سر عدم ظهور غبار عند هبوط المسبار الصيني على القمر.. ما علاقة الجاذبية؟

هبط المسبار الفضائي الصيني «تشانغي-6» أخيرًا على الجانب البعيد من القمر بعد قرابة شهر على إطلاقه في مهمة لجمع عيّنات، وهي المنطقة المظلمة من القمر التي لم يحصل الإنسان على فرصة واحدة لإلقاء نظرة عليها، ونجح في التقاط صورًا نادرة وفريدة للغاية لم نشهدها من قبل، بحسب ما أفاد الإعلام الرسمي في بكين، إلا أنّ الصور الملتقطة لم يظهر فيها أي غبار أو أتربة متطايرة عند هبوط المسبار على سطح القمر.

سر عدم ظهور غبار أو أتربة على القمر

المهندس ماجد أبو زاهرة رئيس الجمعية الفلكية بجدة، يوضح في منشور شاركه مع متابعيه عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، سر عدم رؤية الكثير من الغبار المتطاير عند هبوط مركبة فضائية على القمر، وذلك لسببين رئيسيين، أولهما أنّ القمر عكس الأرض ليس له غلاف جوي، إذ يؤثر هذا الاختلاف الجوهري بشكل كبير على مسار غباره، فبينما تُقاوم الرياح على الأرض حركة غبارها، ينطلق غبار القمر بحرية مطلقة في الفضاء.

وتُشبه المركبات الفضائية على الأرض مكنسة كهربائية عملاقة، حيث تدفع دافعاتها الهواء، ما يخلق تيارًا هوائيًا يُجرف الغبار بعيدًا، لكن على سطح القمر، لا وجود لهذا الهواء، ونتيجةً لذلك؛ تُطلق محركات الدفع على القمر جزيئات الغبار في كل الاتجاهات دون أي مقاومة، فتتطاير هذه الجزيئات بسرعة هائلة، لتنتشر في الفضاء دون قيود.

وبحسب رئيس الجمعية الفلكية، فإنّه على سطح القمر، حيث الجاذبية ضعيفة (حوالي 1/6 جاذبية الأرض)، تُقدم لنا جزيئات الغبار رقصةً فريدةً تُظهر تأثير الجاذبية على حركة المواد في الفضاء، فعندما تهبط مركبة فضائية على القمر، تُطلق محركاتها عند الهبوط كميةً هائلةً من غبار القمر، لكن بدلًا من أن تتساقط هذه الجزيئات بسرعة على الأرض كما يحدث على كوكبنا، تُحلق في الفضاء ببطء بسبب الجاذبية المنخفضة.

وتُشبه هذه الجزيئات رقصةً بطيئةً، حيث تُحلق بعيدًا عن مركبة الهبوط لمسافاتٍ أطول بكثير مما يحدث على الأرض، وبحلول الوقت الذي تكون فيه هذه الجزيئات ضمن نطاق رؤية مركبة الهبوط مرةً أخرى، تكون قد استقرت بالفعل على سطح القمر.

مهمة تاريخية للمسبار الصيني 

وعندما تهبط مركبة فضائية على سطح القمر، تُطلق محركاتها كمية هائلة من الغبار في الفضاء، لكن هذا الغبار يتصرف بشكل مختلف تمامًا عن غبار الأرض، فيمكن أن يكون هناك لحظة قصيرة تطاير لغبار بعد الهبوط مباشرة حيث يؤدي الهبوط إلى بعثرة الطبقة السطحية، كما يمكن أن يصبح غبار القمر مشحونًا كهروستاتيكيا بفعل ضوء الشمس، ما قد يؤدي إلى تحليقه في الهواء لفترة من الوقت بعد تبعثره.

وحاليًا تخضع مركبة الهبوط الصينية لمراقبة وكالات الفضاء المختلفة، وقريبًا سوف تلتقط لها وكالة ناسا صورة توضح موقع هبوطها. 

وكان المسبار الصيني انطلق في رحلة تاريخية في 3 مايو من قاعدة ونتشانغ الفضائية في جزيرة هاينان، بهدف تحقيق إنجاز غير مسبوق بجلب عينة من تربة القمر من الجانب البعيد للقمر إلى الأرض للمرة الأولى في تاريخ البشرية.

المصدر: الوطن