تناولت وسائل إعلام إسرائيلية الفشل الذي مُني به الجيش في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي رغم خوضه تدريبات عسكرية تحاكي هجوما مماثلا لـ "طوفان الأقصى" الذي نفذته كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن هيئة الأركان أجرت فحصا في قواعد فرقة غزة صباح الأربعاء، قبل 72 ساعة من هجوم حماس المباغت، مشيرة إلى أنه تم إجراء تدريب لكل المواقع العسكرية في فرقة غزة.

ولفتت إلى أن موقعا عسكريا واحدا فقط لم يحصل على علامة الفشل، في إشارة إلى "يفتاح" في حين كانت بقية المواقع خلال التدريب بحالة انعدام مطلق لمواجهة اقتحام للقواعد والمواقع العسكرية.

وأشارت القناة إلى أن التدريبات كانت تشمل التصدي لدخول مشاة أو مركبات إلى المواقع العسكرية دون تصريح، والاستيلاء على وسائل قتالية من مستودعات الذخيرة، واقتحام غرفة التحكم بقسم العمليات وغرفة مراقبة السياج، إضافة للاستيلاء على مفاتيح غرف التسليح.

ومع ذلك، فقد قتل في موقع "ناحال عوز" العسكري -وفق القناة- 54 مجندا ومجندة وأسر 10 آخرون بعضهم لا يزالون في قبضة حماس، مؤكدة أن الجيش لم يتمكن من تصحيح الإخفاقات التي تفقدها واكتشفها قبل عدة أيام.

تعيين مثير للجدل

وحول تعيين المقدم شلومي بندر رئيسا جديدا لشعبة الاستخبارات بالجيش (أمان) خلفا للمستقيل أهارون هاليفا، قال ألون بن دافيد محلل الشؤون العسكرية بالقناة 13 إنه مثير للخلاف "فقد تلطخت سمعته المهنية، حيث لم يتم التحقيق على الأقل في دوره بهجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول عندما كان يرأس شعبة العمليات".

وأضاف المحلل العسكري أن "شعبة الاستخبارات هيئة محطمة ومنكسرة، وتشهد صراعات داخلية، وغالبية قادتها يجب استبدالهم" ثم أكمل متسائلا "هل بندر مؤهل وهل هو الشخص المناسب؟".

وفي سياق ذي صلة، طلب رئيس الأركان هرتسي هاليفي من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مؤخرا "إجراء نقاش إستراتيجي شامل في كل الجبهات، الأمر الذي يتطلب قرارات وازنة أي بناء إستراتيجية بعيدة المدى" وفق القناة 12 الإسرائيلية.

وبحسب المصدر ذاته، يؤثر امتناع نتنياهو عن إجراء هذا النقاش على الجيش إذ لا يمكن الاستمرار في تنفيذ الخطط العملياتية حتى يتم اتخاذ القرارات، خاصة أن حالة إحباط تسود داخل الأجهزة الأمنية.

ونقلت القناة عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين أن "الإنجازات التكتيكية لا تتم ترجمتها إلى عمليات إستراتيجية. في الواقع نحن في دائرة مفرغة لا تنتهي وهذا يؤثر على الجيش وموارده".

تصريحات ستروك

بدوره رده وزير الدفاع الأسبق موشيه يعالون على تصريحات وزيرة يمينية، قائلا إن إسرائيل عاجزة عن إنهاء الوضع في غزة لأن بالحكومة أشخاصا لا يسمحون باتخاذ قرار حاسم "وإنما يريدون حاكما عسكريا لغزة وإدارة مدنية واحتلالا وطردا للعرب".

وقال للقناة 13 "هؤلاء الأشخاص يرفضون إمكانية تحرير المخطوفين (الأسرى) لأنهم يفضلون الاحتلال والتهجير والاستيطان اليهودي في قطاع غزة".

وكانت وزيرة الاستيطان والبعثات الوطنية أوريت ستروك قالت قبل يومين "إن الحكومة التي ترسل الجنود للحرب لإنقاذ 22 أو 33 شخصا ليس لها الحق في الوجود والبقاء".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات

إقرأ أيضاً:

بدء العد التنازلي لـ"هجوم شامل" على غزة.. ونافذة ضيقة للحوار

مع اختتام الرئيس الأميركي دونالد ترامب جولة في المنطقة، بدأ العد التنازلي لهجوم شامل وموسع تتوعد الحكومة الإسرائيلية بتنفيذه في غزة، وتقول إنه السبيل الوحيد لتحقيق هدفها الرئيسي من الحرب، وهو القضاء على حركة حماس، حتى لو جاء على حساب حياة من تبقى من رهائن في القطاع.

ويحاول الوسطاء زيادة الضغط في اتجاه إبرام اتفاق للرهائن، قبل بدء الهجوم الإسرائيلي الواسع على غزة، الذي "قد يحدث بمجرد عودة ترامب" كما توعدت إسرائيل.

وبينما لم يتحقق أي تقدم وسط العديد من الاجتماعات والمحادثات رفيعة المستوى، نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن مسؤولين إسرائيليين وعرب قولهم إن الضغوط الأميركية ستزداد حدة خلال عطلة نهاية الأسبوع.

إلا أن الرئيس الأميركي، وخلال زيارته لقطر، أطلق تصريحا يكتنفه الغموض بشأن مستقبل غزة، وأعرب عن رغبته مجددا في أن "تمتلك الولايات المتحدة غزة وتجعلها منطقة حرية".

