كيف وصف الله النبي محمد في القرآن، سؤال أجابه الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف والمفتي السابق، حيث قال إن للنبي ﷺ عند ربه مقام عظيم، وقدر جليل، فاق كل الخلائق أجمعين، فهو سيد ولد آدم، بل هو سيد الأكوان وصفوتها، فهو خير من الملائكة، وخير من العرش، ولا يعرف حقيقته وعظيم قدره إلا خالقه سبحانه وتعالى.

كيف وصف الله النبي محمد في القرآن؟

وأوضح علي جمعة في إشارة إلى سؤال كيف وصف الله النبي محمد في القرآن؟:«قد خصه ربنا بمزايا عديدة، ونوع أشكال المدح له، وذكره في قرآنه بأجل الصفات، فوصفه ربنا بالرحمة فقال :(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)، وقال : (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ)». 

وتابع علي جمعة في جواب كيف وصف الله النبي محمد في القرآن؟: ووصفه ربنا سبحانه بأنه النور الهادي للحق فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً* وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً). وقال سبحانه : ( يَا أَهْلَ الكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ). 

وأكمل: أثنى الله على أخلاقه فقال تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، وكما أخبر هو بنفسه ﷺ عن ذلك فقال : ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) [أحمد والبيهقي والحاكم في المستدرك ومالك في الموطأ]. ولقد فضله الله على الأنبياء قبله في النداء، فالناظر في القرآن الكريم يرى أن الله قد نادى الأنبياء عليهم السلام قبله بأسمائهم المجردة، فقال تعالى (يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ) وقال : (يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا) ، وقال سبحانه : (يَا مُوسَى * إِنِّي أَنَا رَبُّكَ) ، وقال سبحانه وتعالى : (يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ) ، وقال سبحانه : (يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ).

أما نبينا ﷺ فما ناداه الله تعالى في كتابه العزيز باسمه مجردا قط، بل كان دائما يناديه بقوله : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ)، أو (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ)، أو (يَا أَيُّهَا المُدَّثِّرُ)، أو (يَا أَيُّهَا المُزَّمِّلُ). 

ولفت علي جمعة إلى أنه ﷺ كان يستحق تلك المكانة التي جعلها الله له، ويستحق أن نحبه بكل قلوبنا، فهو الذي كان يتحمل الأذى من أجلنا، ولا يخفى ما يؤثر من حلمه ﷺ واحتماله الأذى، وإن كل حليم قد عرفت منه زلة، وحفظت عنه هفوة، وهو ﷺ لا يزيد مع كثرة الأذى إلا صبرا، وعلى إسراف الجاهل إلا حلما.

أفضل 15 صيغة للصلاة على النبي لزيادة الرزق وقضاء الحاجة.. اغتنمها الآن كيف وصف الله النبي محمد في القرآن؟

وبين أن الله سبحانه ذكر يده الشريفة ﷺ في سياق الأمر بالتوسط بين التقتير والتبذير فقال سبحانه وتعالى : (وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ) [الإسراء : 29]، كما ذكر ربنا سبحانه وتعالى ظهر النبي ﷺ في سياق الامتنان عليه فقال تعالى : (الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ) [الشرح : 3].

فدل كل ذلك على أن النبي ﷺ كان أكمل الناس أخلاقًا، وأجملهم صورة، وكان لرؤيته ﷺ بهذا الجمال الخلقي والروحي والصوري أثر كبير في نفوس الناس برؤيته يرقي العبد في مراقي العبودية إلى الله مدارج لا يعلمها إلا الله، ومن هذا ما أجمع عليه المسلمون من أنه لا يسمى الصحابي بهذا الاسم إلا بلقاءه رسول الله ﷺ واجتماعه به قبل انتقاله صلى الله عليه وسلم من الحياة الدنيا، وإن كان معه في عصره فقط لا يعتبر صحابي.

فارتفع قدر الصحابة على رؤوس العالمين بسبب اجتماعهم به ورؤيتهم له صلى الله عليه وسلم، وكذلك كانت رؤية صورته الشريفة في المنام من أكبر منن الله على العبد المسلم الصادق إذ يقول صلى الله عليه وسلم  : (من رآني في المنام فقد رآني) [متفق عليه].

