ألقى الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر، وتناول موضوعها "صدق التوكل على الله.. درس عظيم من دروس الهجرة"، بحضور الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، والدكتور محمد عبد الدايم الجندي، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية.

خطيب الجامع الأزهر: النبي كان يأخذ بالأسباب ويصدق التوكل على الله.

. فيديوبث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من الجامع الأزهر الشريف

أكد الدكتور إبراهيم الهدهد على الأهمية القصوى لحسن التوكل على الله سبحانه وتعالى، مشددًا على ضرورة أن يكون اعتقاد المؤمن بربه راسخًا وثابتًا، لأن الحق تبارك وتعالى قد وضع الأسباب في الكون لجميع مخلوقاته بالتساوي، وذلك لحكمة يعلمها هو سبحانه، ومع ذلك فإن النتائج في كثير من المواقف قد لا تأتي وفقًا للطرق المعتادة للأسباب، فلو كانت النتائج دائمًا مرهونة بالأسباب وحدها، لتحول الكون إلى عبادة لهذه الأسباب، ولكن الله تعالى يُفسد الأسباب أحيانًا، فتأتي النتائج على خلاف ما يريده العباد، وذلك حتى لا يعبد الناس الأسباب نفسها. وبهذا يحقق الله تبارك وتعالى مراده بضد الأسباب، مستشهدا بقوله تعالى: ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ﴾، فإلقاء الطفل في اليم يُعد سببًا مؤكدًا للهلاك، ومع ذلك، فقد كان هذا الإلقاء سببًا لبقائه.

وأوضح الدكتور إبراهيم أن الهجرة النبوية الشريفة جسدت مزيجًا فريدًا بين الأخذ بالأسباب وصدق التوكل على الله -سبحانه وتعالى- فقد رأينا النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ بالأسباب المتاحة، ومع ذلك، حدثت له أمور فاقت الأسباب المادية، وقد تجلت هذه العناية الربانية في كشف المؤامرة التي دبرها الشيطان متجسدًا في رجل من نجد، حيث أنزل الله تعالى قوله: ﴿وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾، هذا يعني أن الكفار كانوا يدبرون السوء في الخفاء، فكان رد الله تعالى بأن أبطل مكرهم أيضًا في خفاء ليكون الجزاء من جنس العمل، وأن النبي صلى الله عليه وسلم ما كان ليعلم هذه المؤامرة إلا لأنه أخذ بالأسباب على أكمل وجه، فقد رتب الأمور واستعد للهجرة لثلاث سنوات سابقة، هذه كانت أسبابًا ظاهرة، وحتى بعد ذلك، كان صلى الله عليه وسلم يحتاط ويأخذ بالأسباب في خروجه من مكة، فمن صدق التوكل على الله أن نصدق في الأخذ بالأسباب دون أن نعبدها أو نعلق النتائج عليها، وكذلك ما أخبرنا به القرآن في قصة نبي الله يعقوب عليه السلام، الذي كان يخشى على أولاده العشرة الحسد، فقال لهم: "لا تدخلوا من باب واحد، وادخلوا من أبواب متفرقة"، لكنه رغم ذلك لم يعلق النتائج على الأسباب وإنما على الحق سبحانه وتعالى، لذلك قال لهم "إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ"، وهذا يعني أن النتائج ومصير الأمور على الحق سبحانه وتعالى.

وبيَّن خطيب الجامع الأزهر، أن الإنسان لو أخلص في حسن توكله على الله سبحانه وتعالى، لرزقهم كما يرزق الطير، وهو ما أشار إليه سيدنا محمد ﷺ إلى هذا في حديثه الصحيح، حيث يقول: (لو أنكم توكلتم على الله حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصاً وتعود بطاناً)، مبيناً أن الحق تبارك وتعالى عندما أمر مريم بنت عمران، عليها السلام، عبر وحي الإلهام والإرشاد بأن تهز جذع النخلة حتى تساقط عليها رطباً جنياً، ﴿وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا﴾، فوضعت يدها على جذع النخلة فتساقط عليها الرطب الجني حتى يتعلم الناس أن القضية في هذا الكون ليست في أسبابه، ولكن القضية في صدق التوكل على الله تبارك وتعالى.