وتحت ضغط مكثف من قبل الوسطاء لإحياء فرص التفاوض والابتعاد عن تصعيد عسكري من شأنه زيادة تأزم الموقف المعقد أساسا في المنطقة، تصر إسرائيل على عدم مناقشة أي مقترح لا يتماشى مع رؤيتها، مشددة على أن الوفد المفاوض الموجود في الدوحة لن ينخرط في أي مفاوضات خارج إطار المقترح القديم الذي طرحة مبعوث واشنطن للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.

لكن في ظل فتور في العلاقات بدا واضحا مؤخرا بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وخلافات بشأن التعاطي مع مسألة الحرب في غزة، يبدو أن نتنياهو سعى لترك نافذة للحوار حتى لا يعمق الهوة بينه وبين الحليف الأقرب، وألا يظهر في صورة المتعنت الرافض لأي أفكار تضمن تحرير باقي الرهائن وتضع حدا للحرب المستمرة منذ أكثر من 18 شهرا.

ومن هنا جاء إعلان هيئة البث الإسرائيلية عن أن إسرائيل تدرس تقليص نطاق المرحلة الأولى من خطة توسيع العمليات في غزة، من أجل منح فرصة إضافية لمحادثات التفاوض كجزء من هذا التوجه، موضحة أنه سيتم تقليص حجم القوات التي ستعمل داخل القطاع وكذلك تقليص مهامها مقارنة بما كان مخططا له مسبقا.

وتزامن ذلك مع لقاء جمع زعيم المعارضة في إسرائيل يائير لابيد بنتنياهو، جدد خلاله لابيد تعهده بمنح رئيس الحكومة "شبكة أمان سياسية" كاملة من أجل إبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس، تضمن إعادة باقي الرهائن.

وكتب لابيد عبر منصة "إكس": "يمكن التوصل إلى صفقة تبادل أسرى، نحن على بعد قرار واحد فقط للكابينت (المجلس الوزاري الأمني المصغر) لإتمام الصفقة".

ويهدد وزيرا المالية بتسلئيل سموتريتش والأمن القومي إيتمار بن غفير، بالانسحاب من الائتلاف الحكومي وإسقاط حكومة نتنياهو حال التوصل إلى اتفاق مع حماس، وعدم إعادة احتلال قطاع غزة وفرض حكومة عسكرية فيه.

ويرى مراقبون أن مماطلة إسرائيل تشي بأنها أميل لتوسيع عملياتها العسكرية، وأن ما ينشر عن تأخير العملية الشاملة أو تقليصها ما هو إلا مجرد ذرا للرماد في العيون، وهو تحليل خلصت إليه حركة حماس التي اتهمت نتنياهو بالسعي إلى الاستمرار في حرب بلا نهاية، دون الاكتراث بمصير باقي الرهائن، لتحقيق أهداف شخصية تتمثل في الحفاظ على تماسك حكومته اليمينية المتطرفة.

وفي تصريحات لشبكة "سكاي نيوز" البريطانية، كشف عضو المكتب السياسي رئيس الدائرة السياسية لحركة حماس في غزة باسم نعيم، انخراط الحركة في محادثات "مباشرة" مع الولايات المتحدة، وأنها تعتقد أن الرئيس الأميركي ترامب قادر على التوسط في اتفاق.

وقال إن الحركة عرضت مقترحا عبر وسطاء ومباشرة مع بعض الشخصيات في الإدارة الأميركية، يدعو إلى "تبادل أسرى، والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية، والسماح بدخول جميع المساعدات إلى غزة، وإعادة إعمار القطاع من دون هجرة قسرية"، وذلك بعد وقف الحرب.

وتطرق نعيم إلى انفتاح حماس على التخلي عن حكم غزة، قائلا: "أبلغنا الأميركيين أيضا أننا مستعدون مجددا لتسليم الحكم فورا إذا وصلنا إلى نهاية لهذه الحرب".

وأضاف أن حماس "قبلت مقترح السلام المصري، الذي يتحدث عن تشكيل هيئة فلسطينية مستقلة وغير تابعة سياسيا لإدارة قطاع غزة".

وجاء موقف حماس في وقت تتزايد بيه الضغوط على نتنياهو، لا سيما في ظل الانتقادات الدولية المتزايدة للحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع ومنعها إدخال أي مساعدات منذ حوالي شهرين، وتفاقم الأوضاع الإنسانية لمئات الآلاف من سكان القطاع، وسط تحذيرات من حدوث مجاعة وشيكة.

مقالات مشابهة

  • إعلام عبري: هجوم تاسع في اليمن يهدف لفرض حصار على المواني وتدميرها
  • بدء العد التنازلي لـ"هجوم شامل" على غزة.. و"نافذة ضيقة" للحوار
  • قلق إسرائيلي من التقدم السريع في محادثات إيران النووية مع واشنطن
  • بدء العد التنازلي لـ"هجوم شامل" على غزة.. ونافذة ضيقة للحوار
  • إعلام إسرائيلي: ملايين الإسرائيليين دخلوا الملاجئ
  • إعلام إسرائيلي: أكثر من 300 جندي من قوات الاحتياط يرفضون استمرار الحرب على غزة
  • إعلام عبري: نتنياهو يصر على المضي في المقترح الذي طرحه ويتكوف بشأن غزة قبل شهرين ونصف
  • انتحار جندي إسرائيلي زعم قتل 13 فلسطينيا يوم 7 أكتوبر
  • مفاوضات غزة - وفد إسرائيلي يلتقي مبعوثين أميركيين بالدوحة لبحث وقف إطلاق النار
  • عاجل- الرئيس السيسي يبحث تطوير التعليم العسكري والفني مع وزير التعليم ومدير الأكاديمية العسكرية