استثمار 150 مليار دولار طوال مدة تنفيذ المشروع.. ومصر تحصل على 35% من الأرباح.. و«عيد»: ضخ سيولة بمليارات الدولارات فى شرايين الاقتصاد.. و«جاب الله»: للصفقة دور كبير فى الإفراج عن السلع المحتجزة فى الموانئ.. وتوفر للمستوردين عائدات دولارية للحصول على الواردات

يعد مشروع تطوير منطقة رأس الحكمة نموذجاً استثمارياً كبيراً لم يحدث فى تاريخ مصر، من خلال الشراكة مع دولة الإمارات العربية، ما يعزز من قوة الاقتصاد المصرى وزيادة الحصيلة الدولارية والنقد الأجنبى.

ويأتى مشروع تنمية مدينة رأس الحكمة، فى إطار مخطط التنمية العمرانية لمصر لعام 2025، الذى وضعته الدولة وتم البدء فى تنفيذه منذ بدء تولّى الرئيس عبدالفتاح السيسى المسئولية، حيث تم العمل على هذا المشروع العملاق بهدف تنمية الدولة بأكملها وخلق وإنشاء الجمهورية الجديدة.

وتوقع الجانب الإماراتى ضخ استثمارات بـ150 مليار دولار، طوال مدة تنفيذ المشروع لتنمية مدينة رأس الحكمة وتحصل مصر على 35 مليار دولار، ومن المتوقع أن تحصل الدولة على 35% من أرباح المشروع ومخطط المشروع، عبارة عن أحياء سكنية مخصصة المستويات، وفنادق عالمية ومنتجعات سياحية ومشروعات ترفيهية عملاقة بالإضافة إلى جميع الخدمات.

كان الدكتور مصطفى مدبولى قد كشف عن أن الحكومة تسلمت من الجانب الإماراتى قيمة الدفعة الثانية من صفقة رأس الحكمة، حيث وصل 14 مليار دولار، وهو ما أسهم فى ضخ المزيد من الموارد الدولارية.

وقال حسام عيد، الخبير الاقتصادى، إن توقيع صفقة رأس الحكمة ساهم فى ضخ سيولة بمليارات الدولارات إلى الاقتصاد المصرى، وهو ما تحتاج إليه الدولة فى هذا الوقت لتوفير عوائد استثمارات نقدية، وإحداث انتعاشة اقتصادية من جديد، ومن المهم أن يكون هناك حسن إدارة لهذه الموارد وتحقيق الاستفادة المثلى منها من خلال وضع الأولويات العاجلة للإصلاح الاقتصادى وإعادة هيكلة الاقتصاد بخطوات مدروسة تحقق التنمية الشاملة والمتوازنة.

وأضاف لـ«الوطن» أن مشروع تطوير منطقة رأس الحكمة كان له تأثير إيجابى على الاقتصاد المصرى، والقطاع المصرفى بشكل كبير، موضحاً أنه منذ الإعلان عن مشروع التطوير بدأت أسعار السلع تنخفض بشكل كبير، وانخفض سعر الدولار بعد توافر السيولة من العملة الصعبة فى القطاع المصرف.

وأشار الخبير الاقتصادى إلى أن هذا المشروع سيجذب نوعية جديدة من السياحة غير التقليدية التى تأتى إلى مصر، خاصة أن المشروع يشمل مدينة لليخوت، وإعداد متنزهات ومنتجعات ترفهية، وهذا من شأنه أن يستقطب شرائح مختلفة من المستثمرين والسياح بإنفاق كبير، الأمر الذى معه سيحقق ربحية كبيرة وضخ سيولة من العملة الصعبة بشكل متواصل، وتوافر العملة الصعبة خطوة فى طريق تصحيح المسار الاقتصادى المبنى على مجموعة من الخطوات الإصلاحية المهمة، والتى نأمل أن تبدأ الحكومة المصرية بهذا المسار الإصلاحى بخطوات متوازية مع توفر هذا الكم من العملات الأجنبية.

