استشهد وجرح عشرات الفلسطينيين في غارات إسرائيلية على قطاع غزة اليوم الأحد، في حين انتشلت طواقم الإسعاف والدفاع المدني جثامين أكثر من 120 شهيدا من تحت الأنقاض في مخيم جباليا شمالي القطاع، والذي أعلن أنه وبيت حانون منطقتين منكوبتين، وسط استمرار الاشتباكات.

وبعد يومين من انسحاب جيش الاحتلال من مناطق شمال قطاع غزة، تتواصل عمليات انتشال الشهداء من تحت أنقاض مخيم جباليا.

في حين أعلن رئيس لجنة طوارئ البلديات في شمال غزة جباليا وبيت حانون منطقتين منكوبتين، نظرا للدمار الذي يفوق الوصف إثر العملية التي استمرت 20 يوما.

من جانبها، أكدت وزارة الصحة في غزة أن قوات الاحتلال ارتكب 4 مجازر خلال الساعات الـ24 الأخيرة وصل منها للمستشفيات 60 شهيدا و220 مصابا.

وأضافت أن حصيلة ضحايا العدوان المستمر على القطاع منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي ارتفعت إلى 36 ألفا و439 شهيدا و82 ألفا و627 مصابا.

استهداف مدينة غزة

وفي مدينة رفح جنوبي القطاع، استشهد رجل وزوجته وطفلهما الرضيع إثر استهداف طائرات الاحتلال الإسرائيلي منزل عائلة "النبيه"، قرب ساحة الشوّا، في حي الدرج، شرقي المدينة.

وانتشلت طواقم الدفاع المدني جثث الشهداء وعددا من الجرحى من الموقع. وأفاد مراسل الجزيرة باستمرار جهود طواقم الدفاع المدني لاستخراج المصابين من تحت أنقاض المنزل.

واستهدفت المدفعية الإسرائيلية المتمركزة في المناطق الشرقية والجنوبية لمدينة غزة، جنوب حيي الزيتون والصبرة بشكل متقطع، بالتزامن مع إطلاق نار مكثف.

كما اندلعت اشتباكات عنيفة بين فصائل المقاومة والجيش الإسرائيلي في محور نتساريم جنوبي مدينة غزة، تزامنا مع إطلاق قذائف باتجاه قوات الجيش المتمركزة هناك.

وقصفت المدفعية الإسرائيلية مدينة الزهراء وأبراج الأسرى شمال غرب مخيم النصيرات (وسط)، في حين كثفت المدفعية الإسرائيلية قصفها للمناطق الشرقية لمخيمي البريج والمغازي ودير البلح (وسط).

عاجل | مراسل شهاب: غارة إسرائيلية جنوب غرب رفح جنوبي قطاع غزة pic.twitter.com/51w6aYogPD

— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) June 2, 2024

قصف رفح

وفي رفح جنوبي القطاع، أعلنت كتائب القسام أنها استهدفت جرافتين عسكريتين من نوع "دي 9" بقذيفتي تاندوم في شارع بوابة صلاح الدين في المدينة.

وأفاد مراسل الجزيرة بإصابة فلسطينيين في قصف من مسيّرة إسرائيلية، استهدفت تجمعا لأشخاص في حي الزهور شمالي رفح.

وكان حي تل السلطان، غربي رفح، قد تعرض أيضا لقصف من مسيّرة إسرائيلية أدى إلى وقوع إصابات.

وفي خان يونس، أطلقت الزوارق الحربية الإسرائيلية قذائف ونيران أسلحتها الرشاشة في عرض البحر مقابل منطقة المواصي، بينما شنت الطائرات الحربية غارات استهدفت أرضا في بلدة القرارة شمالي المدينة.

وتواصل إسرائيل عدوانها متجاهلة قرارا من مجلس الأمن يطالبها بوقف القتال فورا، وأوامر من محكمة العدل تطالبها بوقف هجومها على رفح جنوبي القطاع، واتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية بغزة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رفح جنوبی

إقرأ أيضاً:

هل نجح العدوان على لبنان وفشل في القطاع؟.. دراسة إسرائيلية

نشرت صحيفة "مكور ريشون" العبرية، دراسة للباحث في معهد مِسغاف للأمن القومي، إيلي كلوتشتاين، جاء فيها أنّه: مع مرور أكثر من عام ونصف على اندلاع عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة، تتراكم التساؤلات حول إخفاقه في القضاء على حماس، كما كان يتوعد منذ بدء الحرب، خاصة عقب ضربات وجّهها لحزب الله في لبنان.

