مستشفى «الميرى» فى الإسكندرية.. سلخانة الغلابة!
تاريخ النشر: 13th, May 2024 GMT
الداخل مفقود والخارج مولود، هذا ليس «هاشتاج» جديداً ولا رسالة عابرة، إنه واقع حقيقى يعيشه كل يوم مرضى مستشفى الميرى «الرئيسى الجامعى» بالإسكندرية.
يعتبر مستشفى «الميرى» أو كما يطلق عليه الأهالى «مستشفى الموت» من أهم المستشفيات التى يلجأ إليها الآلاف من المرضى للعلاج، خاصة فى حالات الطوارئ والحوادث.
تخدم محافظات الإسكندرية والبحيرة ومطروح كفر الشيخ.
فالخدمة الطبية فيها صعبة ولا تتوافر فيها المستلزمات الطبية، ولا ترى غير أطباء الامتياز وكأن «الاستشاريين» و«الجراحين» ممنوع الاقتراب منهم.
أما بالنسبة للتمريض، فبعضهم يتعامل مع المرضى بالصوت العالى.. والمستشفى تعتبر الأعلى إحصائية فى حالات الوفاة.
«الوفد» ترصد رحلة معاناة المرضى مع مستشفى الموت «الميرى».
عندما تدخل المستشفى بداية من الأبواب الحديدية المغلقة أمام المرافقين تبدأ رحلة العذاب، ثم تمر بالمريض إلى غرفة الطوارى أو الاستقبال. عقب الدخول هناك تشم رائحة الموت تملأ الجدران.
داخل غرفة الطوارى تجد الأسرة تمتلئ بآثار الدماء خصوصاً مرضى الحوادث الذين يحضرون إلى المستشفى مصابين.
وجميع الأطباء الشباب ينظرون إليهم عقب دخول حالة أخرى يجرى الأطباء الشباب إليها تاركين الحالة الأولى، وكأن عدد الأطباء غير كافٍ لهذه المستشفى الكبيرة، والمدهش إنك تجد داخل غرفة الإنعاش التى من المفترض أن بها المريض والأطباء فقط، يجلس مرافق المريض يساعد الأطباء على عمل تنفس للمريض، لأن للأسف لا يوجد تمريض كافٍ، فيتم الاستعانة بمرافق المريض الذى ليس لديه أى خبرة.
وعندما تتجول داخل المستشفى تجد المرضى يفترشون الأرض ينتظرون دورهم، وآخرين يجلسون على الكرسى المتحرك منتظرين سريراً للجلوس عليه، أما بالنسبة لغرفة الأشعة فحدث بلا حرج.
يقف العشرات من المواطنين ينتظرون دورهم للدخول، ويتشابك اهالى المرضى كل منهم يحاول ان يسارع بمريضه لعمل الأشعة لإنقاذه.
رفضوا دخول زوجى للعمليات
خلف إحدى غرف الإنعاش وقفت إحدى السيدات تدعى عبير محمد (52 سنة) تبكى قائلة: «حضر زوجى مصاباً فى حادث وللأسف تم نقله إلى مستشفى «الميرى» رغم أنفنا لأننا نعلم تماماً أن هذا المستشفى لم يخرج منه أحد سليم.
قامت سيارة الاسعاف نظراً لأنه لا يوجد سرير شاغر بالانتظار معه لأنه يجلس على سرير سيارة الإسعاف ورجله تنزف والأطباء الشباب يجرون هنا وهناك كأنهم اول مرة يشاهدون هذا المشهد الصعب، وأنا أصرخ وأنادى على الأطباء لمساعدة زوجى، ولكن للأسف لم أجد أمامى غير الاستهتار وأطباء يهددون بطردى من المستشفى بسبب صراخى لخوفى على زوجى، وظل زوجى ساعات طويلة ينزف، وكل ما يفعلوه كتابة قائمة بمستلزمات طبية بداية من القطن وكان المستشفى خالياً من الأدوات، والأكثر دهشة من ذلك ان المريض يكون داخل غرفة العمليات ويطلب من أهالى المريض ان يبحث له عن خيوط للجرح!
أضافت عبير: لم اجد امامى غير تنفيذ طلباتهم لإنقاذ زوجى. وللأسف كادوا يتروكونه وهو لم يستطع ان يأخذ نفسه وهم يجلسون على المقاعد يضحكون تاركين المرضى تصرخ وتتألم دون مبالاة.
وظلت رحلة العذاب مع زوجى الذى ظلوا يذهبون به يميناً ويساراً فى طرقات المستشفى لإجراء أشعات وانتظار دوره.
وعقب ذلك انتظار تجهيز غرفة العمليات كل ذلك وهو ينزف ورجله مهددة بالبتر.