وفي ختام الخطبة، ذكر خطيب الجامع الأزهر، أن قصة الغار عندما قال أبو بكر للنبي صلى الله عليه وسلم: "والله يا رسول الله لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا"، فرد عليه النبي الكريم: "يا أبا بكر والله لو أدركونا من هنا، لخرجنا من ها هنا"، فنظر أبو بكر إلى حيث أشار إصبع النبي صلى الله عليه وسلم، فوجد بحرًا وسفينة مربوطة بشاطئه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بالأسباب مع حسن التوكل على الله، ليكون ذلك أسوة للأمة، ودعا فضيلته الجميع إلى ضرورة الأخذ بالأسباب، مع التعلق التام بمسبب الأسباب، لأن حياة الصالحين والناس الطيبين تقوم على مبدأ واحد وهو: أنهم تعلقوا بالله وساروا في الحياة، أي أنهم تعلقوا بالله وأخذوا بالأسباب في حياتهم، مستيقنين بأن الله هو الرزاق ذو القوة المتين.

طباعة شارك الدكتور إبراهيم الهدهد جامعة الأزهر الأزهر الجامع الأزهر خطبة الجمعة

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الدكتور إبراهيم الهدهد جامعة الأزهر الأزهر الجامع الأزهر خطبة الجمعة النبی صلى الله علیه وسلم الدکتور إبراهیم التوکل على الله الأخذ بالأسباب سبحانه وتعالى الجامع الأزهر تبارک وتعالى

إقرأ أيضاً:

