روسيا تكثف عملية إنتاج الأسلحة بعد قيام الولايات المتحدة بتعزيز دعمها لأوكرانيا
تاريخ النشر: 2nd, May 2024 GMT
مايو 1, 2024آخر تحديث: مايو 1, 2024
المستقلة/- أمر وزير الدفاع الروسي اليوم الأربعاء بزيادة عملية إنتاج الأسلحة و قال إن عمليات التسليم يجب أن تكون أسرع بالنسبة للحرب في أوكرانيا، و ذلك بعد أسبوع من توقيع الرئيس الأمريكي جو بايدن على مساعدات عسكرية جديدة بعشرات المليارات من الدولارات لكييف.
أدى الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022 إلى أسوأ انهيار في العلاقات بين روسيا و الغرب منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، وفقًا لدبلوماسيين روس و أمريكيين.
وقع بايدن في 24 أبريل/نيسان على مشروع قانون ينص على تقديم مساعدات إضافية بقيمة 61 مليار دولار لأوكرانيا، بما في ذلك مجموعة من المدفعية و أنظمة الصواريخ و الذخائر المضادة للدبابات.
و تتقدم روسيا تدريجياً في النقاط الرئيسية على طول خط المواجهة البالغ طوله 1000 كيلومتر (620 ميلاً)، و ذكرت أن الأسلحة الأمريكية لن تمنع انتصار موسكو، لكن بعض المسؤولين الروس يشعرون بالقلق من أن الدعم الأمريكي سيؤدي إلى تصعيد الصراع.
و في اجتماع مع كبار القادة العسكريين المسؤولين عما تسميه موسكو “العملية العسكرية الخاصة” في أوكرانيا، قال وزير الدفاع سيرجي شويجو إن هناك حاجة لزيادة حجم و جودة و سرعة إنتاج الأسلحة.
و قال شويغو في لقطات نشرتها وزارة الدفاع: “للحفاظ على الوتيرة المطلوبة للهجوم، من الضروري زيادة حجم و نوعية الأسلحة و المعدات العسكرية المقدمة للقوات، و خاصة الأسلحة”.
و قال شويجو، الذي ظهر و هو يتفقد الطائرات بدون طيار و الأسلحة الأخرى و يعطي أفكاره الخاصة حول التحسينات، إن المؤسسات الصناعية تلقت أوامر بتقليل وقت الإنتاج بينما طُلب من وحدات الإصلاح في الجبهة و في شرق أوكرانيا و جنوبها و في الخلف أن تتحسن كفاءتهم.
و سلم رئيس الأركان العامة الروسية، الجنرال فاليري غيراسيموف، المسؤول عن الحملة العسكرية في أوكرانيا، تقريرًا إلى شويغو حول الوضع الحالي للعمليات.
تسيطر روسيا الآن على حوالي 18٪ من أوكرانيا، و تكتسب الأرض منذ فشل الهجوم المضاد الذي شنته كييف عام 2023 في تحقيق أي تقدم جدي ضد القوات الروسية المتحصنة.
و حذر مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز الشهر الماضي من أنه بدون المزيد من الدعم العسكري الأمريكي قد تخسر أوكرانيا في ساحة المعركة لكن مع هذا الدعم فإن القوات الأوكرانية قد تتمكن من الصمود هذا العام.
و مع ذلك، فإن ما إذا كانت أوكرانيا قادرة على استعادة الأراضي التي استولت عليها روسيا أم لا، هو أمر أقل وضوحًا.
و فاجأت قدرة روسيا على تجنيد مئات الآلاف من الجنود المتعاقدين الذين يتقاضون أجورا جيدة نسبيا و زيادة إنتاج الأسلحة الولايات المتحدة و حلفائها في حلف شمال الأطلسي العسكري.
و قال الجنرال كريستوفر كافولي، رئيس القيادة الأمريكية الأوروبية الشهر الماضي أن الجيش الروسي أصبح الآن أكبر بنسبة 15% مما كان عليه قبل الغزو، و تكيفت القيادة بسرعة مع التحديات المبتكرة في ساحة المعركة، و سوف تصنع روسيا المزيد من المدفعية هذا العام أكثر من جميع أعضاء الناتو البالغ عددهم 32 عضوًا.
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الاثنين إن الأسلحة الأمريكية الحيوية بدأت تصل إلى أوكرانيا بكميات صغيرة، لكن يجب أن تكون عمليات التسليم أسرع مع محاولة قوات الغزو الروسية المتقدمة الاستفادة من هذه الفرصة.
