كيف كانت سيطرة الاحتلال على الحدود بين رفح ومصر قبل 19 عاما؟
تاريخ النشر: 17th, May 2024 GMT
تصاعدت حدة التهديدات الإسرائيلية بإعادة السيطرة على الحدود الفلسطينية المصرية، ضمن العملية العسكرية التي بدأها جيش الاحتلال في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، رغم التحذيرات الدولية والمخاوف المتزايدة من عواقب الاجتياح على الوضع الإنساني.
وأبدت السلطات المصرية مخاوف واضحة من العملية العسكرية في رفح، وبحسب تقارير إعلامية رفضت القاهرة التعاون مع الاحتلال بشأن فتح معبر رفح الخاضع حاليا تحت السيطرة الإسرائيلية، وطالبت بوجود طرف فلسطيني فقط في المعبر لإعادة فتحه.
لكن يبدو هذا الطلب لا يجد آذانا صاغية لدى قادة الاحتلال؛ فقد كشفت مصادر مصرية اليوم، عن خطط إسرائيلية عسكرية للسيطرة الكاملة على الحدود الفلسطينية المصرية، أو ما يعرف بـ"محور فيلادلفيا".
ونقلت صحيفة "الأخبار" اللبنانية عن مصادر مصرية، أن "قوات الاحتلال تسعى إلى تنفيذ مزيد من التوغلات في رفح، اعتبارا من الأسبوع المقبل"، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي سيحاول الانتهاء من السيطرة على "محور صلاح الدين" بشكل كامل قبل نهاية الشهر الجاري.
وتعيد هذه المساعي الإسرائيلية إلى الأذهان، السيطرة التي كانت موجودة بالفعل من قبل جيش الاحتلال على المحور الحدودي قبل نحو 19 عاما، أي قبل الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005.
وخلال السيطرة السابقة لجيش الاحتلال على الحدود الواقعة جنوب مدينة رفح، والتي كانت ممتدة من معبر كرم أبو سالم شرقا إلى البحر الأبيض المتوسط غربا؛ نفذت المقاومة الفلسطينية عمليات نوعية ضد مواقع الاحتلال العسكرية، وتصاعدت وتيرتها في انتفاضة الأقصى الثانية.
وترصد "عربي21" السيطرة الإسرائيلية السابقة على "محور فيلادلفيا"، عبر استعراض أبرز أربعة مواقع عسكرية كانت منتشرة على طول الحدود، قبل تفكيكها عام 2005، وتاليا المواقع بدءا من الغرب إلى الشرق.
الموقع العسكري الأول أقصى الغرب
كان يقع قبالة شواطئ مدينة رفح (أقصى جنوب غرب المدينة)، وكان من ضمن مهامه إلى جانب تأمين الحدود الغربية، حماية مستوطنة "رفيح يام" التي كانت مقامة على 574 دونما غرب رفح، وتحديدا من الناحية الجنوبية، حيث كان يقع برج عسكري يتمركز فيه جنود الاحتلال.
موقع "تل زعرب" العسكري
إلى الشرق قليلا كان يتواجد موقع عسكري لجيش الاحتلال يقع فوق تل مرتفع بمنطقة رفح الغربية، يسمى "تل زعرب"، ويتضمن الموقع برج مراقبة مركزي، وتتمركز في محيطه آليات الاحتلال ودباباته، كونه كاشف لأجزاء كبيرة من مدينة رفح.
وتعرضت منازل الفلسطينيين لعمليات قصف وقنص من هذا البرج العسكري، أدت إلى استشهاد أطفال ونساء وشيوخ طيلة فترة انتفاضة الأقصى الثانية، التي انطلقت عام 2000.
وكانت تنطلق من هذا الموقع دبابات الاحتلال المتمركزة على طول الشريط الحدودي، وكثفت المقاومة الفلسطينية استهدافه، لاسيما بقذائف الهاون.
