أظهرت صور بالأقمار الاصطناعية بين 5 و22 مايو/أيار الجاري دمارا واسعا في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور بشمال غرب السودان، جراء القتال المستعر بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع.

وتظهر الصور الأضرار الواسعة التي لحقت بمربعات سكنية كاملة في شرق المدينة وجنوبها جراء الحرق والتدمير.

وتبادل الجيش والدعم السريع الاتهامات بالمسؤولية عن هذا الدمار، حيث نشر حساب تابع للدعم السريع يوم الاثنين الماضي لقطات تظهر آثار احتراق عدد من المنازل بادعاء أنها بسبب استهداف الطيران الحربي السوداني لأحياء ومناطق في المدينة.

غير أن تقارير أخرى أشارت بأصابع الاتهام إلى قوات الدعم السريع بارتكاب مجازر بحق المدنيين في الفاشر، حيث تعرضت المنطقة الغربية لمعسكر أبو شوك للنازحين لقصف مكثف أمس الأربعاء.

وبحسب تقرير لموقع "سودان تريبيون"، قال عبد الحفيظ الغالي عضو غرفة طوارئ معسكر أبو شوك إن قوات الدعم السريع اقتحمت المعسكر وارتكبت "جرائم وحشية" ضد الشباب العزل، شملت الضرب والتعذيب والاحتجاز والنهب.

وأضاف التقرير أن قوات الدعم السريع دفعت بعدد كبير من عناصرها وتسللت إلى المعسكر من الشمال بعد الانسحاب المفاجئ للجيش السوداني من نقطة أمنية.

أحياء الفاشر في 5 مايو/أيار (يمين) ثم في 20 من الشهر نفسه، ويظهر فيها حجم الدمار (منصة سنتينل هاب) "ترويع وتهجير"

وقد أدان حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي الهجوم، واتهم قوات الدعم السريع بقصف عرقي يهدف إلى ترويع وتهجير السكان والتدمير والحرق عن عمد لتسهيل عمليات النهب والاستيلاء على المنطقة.

ووفقا لـ"راديو دبنقا"، فقد قصف الطيران الحربي التابع للجيش السوداني، صباح أمس الأربعاء، مواقع وتجمعات لقوات الدعم السريع في شرق الفاشر وشمالها الشرقي، وردت مدفعية الدعم السريع بقصف "عشوائي" على أحياء المدينة، واستمرت الاشتباكات بين الجانبين.

في غضون ذلك، أفاد بيان للمبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلو بأن الولايات المتحدة أبلغت قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية مرارا بضرورة التراجع عن القتال في الفاشر، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية وتوفير الممرات الآمنة للسكان هناك وفي جميع أنحاء السودان.

مربعات سكنية في الفاشر بين 5 مايو/أيار (يمين) و18 من الشهر نفسه (منصة بلانت) "خسائر بشرية مأساوية"

من جهة أخرى، قالت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) كاثرين راسل إن تصاعد القتال في ولاية شمال دارفور بالسودان أدى إلى "خسائر بشرية مأساوية بين الأطفال في الأسابيع الأخيرة، وتسبب بنزوح قسري لأكثر من 500 ألف شخص".

وأضافت راسل، في بيان، أن "هناك أكثر من 750 ألف طفل تتعرض حياتهم للخطر في الفاشر"، داعية أطراف النزاع إلى التراجع عن هذه المواجهة الخطيرة بشكل عاجل.

ووفقا لأحدث تقارير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، المنشور أمس، فقد نزح ما يقرب من 9 ملايين شخص قسرا بسبب الحرب الحالية في السودان، وتفيد منظمة الصحة العالمية بأن 65% من السكان يفتقرون للرعاية الصحية، والعديد من المواقع لا تتوفر بها تجهيزات التوليد أو رعاية المواليد، كما توقفت عمليات التطعيم، وارتفعت معدلات انتشار الأمراض المعدية بما في ذلك الكوليرا والحصبة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات قوات الدعم السریع فی الفاشر

إقرأ أيضاً:

مجلس الأمن الدولي يطالب بإنهاء حصار مدينة الفاشر السودانية

طالب مجلس الأمن الدولي، الخميس، بإنهاء "حصار" الفاشر من جانب قوات الدعم السريع في السودان، ووضع حد للمعارك حول هذه المدينة الكبيرة في إقليم دارفور وحيث يحتجز مئات آلاف المدنيين.

والقرار الذي أعدته المملكة المتحدة وحظي بتأييد 14 عضوا في المجلس مع امتناع روسيا عن التصويت، "يطالب بأن تنهي قوات الدعم السريع حصار الفاشر ويدعو الى الوقف الفوري للمعارك ونزع فتيل التصعيد داخل الفاشر وحولها".

ومنذ أبريل عام 2023، يشهد السودان حربا دامية بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق في رئاسة مجلس السيادة محمد حمدان دقلو، الملقب بـ "حميدتي".

والفاشر هي العاصمة الوحيدة لولايات دارفور الخمس التي لم تسيطر عليها قوات الدعم السريع، وقد ظلت بمنأى نسبيا عن القتال منذ فترة طويلة. وكانت المدينة التي تستضيف العديد من اللاجئين بمثابة مركز إنساني للإقليم الشاسع في غرب السودان المهدد بالمجاعة.

لكن في 10 مايو المنصرم، اندلع قتال عنيف، ما أثار مخاوف من حدوث تحول جديد "مثير للقلق" في النزاع، بحسب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش.

وقالت السفيرة البريطانية لدى الأمم المتحدة، باربرا وودورد، إن "تبني هذا القرار يوجه رسالة واضحة"، لافتة إلى أن غايته "المساعدة في ضمان وقف موضعي لإطلاق النار حول الفاشر وتأمين ظروف أوسع دعما لنزع فتيل التصعيد في البلاد وإنقاذ أرواح".

ويدعو القرار أيضا إلى "انسحاب جميع المقاتلين الذين يهددون أمن المدنيين"، مع دعوة جميع الأطراف إلى السماح بخروج المدنيين الراغبين في مغادرة الفاشر. 

كما يطلب النص من الأمين العام للأمم المتحدة، غوتيريش، تقديم "توصيات" لتعزيز حماية المدنيين في السودان.

مقالات مشابهة

  • السودان.. اشتباكات بين الجيش والدعم السريع بأم درمان
  • كيف سيؤثر مقتل علي يعقوب جبريل على الصراع في السودان؟
  • مقتل لواء بالدعم السريع في معارك الفاشر ومذبحة تلوح بالأفق
  • السودان.. مقتل قائد لقوات الدعم السريع في الفاشر
  • جيش السودان يعلن مقتل قائد قوات الدعم السريع بمعركة (الفاشر)
  • الجيش السوداني يؤكد مقتل قيادي كبير في الدعم السريع بالفاشر
  • قرار أممي يطالب قوات الدعم السريع بوقف فوري لحصار مدينة الفاشر السودانية
  • مجلس الأمن يطالب "الدعم السريع" بإنهاء حصار مدينة الفاشر السودانية
  • مجلس الأمن الدولي يطالب بإنهاء حصار مدينة الفاشر السودانية
  • السودان.. مجلس الأمن يطالب بإنهاء "حصار" مدينة الفاشر