إسبانيا – تتمتع كروموسومات الثدييات بتأثير كبير على تطور الفرد كذكر أو أنثى، لكن دراسة جديدة تكشف أن سحب هذه الكروموسومات الجنسية يمكن تجاوزه بواسطة جزيئات صغيرة تسمى microRNA.

وأظهرت الدراسة، التي نُشرت في 7 مايو في مجلة Nature Communications، أن حذف الجينات الموجودة خلف جزيئات محددة من الحمض الريبوزي النووي الميكروي (microRNA) يمكن أن يحول الفئران الذكور إلى إناث في الرحم، ما يؤدي إلى انعكاس جنسي كامل.

وقال المؤلف المشارك في الدراسة رافائيل خيمينيز، أستاذ علم الوراثة في جامعة غرناطة، لموقع “لايف ساينس”: “لم نتوقع أن تكون النتائج مذهلة كما هي”.

ويعتمد تحديد الجنس في الثدييات على توازن دقيق بين مجموعات الجينات “المتضادة” – مجموعة تدفع إلى تطور الخصائص الأنثوية، مثل المبيضين، وأخرى تنتج الخصائص الذكورية، مثل الخصيتين.

وفي وقت مبكر من تطور الحيوان، تنقلب المقاييس بطريقة أو بأخرى، ما يؤدي إلى سلسلة لا رجعة فيها من الخطوات التي تنتهي بتطور أي من مجموعتي الأعضاء الجنسية.

ويوضح فرانسيسكو باريونويفو، المؤلف المشارك في الدراسة، وأستاذ علم الوراثة بجامعة غرناطة، أنه “في مرحلة مبكرة جدا من تطورنا، تتمتع جميع الثدييات بالقدرة على أن تكون ذكرا أو أنثى”. ويؤدي الجين المسمى عامل تحديد الخصية، أو العامل المحدد للخصية أو بروتين المنطقة Y المُحددة للجنس (SRY)، والذي يوجد فقط على كروموسوم Y، إلى إثارة سلسلة من الأحداث التي تشكل الخصيتين.  ويؤدي غياب الجين لدى الأفراد الذين لديهم كروموسومات X فقط إلى تكوين المبايض.

ويعرف العلماء الكثير عن الجينات المشاركة في صنع البروتينات اللازمة لهذه العمليات. لكن جزءا كبيرا من الحمض النووي للثدييات، بما في ذلك نحو 98% من الجينوم البشري، لا يرمز لأي بروتينات، لذلك لم يكن العلماء متأكدين من الدور الذي تلعبه هذه الجينات الأخرى في تحديد الجنس، إن وجدت.

ويتم تحويل هذه الامتدادات من المواد الوراثية، التي تعد منذ فترة طويلة “الحمض النووي الخردة”، إلى جزيئات تسمى الحمض النووي الريبوزي غير المشفر، بدلا من البروتينات. يمكن أن يؤثر الحمض النووي الريبوزي (RNA) على العديد من العمليات البيولوجية. ونحو ربع هذه الجزيئات عبارة عن جزيئات الحمض الريبوزي النووي الميكروي (microRNA)، والتي يمكنها الارتباط بالعديد من الجينات وتنظيم مستويات نشاطها.

ومن بين الآلاف من جزيئات الحمض الريبوزي النووي الميكروي (microRNA) المعروفة، ركز الفريق على مجموعة من ستة جزيئات معروفة بتفاعلها مع الجينات المشاركة في تحديد الجنس. وحذفوا هذه الجزيئات من أجنة الفئران النامية التي تحتوي إما على كروموسومات XY أو XX.

وطورت فئران XX المبايض، كما هو متوقع، لكن الفئران XY أظهرت علامات مبكرة لتطور الرحم وكان لديها مبيض لا يمكن تمييزه عن تلك الموجودة في الفئران XX.

وقالت أليسيا هورتادو، المؤلفة الأولى للدراسة وباحثة ما بعد الدكتوراه في المركز الأندلسي لعلم الأحياء التنموي في إشبيلية، لموقع “لايف ساينس”: “لقد رأينا الغدد التناسلية تحت المجهر وكانت مليئة بالإشارة لهذه العلامة الأنثوية”.

ولتأكيد النتائج، كرروا التجارب عدة مرات، باستخدام استراتيجيات مختلفة لحذف جزيئات الحمض الريبوزي النووي الميكروي (microRNA)، وهي جزيئات حمض نووي ريبوزي مسؤولة عن ضبط التعبير الجيني.

ولكي تتطور الخصيتين بشكل صحيح في الحيوانات XY، يجب أن يتم تصنيع البروتين الذي يصنعه جين SRY بكميات مناسبة وفي الأوقات المناسبة. ووجد العلماء أن غياب 6 من جزيئات الحمض الريبوزي النووي الميكروي (microRNA) في الفئران XY تسبب في إنتاج هذا البروتين بعد نحو 12 ساعة من الموعد الطبيعي. وهذا بدوره يؤثر على إنتاج بروتين مختلف ضروري لنمو الأعضاء الجنسية الذكرية. وفي نهاية المطاف، أدت سلسلة الأحداث هذه إلى عكس جنس الفئران.

