إتاحة المعرفة الأكاديمية باللغة العربية. وأكد أن «المجلة أسهمت في استعادة حضور اللغة العربيّة لغةً لكتابة البحث العلمي وقراءته، لتكون شريكاً حضارياً قوياً للمرجعيات الغربية في حقل الدراسات العربية والإسلامية».

«يداً بيد» 

أخبار ذات صلة الإمارات وإيرلندا تبحثان توسيع التعاون ودعم التواصل بين مجتمعي الأعمال مهرجان «أيام العربية» ينطلق في أبوظبي 13 ديسمبر

وتكمُن أهمية مشاركة مركز أبوظبي للغة العربية بالمنتدى، في تعزيز حضوره على المستوى الدولي، ومدّ المزيد من جسور التواصل، والتعاون الثقافي، وإيجاد مساحة يتلاقى فيها المستقبل المشترك، إذ عكس المنتدى، من خلال فعالياته على مدار يومين، وأبرزها العرض الفني، الذي قدمه طلبة دارسين للغة العربية تحت عنوان «يداً بيد»، جوهر المناسبة وروحها، مؤكداً أن اللغة العربية جسرٌ أساسي لتقوية العلاقات بين الشعوب، ومسارٌ مفتوح نحو فهم أعمق للحضارات.

مكتبة الأدب الأجنبي 

وفي ختام فعاليات الحدث زار الدكتور علي بن تميم، يرافقه وفد من مركز أبوظبي للغة العربية، مكتبة الأدب الأجنبي، ثاني أكبر مكتبة في روسيا، والتي تأسست في العام 1922، نظراً لاحتوائها على قرابة 4.5 مليون كتاب بأكثر من 150 لغة، منها نحو 20 ألف كتاب باللغة العربية، كما التقى سعادته والوفد المرافق بمديرة المكتبة، وتبادلا الأفكار حول واقع التلاقي بين الثقافتين الروسية والعربية، وناقشا إمكانية التعاون مستقبلاً.

مقالات مشابهة

  • أورام الأقصر تستضيف منتدى التعاون الإفريقي في طب الأورام
  • خطوة مهمة لتعزيز الشراكات.. شفاء الأورمان تستضيف منتدى التعاون الإفريقي
  • «أبوظبي للغة العربية» يشارك في «المنتدى العلمي والعملي الدولي» بموسكو
  • اجتماع عربي لدعم حوكمة الإنترنت.. وتنظيم الاتصالات يطلق مبادرة نوعية لـ IPv6
  • التضامن تشارك في مؤتمر عربي حول «عمل الأطفال وسياسات الحماية الاجتماعية»
  • خبير اقتصادي: مبادلة الديون أداة فعالة لتقليل الأعباء ودعم الاستثمار
  • ليبيا تحتل المرتبة الثالثة عربيًا في ترتيب الدول التي يعاني مواطنيها من الاكتئاب
  • إعلان توصيات المنتدى الخامس لاتحاد رؤساء الجامعات الروسية والعربية
  • وفد من منطقة نينغشيا الصينية يزور جامعة الدول العربية لهذا السبب
  • إعلان غرناطة يضع أسسا عالمية لمكافحة الإسلاموفوبيا بختام منتدى الدوحة