مقتدى الصدر يطعن بالنبي صلى الله عليه وسلم

آخر تحديث: 9 يوليوز 2025 - 8:41 ص بقلم:علي الكاش قال تعالى في سورة البقرة/134(( تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ۖ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ ۖ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ)).
مع موسم عاشوراء وقرب الانتخابات البرلمانية تنشط تجارة الطائفية في العراق، مع صمت مرجعية النجف عن تلك الاساءات المتعمدة، ويتولى الزعماء السياسيون وخطباء المنبر الحسيني والرواديد الحسنيين هذه المهمة بنجاح ساحق، لا رقيب من الحكومة ولا من المرجعية.
ابتلي العراق بشرذمة من انصاف البشر حكموا وسيطروا على جميع مقدراته، ومن جملة هؤلاء مؤسس جيش المهدي الإرهابي الذي تفقست تحت جلبابه غالبية الميليشيات الإرهابية، بعض المبوقين يزعمون ان مقتدى وطني وغير تابع لنظام ولاية الفقيه، مع ان مرجعه هو الحائري الفارسي المقيم في ايران، وقد سلم عباءة التقليد الى سيده الخامنئي في مسرحية هزيلة. ولو رجعت الى كتيب الحائري ( دليل المجاهد) لعرفت على الفور من اين استمد مقتدى وجيش المهدي ونفاياته كل تلك الأساليب الاجرامية، فقد كان مقتدى وفيا لمرجعه الحائري وطبق تعاليمه بحذافيرها، فدفع اهل السنة ثمن جرائمه، قبل وبعد الحرب الطائفية عام 2006 ـ 2007.تضمن كتاب (دليل المجاهد)، المرجع الرئيس للتيار الصدري، ما يلي:
ـ الفصل الخامس/ س16: ما حكم الاموال المزورة، وهل يجوز استبدالها في البنوك بأموال صحيحة؟
ج: ما دفعتموه الى البنوك الحكومية لتحصيل عملة غير مزورة أنتم مجازون في ذلك.
ـ الفصل الخامس/س18: البنوك هل يجوز الاستيلاء على اموالها؟
ج: نسمح لكم بذلك في العراق لخصوص الاغراض الجهادية.
ـ الفصل الخامس/س1 : هل يجوز سرقة الطابعات من المدارس او سرقة الادوية من المستشفيات، او سرقة البطانيات من الاقسام الداخلية؟
ج: يجوز اخذ جميع الاموال الحكومية واستعمالها في الاغراض الجهادية ، وتأمين حاجيات المجاهدين
ـ الفصل الخامس/س13 :هناك شركات ومخازن اغذية باستطاعة المجاهدين سرقتها ولن قد يتضرر الحراس. فما هو الحكم؟
ج: يجوز لكم أخذها وتخصيصها لأعمال الجهاد بما فيها توفير حاجات المجاهدين.
لا نعرف هل هذه وصايا رجل دين ومرجع شيعي يقلده الملايين ام زعيم مافيا إجرامية لا علاقة له بالشرع الاسلامي؟
البعض من زعماء السنة ممن تلوثوا بالعملية السياسية يعتقدوا ان التيار الصدري بالرغم من كل تناقضاته الأقرب إلى السنة والتيارات الوطنية من بقية الأحزاب المنطوية تحت الدفة الأمريكية ولو من الناحية النظرية، وان تآلفه مع تلك التيارات من شانه أن يرجع العملية السياسية إلى خط البداية، وهذا يفسر تحالفهم الفاشل مع مقتدى الصدر الذي سلم الاطار التنسيقي دفة الحكم، متفرجا على الفساد والسرقات والإرهاب والتهريب، فهل هذا موقف زعيم وطني؟ الوطني لا يرى أمام عينيه الفساد ويقف متفرجا او مساهما، سيما ان كان عنده الإمكانية على فعل امرا يحد من الفساد، والقدرة على ذلك.
في آخر اطلالة طائفية، قال زعيم التيار الوطني الشيعي مقتدى الصدر خلال تدوينة اطلعت عليها موازين نيوز في 6/7/2025 ” شتان بين الشجرة الخبيثة وبين شجرة الحسين عليه السلام.. فهي كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها … وتؤتي عاشورها كل حين وتؤتي كربلائها كل حين فيثبت الله الذين آمنوا بدماء الحسين وثورته ويُضل الله الظالمين بإراقتهم لدماء الإمام الحسين فذلك ثار الله وابن ثأره والوتر الموتور”. غالبية مراجع الشيعة يعتبرون بني أمية هم المقصودون بالشجرة الخبيثة ويلقنوا انصارهم بذلك.
