سلط تقرير لوكالة “بلومبيرغ” الضوء على تأثير هجمات الحوثيين وتعطيلهم الملاحة بالبحر الأحمر، على تجارة الطاقة حول العالم وخاصة الغاز الطبيعي المسال، لافتة إلى اعتماد عالمي كبير على الغاز القطري في هذه الأوضاع التي تفصل العالم عن بعضه بسبب قطع طرق الشحن البحري.

 

وأشار التقرير إلى أنه في الربع الأول من عام 2024، وصلت أحجام الغاز الطبيعي المسال القطري التي انتهى بها المطاف في آسيا، إلى أعلى مستوى منذ عام 2017 على الأقل.

 

وتابع أن ناقلات الغاز الطبيعي المسال توقفت عن العبور عبر المضيق الضيق في الطرف الجنوبي من البحر الأحمر الذي يفصل بين شبه الجزيرة العربية وأفريقيا، مما يدل على كيفية قلب الهجمات العنيفة هناك تجارة الطاقة العالمية.

 

تأثير هجمات الحوثيين

 

في حين أن العشرات من هذه السفن كانت تعبر مضيق باب المندب كل شهر قبل تصعيد الحرب بين إسرائيل وحماس، فإن هجمات المتمردين الحوثيين في اليمن خفضت هذا العدد إلى الصفر منذ منتصف يناير.

 

اضطرت السفن إلى إعادة توجيهها حول أفريقيا لنقل الوقود بين حوضي المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ، مما ترك المشترين مع مجموعة محدودة من الموردين مالم يكونوا على استعداد لدفع تكاليف شحن أعلى. والنتيجة هي أن السوق العالمية للغاز الطبيعي المسال تزداد تجزئة.

 

وقال “باتريك دوغاس” رئيس تجارة الغاز الطبيعي المسال في TotalEnergies SE، بمؤتمر الشهر الماضي: “في الوقت الحالي، أكثر من أي وقت مضى، لديك تجزئة البضائع في الحوضين، وسيكون من الصعب اقتصاديا نقل شحنة من حوض إلى آخر”.

 

وتتضمن الحلول تبديل البضائع، على سبيل المثال عن طريق توجيه الغاز الطبيعي المسال الأمريكي إلى أوروبا وإيجاد إمدادات مكافئة في آسيا للوفاء بالالتزامات التعاقدية للمشتري هناك.

 

في الربع الأول من عام 2024، وصلت أحجام الغاز الطبيعي المسال القطري التي انتهى بها المطاف في آسيا إلى أعلى مستوى منذ عام 2017 على الأقل، في حين سكبت روسيا المزيد من وقودها فائق التبريد في أوروبا، وفقا لبيانات تتبع السفن على بلومبيرغ.

 

شكل البحر الأحمر وقناة السويس في السابق حوالي عشر التجارة العالمية المنقولة بحرا، وزودت قطر بأقصر طريق إلى أوروبا، التي احتضنت الغاز الطبيعي المسال منذ أن فقدت تدفقات خطوط الأنابيب من روسيا.

 

إن المسافات الأطول التي يتعين على السفن قطعها الآن تربط توافرها، وتضيف حوالي 4٪ إلى الطلب العالمي على شحن المنتجات النفطية والغاز، وفقا لخدمات أبحاث كلاركسون، وهي وحدة من أكبر وسيط سفن في العالم.

 

على بعد آلاف الأميال، تراجعت المعابر عبر قناة بنما أيضا بعد أن حد جفاف غير مسبوق من حركة المرور. هذا يغلق بشكل فعال طريقا أقصر آخر للغاز الطبيعي المسال الأمريكي إلى آسيا.

 

والأربعاء، توقع وزير الدولة القطري لشؤون الطاقة سعد بن شريده الكعبي، أن تُوقع بلاده المزيد من الاتفاقات الطويلة الأجل للإمداد بالغاز الطبيعي هذا العام، لتلبية الطلب العالمي المتزايد.

 

وقال الكعبي الذي يشغل أيضا منصب الرئيس التنفيذي لشركة “قطر للطاقة” العملاقة المملوكة للدولة إن الأخيرة ضمنت خلال العام الماضي مبيع 25 مليون طن من الغاز الطبيعي المُسال وتتوقع “توقيع المزيد (من الاتفاقات) هذا العام”.

