ما المقصود بقول الله تعالى:«كتب على نفسه الرحمة»؟.. علي جمعة يجيب
تاريخ النشر: 6th, May 2024 GMT
بين الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، والمفتي السابق المقصود بقول الله تعالى:{قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ}.
ما المقصود بقول الله تعالى:«كتب على نفسه الرحمة»؟وأوضح علي جمعة من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك أن كلمة كتب في لغة القرآن أي فرض فهو سبحانه وتعالى قد فرض الرحمة، وليس أحدٌ يتألى على الله، ولا يفرض على الله، ولا يوجب على الله شيئًا لأنه سبحانه وتعالى هو القاهر فوق عباده، ولأنه سبحانه وتعالى {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} ولأنه سبحانه وتعالى هو ملك ومالك السماوات والأرض وما فيهن وما بينهما.
وأكمل: ولذلك فلا يفرض أحدٌ شيئًا على الله سبحانه وتعالى، لكن الله من رحمته، ومن واسع فضله ومَنِّه على العباد {كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} ولذلك لا يخلف ذلك أبدا، ولا يرجع في حكمه أبدا؛ فالله سبحانه وتعالى كتب على نفسه الرحمة، وهو أوفى من وفَّى بالعهود سبحانه وتعالى، هذه العبارة طمأنت الخلق فهى تشبه البداية التي خاطب بها الله الناس في وحيه {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} جمالٌ في جمال، يعني ليس هناك إلا الجمال إذا ما كانت المقابلة مع الله سبحانه وتعالى في ظل الإيمان كتب على نفسه الرحمة، لم يقل إنه كتب على نفسه الرحمة والعقاب أيضًا حتى يعني كتب على نفسه الرحمة والعقاب، بل إنه كتب على نفسه الرحمة فقط، ولذلك قالوا: هو رحمن الدنيا ورحيم الآخرة فهو في الدنيا يرحم الكافر والمؤمن والعاصي والطائع، ويرحم كل شيء من الكائنات فهو رحمن الدنيا، وهو أيضًا رحيم الآخرة فالعفو مقدمٌ عنده على المؤاخذة.
وشدد علي جمعة أنه لذلك في الدعاء نقول: (اللهم إنا في حاجةٍ إلى رحمتك ولست في حاجةٍ إلى مؤاخذتنا فاعف عنا على ما كان من عمل) لأنه لا يضره شيء إلا أننا عندما نلتجئ إليه سبحانه وتعالى، ونطلب منه الرحمة فقد طلبناها من عفوٍ غفور، من رحمنٍ رحيم فهو أهلٌ لأن يستجيب لنا، وأن يعفو عنا تقصيرنا وذنوبنا وخطايانا وأخطاءنا، وأنه سبحانه وتعالى أهلٌ لذلك حيث إنه قد كتب على نفسه الرحمة .
حب النبي ركن الإيمانوقال علي جمعة إن سيدنا النبي ﷺ حبه ركن الإيمان، ولا إيمان إلا بحبه، وهو بابنا إلى الله، وإذا لم يكن هناك إلا هذا الباب فقد نجوت، وإذا جعلت معه بابًا آخر فقد هلكت، ولذلك نقدمه على أنفسنا، وآبائنا، وإخواننا، وكل ما نحب، النبي ﷺ هو الإنسان الكامل الذي كمَّله الله، واصطفاه، وجعله أسوةً حسنة، وأمرنا بطاعته ، فَمَنْ أراد ربه وطريقه، فَلْيُصَلِّ على الحبيب المصطفى ﷺ ، وليتمثل بخلقه الكريم في عمله، وفي حياته، وفي علاقاته، وفي قراراته، وفي تصرفاته.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: علي جمعة كتب على نفسه الرحمة هيئة كبار العلماء الأزهر سبحانه وتعالى على الله علی جمعة
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: الغناء ليس حرامًا بإطلاق.. حلاله يرقق القلوب وحرامه يثير الشهوات
أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، أن الغناء والموسيقى لا يُحكمان عليهما بالتحريم المطلق، وإنما يتوقف الأمر على مضمون الغناء وطبيعته وتأثيره على النفس، مشددًا على أن "حلاله حلال وحرامه حرام"، بحسب تعبيره.
وفي حديث سابق ، أوضح جمعة أن الأناشيد والأغاني التي تهذب النفس وتفتح القلوب، مثل المدائح النبوية أو الأغاني التي تدعو للتأمل في عظمة الكون، لا حرج فيها، بل قد تكون وسيلة لزيادة الإيمان ، وضرب مثالًا بمقطوعات بيتهوفن الموسيقية، مؤكدًا أنها تثير التفكر في ملكوت الله.
في المقابل، أشار إلى أن هناك نوعًا من الغناء والموسيقى يُعد محرمًا، وهو الذي يثير الغرائز ويدعو إلى الفساد والفتنة.
واستشهد الدكتور علي جمعة بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، موضحًا أن الرسول استمع للغناء في بعض المناسبات، كفرح زبيدة بنت معاوية، حين كانت الجواري يضربن بالدف ويغنين، وعندما غنّت إحداهن أمامه بكلمات تتضمن الإخبار بالغيب، نبهها النبي إلى أن الله هو علام الغيوب، لكنه لم يمنع الغناء نفسه.
كما كشف المفتي السابق عن ذوقه الشخصي في الاستماع إلى الغناء، قائلا إنه في شبابه كان يستمع إلى أم كلثوم، والنقشبندي، وعبد المطلب، واصفًا الأخير بأنه مطرب لطيف وكلماته تحمل معاني عميقة، واستشهد بأغنيته الشهيرة "علشان أنول كل الرضا".