قال الدكتور أيمن أبو عمر وكيل وزارة الأوقاف إنَّ هناك آية في القرآن الكريم تحمل سر الكتاب العزيز بأكمله وذلك لما تحتويه من معاني ودلائل تتفرد بها دوناً عن غيرها من الآيات الأخرى.

سورة تحمل سر القرآن الكريم

ولفت وكيل وزارة الأوقاف في فيديو عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك إلى أنّ تلك الآية في سورة الفاتحة وتحديداً في قوله تعالى: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ).

وتابع: «الآية مقسومة إلى نصفين، نصفها لله عز وجل وذلك قوله تعالى إياك نعبد لأن تلك هي الغاية التي خلق الله العبد من أجلها وذلك في قوله تعالى (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)، مشيرًا إلى أنَّ النصف الآخر خاص بالعبد وذلك في قوله تعالى (وإياك نستعين)، مبينا أنه لا يستطع أحد فعل شيء أو الوصول لأي أمر دون الاستعانة بالله عز وجل والتوكل عليه.

فضل سورة الفاتحة 

وأوضح أنَّ سورة الفاتحة لها مميزات عديدة فهي السورة التي يفتتح بها القرآن الكريم، وكذلك هي السورة التي تفتتح بها الصلاة لما لها من فضل عظيم، ولذلك يستحب أن يفتتح بها الدعاء، لأنّها ستكون سببًا في استجابة الدعاء بفضل الله سبحانه وتعالى، إذ أن اعظم دعاء بها.

واستكمل: تشتمل سورة الفاتحة على أفضل الدعاء بطلب الهداية إلى الصراط المستقيم، كما أنّها تشتمل على آداب الدعاء بالحمد أولًا ثمّ الثناء ثمّ التمجيد، وإفراد العبودية لله، والاستعانة به دون سواه، مستشهدًا بما قاله الرسول عليه الصلاة والسلام: «إذا صلَّى أحدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ اللهِ والثَّناءِ عليهِ ثُمَّ لَيُصَلِّ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ثُمَّ لَيَدْعُ بَعْدُ بِما شاءَ».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: أزهري القرآن الكريم الآية سورة الفاتحة القرآن الکریم سورة الفاتحة قوله تعالى

إقرأ أيضاً:

علي جمعة: السنة النبوية وحي محفوظ كالقرآن الكريم

أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الجمهورية الأسبق، أن السنة النبوية المشرفة محفوظة بحفظ الله تعالى، تمامًا كما حفظ القرآن الكريم، لأنها "التطبيق المعصوم للقرآن"، ولأنها من الوحي الذي أنزله الله على نبيه، صلى الله عليه وسلم.

 السنة النبوية ليست من كلام البشر

وأوضح المفتي الأسبق، في تصريح له، أن بعض العلماء، ومنهم الإمام الشافعي، أطلق على النبي ﷺ لقب "صاحب الوحيين"، في إشارة إلى القرآن والسنة، مستشهدًا بقوله تعالى: «وما ينطق عن الهوى  إن هو إلا وحي يوحى»، ليؤكد أن السنة النبوية ليست من كلام البشر، بل هي وحي غير متلو من عند الله عز وجل.

النبي أجاز للصحابة أن يكتبوا حديثه

وفي حديثه عن توثيق السنة النبوية، أشار إلى أن التوثيق بدأ في عهد رسول الله ﷺ نفسه، مؤكدًا أن النبي أجاز للصحابة أن يكتبوا حديثه، واستدل بحديث "اكتبوا لأبي شاه"، حين طلب أحد الصحابة من اليمن أن يُسجل ما سمعه من النبي، فقال رسول الله: "اكتبوا له".

وأضاف: "كان هناك من الصحابة من اشتهر بكثرة الرواية لأنه كان يكتب، مثل عبد الله بن عمرو بن العاص وأبو هريرة، بينما كان بعض الصحابة لا يكتبون، ولذلك كان يُقال: فلان أكثر رواية لأنه يكتب، وفلان أقل لأنه لا يكتب".

وأشار المفتي الأسبق، إلى أن فكرة تدوين السنة رسميًا على نطاق الدولة بدأت بالفعل في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الذي كان يفكر في المستقبل وبناء مؤسسات الدولة الإسلامية الكبرى، بعد اتساعها ودخولها بلدانًا مثل العراق ومصر، ووصول الفتوحات إلى مشارف الهند، غير أن مشاغل الدولة آنذاك حالت دون تنفيذ هذا المشروع.