و تواجه أوكرانيا قوات متقدمة شمال غربي بلدة أفديفكا التي سقطت في يد روسيا في فبراير/شباط، و حول بلدة تشاسيف يار التي يقول القائد الأعلى في كييف إن موسكو تريد الاستيلاء عليها بحلول التاسع من مايو/أيار، و هو الذكرى السنوية لانتصار روسيا في الحرب العالمية الثانية.
و تواجه روسيا ضربات جوية أوكرانية بطائرات بدون طيار على صناعة تكرير النفط في عمق أراضيها و هجمات صاروخية باستخدام الأسلحة الأمريكية على شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا من أوكرانيا في عام 2014 و تعتبرها الآن جزءًا منها.
و قال مسؤولون روس إن أوكرانيا هاجمت شبه جزيرة القرم بأنظمة صواريخ تكتيكية أمريكية الصنع (ATACMS) خلال الأيام الأخيرة في محاولة لاختراق الدفاعات الجوية الروسية، قبل استهداف المنشآت العسكرية الروسية هناك.
مرتبطالمصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: إنتاج الأسلحة
إقرأ أيضاً:
الكرملين لا يستبعد لقاء بوتين وترمب.. روسيا تشترط استبعاد أوكرانيا من الناتو للتسوية
البلاد (موسكو)
في أحدث تصريحات تعكس تمسك موسكو بمواقفها الصلبة تجاه الحرب في أوكرانيا، حدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف شرطين أساسيين لأي تسوية محتملة للنزاع المستمر منذ أكثر من عامين، مؤكدًا أن روسيا لن تتنازل عنهما تحت أي ظرف.
وأوضح لافروف خلال مشاركته في منتدى”وسط المعاني” أن الشرط الأول يتمثل في ضمان عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ووقف أي توسّع للحلف نحو الشرق. أما الشرط الثاني فهو الاعتراف بالواقع الميداني على الأرض، في إشارة إلى الأراضي التي سيطرت عليها روسيا منذ بدء الحرب، والتي باتت تُدرجها في دستورها كأراضٍ روسية.
وقال الوزير الروسي:” نصرّ على مطالبنا المشروعة، أي ضمان أمننا القومي. لقد توسع الناتو فعليًا حتى حدودنا رغم جميع التعهدات السابقة”. وأضاف أن روسيا “تخوض للمرة الأولى في تاريخها معركة بمفردها ضد الغرب بأسره”، مشددًا على أن هزيمة الأعداء تمثل أولوية قصوى في هذه المرحلة.
في السياق ذاته، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: إن أوكرانيا لم تقدم بعد أي رد على اقتراح روسي يتعلق بإنشاء ثلاث مجموعات عمل لمعالجة قضايا تبادل الأسرى، تشمل الجوانب السياسية والعسكرية والإنسانية. وأوضح أن روسيا لا تزال بانتظار موقف رسمي من كييف بهذا الشأن، رغم انتهاء الجولة الثالثة من المحادثات في إسطنبول يوم 23 يوليو، والتي اقتصرت نتائجها على اتفاق مبدئي لتبادل الأسرى.
وأعادت روسيا التأكيد على أن مسارها المفضل هو الحل السياسي والدبلوماسي، متهمةً أوكرانيا والدول الغربية بتقويض أي جهود نحو الحوار، وهو ما وصفه بيسكوف بأنه السبب المباشر لاستمرار العمليات العسكرية.
من جانبها، شددت البعثة الروسية لدى الاتحاد الأوروبي على أن أي تسوية للنزاع لن تكون ممكنة دون اعتراف بروكسل بالأسباب الجذرية للصراع، محملةً الاتحاد مسؤولية تأجيجه. وقالت في بيان إن على الأوروبيين التخلي عن”نهج المواجهة”، والاعتراف بالواقع السياسي والميداني القائم.
يأتي ذلك في وقت صادقت فيه دول الاتحاد الأوروبي على الحزمة الثامنة عشرة من العقوبات ضد موسكو، والتي وُصفت بأنها من أشد العقوبات المفروضة حتى الآن. وردًا على ذلك، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الغرب يسعى إلى “احتواء وإضعاف روسيا”، واصفًا هذه الإستراتيجية بـ”الفاشلة”، مشيرًا إلى أن العقوبات تلحق أضرارًا بالاقتصاد العالمي برمته، وليس فقط بروسيا.
وفي تطور لافت، لم يستبعد الكرملين إمكانية عقد لقاء بين بوتين والرئيس الأمريكي دونالد ترمب، على هامش زيارة مرتقبة للرئيس الروسي إلى الصين في سبتمبر المقبل بمناسبة الذكرى الـ80 لانتهاء الحرب العالمية الثانية. وأوضح بيسكوف أن اللقاء مرهون بتواجد الزعيمين في الصين في ذات التوقيت.