وقد تعجب أصحابه من جماله ومدحوا ذلك الجمال فيه صلى الله عليه وسلم، من ذلك ما قاله قال حسان بن ثابت : 
وأجمل منك لم تر قط عيني ** وأكمل منك لم تلد النساء 
خلقت مبرءا من كل عيب ** كأنك قد خلقت كما تشاء 

فكان هذا الجمال المزين بالجلال، والمكسو بجميل الخصال وحميد الخلال سببًا في دخول الإيمان قلب كل صادق غير متبع لهوى.

ودعا: رزقنا الله رؤيته في الدنيا، ورفقته في الآخرة، وإتباعه حتى نلقاه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: النبي محمد في القرآن الدكتور علي جمعة هيئة كبار العلماء المولد النبوي وصف النبي صلى الله علیه وسلم سبحانه وتعالى وقال سبحانه فقال تعالى علی جمعة

إقرأ أيضاً:

دعاء الزلزال.. المأثور عن النبي عند وقوع الكوارث الطبيعية

دعاء الزلزال..  حين تشتد الأهوال، وتهتز الأرض تحت أقدام الناس، ويعمّ الخوف والفزع، يلجأ الإنسان بطبعه إلى الله تعالى متضرعًا، راجيًا رحمته ورافعًا يديه بالدعاء. 

ومن بين هذه الكوارث التي قد تُصيب البلاد والعباد، تأتي الزلازل، فيسأل الناس: هل ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم دعاء مخصوص عند حدوث الزلازل؟، وما الذي ينبغي على المسلم أن يقوله ويفعله في تلك اللحظات العصيبة؟

دعاء الزلزال من السنة 

في هذا السياق، أكدت دار الإفتاء المصرية أنه لا يوجد في السنة النبوية دعاء يُعرف بـ"دعاء الزلازل"، موضحة أن علماء الدين قد أجمعوا على أنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم دعاء محدد يُستحب قوله عند الزلازل فقط.

وأوضحت "الإفتاء"، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، في ردّها على سؤال حول أفضل دعاء يُقال وقت الزلزال، أن السنة النبوية الشريفة قد اشتملت على عدد كبير من الأدعية المستحب قولها عند نزول البلاء، ومنها الزلازل، مشيرة إلى أن فقهاء المسلمين وعلماء السنة قد اتفقوا على أن الزلازل والبراكين وسائر الكوارث الطبيعية، تُعد من آيات الله العظام في الكون.

وأضافت أن هذه الكوارث التي يبتلي بها الله عز وجل عباده، قد تكون تذكيرًا لهم أو تخويفًا أو عقوبة، وعلى الإنسان إذا وقعت هذه الأمور أن يستشعر ضعفه وعجزه وافتقاره إلى الله تعالى، فيتضرع إليه بالدعاء ويكثر من الرجاء، لعلّ الله عز وجل يكشف البلاء عنه وعن سائر الناس.

 كما ينصح العلماء في هذه الحالات بالإكثار من الاستغفار، والدعاء، والصدقة، وأن يُصلي العبد صلاة تضرع وخشوع، يسأل فيها الله تعالى رفع البلاء.

3 شروط لن يستجاب الدعاء بدونها.. لا تغفل عنهاصيغة ابن القيم في الدعاء بأسماء الله وصفاته.. تفتح أبواب الرحمة لكهل يوجد دعاء للمحافظة على الصلاة في وقتها؟.. أمين الإفتاء يجيبدعاء استقبال العشر من ذي الحجة.. احرص عليه هذه الأيام

وتابعت دار الإفتاء بأن من الأدعية التي يُستحب ترديدها، ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقوله إذا عصفت العواصف:
"اللهم إني أسألك خيرها، وخير ما فيها، وخير ما أُرسلت به، وأعوذ بك من شرها، وشر ما فيها، وشر ما أُرسلت به"، رواه مسلم.