قبل ان يدخل لغرفة العمليات اشترطوا ان يتم توفير 4 أكياس دم ورفض الأطباء دخول زوجى لغرفة العمليات حتى يتم توفير أكياس الدم، إلى ان دخل غرفة العمليات، ليخرج زوجى إلى غرفة العناية المركزة، للأسف زوجى خرج من غرفة العمليات بعد بتر قدمه وعقب ذلك عندما علم بفقد قدمه حدثت له انتكاسة ولفظ أنفاسه الأخيرة ولم نعلم السبب الحقيقى وراء وفاته وحدث تضارب فى التقارير.. البعض يقول ان سبب الوفاة نزيف بالمخ وآخرون يقولون إن سبب الوفاة ارتجاج وضعف فى عضلة القلب، وتكون المحطة الأخيرة له وضعه فى ثلاجة الموت.
استهتار حياة المرضى
وقال محمود صابر موظف، ان المستشفى الجامعى «الميرى» بالإسكندرية يستخف بالمرضى البسطاء.
أضاف: «تقدمت ببلاغ ضد رئيس الجامعة والمستشفيات الجامعية اتهم فيه رئيس جامعة الإسكندرية ومدير مستشفى جامعة الإسكندرية الرئيسى الميرى، ورئيس قسم وأطباء قسم المخ والأعصاب بالمستشفى، بإحداث إهمال طبى وتزوير فى تقرير طبى».
وحمل البلاغ رقم 727373 لسنة 2024 عرائض النائب العام، وأحاله النائب العام إلى نيابة شرق الإسكندرية الكلية للفحص، التى أحالته بدورها إلى نيابة العطارين الجزئية برقم 19321 لسنة 2024 للتحقيق، وجاء فيه أنه خضع لجراحة فى المستشفى فى الفترة من 28 فبراير الماضى إلى 6 مارس لاستئصال غضروف قطنى وتثبيت العمود الفقرى بأربعة مسامير وعمودى تثبيت، وحصل على تقرير طبى رسمى من المستشفى يفيد بذلك.
أوضح محمود أنه توجه لمديرية القوى العاملة فى الإسكندرية وللتأمينات الاجتماعية التى وجهته للجنة العجز الطبى ومقرها مستشفى النقراشى البحرى، واطلعوا على التقرير وأجروا له أشعة، ففوجئوا بعدم وجود المسامير وعمودى التثبيت، رغم آثار العملية الواضحة فى ظهره والتقرير الطبى النهائى الذى أصدره مستشفى جامعة الإسكندرية الرئيسى.
وأضاف أنه اضطر لعمل أكثر من أشعة له على حسابه الشخصى للتأكد من وجود المسامير وعمودى التثيبت وفقاً لما أخبره به أطباء قسم المخ والأعصاب ولما ورد فى التقرير، الأمر الذى أسفر عن عدم وجودها رغم إجراء العملية.
واتهم البلاغ رئيس جامعة الإسكندرية ورئيس المستشفى الجامعى الرئيسى ورئيس قسم المخ والأعصاب والأطباء بعدة تهم، منها إحداث عاهة مستديمة والتسبب فى جرح قطعى والاستيلاء على أربعة مسامير وعمودى التثبيت وادعاء تركيبها زوراً وبهتاناً، إذ إن هذه المسامير والشرائح مدعومة من الدولة.
كما اتهمهم البلاغ بالتزوير فى المستندات والمحررات والدفاتر الرسمية بما يخالف الحقيقة، من أجل التربح والاستيلاء على المسامير والشرائح المفترض أنه تم تركيبها، إضافة لتعريض حياة المواطن للخطر بإخضاعه لعملية جراحية تحت تخدير طبى كامل لا يعرف ماذا فعلوا فيه لأنهم لم يركبوا الشرائح كما ادعى التقرير الرسمى، كما أخبروا المريض وأكدوا له قبل إجراء العملية وبعدها.
الإهمال تسبب فى ضمور بالعضلات
وقال عمر محمد طالب: «أبى محجوز فى مستشفى الميرى القديمة بمحطة الرمل بمحافظة الإسكندرية عناية المخ والأعصاب دخل المستشفى يوم ٢/١ وعمل عملية تفريغ نزيف على المخ ثم دخل عناية التخدير بقسم الطوارئ بالمستشفى ثم قاموا بإجراء عملية شق حنجرى يوم 13/1 ثم تم نقله من عناية التخدير بقسم الطوارئ إلى عناية المخ والأعصاب بقسم المخ والأعصاب بعمارة الجراحة الدور السادس.
وأضاف: جعلونا نوقع على إقرار بأن والدى به قرحة فراش من الدرجة الثالثة فى الظهر ثم بعدها بيوم آخر قاموا بجعلنا أيضا نوقع على إقرار بأن والدى به قرحة فراش فى الكعبين ثم دخلت الحالة فى صدمة دماغية وصدمة عصبية وصدمة تسممية مع وجود سائل على المخ وشبه وقف تام للرئتين وعدم الكلام وشبه انعدام النظر، ثم حالة ضمور وتيبس بالعضلات.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الوفد معاناة المرضى الميرى قسم المخ والأعصاب جامعة الإسکندریة غرفة العملیات
إقرأ أيضاً:
طبيبان أمريكيان ساهما في تأسيس مستشفى «كند» مولد محمد بن زايد
العين: راشد النعيمي
روى صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قصة الطبيبان الأمريكيان، بات وماريان كينيدي، ومساهمتهما في تأسيس مستشفى الواحة عام 1960، والذي تغير لاحقاً إلى مستشفى «كند»، والذي شهد ولادة سموّه.