أقول هل يعلم مقتدى الصدر انه يهين الرسول الأعظم، لأنه زوج بناته الثلاث (رقية، ام كلثوم وزينب) من الشجرة الخبيثة، بل وتزوج الرسول نفسه من الشجرة الخبيثة (ام حبيبة اخت معاوية)، اقسم بالله انتم الشعوبيون من الشجرة الخبيثة لا غيركم، خسئتم وخسأ كل من يتجاسر على رسول الله وأهله أمهات المؤمنين، ربما لأنهن لسن امهاتكم فتطعنوا بهن.
الا يعلم من يتصف بحجة الإسلام موقف علي بن ابي طالب من معاوية؟ الم يقرأ التأريخ، صحيح انه فاشل في دراسته ولم يتمكن من اجتياز المرحلة الابتدائية، لكن هذا لا يعفيه بعد اصبح زعيم لتيار من الجهلة (على حد قوله) والغوغاء واللصوص والمجرمين، هل هناك زعيم يتفاخر بان له تيار من الجهلة؟
ورد في نهج البلاغة من كتاب لعلي بن ابي طالب إلى أهل الكوفة عند مسيره من المدينة إلى البصرة” أما بعد فإني خرجت من حيي هذا إما ظالما وإما مظلوما، وإما باغيا وإما مبغيا عليه، وإني أذكر الله من بلغه كتابي هذا لما نفر إلي فإن كنت محسنا أعانني وإن كنت مسيئا استعتبنِ”. (نهج البلاغة3/114). وورد ايضا” من كتاب له عليه السلام كتبه إلى أهل الأمصار يقتص فيه ما جرى بينه وبين أهل صفين) وكان بدء أمرنا أنا التقينا والقوم من أهل الشام. والظاهر أن ربنا واحد ونبينا واحد، ودعوتنا في الاسلام واحدة. لا نستزيدهم في الإيمان بالله والتصديق برسوله صلى الله عليه وآله ولا يستزيدوننا. الأمر واحد إلا ما اختلفنا فيه من دم عثمان ونحن منه براء”. (نهج البلاغة3/114)
لاحظ التالي:
ـ العالم بالغيب والذي يعرف ما كان وما سيكون ويعلم ما في اصلاب الرجال وارحام النساء، كما يزعم مراجع الشيعة، لا يعرف ان كان ظالما ام مظلوما في حربه مع معاوية بن أبي سفيان؟
ـ لم يكفر معاوية على خروجه عن طاعته، ولم يزده في الايمان بالله والتصديق بالرسول الأعظم.
ـ لم يكفر معاوية لعدم اعترافه بالولاية، مع ان الشيعة تعبر الولاية اهم من بقية الفرائض، وهي تكفر من لا يعترف بولاية علي وبقية الأئمة.
ـ الخلاف بين علي ومعاوية لم يكن لأمر يتعلق بالدين، بل على أمر دنيوي يتعلق بدم عثمان فقطـ وقال انه منه براء.
نسب الكثير من الجهلة الى ان جيش المهدي حارب قوات الاحتلال الامريكية، والحقيقة إن هذا التيار رغم ادعاءاته بمحاربة قوات الاحتلال ورفضه تمديد بقائه، ووصايته على الحكومة العراقية، قبل ان ينسحب من العملية السياسية وينتقدها، فأنه شارك في العملية السياسية بثقله ومثل في الحكومات عدة وزراء، وله نواب في البرلمانات السابقة ولم تكن له مشاركة فعلية ضد قوات الاحتلال الأمريكي الا بشكل محدود، كانت أهم المعارك ضد الأحتلال في الفلوجة وليس مدينة الثورة (الصدر لاحقا) بإعتراف قوات الأحتلال، وحتى معركة النجف اليتيمة التي يتبجح بها التيار الصدري دائما فإنها جرت مع القوات الحكومية وليس مع الأمريكان في عهد أياد علاوي، وكانت تمثل الصراع في أوجه بين الصدريين من جهة وبين جماعة السيستاني والحكيم من جهة أخرى للسيطرة على موارد الحوزة العلمية التي تزيد عن(6) مليار دينار عراقي ناهيك عن التبرعات العينية كالمصوغات الذهبية والفضية وغيرها، ونستذكر كيف ذهب السيستاني الى لندن بحجة التحليلات في اوج احتدام المعارك، وعاد بعد الانتهاء منها.
