تولى التأليف والإخراج والإنتاج والتصوير.. هل نجح زاك سنايدر في فيلم قمر متمرد؟
تاريخ النشر: 16th, May 2024 GMT
لا تترافق الجودة الفنية بالضرورة مع ارتفاع الإيرادات أو نسب المشاهدة العالية، فقد يكون للجمهور رأي آخر يرجع إلى شعبية الممثلين المشاركين في العمل الفني، أو مخرجه، وأحد هؤلاء القادرين على تغيير الدفة حتى وإن تواضعت أعمالهم.
وارتبط اسم المخرج زاك سنايدر بعدة مشاريع اعتبرها النقاد كارثية -منها أفلامه مع عالم "دي سي" الممتد للأبطال الخارقين- لكن فيلمه "قمر متمرد- جزء 1: طفلة من رحم النار" (Rebel Moon- Part One: A Child of Fire) حقق مشاهدات عالية، الأمر الذي أهله ليبدأ سلسلة أفلام يعرض ثاني أجزائها على منصة نتفليكس.
ويشارك سنايدر بوصفه مخرجا ومؤلفا مشاركا ومنتجا ومدير تصوير في الجزء الثاني من "قمر متمرد- جزء 2: حافرة الندوب" (Rebel Moon- Part Two: The Scargiver)، ويعمل مع طاقم ممثلي الجزء الأول ذاته، والذي يتكون من صوفيا بوتلة، وإد سكرين، وتشارلي هونام، ودجيمون هونسو، والحائز على الأوسكار أنتوني هوبكينز بالأداء الصوتي للفارس الآلي جيمي.
تدور أحداث "قمر متمرد" في المستقبل، حيث يحكم "الكوكب الأم" العالم المترامي الأطراف بسلطة غاشمة تمد أذرعها الطويلة إلى كل الكواكب والكويكبات والأقمار، ويبدأ الفيلم الأول في قمر "فيلدت" الذي يعيش سكانه من المزارعين البسطاء حياة هانئة، إلا أن هذه السعادة تزول بقدوم مركبة فضائية تحمل قوة من الكوكب الأم تخيرهم بين تسليم محاصيلهم من الحبوب أو الموت.
تتعرض المشاهد التالية للشابة كورا (صوفيا بوتلة) التي تعيش في فيلدت، بعدما قضت طفولتها وشبابها مقاتلة في قوات الكوكب الأم، قبل أن تقرر الفرار والاختفاء.
تتورط كورا في معركة لإنقاذ سيدة، ثم تهرب من القمر لتشكل على مدار الجزء الأول فريقا من الثائرين والمقاتلين لمساعدتها في الدفاع عن قمرها المتمرد، وينتهي الجزء الأول من الفيلم بعودة كورا وأبطالها إلى فيلدت.
بدأ مشروع فيلم "قمر متمرد" بفكرة قدمها سنايدر لأحد أفلام سلسلة "حرب النجوم" (Star Wars) الشهيرة، لكن استحواذ "ديزني" على الشركة المالكة لحقوق السلسلة قضى على المشروع قبل ميلاده، مما اضطر المخرج للانتظار لسنوات، ثم عرض الفكرة على "نتفليكس" التي مولته وتحول الفيلم إلى اثنين، وتم الإعلان عن ثالث قادم، وسط توقعات بأن تمتد هذه الثلاثية إلى ستة أفلام كاملة.
يمكن الربط بين العمل وسلسلة "حرب النجوم" من أول وهلة، ليس فقط لأن كل من المشروعين ينتمي لنوع "أوبرا الفضاء" – أي أفلام الخيال العلمي الملحمية التي تدور أحداثها في الفضاء-؛ لكن البناء نفسه متشابه إلى حد بعيد، حيث الصراع الواضح بين الخير والشر، والأحداث التي تدور على مناطق نائية من المجرة، وحتى استخدام سيوف الليزر والطابع العسكري للشر والمتواضع للخير.
يمكن اعتبار "قمر متمرد" أيضًا نسخة فضائية من ملحمة "الساموراي السبعة" (Seven Samurai) للمخرج الياباني أكيرا كيراساوا التي تمت إعادة إنتاجها في نسخ متعددة على مر السنوات، منها الفيلم المصري "شمس الزناتي"، فالبطلة كورا قضت الجزء الأول من السلسلة في تجنيد فريق من المحاربين المتميزين، وانتهى الجزء الثاني بالمعركة المنتظرة.
زاك سنايدر يبحث عن بصمةليس من العيب أن يتأثر المخرج بأفلام سابقة ما دام وضع لمسته الخاصة، لذلك وجب البحث في هذه السلسلة عن البصمة الخاصة بسنايدر، التي تتمثل في جانبين، أحدهما سلبي والآخر إيجابي.