من جانبه، قال الدكتور وليد جاب الله، الخبير الاقتصادى، إن مشروع رأس الحكمة شراكة مصرية إماراتية، والدولة عملت على تطوير منطقة رأس الحكمة قبل أعوام، ونفذت محطات لتحلية المياه، وما زالت تنفذ الكثير من المشروعات فى منطقة الساحل الشمالى، إضافة إلى محطة الضبعة للطاقة النووية التى تولد الكهرباء، والخط الكهربائى السريع الذى يربط رأس الحكمة مع مدينة العلمين والعين السخنة والقاهرة، ما يعطى للمنطقة قيمة استراتيجية كبيرة.

وأضاف «جاب الله» أن الاستثمار الأجنبى المباشر يعد أحد أهم موارد العملة الأجنبية، ومن هذا النوع من الاستثمارات سيتم ضخ المزيد من العملة الصعبة إلى الاقتصاد المصرى، باعتبارها استثمارات ممتدة ومتواصلة لسنوات طويلة.

وكان لصفقة رأس الحكمة دور كبير فى الإفراج عن السلع المحتجزة فى الموانئ، ومع توقيع صفقة رأس الحكمة أصبحت هناك حصيلة دولارية داخل البنك المركزى المصرى، إضافة إلى تراجع كبير فى سعر صرف الدولار بالسوق الموازية بعدما وصل لمستوى 70 جنيهاً، ومن ثم تم الإفراج عن السلع التى كانت محتجزة وتنتظر اعتمادات دولارية فى الجمارك.

وأشار إلى أن صفقة رأس الحكمة ستوفر للمستوردين عائدات دولارية تساعدهم فى الحصول على وارداتهم، من خلال السيولة الدولارية التى تم توفيرها فى البنك المركزى، وذلك بسعر الصرف الرسمى الحالى.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الاستثمار مصر الإصلاح البنية الأساسية الاقتصاد المصرى صفقة رأس الحکمة العملة الصعبة ملیار دولار

إقرأ أيضاً:

نجوى الشريقية تُحوّل شغفها بالورد إلى مشروع يحتضن المبدعين

كانت بداية فكرة مشروع "السدن روز" لرائدة الأعمال نجوى بنت سالم بن محسن الشريقية كهواية من المنزل في عام 2016، مشروعها عبارة عن مساحة إبداعية متخصصة في تنسيق الورد، وتغليف الهدايا وتنظيم الحفلات واستقبالات المواليد إضافة إلى توفير خدمة تأجير رفوف بأسعار رمزية لا تتجاوز 5 ريالات عمانية لدعم المشروعات المنزلية بحيث يتمكن أصحاب المنتجات المميزة من عرضها داخل متجرها المتخصص للهدايا والورد حيث إن فكرة المشروع تخلق مساحة تعاونية لإيجاد منصة تحتضن المبدعين لعرض أعمالهم حتى يحصل العمل على كل شي جاهز تحت سقف واحد ويختار هديته بكل سهولة.

تقول نجوى الشريقية: بعد ثلاث سنوات من العمل في المشروع من المنزل كبرة فكرة المشروع وأسست متجرها الخاص. يقدم متجر الشريقية عدة خدمات تتضمن تغليف الهدايا، وتنسيق الورد، وتأجير طاولات لاستقبال المواليد، وتأجير أرفف لعرض المنتجات، وهدايا جاهزة للتسليم الفوري، وبيع أجود أنواع الشوكلاته.

في حديثها عن التحديات أوضحت رائدة الأعمال نجوى الشريقية أن أولى العقبات التي واجهتها تمثّلت في صعوبة الحصول على الورد بالجملة، حيث رفضت المخازن التعامل مع المشروعات المنزلية واشترطت وجود محل تجاري فعلي. واصفة الوضع بقولها: "كان الوضع مُحبط، لكن صاحب متجر ورد في نزوى، كان واعيًا بحجم التحدي الذي نواجهه كمشروعات ناشئة، وقرر مساعدتي في شراء الورد بأسعار الجملة مثل بقية المحلات". هذه الخطوة اعتبرتها الشريقية بمثابة نقطة تحوّل ساعدتها في تخطي أولى العثرات نحو النجاح.