الأغرب في تناقضات مقتدى التي لا تحصى، أنه اعتبر الأمريكان ضيوفا على العراق وأوجب استضافتهم من منطلق” نحن الضيوف وأنت ربً المنزل” من ثم ركب ثانية صهوة جوداه متمثلا ب(دون كيشوت) في حربه ضد طواحين الهواء، منطلقا في محاربة الاحتلال باللسان وليس بالسلاح، لكنه لم يلبث في طريقه القصير هذا أن توقف قرب منتدى” استراحة المقاتل” ليعيد النظر في المسافة التي قطعها، وأعاد حساباته هذه المرة وقرر أن يقاتل الأمريكان لكن طريقة سلمية أو ما يسمى بالمجابهة الدبلوماسية، وهي تسمية ساخرة لا تتناسب مع ثقافة التيار الصدري. مع ان استخدام كلمة ثقافة لا تتوافق مع جهله وجهل تياره.
النصيحة خلق المسلم وطريق الإيمان والوسوسة مسلك الشيطان وشتان بين الاثنان. وهناك من يغلف الوسوسة بستار الوعظ لكن الله عزً وجلً سرعان ما يفضحه ويخزيه. ومقتدى الصدر ضمن هذا التصنيف. فهو يحمل بكل جدارة لقب دراكولا العراق! يداه ملوثة بدماء عشرات الآلاف من الأبرياء، وجيشه لا يقل ارهابا عنه. فذكريات الحرب الأهلية عام 2006 لا يمكن ان تغادر عقولنا إلى محطة النسيان. وكيف تغادر؟ واصوات الضحايا الأبرياء تهتف كهدير البحار” بأي ذنب قتلت”. ومع هذا فهو يوزع تغريداته الساذجة هنا وهناك دون أن تتوفر فيه ملكة النصح والإرشاد والتعقل.
للتذكير فاز مقتدى الصدر بلقب (أتفه شخصية في العالم) لعام 2011 خلال عملية استفتاء دولية أجرتها وكالة(Bensil Press) البريطانية. نتيجة لشخصيته المضطربة وغير المتزنة بتاتا، وعدم إمكانيته على صياغة جملة مفيدة واحدة فقط بلسان عربي فصيح، رغم إنه يحمل لقب حجة الله! علاوة على تناقض مواقفه السياسية بشكل مثير للسخرية. هو أيضا صاحب براءة اختراع (تنور الزهراء) وكان وقوده البشري النواصب من حملة إسم عمر وبكر ومروان وعثمان. وهو صاحب نظرية الزينبيات عندما ألحق العاهرات باسم زينب ريحانة الرسول الأعظم، كإنما كانت زينب تمتع الجند- حاشاها فقد طهرها الباري وآل البيت من الرجس تطهيرا. لا يمكن ان ينسى العراقيون جرائمه في قتل اهل السنة في محاكم عرفية أقامها خارج القانون، ودفن الموتى خلف سدة مدينة الثورة، وسبق أن هدد نوري المالكي ـ رئيس الوزراء السابق ، بفضح جرائم السدة في مدينة الصدر.
مقتدى الصدر رجل مهزوز الشخصية، مضطرب العقل، متأرجح في مواقفه، رجل شاذ جمعت في شخصه كل الكبائر زائدا الطائفية والعمالة والتردد والجهل. وباء خطير وبلاء كبير اينما رحل وحط. جاهل لم يفوته من فنون الجهل إلا الجزء اليسير، صدق والده عندما قيمه ” مقتدى لا يُقتدى به”. أقواله حنث لليمين وأفعاله أعراس للشياطين. لو تجاهلنا حقيقة كونه مجرما وهارب من القضاء عن جريمة قتل عبد المجيد الخوئي، لا ننسى تدخلاته في الشؤون الداخلية العربية في البحرين وسوريا ومصر والسعودية، فهو يقدم نفسه كمصلح شيعي أممي، وهو لا يمتلك صفات تؤهله لذلك. صدق علي بن أبي طالب بقوله لاتباعه” لا تعرفون الحق كمعرفتكم الباطل، ولا تبطلون الباطل كإبطالكم الحق”.( نهج البلاغة1/118). موقف علي بن ابي طالب من السب واللعن.