وفي حين أن الدراسة قد أجريت فقط على الفئران، إلا أن جزيئات الحمض الريبوزي النووي الميكروي الستة الرئيسية موجودة في جميع الفقاريات ويعود تاريخها إلى الفقاريات الأولى، منذ نحو 500 مليون سنة. لذلك، فمن المحتمل جدا أن تعمل هذه المجموعة من جزيئات الحمض الريبوزي النووي الميكروي بشكل مشابه في الثدييات الأخرى أيضا، بما في ذلك البشر.

المصدر: لايف ساينس

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: الحمض النووی

إقرأ أيضاً:

دراسة واعدة.. مزيج دواءين مضادين للسرطان يفتح آفاقا لعلاج الشيخوخة

الولايات المتحدة – أثبت فريق من الباحثين أن مزيجا من دواءين مضادين للسرطان يمكن أن يطيل عمر الفئران بنسبة تصل إلى 30%، في إنجاز قد يفتح آفاقا لعلاج الشيخوخة.

وفي دراسة جديدة، توصّل فريق البحث الدولي إلى أن الجمع بين دواءي “تراميتينيب” (Trametinib) و”راباميسين” (Rapamycin) – المعروفين بفاعليتهما في تثبيط نمو الخلايا السرطانية – أدى إلى إطالة عمر الفئران بشكل يفوق استخدام كل دواء على حدة، بالإضافة إلى تقليل الالتهاب وتأخير تطور السرطان لدى الفئران المسنة.

ويعمل كل من الدواءين (المعتمدين من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)) عبر استهداف مسارات خلوية تلعب دورا أساسيا في عمليات الشيخوخة وتطور الأورام:

“راباميسين” يثبط بروتين mTOR الذي ينظم نمو الخلايا وانقسامها.

“تراميتينيب” يعطل المسار الجزيئي RAS/Mek/Erk المرتبط بتكاثر الخلايا السرطانية.

وفي التجربة، خُلط العقاران في غذاء الفئران، فظهر أن: “راباميسين” وحده أطال عمرها بنسبة 15% إلى 20%، و”تراميتينيب” أطال عمرها بنسبة 5% إلى 10%. لكن استخدامهما معا أدى إلى زيادة العمر بنسبة وصلت إلى 29%.

وحلل الباحثون أنسجة الفئران لدراسة التأثيرات الجينية، فوجدوا أن الدواءين لا يعملان فقط بطريقة تراكمية، بل يؤثران على نشاط الجينات بآليات جديدة عند استخدامهما معا، ما يشير إلى تفاعل تآزري بينهما.

ورغم أن النتائج لا تعني بالضرورة أن هذه الأدوية ستُطيل عمر الإنسان بالكفاءة نفسها، فإنها تمثل خطوة مهمة نحو تطوير “أدوية حماية الشيخوخة” – وهي فئة علاجية ناشئة تهدف إلى الوقاية من الأمراض وتحسين جودة الحياة في المراحل المتقدمة من العمر.

وقالت الدكتورة ليندا بارتريدج، الباحثة المشاركة من جامعة كوليدج لندن ومعهد ماكس بلانك لبيولوجيا الشيخوخة: “لا نتوقع نتائج مماثلة لدى البشر، لكننا نأمل أن تساعد هذه الأدوية الناس على التقدم في السن بصحة أفضل ولفترة أطول”.

ويعمل الفريق حاليا على تحسين طريقة استخدام “تراميتينيب” لتقليل آثاره الجانبية، مثل فقدان الوزن وتأثيراته على الكبد.

نشرت الدراسة في مجلة Nature Aging.

المصدر: لايف ساينس

مقالات مشابهة

  • التونة.. كنز غذائي في علبة صغيرة
  • دراسة واعدة.. مزيج دواءين مضادين للسرطان يفتح آفاقا لعلاج الشيخوخة
  • الدعوة إلى موسم قصير للتنس بعد وصف «سباق الفئران»!
  • دراسة: اكتشاف دواء يطيل العمر بنسبة 30%
  • رود: «سباق الفئران» ليس عادلاً في تصنيف لاعبي التنس!
  • اكتشاف آلية جزيئية فريدة في بكتيريا السل يمهد لعلاجات مبتكرة
  • تصرفات صغيرة عليكِ إدراجها في برنامج حب النفس اليومي
  • اكتشاف مذهل لآلية جديدة تمكن الجسم من خسارة 30% من الوزن في أسبوع!
  • نتنياهو يزعم تمكن الاحتلال من اغتيال محمد السنوار في قطاع غزة
  • «راكز» تمكن الشركات الصغيرة والمتوسطة باستراتيجيات الإدارة المالية الذكية