وأبرز كلوتشتاين، خلال الدراسة التي ترجمتها "عربي21" أنّه: "هناك فجوات بين الساحتين الشمالية مع لبنان، والجنوبية مع غزة، من حيث: الجغرافيا، الهدف، والوضع السياسي، وبالطبع قضية الأسرى".

وتابع: "الحرب المطولة ضد حماس تستمر بشكل متقطع لمدة عام وثمانية أشهر، لكن أحد الأشياء التي لا يملكها الاحتلال هو الوقت الإضافي، لأن الحرب تثقل كاهل الجبهة الداخلية والاحتياط، وتؤدي لتآكل مصداقيتها السياسية، وتضر باقتصادها، وتُقلّل من تصميم الجمهور وقدرته على الصمود في الحرب ضد غزة، ما يطرح السؤال عن كيفية وصول الجيش لهذا الوضع، في حين أن الوقت بين يديه ينفد".

أوجه الشبه والاختلاف
أضاف كلوتشتاين، في الدراسة نفسها، أنّ: "السؤال يصبح أكثر حدّة عندما نقارن ما يحدث في غزة من قتال، عما حصل في لبنان من قتال مماثل، لكن الحرب هناك انتهت في غضون بضعة أشهر منذ اللحظة التي بدأت فيها على محمل الجدّ".

"كيف يمكن للجيش أن يهزم بسرعة حزب الله، المنظمة الأقوى في الشرق الأوسط، في حين أنه يتخبّط في وحل غزة منذ فترة طويلة، ويواجه صعوبة في مواجهة منظمة أضعف، وما هي الاختلافات بين الساحتين التي تسببت بذلك؟" وفقا للدراسة ذاتها.

وأشارت إلى أنّ: "هناك العديد من أوجه التشابه بين الساحتين اللتين انفتحتا ضد الاحتلال يومي 7 و8 أكتوبر 2023، ففي كلتيهما، قاتل الجيش ضد منظمتين إسلاميتين مدعومتين من إيران، ونجح بالقضاء على قياداتهما السياسية والعسكرية تقريبا".

وأوضح أنه: "في الوقت ذاته هناك العديد من الاختلافات الموضوعية بين الساحتين، وسلوك الاحتلال تجاههما، وأنواع الأهداف التي وضعها نحوهما، والأسباب الجغرافية، والسياسة الداخلية لديهما، مع أن أولى الاختلافات هي الجاهزية".

"دخل الاحتلال حربه مع الحزب وهو مستعد لها لسنوات طويلة، وبعد استيعاب دروس حرب لبنان الثانية، وبدأ بإعداد الأرضية لمواجهة متجددة معه، وقام ببناء سيناريوهات معقدة، وإنشاء مجموعات استخباراتية، وكتابة خطط عملياتية" استرسلت الدراسة.

ولفتت: "فيما نظر إلى حماس دائما باعتبارها عدوا ينبغي محاربته في حملة قصيرة الأمد على الأكثر، في محاولة للتوصل لتفاهمات معها تؤدي للاحتواء والتهدئة".


الأداء العملياتي في لبنان وغزة
أشار إلى أنّ: "هذا لا يعني أن المؤسسة الأمنية تجاهلت وجود حماس، ولم تستعد له، كما ظهر في محاولة الهجوم على "مترو الأنفاق" في مايو 2021، لكنه حاول شراء الهدوء معها من خلال الرخاء والرفاهية، بجانب الفرق في المواجهة العملياتية مع الحزب وحماس".

وزعم: "الأول تم بناؤه في السنوات الأخيرة بالعديد من خصائص الجيش المنظم، وأصبح من الأسهل تحديد مواقعه وأهدافه، وأسرار أسلحته وأصوله الاستراتيجية، ما مكّن من بناء الخطط لمهاجمته، أما حماس فأنشأت إطاراً قتالياً من الألوية والكتائب، وحفر مقاتلوها الأنفاق، ما يجعل ضربهم أكثر صعوبة".