لكن التحديات لم تتوقف عند ذلك، فالورد منتج حساس ويتطلب ظروف تخزين دقيقة، وهو ما لم يكن متوفرًا في البداية. ولتجاوز هذا العائق، اتبعت نجوى نظام الطلب حسب الحاجة، رغم ما يعنيه ذلك من تكرار المشاوير والتكاليف الإضافية. قائلة: "أحيانًا كانت تكلفة التوصيل أعلى من الطلب نفسه" لكن كان هدفها تقديم خدمة بأعلى جودة، وكسب رضى الزبائن.

ومع التوسع في المشروع، واجهت الشريقية تحديًا جديدًا في تأخر تنفيذ المشروع من قبل الشركة المتعاقدة معها، الأمر الذي أربك خططها اليومية والمالية، خاصة أن المشروع ممول، ومع ذلك، تعاملت مع الأزمة بهدوء وثقة.

أما أحد أبرز التحديات فكان مرتبطًا بالتمويل، حيث واجهت صعوبة في صرف التمويل من البنك بسبب الإجراءات التي لم تكن مناسبة لوضع مشروعها ككيان قيد التأسيس. لكن هذا التحدي تحوّل إلى فرصة، إذ تم تنظيم جلسة حوارية موسعة ضمت ممثلين من البنك المركزي، هيئة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وبنك التنمية. "كان لقاءً صريحًا ومثمرًا"، تقول نجوى: "وفتح لنا أبواب التفاهم والحلول الواقعية"

حصلت نجوى على تمويل من بنك التنمية وهيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، كانت عائلتها الدعم الأول في تأسيس مشروعها ثم الأصحاب والعملاء. شاركت الشريقية في ورش متخصصة في مجال تنسيق الورد إضافة إلى عدد من البرامج التدريبية مشيرة إلى أهمية المشاركة في الورش والبرامج التدريبية حيث تساعدها في تكوين علاقات وفرص جديدة، وكسب ثقة أكبر بنفسها وعملها.

الخطط المستقبلية

تطمح الشريقية في المستقبل إلى التوسع محليا وافتتاح فرع جديد وزيادة وجودها على المنصات الإلكترونية للوصول لشريحة أكبر من العملاء. وتوفير ورد بالجملة يشمل المشروعات المنزلية.

تعتمد الشريقية بشكل كبير على التسويق الإلكتروني عبر الإنستجرام وسناب شات والوتس اب بالإضافة إلى التعاون مع المؤثرين.

مقالات مشابهة

  • 12 مليون جنيه.. ضربة جديدة لمافيا العملة
  • بدء التشغيل في صيف 2025... شراكة دولية تضيف بُعدًا جديدًا للتجربة السياحية في رأس الحكمة
  • نجوى الشريقية تُحوّل شغفها بالورد إلى مشروع يحتضن المبدعين
  • تصريحات رئيس جهاز تعمير الساحل الشمالي حول أكبر مشروع سكني بمطروح
  • لغط كبير يثيره مشروع جريان.. يدعمه السيسي وينفذه جهاز سيادي عليه علامات استفهام
  • فلاي دبي أول ناقلة إماراتية تدشن رحلاتها إلى دمشق
  • جليلاتي: سوق دمشق للأوراق المالية لن يكون مجرد منصة لتداول الأسهم والسندات، بل سيكون له دور فاعل في إعادة الإعمار والنمو الاقتصادي وجذب الاستثمارات المحلية والدولية، كما سيسهم في استقرار العملة الوطنية وربط الاقتصاد السوري بالاقتصادات العالمية
  • رئيس التنمية الحضرية: حدائق تلال الفسطاط من أكبر مشاريع الشرق الأوسط وإفريقيا
  • خالد صديق: مشروع حدائق تلال الفسطاط من أكبر المشاريع في الشرق الأوسط وأفريقيا
  • آلاف فرص العمل والوحدات السكنية المطلة على النيل إطلاق مدينة "جِريان" الذكية بمحور الشيخ زايد