6 نصائح للحجاج قبل الذهاب لأداء المناسك.. البحوث الإسلامية يوضحهاسنن العمرة.. 6 أفعال يستحب أداؤها في المناسك

حفظ السنة جزء من حفظ الذكر

وأكد أن حفظ السنة جزء من حفظ الذكر الذي تعهّد الله به، وأن هذا الحفظ تحقق بأشكال متعددة، سواء بالرواية المتواترة أو التوثيق والتحقيق العلمي في كتب الحديث.


 الذكر يشمل القرآن والسنة 

وواصل: إن عملية توثيق السنة النبوية الشريفة بدأت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث أذن لبعض الصحابة بكتابتها مثل حديث "اكتبوا لأبي شاه"، وكان عبد الله بن عمرو بن العاص من أوائل من دوَّن السنة في صحيفة سُميت بـ"الصحيفة الصادقة".

وأكمل: أن مرحلة جديدة من التوثيق بدأت في عصر التابعين، حين أخذ وهب بن منبه صحيفة تحتوي على 132 حديثاً وبدأ في روايتها للتابعين، ومن أبرزهم الإمام محمد بن شهاب الزهري، أحد كبار علماء المدينة، والذي تتلمذ على أيدي الصحابة وكبار التابعين، وكان له دور محوري في حفظ السنة وتعليمها لتلاميذ عظام مثل الإمام مالك وسعيد بن أبي عروبة وابن أبي ذئب.

تدوين السنة بشكل رسمي

ولفت إلى أن الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز، الذي عُرف بعدله وورعه، هو أول من أمر بتدوين السنة بشكل رسمي على مستوى الدولة، حيث أرسل إلى أبي بكر بن حزم – وكان من كبار العلماء آنذاك – يطلب منه جمع الأحاديث من العلماء وتوثيقها، إلا أن المشروع واجه صعوبات بسبب الدقة الشديدة في نقل ألفاظ النبي صلى الله عليه وسلم، وتحفّظ بعض الرواة خشية التحريف أو الزيادة أو النقص.

وذكر أن الإمام الزهري، الذي كان يرى هذا الجهد، بادر من تلقاء نفسه بالمساهمة الفعالة في جمع الأحاديث، مستفيدًا من علاقاته الواسعة بعلماء المدينة وتتلمذه على أيدي الصحابة، فكان ما قام به الزهري من تدوين ممنهج وموسع بمثابة اللبنة الأساسية لمشروع توثيق السنة، وهو الذي سلّم الراية لتلاميذه من أمثال الإمام مالك، الذي دوّن "الموطأ" كأول كتاب حديث جامع وصلنا بشكل منظم.

وختم: "السنة النبوية محفوظة بحفظ الله، لأنها البيان العملي المعصوم للقرآن الكريم، ولذلك لما قال تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)، فالذكر يشمل القرآن والسنة معاً، لأنهما وحيان، أحدهما متلوّ والآخر غير متلوّ، وكلاهما محفوظ بحفظ الله تعالى".

طباعة شارك علي جمعة توثيق السنة السنة النبوية

مقالات مشابهة

  • أدعية العشر الأوائل من ذي الحجة: ما يُستحب الدعاء به
  • لم يطلب أجرا على التلاوة.. قصة حياة الشيخ السيد سعيد أشهر من قرأ سورة يوسف
  • رحيل سلطان القراء الشيخ السيد سعيد بعد رحلة حافلة مع القرآن الكريم
  • لا تنسوا الدعاء فهو عبادة يجبها الله
  • حفل لتكريم حفظة القرآن الكريم وتجهيز العرائس بمركز الواسطي
  • حقيقة فضل سورة الفجر للزواج خلال 6 أيام.. انتبه لـ10 أسرار
  • دعاء الشيخ الشعراوي لفك السحر.. ما قرأه إنسان إلا وأبعده الله عنه
  • علي جمعة: السنة النبوية وحي محفوظ كالقرآن الكريم
  • ما حكم بيع سجاد الصلاة المكتوب عليه أسماء منها "لفظ الجلالة"؟ الإفتاء تجيب
  • ذِكر واحد من واظب عليه صباحا ومساء أصبح من أهل الجنة