#سواليف

في كل ركن من أركان مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة التي دمرها الجيش الإسرائيلي خلال عمليات عسكرية استمرت 4 أشهر متواصلة تتناثر مخلفات قذائف وصواريخ فارغة أو لم تنفجر استخدمها الجيش لقصف أحياء سكنية مدنية كاملة ومعظمها يظهر عليها كتابات تؤكد أنها صناعة أمريكية.

ورصدت عدسة الأناضول تناثر هذه المخلفات العسكرية بشكل عشوائي في العشرات من المناطق وسط الأحياء السكنية في مدينة خان يونس التي كانت قبل اقتحامها من القوات الإسرائيلية وتدميرها مكتظة بالسكان المدنيين.

** أسلحة أمريكية وسط الأحياء السكنية

مقالات ذات صلة إصابة ناقلة نفط بصاروخ قبالة سواحل اليمن 2024/05/18

ومع عودة الحياة إلى مدينة خان يونس خاصة مع بدء العملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح قبل أيام ونزوح مئات الآلاف إلى المدينة ومناطق وسط القطاع، تتكشف المزيد من معالم الدمار الذي خلفه القصف الإسرائيلي لخان يونس خلال عملياته فيها على مدار 4 أشهر.

ومع رصد صناديق وبقايا القذائف والصواريخ التي تركها الجنود الإسرائيليون بعد مغادرتهم مدينة خان يونس، أكبر مدن قطاع غزة، يتبين أن غالبيتها أمريكية الصنع، كما يتبين من الكتابات عليها بالإنجليزية.

في أحد المناطق بين عدد كبير من المنازل السكنية كان هناك خيمة يبدو أن الجيش الإسرائيلي قد نصبها لقواته وحولها وضع سواتر ترابية توزعت عليها أعداد كبيرة من الاسطوانات التي توضع فيها القذائف الصاروخية ومطبوع عليها بالإنجليزية كلمات منها “مادة متفجرة” و”الولايات المتحدة الأمريكية”، حسب مراسل الأناضول.

ويتضح أن هذه المنطقة كانت نقطة تمركز لآليات مدفعية إسرائيلية تقصف من خلالها بقية أجزاء مدينة خان يونس. وفي أحد أحياء المدينة كان الأطفال يجمعون فوارغ الصواريخ والقذائف الإسرائيلية ليصنعوا منها أعمدة لخيامهم التي بنوها على أنقاض منازلهم التي دمرتها الصواريخ الإسرائيلية ذاتها على مدار أكثر من نصف عام من الحرب.

ويملأ الأطفال المخلفات العسكرية التي تأخذ شكل اسطوانات بالرمال لتصبح على شكل أعمدة يربطون بها حبالاً يثبتون فيها خيامهم المتهالكة، وهو ما يشكل خطرا حقيقيا على حياتهم وأفراد أسرهم.

هذا المشهد تكرر سابقاً في مناطق شمالي قطاع غزة، حيث رصدت عدسة الأناضول في فبراير/ شباط الماضي كميات كبيرة من مخلفات الجيش الإسرائيلي الحربية التي تشمل أنواعاً مختلفة من الأسلحة مثل قذائف المدفعية، والقذائف اليدوية، والرصاص الحي.

وهذه المخلفات الإسرائيلية تشمل ذخائر متفجرة و غير متفجرة وأجزاء من الأسلحة، وتمثل خطرًا مستمرًا على سلامة الفلسطينيين.

** قنابل مخصصة للتحصينات

ووفق مصادر أمنية فلسطينية، فإن الجيش الإسرائيلي استخدم قنابل أمريكية المنشأ، “في قصف الأحياء المدنية في غزة، رغم أنها صنعت لاستخدامها ضد أهداف عسكرية”.

وذكرت المصادر أن من أبرز القنابل التي قصف بها الجيش الإسرائيلي غزة قنبلة “MK” الأمريكية، وهي تحتوي على مواد شديدة الانفجار.

وأشارت إلى أن هناك أنواع أخرى من هذه القنابل وهي متعددة الأحجاب والأوزان وهي: “MK82″ ويبلغ وزنها 500 كيلوغرام، و”MK83″ ووزنها 750 كيلوغرامًا، و”MK84” بوزن طن (ألف كيلوجرام)، وهي الأكثر فتكا وتدميرا. كما استخدم الجيش الإسرائيلي قنابل مجنحة من نوع “GPU31″، و”GPU38″، و”GPU10″، في قصف بعض الأحياء المدنية أيضاً، وفق المصادر ذاتها.

وأكدت المصادر أن هذه الذخائر صنعت في الولايات المتحدة للاستخدام العسكري ضد الملاجئ والتحصينات العسكرية، لكن الجيش الإسرائيلي قصف بها أحياء مدنية في جميع مناطق القطاع وبغزارة شديدة، ما أدى إلى مقتل عدد كبير من المدنيين. ** انتقاد أممي لواشنطن .

والخميس، انتقدت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بفلسطين، فرانشيسكا ألبانيز، إنكار واشنطن استخدام إسرائيل أسلحة أمريكية في انتهاكات للقانون الدولي ارتكبتها بقطاع غزة.

