عقد مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف اليوم السبت بالتعاون مع جامعة قناة السويس بالإسماعيلية ندوة تثقيفية بعنوان «مواقع السوشيال ميديا ... مخاطر وإمكانيات» لطلاب كلية التربية بالجامعة، وذلك ضمن خطة المجمع الدعوية التي تستهدف التحصين الفكري للشباب، وبحضور عميد الكلية د. ماجد العزازي، ود. أحمد عزيز وكيل الكلية، ود محمد غنيم منسق الأنشطة الطلابية بالجامعة والشيخ أشرف السعيد مدير الوعظ، وعدد من أعضاء أمانة الوعظ بمحافظة الإسماعيلية وأعضاء هيئة التدريس بالجامعة، حيث حاضر في اللقاء الدكتور محمود الهواري الأمين المساعد لمجمع البحوث الإسلامية.

في بداية الندوة أشار الدكتور محمود الهواري الأمين المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، إلى أن المواقع والتطبيقات التي بين يدي الشباب اليوم هي من عطاءات هذا العصر التي لا يمكن تجاهلها، كما أنها أتاحت كثيرًا من الفرص، وأضافت للحياة كثيرًا من الإمكانيات، وهو أمر لا يمكن أغفاله، بل علينا أن نتعامل معها لكن بعقل وفهم، مرتكزين على قيمنا العربية والإسلامية التي كانت سببا في أعظم حضارة عرفتها البشرية.

وأكد الأمين المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، إنه في ضوء التطور الذي شهدته مواقع التواصل الاجتماعي في العالم، أصبح هذا العالم بما فيه من قارات، ودول، ومدن، قرية صغيره، بات التواصل فيها بين البشر أسهل وأسرع من أي وقت مضى، وأصبح تحصيل المعلومة والمعرفة أمرا سهلا، وهذا التطور الذي وصل إليه البشر في مجال الاتصال ونقل المعلومات وتبادل الأفكار والآراء من نعم الله على الخلق التي لا تعد ولا تحصى، قال الله تعالى: (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ)، وإنه يجب علينا استعمال هذه النعمة فيما يعود علينا بالخير على مجتمعاتنا، حتى لا تتحول هذه النعمة إلى أداة للفساد، كما هو حال المجتمعات التي تعاملت مع هذه الطفرة الاتصالية دون وعي أو تحلت بشيء من الضبط. 

وأضاف الهواري، أن شبابنا اليوم يواجه عالمًا رقميًا معقدًا مليئًا بالفرص والتحديات، ونظرا لدورهم كركائز في بناء مستقبلنا، علينا جميعا أن نتحلى بالمسؤولية؛ لحماية شبابنا وتحصينهم بجملة من المعايير والأخلاقيات تساعد على دمجهم في هذا العالم الرقمي دون تعرضهم للمخاطر، لأن في عزلهم عن هذا الواقع ما لا يقل ضرره عن تركهم يسيرون فيه دون وعي وحكمة، لأن منافع هذا التطور أصبحت ضرورة لمستقبل شبابنا من اطلاعهم على العالم حولهم، ولكن يجب أن يكون تعاملهم محفوف بأخلاقيات وآداب نابعه من ثقافتهم العربية والإسلامية،  لضمان حصولهم على المهارات والمعرفة في عالم سريع التغير.

وأوضح الهواري، إنه إذا كانت المؤسسات الدينية والهيئات التعليمية أصبحت تؤدي خدماتهم في سهولة ويسر في ظل اعتمادها على هذه المواقع، لذا فإنه حري بها أن تسعى لنشر الوعي للاستخدام الآمن لهذه المواقع، لحماية الشباب من الوقوع فريسه للمعلومات المغلوطة والأفكار المضللة، مما يدفعهم إلى الخوض في مسألة دون علم، كما أن غياب المراقبة الكامله على هذه المواقع يدفع الشباب إلى الوقوع في المعاصي والجرائم، وكثير من الحوادث حدثت نتيجة فقدان الوعي في التعامل مع هذه المواقع . 

وطالب الأمين المساعد لمجمع البحوث، بضرورة أن يكون لدينا مناهج للتربية التكنولوجية، تدرس في المدارس والمعاهد والجامعات؛ لضمان تحصين شبابنا بقيمنا الأصيلة في التعامل مع الواقع الرقمي، لأن الرقابة الأسرية تحتاج إلى مجهود شاق من الأسرة مما يتطلب أن يكون لدي شبابنا رقابة ذاتية، وهذا لن ضمن وجوده بشكل كبير إلا من خلال مناهج معدة لذلك، وهذا الأمر هو مسؤولية الجميع دون استثناء. 

وفي ختام كلمته للشباب، أوصاهم  بأن يكونوا يقظين لما يخطط لهم، ولأوطانهم، وألا ينخدعوا بخطوات الشيطان يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)، وأن يفهموا أن الله مطلع ورقيب وشهيد، والله عز وجل يقول: ﴿أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرَى﴾. ويقول: ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ﴾.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: البحوث الإسلامية الازهر الشريف مواقع السوشيال ميديا الأمین المساعد لمجمع البحوث البحوث الإسلامیة هذه المواقع

إقرأ أيضاً:

البحوث الإسلامية يطلق سلسلة أخلاقنا الجميلة المرئية للأطفال لتعزيز الوعي

يُطلِق المركز الإعلامي لمجمع البحوث الإسلاميَّة بالأزهر الشَّريف، اليوم الأحد، سلسلةً مرئيَّةً جديدةً موجَّهةً إلى الأطفال بعنوان: (أخلاقُنا الجميلة)؛ وذلك في إطار الجهود المتواصلة التي يبذلها المجمع في ترسيخ منظومة القِيَم الأخلاقيَّة، وتعزيز الوعي التربوي لدى النشء، انطلاقًا من مسئوليَّته الدِّينيَّة والمجتمعيَّة، وحِرصْه على أن تكون رسالته التربويَّة حاضرةً وفعَّالةً في جميع مراحل البناء الإنساني.

وتسعى السلسلة –من خلال لغة مبسَّطة، وشخصيَّات جاذبة، وأسلوب بصري مبتكَر– إلى غَرْس القِيَم الإسلاميَّة الرفيعة في وجدان الأطفال، وفي مقدِّمتها: التسامح، والصِّدق، والأمانة، والرحمة، واحترام الكبير، والتعاون، وقبول الآخر، إلى جانب قِيَم الرِّفق بالحيوان، والحفاظ على البيئة، وغير ذلك من المبادئ التي تُسهِم في بناء شخصيَّة متوازنة، وتأسيس مجتمعات قائمة على الاحترام والإنسانيَّة.

دعاء الزهق والملل.. أذكار وأدعية مقتبسة من السنة النبويةشروط وأسباب استجابة الدعاء.. الأوقاف توضحها

وقد وظَّف المركز الإعلامي في إنتاج هذه السلسلة تقنياتِ الذكاء الاصطناعي، بما يشمل توليد المَشاهد البصريَّة، وتحريك الشخصيَّات، وتفعيل العناصر التفاعليَّة، في تجربِةٍ تعكس وعي المؤسَّسة بضرورة مجاراة أدوات العصر، وتوظيفها توظيفًا رشيدًا يخدم الرسالة التربويَّة، ويصون المرجعيَّة الأزهرية الرَّصينة.

وأكَّد فضيلة أ.د. محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة، أنَّ هذه السلسلة تمثِّل أحد أوجُه التجديد المدروس في وسائل التوعية والتربية التي يعتمدها المجمع، ولا سيَّما في مخاطبة فئة الأطفال، التي يُعدُّ الاستثمار في تنميتها المعرفيَّة والسلوكيَّة مِنْ أولويَّات صناعة المستقبل.

وأوضح الدكتور الجندي أنَّ الأزهر الشريف يتعامل مع القِيَم بوصفها بنًى تأسيسيَّة لتكوين الإنسان، ومفاتيحَ لسلامه الدَّاخلي والخارجي، وأُسُسًا لا غِنى عنها لتحقيق التماسُك المجتمعي والازدهار الحضاري، مشدِّدًا على أنَّ تربية الطفل على هذه القِيَم منذ نعومة أظفاره تُمثِّل اللبنة الأولى في صناعة إنسانٍ سويٍّ نافعٍ لنفْسه ووطنه.

وأشار الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة إلى أنَّ توظيف الذكاء الاصطناعي في هذا المشروع التربوي يأتي استجابةً للتحوُّل الكبير في أدوات التأثير، وتغيُّر طبيعة الوسائط التي تشكِّل وعي الأجيال الجديدة، وهو ما يتطلَّب مِنَ المؤسَّسات الدِّينيَّة والتعليميَّة أن تُحْسِنَ التفاعل مع هذه الوسائط، دون أن تُفرِّط في المضمون، أو تتنازل عن رسالتها الجوهريَّة.

ويأتي هذا العمل ضِمن حُزمة من المبادرات النوعيَّة التي ينفِّذها المركز الإعلامي لمجمع البحوث الإسلاميَّة لتوسيع نطاق الوعي بالقِيَم الإسلاميَّة؛ مِنْ خلال إنتاج محتوًى إعلاميٍّ وتربويٍّ رصين، موجَّه لمختلِف الفئات، ومبنيٍّ على أُسُس عِلميَّة وتربويَّة دقيقة؛ ليكون رافدًا مساندًا للعمليَّة التعليميَّة، وشريكًا في تكوين الأجيال على بصيرة ورحمة.

ومِنَ المقرَّر أن تُنشَر حلقات هذه السلسلة عبر المنصَّات الرَّقْميَّة الرسميَّة لمجمع البحوث الإسلاميَّة، بما يُتيح لأولياء الأمور والمعلِّمين والمهتمِّين بالشأن التربوي فرصةَ الاستفادةِ منها، ضِمن منظومة مناهج داعمة تُسهِم في تعزيز تكامُل الأدوار بين الأسرة والمدرسة والمؤسَّسات الدعويَّة، في بناء الوعي القِيَمي لدى الأجيال الصَّاعدة.

ويمكن مشاهدة الحلقة الأولى من السلسلة من خلال الدخول على الرابط الآتي:
https://www.facebook.com/100064535208605/posts/pfbid0JqGMRmoqqT4YSJR9TbH1aGfRXPv9fNyg2h8DPK91dQ1Uu4SBSkHdkpbVrUMQVWyQl/

طباعة شارك البحوث الإسلامية أخلاقنا الجميلة البحوث الإسلامية يُطلق سلسلة مرئيَّة للأطفال

مقالات مشابهة

  • ما هو حد المرور أمام المصلي؟.. مجمع البحوث الإسلامية يكشف
  • البحوث الإسلامية: حماية البيئة واجب دِيني ومسئوليَّة أخلاقيَّة والتزام حضاري
  • البحوث الإسلامية: أزمتنا في الوقوف عند المعرفة الأخلاقية دون ترجمتها إلى واقع
  • “البحوث الإسلامية” يفتتح الأسبوع الدعوي الثامن في الجامع الأزهر
  • فرص عمل بالأردن.. 15 وظيفة في تربية الدواجن تنتظر الشباب
  • أمين مساعد مجمع البحوث الإسلامية يلتقي وكيل وزارة الشباب بالغربية لبحث سبل التعاون المشترك
  • أمين مساعد مجمع البحوث الإسلامية:القيم الأخلاقية تلعب دوراً محورياً في بناء المجتمعات واستقرار الأسر
  • البحوث الإسلامية يطلق سلسلة أخلاقنا الجميلة المرئية للأطفال لتعزيز الوعي
  • اليوم.. مجمع البحوث الإسلامية يفتتح الأسبوع الدعوي الثامن بالجامع الأزهر
  • “الشباب النيابية”: شبابنا ركيزة المستقبل