التمس القضاء الجزائري في حق المتهمين في قضية الفساد التي طالت المؤسسة الوطنية للنقل البحري للمسافرين توقيع عقوبة 5 سنوات حبسا نافذا، وغرامة مالية مع مصادرة جميع المحجوزات.

وذكرت وسائل إعلام جزائرية أن "فضائح الفساد عصفت مرة أخرى بالمؤسسة الوطنية للنقل البحري للمسافرين (ENTMV) التي قامت باقتناء أجهزة حساسة لصالح الباخرة العملاقة باجي مختار 03، من أمريكا بسرية تامة بدون الحصول على تراخيص من وزارة الدفاع الوطني ولا من الجهات الأخرى المؤهلة، وهو ما يعتبر خرقا للقانون الجزائري 410 / 09 المتعلق بتحديد قواعد الأمن المطبقة على النشاطات المنصبة على التجهيزات الحساسة، والأخطر من ذلك فإن المورد الأمريكي قام بإعداد اتفاقية فرضت شروطا مجحفة تمس باستقلالية الشركة من جهة وببعض بنود النظام العام والقوانين الداخلية للدولة الجزائرية".

إقرأ المزيد القضاء الجزائري يكشف تفاصيل صادمة عن "ملف الفساد" في قطاع النقل البحري

ووصف وكيل الجمهورية لدى القطب الجزائي الاقتصادي والمالي، الوقائع بـ"الخطيرة"، حيث التمس نهاية الأسبوع في حق المتهمين توقيع عقوبة 5 سنوات حبسا نافذا، وغرامة مالية نافذة قدرها مليون دينار جزائري مع مصادرة جميع المحجوزات التي تم تجميدها من طرف قاضي التحقيق، في حين قرر رئيس القطب الجزائي الاقتصادي والمالي، النطق بالأحكام في حق المتهمين يوم 10 يونيو الجاري.

وأوضحت وسائل الإعلام أن "القضية يتابع فيها كل من المتهم م.س الذي تولى منصب المدير العام للشركة الوطنية للنقل البحري للمسافرين من شهر يونيو 2022 إلى غاية شهر نوفمبر 2022، إلى جانب المتهم ل.ر قائد باخرة باجي مختار 03 المملوكة للشركة الوطنية للنقل البحري للمسافرين، وكذا المدعوة ب.غ التي شغلت منصب مديرة الإعلام الآلي والاتصال بالشركة الوطنية للنقل البحري للمسافرين من تاريخ 1 سبتمبر 2008 إلى غاية شهر يونيو 2022 وحاليا تشغل منصب مساعدة المدير العام للشركة".

وانطلقت وقائع القضية بناء على تقرير مفصل وارد إلى وزارة النقل من طرف وزارة الداخلية، بخصوص "عملية اقتناء هوائي خاص بالأنترنت لدى الشركة الأمريكية (MTA) المختصة في مجال الاتصالات لفائدة باخرة برج باجي مختار 03، كلف خزينة المؤسسة 70 ألف يورو".

وحسب التقرير ذاته، فإن "الصفقة جاءت في سرية تامة من قبل المدير العام السابق للمؤسسة م.س وتمت بدون الموافقة المسبقة من المصالح المختصة على غرار وزارة الدفاع الوطني ولا من الجهات الأخرى المؤهلة، بالإضافة إلى ذلك، فإن هذا العتاد متواجد بمخزن تلك الباخرة منذ تاريخ 10 نوفمبر 2022، في حين أن التحقيق الداخلي لمفتشية وزارة النقل توصل إلى تسجيل تبديد أموال عمومية من طرف مسيري الشركة".

وخلال استجواب المتهم (م.س) الذي تولى منصب المدير العام، أنكر جميع التهم الموجه إليه وأكد أنه تم تنصيبه على رأس المؤسسة ابتداء من شهر يوليو 2023 إلى غاية تاريخ 8 نوفمبر 2023 وهذا بعدما تم إيداع المدير السابق للمؤسسة في السجن.

وفي تفاصيل وقائع اقتناء الأجهزة من قبل المؤسسة الوطنية للنقل البحري للمسافرين من الشركة الأمريكية، لفائدة سفينة "باجي مختار 03"، قال المتهم إن "ذلك تم قبل تنصيبه على رأس المؤسسة"، موضحا أن "اقتناء الأجهزة جاء بطلب من قائد تلك السفينة".

المصدر: الشروق الجزائرية

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أخبار الجزائر السلطة القضائية شرطة قضاء الوطنیة للنقل البحری للمسافرین المدیر العام

إقرأ أيضاً:

"نُطف الحرية".. رسالة تتجاوز جدران السجون الإسرائيلية

في قلب واقع تحكمه القيود الأمنية والسجون المعزولة، تبرز قصص فلسطينية تُعيد تعريف معنى الأبوة والإرادة، و من داخل السجون الإسرائيلية، خرجت نُطف تحمل الأمل، وهزمت العزل، لترسم ملامح حياة جديدة خلف خطوط الأسلاك. اعلان

 

رغم سنوات الأسر الطويلة وغياب الحرية، لم تُطفئ السجون الإسرائيلية حلم الأبوة في قلوب الكثير من الأسرى الفلسطينيين، ففي ظل واقع تحكمه القيود الأمنية والسجون المعزولة، لجأ عدد من الأسرى إلى وسيلة غير تقليدية لتمديد نسلهم، بتهريب نُطفهم إلى خارج المعتقلات، ما أدى إلى ولادة عشرات الأطفال الذين لم يروا آباءهم إلا بعد سنوات — أو لم يروهم قط.

