بقلم: الحقوقية انوار داود الخفاجي ..

في العراق، لم يعد كافياً أن تكوني صاحبة رأي لتدفعي الثمن بالكلمات فقط. بل إن الصوت العالي، خصوصاً إذا كان نسويًّا، سياسيًّا، أو معارضًا، قد يُقابل بمحاولات إسكات خبيثة تنطلق من غرف مظلمة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تتحول الخصوصية إلى سلاح، والصورة الشخصية إلى قيد على رقبة الضحية.


انتشر في السنوات الأخيرة ما يمكن وصفه بـ (مسلسل نشر الصور والفضائح الرقمية)الذي يطال شخصيات نسائية معروفة، سواء كنّ إعلاميات، ناشطات، مرشحات، أو حتى نساء عاديات عبرنَ رأيًا لم يعجب أحدهم. وغالباً ما يتم استخدام هذه الصور كأدوات لابتزاز مادي أو تشويه سُمعة سياسي، دون أدنى مراعاة للقانون أو الأخلاق.
اللافت أن هذا الانتهاك لا يستثني أحداً. فقد طالت الحملات الابتزازية رجالاً ونساءً على حد سواء، لكن الضرر المجتمعي يكون مضاعفاً على النساء بسبب النظرة الاجتماعية المحافظة التي غالباً ما تلقي باللوم على الضحية بدل الجاني. فكم من مرشحة اضطرت للانسحاب من السباق الانتخابي خوفًا من تسريب صور قديمة أو مفبركة؟ وكم من ناشطة فضّلت الصمت على المواجهة لأنها بلا حماية حقيقية من الدولة أو القانون؟

ورغم تصاعد وتيرة هذه الانتهاكات، ما زال الغياب التشريعي والرقابي واضحاً. فمجلس النواب العراقي، ورغم كل الجدل المجتمعي، لم يُشرّع حتى اليوم قانوناً واضحاً وصارماً لحماية الخصوصية الرقمية للمواطنين والمواطنات. كما أن الجهات التنفيذية ما زالت تتعامل مع الشكاوى الإلكترونية بعقلية جرائم الشوارع ، متجاهلة أن الأذى الرقمي قد يدمّر حياة بأكملها، وأن الصورة التي تُسرّب في لحظة، قد تقود إلى انتحار أو عزلة اجتماعية أو طلاق أو إبعاد من الوظيفة.
المطلوب اليوم ليس مجرد شجب أخلاقي. بل هو تحرك تشريعي وقانوني واضح، يبدأ من إصدار قانون لحماية البيانات الشخصية، يُجرّم تسريب الصور والمعلومات من دون إذن أصحابها، ويوفر أدوات قانونية حقيقية للضحايا، مع تسريع إجراءات ملاحقة ومحاسبة من يقفون وراء البيجات والصفحات المجهولة التي تمتهن التشهير والابتزاز.
كما يجب إلزام شركات الإنترنت ومشغلي المنصات الرقمية المحلية بالتعاون مع الجهات الأمنية لوقف هذه الجرائم، والكشف عن هويات من يقفون خلف الحسابات المبتزّة. ولا بد من برامج توعية عامة تنقل المسؤولية من الضحية إلى الجاني، وتفكك البنية الثقافية التي ما زالت تعتبر الصور الشخصية جريمة بحد ذاتها.
إن كرامة الإنسان في العراق باتت على المحك، لا لأن هناك من يبتزّ، بل لأن الدولة تصمت، والمجتمع يلوم، والقانون ما زال في سبات. آن الأوان أن نُدرك أن الصورة التي تُسرّب هي ليست الفضيحة، بل الفضيحة الحقيقية هي أن نعيش بلا قانون يحمي ظهورنا عندما نقف ونتكلم.

ختاما لن تنتهي الفضيحة إلا عندما يبدأ القانون.

انوار داود الخفاجي

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

برج الميزان .. حظك اليوم الأربعاء 10 ديسمبر 2025: تقدير المساحة الشخصية

يحتفل مواليد برج الميزان بعيد ميلادهم في الفترة من 24 سبتمبر إلى 23 أكتوبر، ويتميز أصحاب هذا البرج بشخصيات عادلة تنحاز دومًا للحق، يناصرون المظلومين، ويرفضون الوساطات، كما يتمتعون بقدرة كبيرة على فهم الأمور من مختلف الزوايا.