نقل ابن مزاحم المنقري عن علي قوله” إِنِّي أَكْرَهُ لَكُمْ أَنْ تَكُونُوا سَبَّابِينَ، وَلكِنَّكُمْ لَوْ وَصَفْتُمْ أَعْمَالَـهُمْ، وَذَكَرْتُمْ حَالَـهُمْ، كَانَ أَصْوَبَ فِي الْقَوْلِ، وَأَبْلَغَ فِي الْعُذْرِ، وَقُلْتُمْ مَكَانَ سَبِّكُمْ إِيَّاهُمْ: اللَّهُمَّ احْقِنْ دِمَاءَنَا وَدِمَاءَهُمْ، وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا وَبَيْنِهِمْ، وَاهْدِهِمْ مِنْ ضَلاَلَتِهِمْ، حَتَّى يَعْرِفَ الْـحَقَّ مَنْ جَهِلَهُ، ويرعوى عَنِ الْغَيِّ وَالْعُدْوَانِ مَنْ لَهِجَ بِهِ”. (معركة صفين للمنقري/102).كما ذكر ابن أعثم الكوفي بعد كلام طويل لأصحاب أمير المؤمنين (ع):
قال: فعندها خرج حجر بن عدي وعمرو بن الحمق الخزاعي، فجعلا يظهران البراءة من أهل الشام واللعنة لهم، فأرسل إليهما علي أن “كُفّا عمّا يبلغني عنكما”.فأقبلا إلى عليّ وقالا: يا أمير المؤمنين! ألسنا على الحق؟قال: بلى.قالا: فَلِمَ تمنعنا عن شتمهم ولعنهم؟
فقال: لأنّي أكره لكم أن تكونوا لعَّانين شتَّامين، ولكن لو وصفتم مساوئ أعمالهم كذا لكان ذلك أصوب في القول وأبلغ في الرأي، ولو قلتم: اللهم ! احقن دماءهم، وأصلح ذات بيننا وبينهم، وأهدهم من ضلالته لكان ذلك أحب إليَّ لكم. فقالا: يا أمير المؤمنين! فإننا نقبل عظتك ونتأدب بأدبك”.(كتاب الفتوح2/543).
لذا نقول” تخلقوا بأخلاق علي بن طالب، والا كنتم من خصومه، الا تعلموا ان من أوجه اللعن الطرد من رحمة الله، وهذا ما لا يتوافق مع مكارم الأخلاق، ولا مع سيرة الأئمة، يا من تدعون انفسكم اتباع اهل البيت، وانتم غير جديرون بهذه التسمية. الخاتمة
قال رسول الله” لَا تَسُبُّوا الْأَمْوَاتَ، فَإِنَّهُمْ قَدْ أَفْضَوْا إِلَى مَا قَدَّمُوا”. (صحيح البخاري/1393). وقال علي بن ابي طالب لأتباعه في وقعة صفين” لوددت والله أن معاوية صارفني بكم صرف الدينار بالدرهم فأخذ مني عشرة منكم وأعطاني رجلاً منهم”. ( نهج البلاغة/224). فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين! أنا وإياك كما قال الأعشى:  
عَلِقتُها عرَضَاً وعَلِقَت رجُلاً      غيري وعَلِق أخرى غيرها الرجُلُ
وأنت أيها الرجل علقنا بحبك، وعلقت أنت بأهل الشام، وعلق أهل الشام بمعاوية. ( نهج البلاغة/94).قال الحسن بن علي واصفاً شيعته بعد أن طعنوه ” أرى والله أن معاوية خير لي من هؤلاء، يزعمون أنهم لي شيعة، ابتغوا قتلي، وانتهبوا ثقلي، وأخذوا مالي، والله لئن آخذ من معاوية عهداً أحقن به دمي، وأومن به في أهلي، خير من أن يقتلوني فتضيع أهل بيتي وأهلي”. (الاحتجاج الطبرسي2/290).القول الفصل: هل سلم الحسن بن علي الخلافة الإسلامية الى الشجرة الخبيثة يا مقتدى؟ اتقوا الله في اقوالكم وافعالكم، وارحموا الأئمة من ادعاءاتكم الكاذبة.

مقالات مشابهة

  • لماذا أودع الله في بني آدم الغرائز والشهوات؟ خطيب المسجد الحرام يوضح
  • أوائل الثانوية العامة لـ العرب: التوكل على الله ودعم الأسرة والمدرسة مفاتيح التفوق الدراسي
  • مسيرات حاشدة بالبيضاء نصرة لغزة واستعدادا لمواجهة العدو الصهيوني
  • خطيب المسجد النبوي: الإخلاص مطلوب من العبد في جميع أمور الإيمان أصلًا وفروعًا
  • خطيب الجامع الأزهر: النبي كان يأخذ بالأسباب ويصدق التوكل على الله.. فيديو
  • خطيب الأزهر: الله يفسد الأسباب أحيانا لتأتي النتائج على خلاف رغبة العباد
  • عالم بالأوقاف: الهجرة النبوية درس عملي في التخطيط والأخذ بالأسباب
  • البحوث الإسلامية: هجرات الأنبياء دروس إيمانية في الالتجاء إلى الله
  • مقتدى الصدر يطعن بالنبي صلى الله عليه وسلم