 

وأكد الوزير خلال منتدى قطر الاقتصادي المنعقد في الدوحة أن “الأمر يتعلق فقط بالاتفاق على الشروط والأحكام والأسعار… لكن أعتقد أن هناك طلبًا كبيرًا سواء كان من آسيا أو من أوروبا”.

 

وقطر واحدة من الدول الرائدة في إنتاج الغاز الطبيعي المسال في العالم، إلى جانب الولايات المتحدة وأستراليا وروسيا.

 

وتشكّل الدول الآسيوية (الصين واليابان وكوريا الجنوبية في المقدمة) السوق الرئيسية للغاز القطري، لكن تهافتت عليه الدول الأوروبية بشكل متزايد منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية، لتخفيف اعتمادها على الغاز الروسي.

 

وأعلنت قطر في فبراير الماضي، خططا لتوسيع جديد لحقل الشمال، مشيرةً إلى أن ذلك سيؤدي لرفع إنتاجها إلى 142 مليون طن سنويًا بحلول عام 2030.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: الغاز الطبیعی المسال فی آسیا

إقرأ أيضاً:

طريق مكة - جدة القديم.. تراث حي يحتضن قوافل الحجاج والتجار

يعد طريق مكة - جدة القديم أحد أبرز الطرق التاريخية التي وصلت بين مكة المكرمة وجدة، وكان الشريان الرئيسي لقوافل الحجاج والتجار القادمين عبر البحر الأحمر، ويُجسد أهمية تاريخية وثقافية كبيرة، ويبقى رمزًا للتواصل الحضاري بين المدينتين.

واكتسب الطريق أهميته كونه الممر الوحيد الذي ربط البحر الأحمر بمكة، حيث مر منه حجاج من مصر، الهند، اليمن، الحبشة، السودان، المغرب، ودول إسلامية أخرى, وكان محورًا تجاريًا حيويًا لنقل البضائع من ميناء جدة إلى مكة والمناطق المحيطة.

ويمتد الطريق على مسافة 70 إلى 80 كم عبر وادٍ رملي محاط بتلال سوداء، مع منعطفات ومرتفعات تضفي عليه طابعًا جغرافيًا مميزًا, وصفه الرحالة دومنجو باديا عام 1807 بأنه وادٍ رملي تنمو فيه نباتات غير مثمرة، مع جبال تحوي أحجار رخامية حمراء وأخرى بركانية مغطاة بالحمم السوداء، إلى جانب آثار منازل مهدمة وفج ضيق بمدرجات تشبه موقعًا عسكريًا, فيما وصف إبراهيم رفعت عام 1901 الطريق بأنه رملي وصعب، لكنه مزود بمحطات مؤقتة، مع وجود حصى في بعض المواضع، ومدرج حجري متعرج قبل مكة، محاط بجبال سوداء وأشجار متفرقة.

واشتمل الطريق على محطات رئيسية مثل قهوة الرغامة، قهوة الجرادة، وبحرة التي كانت مركزًا لتزويد الحجاج بالماء والطعام، وحدّة المعروفة بأسواقها ومساجدها وبساتين الكادي, ولا يزال الطريق قيد الاستخدام من قِبل سكان المناطق المجاورة كبحرة وحداء وأم السلم، ويُستخدم كبديل في حالات الطوارئ، مثلما حدث في أغسطس 2021 عندما حُولت الحركة إليه بعد حريق على الطريق السريع.

أخبار السعوديةآخر أخبار السعوديةقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • الهلال الأحمر القطري يختتم مشروع إجراء 100 عملية قسطرة علاجية مجانية لمرضى القلب في اليمن
  • "الأحمر الأولمبي" يُدشن "معسكر روسيا" استعدادًا لتصفيات آسيا
  • رسميًّا.. موعد تطبيق زيادة أسعار الغاز الطبيعي للمنازل
  • مصر تستقدم 4 سفن عملاقة استعدادا لفصل الصيف
  • من التماهي الى الصدام .. هجمات البحر تُعيد رسم مواقف أوروبا من الحوثي
  • ثورة عربية في طاقة الغاز.. مشاريع عملاقة ترفع قدرة الإسالة 47%
  • رجال الشرطة يشاركون في حملة للتبرع بالدم بمديرية أمن البحر الأحمر
  • حملة للتبرع بالدم بمديرية أمن البحر الأحمر
  • مديرية أمن البحر الأحمر ينظم حملة للتبرع بالدم
  • طريق مكة - جدة القديم.. تراث حي يحتضن قوافل الحجاج والتجار