القادة العرب يدعون إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة
تاريخ النشر: 17th, May 2024 GMT
المنامة (الاتحاد)
أخبار ذات صلةطالب القادة العرب المشاركون بالدورة العادية الـ33 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، «قمة البحرين» بالوقف الفوري والدائم لإطلاق النار في قطاع غزة ووقف كافة محاولات التهجير القسري للشعب الفلسطيني وإنهاء كافة صور الحصار والسماح بالنفاذ الكامل والمستدام للمساعدات الإنسانية للقطاع والانسحاب الفوري لإسرائيل من مدينة رفح.
وأكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أن واقع المنطقة العربية «أليم وغير مسبوق» في ظل المأساة التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة على إثر الحرب التي وضعت جميع المواثيق والعهود الدولية على المحك.
وقال الملك عبدالله الثاني في كلمته بافتتاح أعمال الدورة العادية الـ33 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة إن «ما يشهده قطاع غزة من تدمير سيجلب المزيد من العنف والصراع». وطالب بإيقاف الحرب على غزة و«تحمل العالم مسؤوليته الأخلاقية والإنسانية لينهي صراعاً ممتداً منذ أكثر من 7 عقود لنمهد الطريق أمام أبنائنا وبناتنا في أمتنا العربية الواحدة لمستقبل يخلو من الحرب والموت والدمار».
ودعا العاهل الأردني في كلمته إلى تكثيف الجهود لمساندة الحكومة الفلسطينية للقيام بمهامها ودعم الفلسطينيين في الحصول على كامل حقوقهم المشروعة وقيام دولتهم المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأكد أن الأردن ومع استمراره وبالتعاون مع الأشقاء والشركاء الدوليين في إيصال المساعدات إلى أهل غزة، فإنه يشدد على ضرورة الاستمرار في دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» للقيام بدورها الإنساني وزيادة المخصصات لهذه المنظمة «السامية والمهمة».
كما دعا إلى تعزيز التنسيق العربي للتصدي لجملة التحديات أمام الدول العربية وضمان احترام سياسة حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون العربية.
بدوره، قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أمس، إن القمة العربية تنعقد في ظرف تاريخي دقيق تمر به المنطقة، مؤكداً أن هذه اللحظة الفارقة تفرض على جميع الأطراف المعنية الاختيار بين مسارين إما السلام والاستقرار والأمل أو الفوضى والدمار اللذين يدفع إليهما التصعيد العسكري المتواصل في قطاع غزة.
وأضاف السيسي في كلمته خلال افتتاح أعمال الدورة العادية الـ 33 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في المنامة، أن «التاريخ سيتوقف طويلاً أمام تلك الحرب ليسجل مأساة كبرى عنوانها الإمعان في القتل والانتقام وحصار شعب كامل وتجويعه وترويعه وتشريد أبنائه والسعي لتهجيرهم قسرياً واستيطان أراضيهم وسط عجز مؤسف من المجتمع الدولي».
وذكر أن بلاده «وبينما تنخرط مع الأشقاء والأصدقاء في محاولات جادة ومستميتة لإنقاذ منطقتنا من السقوط في هاوية عميقة فإننا لا نجد الإرادة السياسية الدولية الحقيقية الراغبة في إنهاء الاحتلال ومعالجة جذور الصراع عبر حل الدولتين».
وأكد أن «مصر ستظل على موقفها الثابت برفض تصفية القضية الفلسطينية ورفض تهجير الفلسطينيين أو نزوحهم قسرياً أو من خلال خلق الظروف التي تجعل الحياة في قطاع غزة مستحيلة بهدف إخلاء أرض فلسطين من شعبها».
ودعا الرئيس المصري المجتمع الدولي وجميع الأطراف الفاعلة والمعنية إلى تعزيز ثقة جميع شعوب العالم في عدالة النظام الدولي التي تتعرض لاختبار لا مثيل له، مؤكداً أن تبعات ذلك ستكون كبيرة على السلم والأمن والاستقرار في المنطقة.
كما طالب «بوضع حد فوري لهذه الحرب المدمرة ضد الفلسطينيين الذين يستحقون الحصول على حقوقهم المشروعة في إقامة دولتهم المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: القادة العرب غزة البحرين قطاع غزة حرب غزة فلسطين الحرب في غزة القمة العربية جامعة الدول العربية الجامعة العربية الدول العربیة فی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
جدل بعد دعوة لنقل مقر جامعة الدول العربية من القاهرة إلى الرياض
أثارت تصريحات نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، عماد جاد، بشأن نقل مقر جامعة الدول العربية من القاهرة إلى المملكة العربية السعودية، موجة من الجدل وردود فعل متباينة في الأوساط المصرية.
وكان جاد قد نشر تدوينة عبر صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك"، تحت عنوان "دعوة للتفكير بهدوء"، دعا فيها إلى ما وصفه بـ"مقترح موضوعي ومفيد لكافة الدول العربية"، يتمثل في تولي السعودية رئاسة الجامعة ونقل مقرها إلى الرياض أو أي مدينة سعودية أخرى.