فيما يلي نستعرض توقعات برج الميزان وحظك اليوم الأربعاء 10 ديسمبر 2025، إضافة إلى أبرز التوقعات على المستويات العاطفية، الصحية، المهنية والمالية خلال الفترة المقبلة.

برج السرطان.. حظك اليوم الثلاثاء 9 ديسمبر 2025: التخطيط لرحلة رومانسيةبرج السرطان.. حظك اليوم الإثنين 8 ديسمبر 2025: ابتعد عن الشاشاتمشاهير برج الميزان

يُعد كل من محمد منير، عمرو دياب، شيرين عبد الوهاب، وعمر كمال من أبرز مواليد برج الميزان.

برج الميزان وحظك اليوم الأربعاء 10 ديسمبر 2025

 خصص وقتًا للعلاقة. سيكون النجاح المهني حاضرًا، وأحوالك المالية جيدة. لن تواجه أي مشاكل كبيرة. اتبع نظامًا غذائيًا صحيًا.

برج الميزان وحظك اليوم مهنيًا

اطلب المساعدة عند الحاجة، وتقبّل الملاحظات بأدب دون أن تأخذها على محمل شخصي. اجعل رسائلك مختصرة، واحترم زملاءك، واشكرهم على دعمهم. جرّب تحسينًا بسيطًا واحدًا لروتينك، وتذكّر مراجعة تقدمك أسبوعيًا.

برج الميزان اليوم عاطفيًا

قد تواجه مشاكل تتعلق بالغرور في علاقتك العاطفية، وقد تتحول بعض الهزات إلى كارثة اليوم، عليك أيضًا تقدير المساحة الشخصية لحبيبك ستتحول بعض العلاقات إلى زيجات، ستحظى علاقتك بدعم والديك. 

برج الميزان اليوم صحيًا

 على كبار السن الحرص على تقليل تناول الزيت والسكر. قد تشعر بألم في المفاصل، وقد تكون هناك أيضًا مشاكل في الجلد والأسنان، يجب عليك أيضًا اتباع جميع قواعد المرور أثناء القيادة. قد يُصاب الأطفال بكدمات طفيفة أثناء اللعب اليوم. 

توقعات برج الميزان للفترة المقبلة

يمكن لمن لديه مقابلة حضورها بثقة. سيحتاج متخصصو تكنولوجيا المعلومات، والميكانيكا، والسيارات، والإلكترونيات، والإعلان، والإدارة، والخدمات المصرفية إلى صقل مهاراتهم حافظ على علاقة منسجمة مع الشريك، وتجنّب التسرع في اتخاذ قرارات تجارية. 

طباعة شارك برج الميزان حظك اليوم توقعات الابراج توقعات الابراج وحظك اليوم الميزان اليوم

مقالات مشابهة

  • صديق الضحية فسخ خطوبة: الخناقة بدأت بسبب ركوب العربية مع البنت
  • منع إدخال البطاقات الشخصية يعقّد معاملات الغزيين
  • ضبط سيدتين جمعتا البطاقات الشخصية لناخبين بمحيط لجنة بالهرم
  • «الأبيض» يضع اللمسات الأخيرة قبل «قمة البيت»
  • “برنت” يبحث مع “الصور وشكشك” دعم إنفاذ القانون والحوكمة المالية
  • برج الميزان .. حظك اليوم الأربعاء 10 ديسمبر 2025: تقدير المساحة الشخصية
  • خالد أبو بكر عن "ثلاثية الأردن": لازم تغيير جذري بدل ما تبقى الفضيحة الأفريقية كمان
  • عيون أمينة الدامية.. الطفلة التي دهستها دبابة إسرائيلية وأنقذتها صورة
  • زيادة الرواتب ليست شعبوية… بل دفاع عن الدولة والمجتمع
  • رسم الشخصية عند نجيب محفوظ