 من بين هذه القصص، قصة الأسير المحرر حسام العطار، الذي اعتُقل عام 2009 وهو لا يزال حديث الزواج، بتهمة "مساعدة العناصر المسلحة"، وحُكم عليه بالسجن 18 عامًا. السلطات الإسرائيلية لم تسمح بحصول أي لقاء مباشر بين حسام وزوجته، لكنه لجأ إلى وسيلة غير تقليدية.. تهريب نطفة عبر قنوات سرية لتخصيب زوجته داخل غزة، بعد مرور عشر سنوات، التقى حسام ابنته جنات للمرة الأولى بعد إطلاق سراحه في فبراير 2025 ضمن صفقة تبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل.

 تقول جنات العطار، وهي تمسك بيد والدها لأول مرة: "كنت أتصور أنه رجل مسنّ، مثل جدّي. الحمد لله، كان شابًا وجميلًا."

 يستعيد حسام العطار تفاصيل قراره بتهريب النطفة قائلًا:"هرّبت النطفة بمساعدة أحد الزائرين. كانت الفكرة أن نُهرّبها مع طفل صغير."

Relatedأسرى فلسطينيون محررون من السجون الإسرائيلية يروون أهوالها.. وأحدهم لم يتمكن بسبب ألمهاحتفالات في رام الله بعد إالإفراج عن أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية في إطار اتفاق التبادلسيف درويش.. أصغر أسير محرر من السجون الإسرائيلية يخشى اعتقاله مجددا

 تسعة أشهر بعد التهريب، أبصرت جنات النور، لكنها لم تعرف وجه والدها إلا بعد إطلاق سراحه، لأنها لم تكن مسجّلة، ولم يكن معترَفاً بها رسمياً، تصف طفلة العشر سنوات، مشاعرها خلال مرحلة الطفولة، حين كانت جدران السجن تفصلها عن والدها: "في المدرسة، كان هناك آباء يأتون لاصطحاب بناتهم إلى البيت. كنت أحزن وأبكي، لأن والدي كان في السجن. كل الأطفال كان لديهم آباء، أما أنا فلم أكن أعرف حتى شكله."

   في مستشفى الحلّو الدولي بمدينةغزة، يقول الطبيب المختص في أمراض النساء والتوليد، د. محمد الحلّو، عن الظاهرة التي باتت تعرف بـ"نُطف الحرية":  "لدينا العديد من قصص النجاح.. وصلت إلينا عينات من السجون ومن مخيمات اللاجئين، هذه الممارسة تعزز صمودنا هنا في فلسطين، وتمكننا من مواصلة الحياة وتوريث الأجيال رغم الظروف."

 ويتابع الطبيب الشاب: "هناك مئات الحالات التي تم فيها إرسال العينات من داخل السجون، لهذا نطالب بتحسين الظروف، ونأمل بتدخل دولي لتسهيل هذه العمليات الإنسانية."

 قصة جنات ليس الوحيدة في غزة، فهناك العشرات من القصص المتشابهة، وإن كانت تختلف في تفاصيلها إلا أنها تحمل نفس الرسالة والهدف وتُجسّد المعاناة والأمل.

 فمن أطراف مدينة غزة المدمرة، تظهر قصة الأسير المحرر أحمد السكني، الذي قضى 22 عامًا في السجون بتهمة الانتماء لحركة الجهاد الإسلامي والمشاركة في عملية ضد الجيش الإسرائيلي، خلال فترة أسره، فقد ابنه الوحيد في حادث سير، فقرّر تهريب نطفته رغم الصعوبات النفسية والعملية.

 يقول السكني: "فعلت هذا من أجل عائلتي ومن أجلي، لنخرج من الحالة التي كنا فيها بعد فقدان ابننا. كان قرارًا صعبًا، لكننا تمكّنا من تنفيذه بمساعدة الله، ورغم تحقّق حلمه في إنجاب طفلين، فإن الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة أجبرت عائلته على مغادرة القطاع إلى مصر، ما جعل لقاءه بأطفاله مرهونًا بمكالمات الفيديو، التي يتحدث فيها أحمد مع أطفاله بمرارة الاشتياق وآمل اللقاء القريب

 ورغم الحرب، والشتات، والألم، يستمر هؤلاء الآباء في التشبث بحلمهم الأبوي، متحدّين السجن والغياب والإجراءات الإسرائيلية. أطفالهم وُلدوا من "نُطف مهرّبة"، لكنهم يشكلون اليوم دليلاً حيًّا على أن الحياة لا تُقيَّد، وأن الأمل لا يُسجن.

 

 

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • السجن المشدد لمتهمين بالانضمام لـ «خلية داعش العمرانية الثانية»
  • السجن 5 و3 سنوات لمتهمين في أعمال عنف بالعمرانية
  • السجن 5 سنوات لمتهم و3 سنوات لمتهمة بـخلية داعش العمرانية الثانية
  • المدير العام لقوات الشرطة يتفقد قوات الإحتياطي المركزي القطاع الاول امدرمان ويمتدح جهود قوات الإحتياطي المركزي في معركة الكرامة الوطنية
  • السوق المالية توافق على زيادة رأس مال «الوطنية للنقل البحري»
  • السجن 6 سنوات بحق مدان انتحل صفة مدير عام في هيئة النزاهة
  • "نُطف الحرية".. رسالة تتجاوز جدران السجون الإسرائيلية
  • إعدام مواطن في السعودية بتهم بينها تسريب معلومات حساسة
  • الجزائر.. السجن لثلاثة أشخاص رغبوا بالترشح للانتخابات الرئاسية
  • سرب معلومات حساسة عن المملكة للخارج.. داخلية السعودية تعلن إعدام مواطن تعزيرا