يشتهر سنايدر بالمعارك الملحمية الطويلة، إذ نلاحظ ذلك في أفلامه للأبطال الخارقين، حيث تستغرق المعركة الأخيرة وقتا طويلا على الشاشة مع عديد من التقلبات في ميزان القوة بين المنتصر والمهزوم، وفي الجزء الثاني من فيلم "قمر متمرد" تستغرق المعركة الختامية نحو 45 دقيقة (أي أكثر من ثلث وقت الفيلم)؛ قد يبدو زمنا طويلا نسبيا، غير أنه عند وضع الأمر في إطار أن هذه المشاهد هي أفضل ما قدمه الفيلم، فيمكن القول إنها ميزة وليست عيبا.
نصل إلى النقطة السلبية والمتكررة كذلك في أعمال سنايدر، التي تتمثل في عدم قدرته على صياغة عمل متماسك بعيدا عن مشاهد "الأكشن"، فنجد أن الساعة والربع ساعة الأولى من الفيلم ليست سوى تحضير للمعركة الختامية، ليس فقط من ناحية الأحداث والتدريبات ولكن حتى من حيث السيناريو الذي لا يقدم أي شيء تقريبا سوى وعد بمشاهد قتال مبهرة.
نجد على سبيل المثال مشهدا طويلا يحكي فيه كل مقاتل من الساموراي قصصا من ماضيهم عن أفعال قاموا بها وندموا عليها، فنعود بـ"الفلاش باك" إلى خلفيات المقاتلين التي عرفناها بالفعل في الجزء الأول، لذلك نجد أن الجزء الثاني -في المحصلة- لم يكن له أي مبرر حقيقي، وكان من الممكن إضافة المعركة الختامية إلى نهاية الفيلم الأول لتقديم عمل أكثر تماسكا ومنطقية.
يحمل زاك سنايدر قناعة راسخة بأنه مخرج ومؤلف قادر على تقديم أفلام ستصمد في وجه الزمن وتصبح أيقونات سينمائية، مثلما فعل جورج لوكاس مع سلسلة "حرب النجوم" أو جيمس كاميرون مع سلسلة "المدمر" (The Terminator)، وفي سبيل هذا المسعى يبحث عن الضخامة سواء في الإنتاج أو القصص أو حتى طول الأفلام، ولكن كل عمل بعد آخر -أو كل فرصة ضائعة بعد أخرى- يؤكد أن توقعاته عن نفسه أعلى من إمكانياته الحقيقية.
ليبقى أفضل ما قدمه زاك سنايدر في الفيلم هو عامل التصوير، سواء مشاهد الأكشن في النهاية أو حتى التدريبات وجني المحاصيل، وأكبر عيوبه السيناريو الذي لم يفلح في تقسيم القصة على جزئين، فخرج بأنصاف أفلام.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات الجزء الثانی الجزء الأول حرب النجوم
إقرأ أيضاً:
طقس الإثنين.. رياح سطحية مثيرة للأتربة والغبار على عدة مناطق
توقّع المركز الوطني للأرصاد في تقريره عن حالة الطقس اليوم -بمشيئة الله تعالى- توالي درجات الحرارة العظمى ارتفاعها على أجزاء من مناطق الشرقية، والرياض، والقصيم، وتنشط الرياح السطحية المثيرة للأتربة والغبار على أجزاء من تلك المناطق، كذلك على أجزاء من مناطق الحدود الشمالية، والجوف، وتبوك، وحائل، والمدينة المنورة، ومكة المكرمة.
في حين لا يستبعد تكوّن السحب الرعدية الممطرة مصحوبة برياح نشطة على أجزاء من مرتفعات منطقتي جازان وعسير.
وأشار التقرير إلى أن حركة الرياح السطحية على البحر الأحمر ستكون شمالية غربية إلى شمالية بسرعة 15-30 كم/ساعة على الجزء الشمالي والأوسط وغربية إلى شمالية غربية بسرعة 10-20 كم/ ساعة على الجزء الجنوبي، وارتفاع الموج من نصف المتر إلى متر ونصف على الجزء الشمالي والأوسط ومن نصف المتر إلى متر على الجزء الجنوبي, وحالة البحر خفيف إلى متوسط الموج على الجزء الشمالي والأوسط وخفيف الموج على الجزء الجنوبي.
فيما ستكون حركة الرياح السطحية على الخليج العربي جنوبية شرقية بسرعة 20-40 كم/ساعة على الجزء الشمالي والأوسط وشرقية إلى شمالية شرقية بسرعة 10-25 كم/ساعة على الجزء الجنوبي, وارتفاع الموج من متر إلى مترين على الجزء الشمالي والأوسط ومن نصف المتر إلى متر على الجزء الجنوبي, وحالة البحر متوسط الموج على الجزء الشمالي والأوسط وخفيف الموج على الجزء الجنوبي.