ويرتبط سكان مدينة العين بمستشفى «كند» الذي يعد أول مركز صحي من نوعه في أبوظبي، والذي أكمل عامه الخامس والستين، إذ ظل طوال ستة عقود شاهداً على ذكريات المدينة، وشهد ولادة عشرات الآلاف من أبنائها، وعاصر مراحل مهمة من تاريخ تطور واقعها الصحي الذي يزخر الآن بخدمات طبية عالمية المستوى في جميع مجالات الرعاية، بفضل الدعم المستمر الذي تقدمه القيادة الحكيمة.
تعود القصة إلى عام 1960، عندما قام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بدعوة الطبيبين كينيدي لإقامة مرفق لتقديم خدمات الرعاية الصحية لحديثي الولادة، في ظل تأثر المواليد بالأمراض التي كانت منتشرة آنذاك، وأدت إلى تزايد حالات الوفاة بين الرضع، وكان معدل وفيات الرضع والأمهات في العين مرتفعاً بشكل غير عادي، بسبب العديد من الأمراض المستوطنة مثل السل والملاريا، وكان عدد سكان العين في الواقع يتناقص ويحتاج بشدة إلى رعاية صحية جيدة.
كان آل كينيدي أطباء من الولايات المتحدة وهدفهم الأساسي هو العمل الإنساني عبر توفير رعاية صحية لسكان منطقة الخليج، وبفضل الله، تمكن الطبيبان وفريقهما الصغير من توفير أول رعاية صحية حديثة في المنطقة عام 1964، وشيدوا أول مبنى من الطوب الأسمنتي في العين، والذي تضمن 20 غرفة للمرضى ومركز للممرضات وحضانة وغرفة مرافق، وكان المستشفى المصدر الوحيد للعلاج الطبي لأهالي المدينة والمناطق المحيطة بها، وبعد فترة وجيزة من الافتتاح، كان الموظفون يرون ما يقرب من 200 مريض يومياً.
بعد ذلك، تم بناء جناح الولادة ومرافق الأشعة وغرف المرضى الإضافية وسكن الموظفين في أوائل السبعينات، كما تم بناء مرافق النساء والتوليد والجراحة وصحة الأطفال عام 1985، ولا يزال المستشفى يتوسع لغاية الآن.
خدم الطبيبان بات وماريان كينيدي هنا حتى عام 1975 وما زالا يُذكران بحب كبير لجهودهما في جلب الأمل لمجتمع العين، من بين الموظفين الآخرين على المدى الطويل في مستشفى كند الذين تركوا إرثًا من التعاطف والرعاية الطبية الممتازة، الراحل جيرترود ديك وجانيس شيفر ومارجريت بيزلي وبيرنيتا ميسال ونانسي بروك والدكتور لاري ليدل وزوجته مارلين ليدل وروث فيلدمان.
وشهد المستشفى ولادة العديد من أفراد الأسرة الحاكمة في أبوظبي خلال السنوات التالية لتأسيسه، وفي مقدمتهم صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وإخوانه وخلال زيارته للمستشفى في إبريل 2006، أعلن سموّه عزم حكومة أبوظبي إنشاء مبنى جديد للمستشفى وفق أحدث المواصفات والمعايير العالمية، ليبدأ العمل فعلياً في بناء المستشفى الجديد.
ومنذ تأسيسه، مر المستشفى بعدة مراحل تطويرية بدعم من القيادة الحكيمة، أبرزها عام 2015 بافتتاح المبنى الجديد المجهز بأحدث المعدات والمرافق الطبية حيث يرى أطباء الأطفال في المستشفى ما يقرب من 9 آلاف طفل شهرياً في مواسم الذروة في العيادات الخارجية.
وعمل الطبيبان بات وماريان كينيدي في العين حتى عام 1975، تلاهما العديد من الموظفين الذين تركوا إرثاً من التعاطف والرعاية الممتازة وتقديراً لجهودهما في مجتمع الإمارات تم منحهما جائزة أبوظبي في دورتها الأولى عام 2005، كما جرى تغيير اسم المستشفى في عام 2019 إلى مستشفى كند تكريماً لهما، كما استقبلت عائلتيهما في أبوظبي عرفاناً بما قدماه من خدمات لشعب دولة الإمارات.
ويعد مجلس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، معلماً بارزاً في مدينة العين ويقع بالقرب من مدخل المستشفى مباشرةً، حيث تبرع به المؤسس سابقاً لدعم المستشفى وتم تجديده وتحويله لمتحف ويضم معرضاً للصور النادرة يسلط الضوء على تاريخ مدينة العين ومراحل مسيرة التنمية التي شهدتها المدينة في مختلف القطاعات، لاسيما تاريخ وتطور قطاع الرعاية الصحية في مدينة العين والدور المهم لمستشفى الواحة الذي يعتبر أول مستشفى في إمارة أبوظبي.