وقالت ألبانيز على منصة “إكس: “إن إنكار الإدارة الأمريكية الصريح استخدام إسرائيل أسلحة أمريكية في انتهاك للقانون الدولي (في غزة) أمر محير”.

وتساءلت ساخرة عما إذا كانت الإدارة الأمريكية “تعتقد أن تسوية المدن بالأرض وقتل المدنيين بشكل عشوائي يتماشى مع القانون الدولي”.

وجاء منشور ألبانيز تعليقا على فيديو نشره الناشط الفلسطيني أحمد المدهون، يعرض عددا من الأسلحة أمريكية الصنع، تركها الجنود الإسرائيليون بعد مغادرتهم مدينة خان يونس.

وكتب المدهون على الفيديو: “هذا ما تركه الجيش الإسرائيلي بعد تدميره بالكامل مدينة خان يونس، قذائف أمريكية فارغة!”.

** خطر متواصل

وإضافة إلى كونها دليلا على مشاركة الولايات المتحدة الأمريكية بقتل المدنيين في غزة، فإن هذه المخلفات الحربية مازالت تشكل خطرا كبيرا يهدد حياة المدنيين في قطاع غزة.

وفي 2 مايو/ أيار الجاري، قالت الأمم المتحدة، إن نحو 7500 طن من الذخائر غير المنفجرة متناثرة بأنحاء قطاع غزة جراء الحرب الإسرائيلية المتواصلة، وإن إزالتها تستغرق قرابة 14 عاما.

وأوضحت دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام، في بيان، أن “هناك نحو 7500 طن من الذخائر غير المنفجرة المتناثرة في جميع أنحاء غزة، الأمر الذي قد يستغرق ما يصل إلى 14 عاما لإزالتها”.

وللتخفيف من المخاطر التي يتعرض لها المدنيون وفرق الإغاثة في هذه الأثناء، أصدرت الدائرة نداءات عاجلة للحصول على مساعدة من المجتمع الدولي لإزالة مخلفات الحرب من المتفجرات، وفق موقع “أخبار الأمم المتحدة”.

وتقوم الدائرة الأممية بحملات توعية بمخاطر تلك الذخائر عبر وسائل التواصل الاجتماعي وإرسال رسائل نصية عبر الهاتف، إضافة إلى توزيع منشورات على نحو 1.2 مليون شخص في غزة.

وأشار الموقع إلى وجود نحو 37 مليون طن من الحطام في القطاع الذي من المحتمل أن يحتوي على قرابة 800 ألف طن من “الأسبستوس” والملوثات الأخرى.

ويُطلق مصطلح “الأسبستوس” على مجموعة معادن ليفية تتكون طبيعيا تستخدم لأغراض العزل داخل المباني وفي مكونات ألواح التسقيف وأنابيب الإمداد بالمياه وبطانيات إطفاء الحرائق ومواد الحشو البلاستيكية والعبوات الطبية وغيرها.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، تمثل جميع أشكال “الأسبستوس” مواد مسرطنة للبشر، وقد تتسبب في الإصابة بسرطانات الرئة والحنجرة والمبيض وغيرها.

وعقب انسحاب القوات الإسرائيلية من مدينة خان يونس جنوب القطاع في أبريل الماضي، أفادت بعثة فريق التقييم التابع للأمم المتحدة بأن “الشوارع والأماكن العامة امتلأت بالأسلحة غير المنفجرة، إضافة إلى العثور على قنابل تزن ألف رطل ملقاة على التقاطعات الرئيسية وداخل المدارس”.

وخلفت الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أكثر من 114 ألفا بين قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.

وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فورا، وكذلك رغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال “إبادة جماعية”، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف الجیش الإسرائیلی مدینة خان یونس قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

السياسية الامريكية في المنطقة فقاعة ضارة

مايو 31, 2024آخر تحديث: مايو 31, 2024

محمد حسن الساعدي

بعد مرور اكثر من ستة أشهر على طوفان الاقصى والهجوم الذي قامت به حماس على المواقع الاسرائيلية، بانت ردة فعل الادارة الامريكية على هذه الهجمات حيث كانت ردة فعل بايدن نابعة من القراءة الخاطئة للسياسة الداخلية لواشنطن، وهذا جعل إدارة بايدن تدفع الثمن جراء تهورها في هذا الملف الحساس والذي فيه إعلان حرب واضحة ضد الفلسطينيين، وإبادة جماعية بكل معانيها وخروج عن السياق العام لأي أدبيات الحروب الحديثة والتي يكون فيها العزل بعيدين عن الاستهداف المباشر.

تباينت العلاقات الامريكية-الاسرائيلية كثيراً وخصوصاً في عهد الرئيس الامريكي”جو بادين” والذي لم تكن بالاحسن،فقد أثار الفيتو الامريكي ضد إسرائيل تحفظاً كثيراً لدى الكيان الصهيوني، إذ أثار هذا القرار غضب نتنياهو وعلى أثرها الغى زيارة كانت مقررة الى واشنطن، فالانتخابات الامريكية على الابواب بالإضافة الى السياسة الداخلية الامريكية التي أثرت كثيراً على وجه واشطن أمام العالم وجعلة عاماً صعباً أمام بادين الذين يتوقع أن يخوص انتخابات مصيرية لوجود السياسي، بالإضافة الى الدور الامريكي في الازمة الفلسطينية والتي كانت لها الدور الاكبر في خلافاتهم.