وأشارت إلى أن الواجب على المسلم عند الشعور بالفزع والخوف هو التضرع إلى الله بالدعاء، والإكثار من الصلاة والاستغفار عند حدوث الزلازل وأمثالها من الكوارث، مستشهدة بقول الله تعالى في سورة الإسراء:
"وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا".

كما ذكرت أن الفقهاء تحدّثوا عن دعاء الفزع من الزلازل، وأوصوا فيه بالإكثار من الاستغفار وذكر الله عز وجل، كما يحدث في حالات الكسوف والخسوف، حيث يُستحب أن يردد العبد:
"اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أُرسلت به، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أُرسلت به".

أدعية مستحبة وقت الزلزال 

ونبّهت دار الإفتاء إلى أن من الأدعية المشهورة والمستحب ترديدها وقت وقوع البلاء، ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي، وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يديَّ، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أُغتال من تحتي".

كما نقلت عن الإمام الكاساني الحنفي في كتابه "بدائع الصنائع" (1/282، ط. دار الكتب العلمية)، قوله:
"تُستحب الصلاة في كل فزع: كالرِّيح الشديدة، والزلزلة، والظلمة، والمطر الدائم؛ لكونها من الأفزاع والأهوال، وقد رُوي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه صلى لزلزلة بالبصرة"

أجمل دعاء في الصباح .. أذكار وأدعية ردّدها بعد صلاة الفجردعاء الثلث الأخير من الليل .. اغتنمه فهو مُستجابأقوى من الدعاء.. أمين الإفتاء ينصح بخطوة بسيطة لتحقيق الأمنياتدعاء العشر الأوائل من ذي الحجة.. كنوز لا تغفل عنها

وشددت دار الإفتاء، بناءً على ما سبق، على أنه يُستحب الدعاء عند وقوع ما يروّع الإنسان، فيردد العبد:
"هو الله، الله ربي لا شريك له"، وأن يُفزع لصلاة ركعتين حينها، حتى لا يكون غافلًا عن الله، الذي بيده وحده تفريج الكربات ودفع البلاء.

وأكّدت أنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم في السنة النبوية الشريفة دليلٌ يُفيد استحباب ذكر دعاءٍ معينٍ مخصوصٍ عند حدوث الزلازل، ولكن يُستحب للمسلم أن يدعو بما شاء من الأدعية، لا سيّما الدعاء برفع البلاء ودفع الضرر عنه وعن الناس كافة.

دعاء الزلزال مكتوب 
"اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أُغتال من تحتي".

وكذلك ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كانت تعصف الرياح، إذ كان يقول:
"اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أُرسلت به، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أُرسلت به".

دعاء الزلازل

ومن الأدعية التي يُستحب ترديدها عند وقوع الزلازل:
“اللهم يا خفي الألطاف نجِّنا مما نخاف”. 

"اللهم اجعلنا نمشي على أرضك مطمئنين، واحفظنا من كل شر وبلاء يا رب العالمين، واشملنا برحمتك، وفرج عنا الهم في كل وقت وحين، واشف مرضانا ومرضى المسلمين".

طباعة شارك دعاء الزلازل الكوارث الطبيعية دار الإفتاء أدعية مستحبة وقت الزلزال دعاء الزلزال مكتوب

مقالات مشابهة

  • «عالم أزهري» يفجر مفاجأة عن وفاة النبي محمد ﷺ
  • في فتح مكة.. النبي يضرب أروع الأمثلة في الرحمة والتسامح
  • كيف تعرض أسماء من صلى على النبي يوم الجمعة؟
  • دعاء الزلزال.. المأثور عن النبي عند وقوع الكوارث الطبيعية
  • [ إنذار وتذكير ونصيحة ]
  • هل يجوز لي الحج عن غيري وما حكم أداء فريضة عن الميت؟.. الأزهر للفتوى يجيب
  • نائب رئيس جامعة الأزهر: الوعي المجتمعي له دوره الكبير في مواجهة الشائعات
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • علي جمعة: الحج فريضة على الفور وشعيرة عظيمة تطهر النفس وتقرب العبد إلى ربه
  • فضل الحج في الإسلام .. يُنقّي العبد من الذنوب والآثام