موقع "حردون" العسكري
برج مراقبة يقع قبالة مخيم يبنا وهدف الاحتلال من خلاله لحماية أمن الشريط الحدودي مع مصر، وهو كاشف لأجزاء كبيرة من الحدود، إلى جانب مناطق واسعة في وسط مدينة رفح، وهو مزود بأدق آليات التصوير والرشاشات الثقيلة.
وقام هذا الموقع بإلحاق الأذى والدمار بسكان المنطقة المحاذين للشريط الحدودي، لكن عمليات المقاومة كسرت تحصينات الاحتلال الحديدية عبر استهدافه بشكل متكرر، ولعل العملية الفدائية الأبرز كانت عام 2003، حينما برز سلاح جديد للمقاومة وهو "الأنفاق".
وفجرت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس في 13 كانون الأول/ ديسمبر لعام 2003، موقع "حردون" العسكري في مخيم يبنا برفح، بكمية كبيرة من المتفجرات، تم زراعتها بعد التسلل لأسفل الموقع عبر نفق يبلغ طوله حوالي 200 متر.
موقع "ترميد" العسكري
إلى الشرق من موقع "حردون" العسكري، كان يقع موقع "ترميد"، وتحديدا قرب بوابة صلاح الدين، وهو مشابه كثيرا للموقع العسكري الأول، من ناحية التحصين واعتماد جيش الاحتلال عليه في تأمين الحدود ومراقبة مناطق واسعة في رفح.
وكان الموقع عبارة عن عمارة مكونة من ثلاث طوابق، يقطنها عدد من جنود الاحتلال، وطالت عمليات المقاومة و"سلاح الأنفاق" هذا الموقع أيضا، حينما تم تنفيذ أول عملية فدائية عبر الأنفاق خلال انتفاضة الأقصى الثانية، واستهدفت موقع "ترميد" على الحدود الفلسطينية المصرية.
وزرعت كتائب القسام عبوة كبيرة أسفل موقع "ترميد" الإسرائيلي، وذلك بتاريخ 26 أيلول/ سبتمبر لعام 2001، وذلك بعد تسلل عدد من المقاومين عبر النفق المحفور تحت الموقع العسكري، والذي وصل طوله حوالي 150 متر.
ونفذت قوات الاحتلال عبر هذا الموقع جرائم عديدة بحق الفلسطينيين، وقتلت العديد منهم، كونه كان نقطة مواجهة مستمرة خلال أحداث الانتفاضة بين الشبان وجنود الاحتلال.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاحتلال رفح محور فيلادلفيا المقاومة الأنفاق الأنفاق الاحتلال المقاومة رفح محور فيلادلفيا المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة هذا الموقع على الحدود مدینة رفح
إقرأ أيضاً:
أبواب الجحيم سلسلة كمائن للقسام ضد جنود الاحتلال
أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في مايو/أيار 2025 بدء تنفيذ سلسلة كمائن مركبة أطلقت عليها اسم "أبواب الجحيم"، استهدفت فيها القوات الإسرائيلية المتوغلة بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، وذلك ردا على التصعيد العسكري الإسرائيلي الذي تزايد بعد 18 مارس/آذار من العام نفسه، إثر رفض إسرائيل الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، واستئنافها العمليات العسكرية في القطاع.
وتضمنت العمليات مجموعة تكتيكات، من الاستدراج إلى التفجير، ضمن خطة عسكرية تهدف إلى استنزاف القوات الإسرائيلية في المنطقة.
العملية الأولى: كمين "مسجد الزهراء"في الثالث من مايو/أيار 2025، نفّذت كتائب القسام أولى عمليات سلسلة "أبواب الجحيم" عبر كمين نوعي استهدف قوة راجلة من الجيش الإسرائيلي مكوّنة من 10 جنود، قرب مسجد الزهراء في حي الجنينة شرق مدينة رفح.