وعلّل جاد طرحه بالقول: "العرب جاءوا من السعودية واليمن، ووفق التوازنات الراهنة، أرى أن من الأفضل أن يكون أول أمين عام جديد للجامعة من الجنسية السعودية". واختتم بالقول: "فكروا بتأمل وهدوء، وستدركون سلامة هذا الرأي".
تحذيرات من تهديد الهوية العربية
في المقابل، عبر إمام وخطيب مسجد عمر مكرم، مظهر شاهين، عن رفضه لهذا الطرح، محذراً من تداعياته على "الهوية العربية ووحدة الأمة".
وقال شاهين في بيان له: "رغم إدراكي لحُسن نية جاد ورغبته في المصلحة العامة، فإن حديثه يُعيد تعريف الانتماء العربي على أسس عرقية أو جغرافية، لا حضارية ولا ثقافية ولا لغوية"، معتبراً أن هذا التوجه ينطوي على "مخاطر جمّة تطال الحاضر والمستقبل العربي".
وأضاف: "الإيحاء بأن مصر ليست عربية الأصل يضعف من دورها التاريخي، ويوحي – وإن عن غير قصد – بأنها طارئة على الهوية العربية"، مؤكداً أن "العروبة ليست نسباً ولا موطناً جغرافياً، بل هي انتماء حضاري ولسان وثقافة".
وشدد شاهين على أن "مصر لم تكن تابعاً في المشروع العربي، بل كانت دوماً القائد والمجدد، ولعبت دوراً محورياً في حماية الهوية العربية والدفاع عن قضايا الأمة، وعلى رأسها قضية القدس الشريف".
ورأى شاهين أن انتقال رئاسة الجامعة إن تم ينبغي أن يكون في إطار التدوير المؤسسي أو اعتبارات مرحلية، وليس تأسيساً على أن العروبة انطلقت من الجزيرة العربية، وهو من وجهة نظره "مدخل بالغ الخطورة يقصي دولاً كبيرة كـمصر ويهدد وحدة الصف العربي".
واختتم بالقول: "مصر ليست مجرد دولة عربية، بل ركيزة المشروع العربي ودرعه الحامي، ومحاولات النيل من دورها هي تفريط في هوية الأمة ومستقبلها. العروبة لا يجب أن تُختزل في جغرافيا، بل تظل هوية جامعة".
موقف ميثاق الجامعة
ويأتي هذا الجدل في وقت تقترب فيه نهاية الولاية الثانية للأمين العام الحالي لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، المقررة في أيلول/سبتمبر المقبل، وسط تقارير تتحدث عن نية القاهرة ترشيح رئيس الوزراء مصطفى مدبولي لخلافته.
ومنذ تأسيس الجامعة العربية في آذار/مارس 1945، استقر مقرها في القاهرة، كما نص ميثاقها في مادته العاشرة.
ومع ذلك، يجوز لمجلس الجامعة الاجتماع في أي مدينة أخرى. ويُعد نقل المقر بشكل دائم مخالفة للميثاق ما لم يتم تعديله بإجماع الدول الأعضاء.
وكان مقر الجامعة قد نُقل فعلياً إلى تونس عام 1979 عقب توقيع مصر معاهدة السلام مع الاحتلال الإسرائيلي، فيما علقت الدول العربية عضوية القاهرة آنذاك.
وفي عام 1980، عُقدت قمة في بغداد عُرفت بـ"قمة جبهة الرفض"، أكدت رفضها لاتفاقية كامب ديفيد، وقررت نقل المقر وقطع العلاقات مع مصر، باستثناء ثلاث دول هي سلطنة عُمان والصومال والسودان.
وبعد قطيعة دامت نحو عقد من الزمن، قررت قمة عمان عام 1987 إنهاء المقاطعة وإعادة العلاقات، وتم رفع علم مصر مجدداً على مقر الجامعة في تونس في حزيران/يونيو 1989.
وفي آذار/مارس 1990، عاد المقر رسمياً إلى القاهرة بعد مؤتمر الدار البيضاء الطارئ، وتم تعيين عصمت عبد المجيد أميناً عاماً جديداً للجامعة.
العرف والتوازنات داخل الجامعة
تنص المادة 12 من ميثاق الجامعة على أن تعيين الأمين العام يتم بقرار من مجلس الجامعة، وبموافقة ثلثي الدول الأعضاء البالغ عددها 22 دولة. ووفق الأعراف المتبعة، عادةً ما يُعين الأمين العام من مواطني دولة المقر، وهو ما جرى العمل به منذ تأسيس الجامعة.
وتبلغ مدة ولاية الأمين العام خمس سنوات قابلة للتجديد لمرة واحدة، ما يفتح الباب أمام تجاذبات دبلوماسية حول الشخصية القادمة التي ستتولى هذا المنصب، في ظل تحولات إقليمية وتوازنات جديدة داخل النظام العربي الرسمي.