وأكد أنّ: "هناك اختلاقا كبيرا بين غزة ولبنان يتعلق بخصائصهما الجغرافية: فغزة شريط ضيق مغلق، معزول من جانب واحد بالحدود المصرية جنوباً، حيث ترددت القاهرة بفتحها أمام تدفق جماعي للفلسطينيين، وغربا يوجد البحر المتوسط، ودولة الاحتلال شمالا وشرقاً، ولا يوجد للفلسطينيين مكان يفرون إليه، ولا أحد يسمح لهم بالمغادرة، أما في لبنان فلجأ السكان من الجنوب لأماكن آمنة، وتجنّبوا قصف الاحتلال، ودخوله البري".

وأشار إلى: "اختلاف آخر يتمثل بأهداف الحملتين، ففي لبنان، لم يحاول الاحتلال القضاء على الحزب، بل دفعه بعيداً عن الحدود، وإحباط قدرته على تشكيل تهديد له، لإعادة مستوطني الشمال لمنازلهم، ولم يسعى للسيطرة على الجنوب، أو البقاء لفترة طويلة".

وتابع: "حتى بعد وقف إطلاق النار، لم يتضمن الأمر سوى البقاء في خمس نقاط استراتيجية حدودية، أما في غزة فإنّ الحكومة تهدف للخروج بـ"نصر كامل" على حماس، ما يتضمن نزع سلاحها، والقضاء عليها كقوة مقاتلة نشطة، وقتل قادتها، أو جعلهم يوافقون على مغادرة غزة".

حماس تضرّرت لكنها لم تُهزم
أوضح أنّ: "هناك اختلافا متعلقا بالصراع السياسي، فقد أخلّت معارك لبنان بالتوازن السياسي السائد فيه حتى ذلك الحين، حيث اتضح أن هناك عنواناً آخر في بيروت يمكن التوجه إليه لتدبير الأمور متمثلا بمؤسسات الدولة التي نشأت رداً على الدمار الكبير الذي شهدته البلاد في الحرب".

واسترسل: "أما في غزة، فإنّ الوضع مختلف تماما، لأن السلطة الفلسطينية ليس خياراً ملائماً لإدارتها بنظر الاحتلال، وطالما لم يتم العثور على هيئة دولية أخرى تتولى إدارتها، فلن ينشأ أي بديل محتمل لحكم حماس".


وأضاف أنّ: "هناك اختلافا آخر يتعلق بالضغط الدولي على الاحتلال، فالحرب في لبنان لم تكن في قلب الالتماسات المقدمة للمحاكم الدولية، أما النضال الفلسطيني فإنه يحظى بالشرعية في العالم، وهو عمل مبرر بسبب الاحتلال الإسرائيلي".

ومضى بالقول إنّ: "الفلسطينيون لديهم العديد من المؤيدين في الغرب، وهم يرون أمام أعينهم المعاناة، ما وضع الاحتلال تحت الضغط الدولي، وتآكل الدعم الذي حظي به بداية الحرب".

وحذّر الكاتب من: "أن قياس الحرب لا يمكن أن ينتج معادلة ثنائية، نصراً كاملاً أو هزيمة كاملة، ولعل الحكومة أخطأت عندما حاولت تصوير الهدف في غزة بهذه الطريقة، وتصوير القضاء على حماس وعناصرها وأسلحتها بأنها نتيجة ثنائية: نعم أو لا، لأن النصر مفهوم أكثر غموضًا، ويصعب تعريفه بوضوح".

مقالات مشابهة

  • 31 شهيدا بمجزرة إسرائيلية استهدفت طالبي مساعدات جنوبي قطاع غزة
  • غزة: 354 شهيداً ومصاب في مجازر مراكز المساعدات الأمريكية بأقل من أسبوع
  • كم بلغت أعداد ضحايا آلية المساعدات الأمريكية الإسرائيلية في غزة؟
  • هل نجح العدوان على لبنان وفشل في القطاع؟.. دراسة إسرائيلية
  • بالفيديو والصور: 30 شهيداً في مجزرة إسرائيلية جديدة غرب رفح
  • إعلان بلدية خزاعة جنوبي غزة «منطقة منكوبة» بعد تدمير الاحتلال لجميع المباني
  • 49 شهيدا في غزة والاحتلال يكثف غاراته على خان يونس
  • «مجزرة جديدة».. 13 شهيدا إثر قصف طائرة مسيرة إسرائيلية خيمة نازحين في خان يونس
  • 13 شهيدا إثر قصف طائرة مسيرة إسرائيلية خيمة نازحين في مواصي خان يونس
  • يوم دموي جديد في غزة: مجازر من جباليا حتى رفح وجرحى أثناء استلام المساعدات