وانطلقت العملية بخروج مجموعة من المقاومين من أحد الأنفاق القتالية، وفتحوا نيرانهم مباشرة على القوة الإسرائيلية المتمركزة في الموقع. وبعد الاشتباك الأولي، انسحب المقاومون إلى داخل النفق في خطوة تكتيكية لاستدراج الجنود إلى منطقة مفخخة.
ومع دخول القوات الإسرائيلية إلى المنطقة برفقة كلاب مدرّبة على اكتشاف العبوات، فجّرت الكتائب عبوات ناسفة معدّة سلفا، مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والمصابين في صفوف الجيش الإسرائيلي.
وقد اعترف الجيش الإسرائيلي بمقتل الضابط نوعام رافيد، والجندي يهيلي سرور من وحدة "يهلوم" التابعة لسلاح الهندسة القتالية.
وفي مرحلة لاحقة من العملية، وبعد تقدم قوات النجدة الإسرائيلية لإجلاء القتلى والجرحى، استهدفت كتائب القسام دبابة "ميركافا" وجرافة "دي 9" المدنية بواسطة قذائف "الياسين 105".
إعلانوتلت العملية حالة استنفار عسكري شامل لقوات الاحتلال، بما في ذلك تدخل طائرات مروحية في محاولة لنقل المصابين وإخلاء الموقع.
العملية الثانية: كمين "مفترق المشروع"في السابع من مايو/أيار 2025، نفّذت كتائب القسام كمينا استهدف قوة هندسية تابعة للجيش الإسرائيلي في منطقة مفترق المشروع شرق مدينة رفح.
وبدأت العملية باستهداف الطابق الأرضي لمنزل تحصّن داخله عدد من جنود الاحتلال، عبر قذائف مضادة للتحصينات والدروع، وتبع ذلك اشتباك مباشر بين عناصر القسام والقوة الإسرائيلية داخل الموقع.
وعقب الاشتباك الأولي انسحب المقاومون تكتيكيا إلى أحد الأنفاق القتالية، بهدف استدراج الجنود نحو منطقة مُفخخة مسبقا. ومع تقدم القوات الإسرائيلية إلى الموقع، فجرت الكتائب عبوات ناسفة قوية، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الجنود.
وقد رُصدت عمليات إنزال لمروحيات عسكرية إسرائيلية في محاولة لإخلاء المصابين، في مؤشر على شدة الضربة وتعقيد الكمين.
العملية الثالثة: كمين "حي التنور"في الثامن من مايو/أيار 2025، نفّذت كتائب القسام عمليتين نوعيتين متتاليتين ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في حي التنور شرق مدينة رفح.
فالعملية الأولى استهدفت قوة هندسية إسرائيلية مكوّنة من 12 جنديا، كانت تستعد لتنفيذ عملية نسف أحد المنازل قرب مفترق الفدائي، استخدم مقاتلو القسام قذيفتين مضادتين للأفراد والدروع لاستهداف القوة داخل المنزل، مما أدى إلى انفجار عنيف أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى بين صفوف الجنود، وفق ما أفادت به الكتائب في بيان رسمي عبر قناتها على "تليغرام".
أما العملية الثانية، فقد نُفذت عبر تفجير عبوة ناسفة موجهة استهدفت قوة إسرائيلية أخرى في المنطقة ذاتها، مما ضاعف الخسائر في صفوف الجيش.
وبعد ساعات من العملية، اعترف الجيش الإسرائيلي بمقتل كل من الرقيب يشاي إلياكيم أورباخ من كتيبة الهندسة 605 ووحدة باراك 188، والرقيب يام فريد، أحد مقاتلي لواء غولاني.
إعلانوأعلنت كتائب القسام أن مجموع العمليتين أسفر عن مقتل وإصابة 19 جنديا إسرائيليا، كما رصدت هبوط مروحيات عسكرية إسرائيلية لإخلاء المصابين من موقع الكمين، ووثّق مقطع مصور نقل عدد من الجرحى إلى مستشفى "سوروكا" في إسرائيل.