جو بادين كان له الدور المؤثر في احداث غزة والمذابح اليومية التي يقوم بها الكيان الاسرائيلي بدعم مباشر من واشطن وانعكس ذلك من فريق المستشارين الذي كان يعكس موقف اليمين الاسرائيلي،ما دعى النشطاء في العالم يعلنون دعمهم للفلسطينيين ويؤكدون دعوتهم في ضرورة معاقبة “بايدن” والذي كان المساهم الاكبر في مذابح غزة وباقي المدن الفلسطينية وأن الازمة بدأت تتفاقم خصوصاً بعد الدعوى التي تقدمت بها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية “لاهاي” وطريقة التعامل الخاطئة مع هذه القضية من قبل واشنطن واعتبرتها سياسية، الامر الذي أثار تحفظات المجتمع الدولي بشكل عام .

إدارة بادين حاولت توجيه الرأي العام الدولي من خلال الدعوة “لحل الدولتين” وهي محاولة لترميم الوضع السياسي الداخلي وإيجاد الحلول المناسبة لإيجاد حوار مشترك بين الفلسطينيين والإسرائيليين، كما يأتي في السياق ذاته تبييض صورة واشنطن امام مواطنيها في العمق الامريكي، خصوصاً مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات الامريكية، حيث بدت الازمة الفلسطينية ذات تأثير مباشر يمكن أن يؤثر على شعبية “جوبايدن” الذي يراهن كثيراً على ولاية ثانية.

العالم بدأ ينظر أن الإدارة الامريكية متواطئة في جرائم الحرب الإسرائيلية، وأمسى واضحاً هذا الأمر في أنه أكبر من قدرة بايدن على التعامل معه، وهذا ما عكس أمتناع الادارة الامريكية التصويت على القرار رقم 2728، الذي عكس اعترافا رسمياً ومتوافقاً مع مواقف معظم دول العالم التي تركز اهتمامها على تخفيف المعاناة تجاه الفلسطينيين، ما جعل خصوم الولايات المتحدة، كالصين وروسيا، يركضون نحو أستغال هذا الموقف من أجل أذلال واشنطن.

حسابات الرئيس بايدن الداخلية انقلبت رأساً على عقب فجأة بسبب الغضب الدولي، مما قوض مكانة الولايات المتحدة بين العالم، إذ كان خطأ بايدن استبعاد الفلسطينيين تماما ومواجهتهم عسكرياً في الرد على أحداث 7 تشرين الأول، لذلك وجدت إسرائيل المبرر في رفع القيود على ذبح الفلسطينيين، وقطعت شوطاً طويلاً في مشروعها الاستيطاني بحيث لا تسمح بإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة ونجحت في تعويم العلاقة فيما بينها وبين الحكومة الفلسطينية والتي هي الأخرى وقفت عاجزة أمام هذا التوحش والايغال بالقتل، وهذا ما اعتمدت عليه تل أبيب في موقف واشنطن التي عملت عليه منذ عقدين في تجاهل القضية الفلسطينية، بالمقابل عمدت الى توسعة المستوطنات الإسرائيلية بقوة.

ان محاولة بايدن صنع رأي عام أمام الفلسطينيين، والتغطية على الجرائم الإسرائيلية في غزة لن يغير حقيقة أن واشنطن هي التي جعلت هذه الجرائم ممكنة الى الآن ولولا هذا الغطاء والدعم اللامحدود لتل أبيب لما ذهبت الاخيرة الى التفنن بقتل الابرياء العزل.

مرتبط

مقالات مشابهة

  • عقب 8 أشهر من حرب الإبادة بغزة.. أي جدوى للقوانين الدولية الإنسانية؟
  • أمل الحناوي: المقترح الأمريكي بوقف اطلاق النار بغزة يحظى بتأييد كل الأطراف
  • الأردن تدين محاولات الكنيست الإسرائيلي تصنيف الأونروا منظمة إرهابية
  • الأردن يدين محاولات الكنيست الإسرائيلي تصنيف وكالة “الأنروا” منظمة إرهابية
  • ارتفاع عدد المعتقلين الفلسطينيين إلى 8975
  • السياسية الامريكية في المنطقة فقاعة ضارة
  • الدفاع الفرنسية: منع مشاركة شركات إسرائيلية في معرض أوروساتوري للصناعات الدفاعية
  • وزير إسرائيلي: نحن على شفا هزيمة إستراتيجية غير مسبوقة بغزة
  • «القاهرة الإخبارية»: الجيش الإسرائيلي أحرق معظم أقسام المستشفى الإندونيسي بغزة
  • حرب إسرائيلية كبيرة على وكالة أونروا بغزة لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين